البــاب الثاني: الوصف الخارجي للأشخاص
من كتاب "فن الكتابة: تقنيات الوصف"
للكاتب: عبد الله خمّار
الفصـــل الثالث
الثيـاب والحلي
أ ـ الثياب:
الملابس جزء من مظهر الإنسان، ومع أنها ليست من الجسم فهي ملتصقة به، لا يرى عادة إلا بها، ومن خلالها. ولها أهمية كبرى في حكمنا على الناس الذين نراهم للمرة الأولى، حيث نكوّن انطباعاتنا عنهم انطلاقا من مظهرهم الخارجي وثيابهم، لأننا لا نعرف ثقافتهم ولا سلوكهم وأخلاقهم، فإما أن نقدرهم، وإما أن نستهين بهم. والمظاهر كثيرا ما تخدع كما يقال، ولأهمية الملابس قالت الأمثال الشعبية: "ابن آدم نصفه خلقة ونصفه خرقة". وقالت أيضا: "لبّس المكنسة تصير ست النسا".
وقد توسعت صناعة الملابس في العالم، وأخذت دور الأزياء الوطنية والعالمية تتنافس في ابتكار الثياب الملائمة لكل فصل من الفصول، والأزياء المناسبة للصباح والمساء، وللبيت والسهرات والسفر من كل الأشكال والألوان. تحاول كل منها أن تفرض ذوقها على الجمهور، وأن يصبح ما تبتكره زيا شائعا وعالميا في كل مكان. وأصبح فن عرض الأزياء فنا قائما بذاته تجند له أعداد تتزايد باستمرار من الفتيات والشبان، كما تكاثرت المجلات المتخصصة في عرض الأزياء وانتشرت في كل الأقطار وبكافة اللغات. ولم تعد الثياب مجرد ساتر للجسم، وواق له من البرد والحر، ولكنها أصبحت مظهرا من مظاهر الشخصية، ومعلما للهوية الوطنية تنم عن ذوق صاحبها، وبلده، ومنطقته، وعصره وعمره، وفقره أو غناه، كما تنم أحيانا عن مهنته. فهي إذن لا توصف لذاتها، بل لدلالتها على ذلك أو بعضه. ومن أجل هذا كان على الوصاف أن يحاول معرفة أنواعها وألوانها وأن يستعملها في محلها.
فالملابس إذن:
1 ـ تنم عن ذوق صاحبها وأناقته:
ـ ملابس أبي (تولستوي):
"وهو ككل عسكري قديم، لا يجيد أن يرتدي ثيابا على الزي الحديث، غير أن ملابسه كانت فيها أصالة شخصية. وكانت أنيقة، وهي دائما واسعة فضفاضة مصنوعة من أقمشة رقيقة، خفيفة. قمصانه رائعة، ياقاته واسعة، أكمامه مقلوبة، وعلى كل حال، كان كل ما يرتديه يلائمه بفضل قامته الفارعة، ورأسه الجميل الأصلع، وحركاته الهادئة الواثقة".
الطفولة، المراهقة، الشباب ص 137
2ـ تنم عن بلده ومنطقته:
أ ـ لباس تقليدي جزائري (الطاهر وطار):
جاءت الليلة الموقوتة. امتلأت القاعة الضخمة بأولياء التلاميذ، في الصفوف الأمامية. معظمهم جزائريون في ألبسة تقليدية، تتباهى بالنعمة والمحظوظية؛ برانيس سوداء وحمراء، تكشف عن برانيس بيضاء أسفلها. عمامات صفراء وبيضاء، محاطة بخيوط وبر بعضها مطرز بالذهب، مثل البرانيس. قليل من الأوربيين أولياء التلاميذ يصطحبون زوجاتهم، ومن السلطات الرسمية بعضهم بلباس عسكري أنيق يتلألأ مع الأنوار، إلى جانب الأساتذة والأستاذات طبعا في الصفوف الخلفية".
الشمعة والدهاليز ص 68
ب ـ الحايك الأبيض(محمد ديب):
" وجلست لالا ملتفة بحايكها الواسع المصنوع من صوف أبيض، وأخرجت من الدكّة التي تحزم خصرها منديلا جففت به وجهها، وأخذت تتروح بالمروحة، وهي لا تستطيع أن تنطق بكلام آخر".
الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 73
الحايك: لباس تقليدي للمرأة مستعمل في الجزائر العاصمة ومدن الغرب الجزائري
ج ـ الجلابيب والعمائم المستعملة في الريف السوداني والمصري (الطيب صالح):
"ذلك أبي وأولئك أعمامي، وقد ربطوا حميرهم في شجر الجميز. جلابيبهم نظيفة، ولكنها غير مكوية، وعمائمهم أكثر بياضا من جلابيبهم".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 76
د ـ الدامر الشامي (إلفة الإدلبي):
وكان يعجبني جدا لباسه الشامي؛ السروال الأسود العريض ذو الجيوب المطرزة باللون البنفسجي و"الدامر" القصير العريض ذو الأزرار البنفسجية الصغيرة التي أتقن العقادون صنعها، الطربوش الخمري الطويل المائل إلى اليمين ذو الطرة السوداء التي تنوس يمينا ويسارا وكأنها في حركة رائعة. كان رشيد قليل الكلام، عف النظرات يحرص أن يبدو رزينا كي يقال عنه إنه رجل "معدَّل".
دمشق يا بسمة الحزن ص 95
هـ - ثياب الهنود (فورستر):
"ثم أتى دور بطانة الأستاذ جود بول، منح هذا الشرف الخاص بوصفه وزيرا للتعليم، فعندما تفرقت الجماعة من المنشدين واندمجت في الحشد، شق طريقه إلى الأمام من الصفوف الخلفية، وقد علا صوته من أول الأمر حتى لا تنقطع سلسلة الأصوات المقدسة، وكان عاري القدمين، متشحا بثياب بيضاء، وعلى رأسه عمامة زرقاء باهتة، وكان منظاره الذهبي المتعلق بأنفه قد اشتبك بباقة من الياسمين ظلت مدلاة تحت أنفه وأخذ هو وستة من زملائه الذين كانوا يعاونونه، يدقون نحاساتهم، ويضربون طبولا صغيرة، وينفخون في أرغن خفيف الوزن، وينشدون: توكارام، توكارام".
رحلة إلى الهند ص 428
3 ـ تنم عن غنى صاحبها أو فقره:
أ ـ الفقر المدقع (همنغواي):
"وكان قميصه قد رقع مرات عديدة حتى لأصبح أشبه ما يكون بالشراع، وكانت الرقع قد اتخذت بعد أن أنصلتها الشمس ألف لون ولون"
الشيخ والبحر ص 4
ب ـ الغنى الفاحش (نجيب محفوظ):
" وتزاحموا نساء ورجال، في أبهى وفاخر الحلل فشاع الحسن في كل موضوع وتطاير في الجو شذا العطور.
وعجب لهذه الدنيا الباهرة. أين كانت خافية هذه الثياب الفاخرة، وتلك الحلى النفيسة. إن واحدة منها تكفي للإنفاق على طلبة الجامعة جميعا".
الأعمال الكاملة(3)القاهرة الجديدة ص 783
4 ـ تدل على الفصول:
أ- ثياب الشتاء (باسترناك):
"وأقبل الناس في الشارع متدفقين كسيل عرم. وجوه ووجوه، ومعاطف شتوية مبطنة، وقبعات من فراء الغنم. طلبة وطالبات، شيوخ وأطفال، عمال السكك الحديدية في زيهم الرسمي، عمال من مخزن "الترام" ومن مركز "التليفونات" في أحذية ذات رقاب تصل إلى الركب".
دكتور جيفاغو ص 94
5 ـ تدل على المناسبة وتكون ملائمة لها:
أ ـ ثوب الختان(عبد الحميد بن هدوقة):
"خرجن متتابعات في فساتينهن الملونة الزاهية، أذرعهن وأعناقهن يحملن كل ما يملكن من حلي. كن كحيلات الأطراف، قرمزيات الشفاه، وكن في مشيتهن يظهرن نحيفات، رشيقات، باسقات".
"جيء بالطفل في لباسه الأبيض الناصع، وعلى رأسه شاشية أعطاها القرمز كل حمرته، علق في عنقه منديل حريري أخضر".
نهاية الأمس ص 226
ب - ثوب العروس( نجيب محفوظ):
"ارتقيت درجتين، ورفعت عيني في حذر وإشفاق فرأيت حبيبتي جالسة تحت ظل من الأزهار، في ثوب العرس الأبيض، وعلى رأسها هالة من الفل والياسمين تنسدل منها على الظهر ذيول من الحرير. كانت بهاء ونورا وفلا وياسمينا، وقد غضت بصرها، ولاحت على ثغرها ابتسامة خفيفة، وصرت منها على قيد خطوة، فتذكرت قول أخي: حي عروسك واجلس".
الأعمال الكاملة(4)السراب ص 416
هـ ـ ثوب العريس (الطيب صالح):
" وكان الزين يبدو مثل الديك، لا بل أجمل، مثل الطاووس، ألبسوه قفطانا من الحرير الأبيض، ومنطقوه بحزام أخضر، وعلى ذلك كله عباءة من المخمل الأزرق، فضفاضة يملأها الهواء فكأنها شراع. وعلى رأسه عمامة كبيرة تميل قليلا من الأمام. وفي يده سوط طويل من جلد التمساح. وفي إصبعه خاتم من الذهب، يتوهج في ضوء الشمس نهارا، ويلمع تحت وهج المصابيح بالليل، له فص من الياقوت، في هيئة رأس الثعبان".
عرس الزين ص 121
د ـ ثوب الحداد (تولستوي):
"وكانت "ليوبوتشكا" التي ترتدي ثوبا أسود له حاشية من نسيج الكريب، حانية رأسها الغارق في الدموع. وكانت تلقي على التابوت نظرات خاطفة، من حين إلى حين".
الطفولة المراهقة، الشباب ص 257
6 ـ تدل على المهنة:
أ ـ ثياب العامل (محمد ديب):
"دخل إلى المطعم رجل يرتدي ثياب العمل الزرقاء، وينتعل حذاءين باليين".
الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 490
ب ـ ثياب الصانع (فيكتور هيغو):
"وكان يرتدي مئزرا جلديا رحبا، ارتقى حتى كتفه اليسرى، وشكل جيبا يحتوي على مطرقة، ومنديل أحمر، وقرن بارود، ومختلف ضروب الأشياء التي ينتظمها الحزام. وأدار رأسه إلى وراء، فكشف قميصه الواسع المفتوح عن رقبته البيضاء العارية الشبيهة برقبة الثور".
البوساء (1) 700
ج ـ ثياب الفلاحين (محمد ديب):
"إنهم ينصتون بلا حراك، إن واحدا يتحدث. جلابيبهم السمراء الخشنة، تنشر بخارا يكثف به الجو، ويثقل به هواء المقر الرطب. إن الجلابيب قد امتصت كل المطر الذي انهمر على ظهورهم في الصباح، وهم آتون من قراهم على الأقدام".
الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 100
د ـ ثياب الشرطة (نجيب محفوظ):
"ووقف المأمور ببدلته وشريطه الأحمر في وسط الطريق".
الأعمال الكاملة(5) خمارة القط الأسود 723
هـ ـ ثياب المساجين( دوستويفكسي):
" ولكل فئة من المساجين نوع خاص من الثياب، فكان بعضهم يرتدي ثيابا نصفها رمادي، ونصفها بني، وهكذا حين دنت منا مرة فتاة تبيع الكعك، نظرت إلى المساجين لحظة، ثم انفجرت في الضحك وقالت:
ـ يا لله ما أقبح أشكالهم.. إنهم لا يملكون القماش الكافي من اللون البني أو الرمادي حتى يخيطوا ثيابهم به".
ذكريات من بيت الموتى ص 18
و ـ ثياب المولوية: إلفة الإدلبي:
ويسير أبو العز مع شيخ المولوية ورجاله إلى "الليوان" فيهيء لهم فيه مكانا. كنت حين أصادف أحد هؤلاء الدراويش في طريقي لا يلفت زيه نظري كثيرا. لكن حين رأيتهم مجتمعين بدا لي زيهم مهيبا وجميلا. جباتهم سوداء سابغة تلوح من تحتها ثيابهم البيضاء الناصعة، وعلى رؤوسهم قلانس من لباد أسطوانية الشكل. أما شيخهم فقد كور حول قلنسوته شريطا أخضر، كانوا يسيرون وراءه متئدي الخطوات بأدب جم".
دمشق يا بسمة الحزن ص 16
7 ـ تدل على العمر:
ـ ثياب الأطفال (تولستوي):
"كانت ثيابي ممتازة. إن هذه الجاكيتات القصيرة البنية اللون ذات الأزرار المصنوعة من البرونز تناسب قدنا تماما على خلاف ثيابنا التي تخاط لنا في الريف، وتجعل واسعة فضفاضة لنستطيع أن نكبر فيها. والبنطلون الأسود، ملتصق بالساقين أيضا، فهو يبرز العضلات، ويصل رشيقا إلى الحذائين".
الطفولة، المراهقة، الشباب ص 173
8 ـ تدل على العصر:
"ووقف فرعون في عجلته منتصب القامة، مهيب الطلعة، كأنه تمثال من الجرانيت لا يميل يمنة ولا يسرة".
"وكان يضع على رأسه تاج مصر المزدوج، ويقبض بيد على السوط الملكي، وبالأخرى على العصا المعقوفة، وقد ارتدى فوق لباسه الملكي كساء من جلد النمر احتفالا بالعيد الديني".
الأعمال الكاملة(3)رادوبيس ص 375
ب ـ الثياب في العصر الفرعوني (نجيب محفوظ):
"وتحركت عينا "خيان" في محجريهما ذات اليمين وذات الشمال، تشاهدان المعابد والمسلات، والتماثيل، والسبل والقصور، والأسواق وتيارات القوم التي لا تنقطع من جميع الطبقات، فالعامة بأجسامهم شبه العارية والضباط بمعاطفهم الأنيقة، والكهنة بأثوابهم الطويلة، والسراة بعباءاتهم الفضفاضة والنساء بأزيائهن الجميلة، فكأن كل شيء يشهد لعظمة المدينة، وأنها تنافس "منف" نفسها عاصمة أبوفيس".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 532
9 ـ تنم عن الدين:
ـ ثياب الراهبات (فيكتور هيغو):
"والواقع أن الأنظمة التي تخضع لها راهبات مارتن فيرغا البرنارديات، البندكيات، هي أقصى الأنظمة الرهبانية على الإطلاق، باستثناء أنظمة الكرمليين الذين يمشون حفاة، ويطوقون حناجرهم بقطعة من خيزان، والذين لا يجلسون أبدا. إنهن يتشحن بالسواد، ويرتدين قميصا يرتفع وفقا لأمر القديس بينوا الصريح حتى الذقن، وثوبا من نسيج صوفي غليظ، ذا ردنين واسعين، وحجابا صوفيا كبيرا. والقميص الذي يرتفع إلى الذقن، وقد شق على شكل مربع فوق الصدر، وعصابة الرأس التي تنخفض حتى العينين؛ تلك هي ملابسهن، وكلها سوداء، ما خلا عصابة الرأس فهي بيضاء. والراهبات الحديثات العهد بالترهب يرتدين الملابس نفسها، مع فارق وحيد، هو أن ملابسهن هذه بيضاء كلها. أما الراهبات ذوات النذور، فيتميزن فوق هذا بسبحة تحملها كل منهن بجنبها".
البؤساء (2) ص 297
10 ـ تنم عن اتجاه سياسي أو عقائدي:
لباس الماسونية (تولستوي):
"وكانت عينا بطرس قد ألفت العتمة فرأى رجلا قصير القامة. رآه يتردد لحظة، وهو يدخل من النور إلى الظلمة، ثم يسير إلى الطاولة بخطى محاذرة، إلى أن يضع عليها يديه الصغيرتين المغمودتين في قفاز من جلد. وكان صدار من جلد أيضا يغطي صدره وجزءا من ساقيه، وكان يطوق عنقه نوع من قلادة يتفرع عنها شريط أبيض يحف بوجهه المستطيل المضاء من أسفل".
الحرب والسلم( 2) ص 165
11 ـ تنم عن الحالة النفسية لصاحبها:
ثياب أحمد عاكف (نجيب محفوظ):
"وكان يدنو من ختام الأربعين، يسترعي الانتباه بنحافة قامته، وطولها، واضطراب ملابسه اضطرابا يستدر الرثاء، والواقع أن تكسر بنطلونه، وانحسار ذراعي الجاكتة عن رسغيه، وتلبد العرق والغبار على حرف طربوشة، وتقبض ورثاثة رباط الرقبة؛ كل أولئك أوهم بتكبير سنه". "ومن عجب أنه عد يوما ممن يعنون بحسن هندامهم وأناقتهم؛ بدا إذ ذاك في صورة مقبولة. ولكن اليأس والحرص، وما اعتراه بعد ذلك من داء التشبه بالمفكرين، نزع به عن أية عناية بنفسه أو بلباسه".
الأعمال الكاملة(3)خان الخليلي ص6
12 ـ تنم عن نقد الكاتب لسلوك أصحابها:
ثياب حكام إفريقيا (الطيب صالح):
"لن يصدق "محجوب" أن سادة إفريقيا الجدد، ملس الوجوه، أفواههم كأفواه الذئاب، تلمع في أيديهم ختم من الحجارة الثمينة، وتفوح نواصيهم برائحة العطر، في أزياء بيضاء وزرقاء وسوداء، من الموهير الفاخر، والحرير الغالي، تنزلق على أكتافهم كجلود القطط السياميّه، والأحذية تعكس أضواء الشمعدانات، تصر صريرا على الرخام".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 76
ولا غرو أن أكثر الثياب تنم في الوقت نفسه عن البلد وعن الذوق، وعن العصر، فثياب المهنة التي ذكرناها مثلا للشرطي في مصر تختلف عنها في الجزائر وفي البلدان العربية الأخرى، كما تختلف عنها في البلاد الأوروبية، وكذلك ثياب الفلاحين والسجناء. ويتغير بعضها في البلد الواحد بتغير العصر. ومن البديهي أن وصف الثياب يستلزم معرفة بالأقمشة المصنوعة منها وأنواعها، كما يستلزم معرفة بأسماء الأزياء في الوطن وخارجه، وما لم يكن له اسم في العربية كتبناه بها كما ننطقه في اللغة الأجنبية مع وضعه بين مزدوجتين.
وبما أن وصف الثياب جزء من وصف المظهر الخارجي، فتنطبق عليها قواعد الوصف الخارجي فليس التفصيل هاما، بل يُكتفى بما يلفت النظر في الثياب ويشكل علامة فارقة في الشخص الموصوف. وخير أوصاف الثياب ما استخدمه الكاتب ليعرفنا بطريقة غير مباشرة، عن نفسية أو طباع أو سلوك أصحابها.
تمارين:
1 ـ رتب حسب الأولوية ثلاثة من النصوص السابقة، وبين سبب اختيارك لها.
2 ـ ضع مع زملائك قائمة بأسماء المنسوجات والأقمشة المستعملة في صنع الثياب في الجزائر وخارجها.
3 ـ ضع قائمة بأسماء الملابس التقليدية والعصرية المستعملة في الجزائر، وفي بعض البلاد العربية والأوروبية.
4 ـ صف الثياب التقليدية المستعملة في قريتك أو منطقتك للرجل والمرأة.
5 ـ استخرج من الرواية التي تطبق عليها بعض أوصاف الثياب وبين دلالتها في النص.
ب ـ الحلي: وتصنع من المعادن كالذهب والفضة والبلاتين، ومن الأحجار الكريمة التي ترصع بها، وتطعم بفصوصها كاللؤلؤ والماس والياقوت والزمرد والزبرجد والفيروز والعقيق والجزع واليشب والصفير والجمشت وغيرها. تصنع منها الخواتم والأساور والقلائد والتيجان والأمشاط والأقراط. والداخل إلى محل جواهري يبهره جمال هذه الجواهر ويسحره بديع صنعها، ولكنها في جيد الحسان ونحورهن ورؤوسهن وأذرعهن وأصابعهن أبدع وأفتن، فتزداد سحرا وجاذبية بسحرهن وجاذبيتهن.
فالله خلقها لهن، وتفنن الصناع في صوغها وتقطيعها وتخريمها وصقلها لأجلهن. وهي شرط في مهورهن، ومرآة لأذواقهن وأحسابهن. يتباهين بها على أترابهن ويجلبن بها قلوب أحبابهن. تقدم لإرضائهن إذا رغبن، واسترضائهن إذا غضبن. ولكن الجواهر ثمنها باهظ، وليست في متناول كل الناس، والويل لمن ليس لديه المال، فهو في نظرهن عُرَّة الرجال.
وهذه بعض الأمثلة عن استعمال الحلي في الوصف ودلالتها:
1 ـ لإظهار الجمال (تولستوي):
"ولقد ظلت طوال استرساله في كلامه منتصبة الجذع، تنظر بين الفينة والفينة إلى ذراعها الجميلة البضة التي تستند إلى المنضدة استنادا رفيقا، وتارة إلى نحرها الذي يفوق ذراعها جمالا ويزينه نهر من جواهر الماس".
الحرب والسلم (1) ص61
2 ـ للدلالة على الذوق والأناقة (دوستويفكسي):
وكان يضع على عينيه نظارتين، وفي أحد أصابعه المنتفخ من الشحم كان يضع خاتما من الذهب، أما عمره فقد بلغ السابعة والعشرين.
كان يرتدي معطفا واسعا وأنيقا، وسروالا صيفيا خفيفا. وكل ملابسه، على الإجمال، كانت واسعة وأنيقة، بحيث أنه بدا رائع الهندام بقميصه الناصع، وسلاسله الذهبية الثمينة".
الجريمة والعقاب (1) ص 192
3 ـ للدلالة على الحب (نجيب محفوظ):
ورأى الأميرة تجلس إلى متكأ وثير مسندة ظهرها في رخاوة إلى نمرقة محشوة بالقز، ووجهها يشع نورا سنيا، فانحنى بين يديها في إجلال صادق، ورأى و هو يعتدل واقفا عقده ذا القلب الزمردي حول عنقها".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 625
4 ـ للدلالة على المناسبة (تولستوي):
"وأخرجت من حقيبة يدها قرطين للأذنين من الزبرجد في شكل إجاصتين، ومدتهما إلى ناتاشا التي احمر وجهها وأشرق كما يحسن أن يحمر ويشرق في عيدها".
الحرب والسلم (1) ص199
5 ـ للدلالة على الذوق و الغنى (نجيب محفوظ):
"ولم يكن شعره الأسود المنبسط من مفرقه على صفحتي رأسه في عناية بالغة، وخاتمه ذو الفص الماسي الكبير، وساعته الذهبية إلا لتؤكد رفاهة ذوقه وسخاءه".
بين القصرين ص14
6 ـ للدلالة على التدين (فيكتور هيغو):
"وكانت السيدة ماغلوار تعتمر قلنسوة بيضاء، قمعية الشكل، ويطوق عنقها صليب ذهبي صغير كالذي يحمله أهل الأرياف وهي الحلية الوحيدة في ذلك البيت. وترتدي منديل عنق ناصع البياض، ينبثق من ثوبها الصوفي الخشن الأسود ذي الردنين الواسعين القصيرين".
البؤساء (1) ص 125
7- للدلالة على الإعجاب:
عقد اللؤلؤ (باسترناك):
"وكان العقد يرقد في علبته المفتوحة إلى جوار صحفتها، و"لارا" لا تستطيع أن تكف عن النظر إليه. كانت حباته تتألق فوق وسادته البنفسجية، فتبدو حينا كقطرات الندى، وحينا كعنقود العنب الصغير".
دكتور جيفاغو ص 185
8- للدلالة على الفقر (دوستويفكسي):
"فقالت أفدوتيا رومانوفنا، وهي تلقي نظرة عاجلة على الساعة الذهبية الرائعة المتدلية من عنقها بسلسلة دقيقة وهاجة، ما كانت منسجمة مع مظهرها البائس، لأنها كما فكر "رازوميخين" هدية الخطيب".
الجريمة والعقاب (1) 325
9- للدلالة على الملك:
وشاح فرعون (نجيب محفوظ):
"كان في مثل طول طاهو. ولكنه أميل إلى النحافة والدقة، عريض المنكبين. جميل الساقين، على ظهره وشاح مرصع بالجواهر يصل ما بين منكبيه ومنطقة وزرته، وعلى رأسه قلنسوة جميلة ذات شكل هرمي لا تشبه قلنسوات الكهنة".
الأعمال الكاملة(3)رادوبيس ص 418
تمارين:
1 ـ اختر ثلاثة من النصوص السابقة أعجبت بوصف الحلي فيها، ورتبها حسب الأولوية ووضح سبب إعجابك بها.
2 ـ ضع قائمة بأسماء الحلي التقليدية المستعملة في جهات القطر الجزائري.
3 ـ اذكر أسماء الحلي التي تطلب في مهر العروس في منطقتك، وبين نوع المعادن الثمينة المستعملة فيها، وأثمانها بالتقريب.
4 ـ استخرج من الرواية التي تطبق عليها بعض أنواع الحلي، وبين دلالتها في النص.
لقراءة الفصل التالي انقر هنا: الفصل الرابع: ملاحظات على الوصف الخارجي
لقراءة الفصل السابق انقر هنا: الفصل الثاني: جزئيات الوصف الخارجي(الوجه،العينان،الفم،الأنف،الشعر..الخ)
للاطلاع على فصول الكتاب كاملة، انقر هنا: فن الكتابة: تقنيات الوصف