البــاب الأول: عناصر الوصف الخارجي  

من كتاب "فن الكتابة: تقنيات الوصف"

للكاتب: عبد الله خمّار

 

الفصــــل الثـــــاني

الأصوات

        وتدرك بحاسة السمع وهي الأذن حيث نشعر بواسطتها بموجات الصوت، وندرك نوعها ونفهم معناها. وعالم الأصوات هو عالم قائم بذاته يعرفه حق المعرفة فاقدو البصر فهم يستطيعون تمييز الأشياء من أصواتها، كما يعرف ذلك الموسيقيون الذين نمت لديهم هذه الحاسة إلى درجة أن الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب يقول: "أنا كلي أذن". وقديما قال الشاعر:

يا ناس أذني لبعض الحي عاشقة                والأذن تعشق قبل العين أحيانا

أنواع الأصوا ت :

         والأصوات نوعان: حيوانية وغير حيوانية. وغير الحيوانية تنقسم إلى نوعين: طبيعية وآلية، فالطبيعية هي ما يخرج من الطبيعة كصوت الرعد والريح والأمواج والأنهر والخشب والحديد والحجر وما شابهها. والآلية هي التي تخرج من الأوتار والمزامير والأبواق والطبول وغيرها.

والأصوات الحيوانية نوعان:

         ناطقة وهي أصوات الإنسان، وغير ناطقة وهي أصوات الحيوان. وصوت الإنسان نوعان: الأول هو الصوت الذي لا تهجئة كلامية له كالضحك والبكاء والصياح، والثاني هو الذي ينتج عن الكلام المهجأ.

أسماء الأصوات:     

        وقد درس علماء اللغة الأصوات من حيث مخارجها، وصفاتها، وكيفية صدورها، وميزوا بين الأصوات الصامتة والصائتة، كما درسها علماء الفيزياء من حيث انتقالها وانعكاسها وانكسارها وتداخلها وقياسها. وقد اشتقت من الأصوات أسماء في اللغة العربية، وأسماء الأصوات نوعان: نوع يخاطب به الصغار، ومالا يعقل من الحيوان مثل : كِخْ لزجر الطفل وهس للغنم، ونوع يحكى به صوت، نحو: طق لصوت الحجر، وغاق لصوت الغراب.

ذبذبات صوت الإنسان :

        وصوت الإنسان يختلف من شخص إلى شخص، وهو كالبصمة لا يتعدد، وعمقه ومداه، وحدته، وحجمه، واتساعه، وسواء كان همسا أو صياحا أو هتافا أو زعيقا، وخروجه من الأنف أو الحلق كالخنـّة و الغنـّة والعقيرة، عند اليقظة أو عند النوم كالشخير والغطيط له تأثير في السامع، ويعطي صورة عن صاحبه.

        والصوت يعبر عن الانفعال كصريف الأسنان ونقيض الضلوع والمفاصل والأصابع، وعن المرض كقرقرة البطن، وعن الفرح والإعجاب كالهتاف والتصفيق باليدين. والصوت مرتبط بالموسيقى والإيقاع والأغاني.

إعجاب الناس بالصوت الجميل :

        وقد أحب الناس الصوت الجميل وطربوا له في كل زمان ومكان، وأثر في نفوسهم وحرك أحاسيسهم. وما عناية العرب والمسلمين بترتيل القرآن الكريم وتجويده، واهتمامهم باختيار أحسن الأصوات للأذان إلا دليل على أن جمال الصوت يؤثر في نقل المعاني، وإيصالها إلى العقل والقلب معا، كما وجهوا اهتمامهم كغيرهم من الأمم إلى الغناء والموسيقى وكان من جراء عنايتهم بهما تأليف الكتاب الموسوعي العظيم "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني الذي يتحدث في معظمه عن أهم الأصوات والألحان الشائعة في العصرين الأموي والعباسي ويترجم لأصحابها من المغنين والشعراء .

أوصاف الأصوات الجميلة والقبيحة :

        وقد وضعوا للأصوات الحسنة والقبيحة أوصافا تميز كلا منها، وتحدد الفروق الدقيقة بينها، وهذه أوصاف بعض الأصوات العذبة :

        " فالصوت الشجي هو أحسن الأصوات وأحلاها وأصفاها وأكثرها نغما، والمخلخل: هو الصوت العالي الحاد النغم بحلاوة وجهارة، والجهير: هو ما تسميه العامة (بالجهوري) وهو الغليط الذاهب في الأسماع، والأجش: هو الجهير ببحَّة مليحة ونغمة مفخمة، والناعم: هو الصوت المليح الموقع الصافي النغم، والأبح هو على ثلاثة أوجه، فقد يكون أبح خلقة أو من علة أو من تعب. وهو خلقة أحسن. والكرواني: هو الذي يشبه أصوات الكروانات دقة وصفاء وتسلسلا. والزوايدي هو الذي تكون نغمته زائدة عن مقادير طبقة الغناء أو مرتفعة عن الوتر".

                                الموسيقى النظرية : سليم الحلو . ص 15

وقد وصف ابن الرومي صوت وغناء وحيد المغنية فأبدع:

" تـتغـنّى كأنها لا تغـنّي     من سكون الأوصال وهي تجيدُ

مدَّ في شأو صوتها نـفس كـافٍ كأنفـاس عاشقـيها  مـديدُ

وأرقَّ الدلالُ والغنـجُ منه       وبراه الشَّـجا فكـاد يـبيـدُ

 فتراه يموت طورا ويحـيا      مُسْــتلذ بسـيطهُ والـنشيـدُ

فيه وشيٌ وفيه حليٌ من النغم       مصـوغ يختال فـيه القصيدُ"

                        ابن الرومي شاعر الغربة النفسية، فوزي عطوي ص56

 

وهذه أوصاف بعض الأصوات القبيحة :

        " المظلم : هو الذي ليس فيه نغمة ولا يكاد يسمع، والمختنق: هو الذي كأن صاحبه يخنق، ويكثر ( تنحنحه). المغتص: هو الذي يمتنع بلع ريقه ويتغير فيه الغناء أو يتقطع، الأخن: هو الذي كأن أنف صاحبه مسدود. المبلبل: هو الذي تختلف فيه النغمات وتزول عن أماكنها، النابي: هو الذي ينبو عن الأصوات في المراسلات".

                                الموسيقى النظرية سليم الحلو ص 16

وقد وصف لنا شاعر الوصف الكبير ابن الرومي غناء كنيزة القبيح:

"تظلُّ تلقي على من ضمّ مجلسها        قوْلاً ثقيلاً على الأسماع  كاللوم ِ

لهـا غناء يثيب الله سـامعـه         ضعفيْ ثواب صلاة الليل والصوم ِ

ظللـت أشرب بالأرطال لا طرباً       علـيه بل طلبـاً للسُّكر والنوم ِ"

        منتخبات الأدب العربي ـ حنا الفاخوري ص 238

أصوات الحيوانات :

        وكما يتميز الإنسان بصوته كذلك تتميز الحيوانات والطيور  والحشرات بأصواتها، فالزئير والزمجرة للأسد، والخرخرة للنمر، والضبح للثعلب والأرنب، والعواء للذئب، والنباح والهرير للكلب، والمواء والمعاء والنعاء للقط والصهيل والشخير والحمحمة للحصان، والشهيق والنهيق للحمار، والخوار للبقر والقباع للفيل، والزقزقة والتغريد والصداح للطير، والنواح والهديل والهتاف للحمام، والنقنقة للضفدع والطنين للذباب والفحيح للأفعى، وهكذا إلى ما لا نهاية له من أسماء أصوات الحيوانات والطيور والحشرات.

أصوات الأشياء :

        أما الأشياء فلها أصواتها الخاصة، كصرير القلم وتكتكة الساعة، وطنين الجرس، وقعقعة السلاح وهسهسة الحلي، وخشخشة الثوب الجديد، وهزيم الرعد، وهرهرة الريح، وحفيف الشجر، وخرير الماء وطبطبة السيل، وقرقرة الشراب في حلق الشارب. ويجب أن يلم الكاتب ببعض الأصوات ويستعين بمعاجم المعاني للتمييز بينها عند الاستعمال. وهذه الآن بعض الأمثلة نبدأها بالأصوات الإنسانية البهيجة :

1 ـ  الضحك (الطيب صالح):

        "وضحكوا كلهم : كل واحد منهم على طريقته، أحمد إسماعيل يكركر، يضحك، يزمجر بين بطنه وصدره، ومحجوب يضحك في فمه، ويحدث طقطقة بلسانه، وعبد الحفيظ يضحك كالطفل، وحمد ود الريس يضحك بجسمه كله، وخاصة رجليه، والطاهر الرواسي يمسك رأسه بجماع يديه حين يضحك، وكان سعيد في دكانه، فضحك ضحكته الخشنة التي تشبه صوت المنشار في الخشب".

                                        عرس الزين ص 106

2 ـ الغناء ( دوستويفسكي):

        "لقد بدأت غناءها بصوت عامي مبتذل، متهدج، ولكنه على الإجمال جميل وقوي. انضم راسكولينكوف إلى مستمعين أو ثلاثة مستمعين، وأنصت إليها لحظة، ثم أخرج قطعة من فئة الخمسة كوبيكات، ووضعها في يد الفتاة فقطعت الفتاة فجأة غناءها عند أعلى طبقة صوتية، وأشدها حساسية وعاطفة، ثم أطلقت كلمة "كفى" مقاطعة العازف الذي كان يشاركها في الأداء".

                                الجريمة والعقاب (1) ص 227

3  ـ القرار والجواب ( نجيب محفوظ ):

        "انطلقت "العالمة"  تنشد "بالذي أسكر من عذب اللما" فلحقت بها الجوقة في حماس، وكان أجمل ما يطرب فيها صوتان متجاوبان، أحدهما غليظ عريض للعازف الضرير، والآخر رقيق يندى بالطفولة لزنّوبة العوّادة".

        بين القصرين ص 111

4 ـ  الزغاريد ( الطيب صالح ):

        " ثم اشتعلت شعلة من الزغاريد في دار حاج إبراهيم، قرابة مائتي صوت، انطلقت مرة واحدة فارتجت نوافذ الدار، وتزغرد أم الزين، فترد عليها النساء، وتسمع زغاريدهن فتزغرد من جديد. لم تبق امرأة لم تزغرد في عرس الزين".

                                                عرس الزين ص 118

وهذه بعض أصوات التوجع والحزن :

5ـ الألم (همنغواي):

        " كان يعض ذراعه ويصيح: آه أمي، آه أمي، أمي آه، أمي، أميتيني آه يا ماريا الطيبة، اقتليني، أوقفي هذا الألم ... يا الله أوقفه آه آه آه آه ....أوقفوه ثم يغيب ... وما يلبث أن يعاود مولولا: آه يا أمي أمي أمي ...ويصمت عارضا ذراعيه".

                                            وداعا أيها السلاح ص 46

6ـ صراخ الاحتجاج على الظلم (محمد ديب):

        " أخذت فاطمة تندب وتنوح، وتلطم فخذيها لطما قويا. إن شكاتها تتصاعد حادة ثاقبة، إن هذا النحيب الذي يعبر عن الكره والغضب، يؤذن بالشقاء الذي هجم على دار السبيطار، واقتحمها بخطى واسعة".

                                                الدار الكبيرة ص 43

وهذه استعمالات بعض أصوات الحيوان والطيور:

7ـ النهيق والخوار (الطيب صالح):

        "أسمع أنين السواقي على النهر، وتصايح الناس في الحقل، وخوار ثور أو نهيق حمار".

                                        موسم الهجرة إلى الشمال ص 32

8 ـ النباح والصياح (الطيب صالح):

        " كانت البلد كعادتها صاحية في تلك الساعة من الليل، إلا من طقطقة مكنة الماء على الشاطئ، ونباح كلب من حين لآخر، وصياح ديك منفرد، أحس بالفجر قبل الأوان، يجاوبه صياح ديك آخر، ثم يخيم الصمت".

                                                المصدر نفسه ص 64

9 ـ زقزقة القبرات والطيور وصراخ الوقواق (تولستوي):

        " وفي الغيضة الأخرى ، تقوم غيضة من حور مختلف الألوان، ومن بندق وكرز، والأشجار ساكنة لا تتحرك، كأنها تطفح سعادة، وعلى أغصانها المبتلة، تسيل قطرات شفافة من ماء المطر، وتتساقط على الأوراق اليابسة من أوراق السنة الماضية، وفي جميع الجهات تطير قبرات، صاعدة هابطة، بحركات سريعة وغناء فرح، ومن الأدغال الرطبة، تخرج زقزقات الطيور الصغيرة، منهمكة في حركتها، ومن وسط الغيضة يعلو صراخ الوقواق واضحا متميزا".

                                الطفولة، المراهقة، الشباب ص 297

10ـ طنين الذبابة (دوستويفسكي):

        " وفجأة هرعت ذبابة كانت قد استفاقت وراحت تحوم حول زجاج النافدة، وتطن طنينا أليما".

                                الجريمة والعقاب (2) ص 400

11ـ نقيق الضفادع (ليلى عسيران):

        " أنا على أرض النهر، وأصوات الليل تستيقظ لتواكب المقاتلين، وتغطي صوت أقدامهم، والسماء تناجي نجومها، والنسيم يركض إلى الأغصان، وخرير الماء يتمطى بين أحضان الجدول، والحشائش تتهامس، ونقيق الضفادع  يتناوب، والمزروعات تشق الأرض لتكبر، وأنا بينهم لا أسمع ولا أفهم".

                                " خط الأفعى " ص 88

وهذه بعض الأصوات المختلفة:

 

12ـ خفقان القلب (دوستويفسكي):

        "ولبث واقفا، مدة طويلة ينتظر، وقلبه يزداد خفقانا بقدر ما يزداد القمر سكونا".

                                الجريمة والعقاب(2) ص400

13ـ صرير الأسنان ومصمصة الشفاه (الطيب صالح):

        "ويأكلون في صخب، تسمع صرير أسنانهم وهي تمضغ الطعام، وإذا شربوا ترقرقت حلوقهم بالماء، يتكرعون بأصوات عــالية، ويمصمصون بشفاههم".

 عرس الزين ص 114

14 ـ صوت الرعد والمطر ودبيب الأقدام ( نجيب محفوظ):

        "وبدأ تساقط المطر، وأرعدت السماء ولمع الإسفلت عند مدخل الفندق بأضواء المصابيح، ودغدغة المطر، وتتابع دبيب الأقدام، وارتفعت صيحات غلمان مهللة، ولجأ عابرون إلى عنق المدخل، وتوالت الضربات المرجفة فوق زجاج النافدة. غادر مكانه إلى مقدم المدخل، فقلب وجهه في السماء المظلمة، ثم نظر إلى الأرض، فرأى السيل المنهمر ينصب عليها كالحصا، ويجرف منحدراتها كالطوفان، لقد تلبد واحتدم، ثم انفجر".

                        الأعمال الكاملة ، الحجرة رقم 12 ص 632

15 ـ صوت قطرات الماء (باسترناك):

        " كانت قطرات الماء تتساقط على معدن أنابيب التصريف والميازيب محدثة هذه الأصوات: "تبْ .. تبْ .. تبْ .. وكل سقف يدق رسالة للسقف الآخر، كأن الربيع قد أقبل .. لقد أخذ الجليد في الذوبان".

                                                دكتور جيفاغو ص 108

16ـ قضقضة العظام (محمد ديب):

        "وأخذ يهزه هزا بلغ من القوة أن الفتى أحس بعظام عنقه تقضقض بين يديه".

                                                النول ص 542

 

17ـ حفيف الثوب (تولستوي):

        "سمع حفيف فستان امرأة في الغرفة المجاورة".

                                        الحرب والسلم (1) ص96

18ـ أزير الرصاص (إلفة الإدلبي):

        " وصرنا نعرف صوت رصاص الفرنسيين من رصاص الثوار، لأن "بواريد" الثوار مختلفة الأشكال والأنماط. ولكل واحدة صوت يختلف عن الأخرى: هذه التي تخرخر، وتلك التي توزوز أو تصوي، واحدة ألمانية والأخرى عثمانية أو نمساوية، وإذا تصادف أن مضت فترة من الليل ولم نسمع خلالها أزيز الرصاص، رحنا نتساءل بقلق: ماذا أصابهم اليوم؟  ولم لا يحركون ساكنا؟"

                                        دمشق يابسمة الحزن  ص 129

19 ـ الصدى في كهوف مارابار(فورستر):

        "والواقع أن في الهند بعض الأصداء العجيبة؛ فهناك الهمس الذي يحيط بقبة بيجابور، وهناك الجمل الطويلة المتماسكة التي تسري في الهواء في ماندو، وتعود سليمة إلى من فاه بها، أما الصدى بمارابار فيختلف عن ذلك، فهو ليس مما يمكن تمييزه بوضوح على الإطلاق ومهما كان ما يقال، فإن نفس الصوت الممل يجيب، ويتذبذب صاعدا هابطا على الجدران، حتى يمتصه السقف. كان الصوت كما يمكن أن تعبر عنه الحروف البشرية هو "بوم " أو " بو- أوم " أو" أو - بوم " صوت لا طرافة فيه على الإطلاق، وإن كلمة الأمل والأدب، ونفخ الأنف، وضربات الحذاء - كل هذه تحدث "بوم"، بل إن ضرب عود الثقاب يؤدي إلى خلق دودة صغيرة، متقوسة، أصغر من أن تكون دائرة، ولكن يمكن ملاحظتها أبدا، وإذا تحدث كثير من الناس في وقت واحد، بدأت ضجة أشبه بالنباح الذي يتداخل بعضه في بعض، وتولد الأصداء أصداء أخرى، ويمتلئ الكهف بثعبان مكون من ثعابين صغيرة، يتلوى كل منها على حدة".

                                                رحلة إلى الهند ص 217

20 ـ لغة الجرس (فيكتور هيغو) :

         "وأدت قاعدة الصمت هذه إلى هذه النتيجة، وهي أن الكلام انتزع في الدير كله من الكائنات الحية، وفتح للجمادات، ففي بعض الأحيان، كان المتكلم هو جلجل البستاني. وكان ثمة جرس مرنان جدا موضوع إلى جانب المرأة البوابة، فهو يسمع في أرجاء البيت كله، وهذا الجرس يفصح بنبراته المتباينة، التي كانت ضربا من التلغراف المقوي للصوت، عن جميع أفعال الحياة المادية التي يتعين القيام بها، ويدعو إلى غرفة الاستقبال، عند الاقتضاء هذه أو تلك من أهل الدير. فقد كان لكل شخص، ولكل شيء دقته، فدقة الرئيسة واحد وواحد، ودقة نائبة الرئيسة واحد واثنان. وكانت ستة وخمسة تعلن بدء الدرس، بحيث أن الطالبات كن لا يقلن، إنهن ذاهبات إلى الدرس أبدا، ولكن يقلن إنهن ذاهبات إلى ستة وخمسة".

                                        البؤساء (2) ص 327

وهذه في الختام أصوات الآلات الموسيقية:

 

21 ـ طبل النحاس (الطيب صالح):

        "دمدم طبل النحاس الكبير وهدر، يقولون إنه يتكلم".

                                                عرس الزين ص 119

22 ـ المزامير والطبول (همنغواي):

          "وسمعنا في منخفض الشارع صوت النايات والمزامير والطبول تقترب، كانوا يعزفون موسيقى (الريو الريو) على نفخ المزامير الرفيع ودرداب الطبول وكان يتبعهم الرجال والفتيان وهم يرقصون، وعندما يتوقف أصحاب المزامير عن النفخ فإن الراقصين يجثون على الأرض، حتى إذا انبثق صوت النايات والمزامير حادا، مشفوعا بدرداب الطبول الهادر المدوي، الضخم، قفزوا ، وتابعوا رقصهم".

                                ولا تزال الشمس تشرق ص 195

23ـ صوت الشبابة (محمد ديب):

    "فمن الشارع ما تزال تصّاعد ضحكات وأحاديث، ومن مسافة بعيدة تترامى إلى السمع ألحان شبابة شاكية، ومن الزقاق الضيق الغريب، يصل صوت أحد السكارى، وهو يحاول أن يكمل غناء أغنية بطيئة حزينة".

                                        الثلاثية، النول ص 548

24 ـ الإيقاع (الطيب صالح) :

     "وتحولت دقات الدلاليك إلى العرضة؛ دقتان سريعتان، وأخرى منفردة، وأخذ الرجال يرمحون بأقدامهم كما تخب الخيل. "

                                                عرس الزين ص 124

25 ـ معزوفة على البيانو (ماكسيم غوركي):

     "وفتحت دفتر الموسيقى، ونقرت أنامل يسراها برقة أصابع العاج، فتحركت الأوتار في رنين ناعم كثيف، وانطلقت في بادئ الأمر زفرة عميقة، ثم تلاها نغم آخر غني الرنة، وتعالت من تحت أنامل يمناها في رقة كئيبة، صرخات غريبة الشفافية، ودوت الأنغام الواضحة، واصطفقت أجنحتها فوق جهامة الأنغام الخفيفة، اصطفاق أجنحة العصافير المذعورة."

                                                        الأم ، ص 234

        وقد لاحظنا من هذه النصوص أن الأصوات لا تأتي عبثا في الوصف بل لها هدف محدد، وهي متصلة اتصالا وثيقا بالشخصيات والأحداث، والوصّاف يوظفها لإظهار سعادة أصحابها كالضحك والغناء والزغاريد أو لإظهار ألمهم وحزنهم كالبكاء والنحيب والندب أو غضبهم كالصراخ والزعيق .. الخ. وكذلك لإظهار جمال الطبيعة في المنطقة كأصوات الطيور والبلابل والحيوانات والريح والغابة، أو للإنذار بالشر كنعيق البوم والغراب كما تستعمل الأصوات الآلية للأغراض نفسها كالآلات الموسيقية المرتبطة بالأحداث المفرحة، أو تلك المرتبطة بالمأساة والحروب كدوي المدافع وأزيز الرصاص.

تمارين :

        اختر ثلاثة نصوص أعجبك فيها وصف الكاتب للأصوات، ورتبها حسب إعجابك بها، ثم بين سبب اختيارك لكل منها.

        استخرج من الرواية التي تطبق عليها وصفا للأصوات بأنواعها المختلفة.

        3 ـ سجل خلال هذا الأسبوع بعض الأصوات التي تسمعها في البيت وفي الشارع والمدرسة، ثم اكتب فقرة مستعملا فيها بعض هذه الأصوات.

 

 لقراءة الفصل السابق انقر هنا: الفصل الأول: الأشكال والألوان والأضواء والظلال

 لقراءة الفصل التالي انقر هنا: الفصل الثالث: الروائح

للاطلاع على فصول الكتاب كاملة، انقر هنا:  فن الكتابة: تقنيات الوصف