البــاب الثاني: الوصف الخارجي للأشخاص
من كتاب "فن الكتابة: تقنيات الوصف"
للكاتب: عبد الله خمّار
الفصـــل الثانــــي
جزئيـــات الوصف الخارجي
بعد أن تحدثنا في الفصل الأول عن الوصف الخارجي بصورة مجملة، واستنبطنا بعض القواعد المستعملة فيه، نورد بعض جزئياته، كما يستعملها الروائيون، ونبدأها بالوجه:
أ - الوجـــه: مرآة النفس الإنسانية، والمعبر عما يختلج ويعتمل فيها من فرح، وحزن، وقلق، وخجل، وغضب، وغبطة، وحسد، وغيرة، ويأس، وأمل. تجذبنا طيبته وجماله، وتنفرنا قساوته وتجهمه ودمامته، وكثيرا ما نحكم على الإنسان من خلال وجهه، حكما صائبا أو جائرا.
وهو أول جزء يمسه التغير الجسمي في حالة الانفعال والمرض أو السكر أو الإدمان، فيتغير لون الخدين وتتراوح بين الحمرة والصفرة والزرقة والخضرة. والوجه الخلو من التعبير، والذي لا تقرأ فيه شيئا هو وجه، لا يرتاح إليه الإنسان. وجمال الوجه أو قبحه، ليس في كبره أو صغره أو زينته بل في انسجامه وتوافقه أو تنافره مع الجسم، وفي تناسق أجزائه فيما بينها، أو عدم تناسقها، إلى جانب تعبيره عن دخيلة صاحبه. وهو ما يحاول الروائيون إبرازه أكثر من إبراز شكله، مستديرا كان أو مستطيلا أو مثلثا.
وخير تقنية لوصف الوجوه الجميلة أو وجوه الأطفال، هو وصفها أثناء الابتسام، لأن هذا يتيح للكاتب أسلوب الوصف غير المباشر. ولكن هذا ليس ممكنا دائما بسبب ارتباط الوصف بالأحداث. فعلينا إذن أن نصفه ونرسم فيه التعبير الذي يميزه عن الوجوه الأخرى، ليرى فيه القارئ ما يحمله من مشاعر ومعان. ولا لزوم للتذكير بأن الكاتب لا يرسم تفصيلات الوجه بدقة، بل يبرز أهم معالمه، وقد يكتفي بالعينين أو بالأنف والفم أو يوردهما معا. أما الأذنان فنادرا ما يصفهما الروائيون إلا إذا كان بروزهما فاضحا، لأن الشعر يغطيهما عند النساء، والقلسنوة والعِمَّة والقبعة تغطيهما عند الرجال. ويشار أحيانا إلى القرطين اللذين يزينانهما. وهذه بعض الأمثلة:
1ـ بسمة الطفل الجائع ( محمد ديب ):
"إلا أن بسمة قد أضاءت وجهه شيئا بعد شيء، وظهر تحت جناحي أنفه، أخدودان قاسيان مددا وجهه".
الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 19
2 ـ الجمال والتناسق ( نجيب محفوظ):
"ينطق وجهه المستطيل بالنضارة والجمال الفائق، وعيناه السوداوان بالصفاء والحسن، وأنفه المستقيم الأشم بالقوة والتناسق، فهو من الوجوه التي أودعتها الطبيعة جلالها وجمالها معا".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 577
3 ـ يذهب الجمال ويترك آثاره ( فيكتور هيغو):
"أجل فانتين. كان العسير على المرء أن يعرفها، ومع ذلك، فما أن يمعن النظر إليها، حتى يرى أنها ما تزال محتفظة بجمالها. كان خط كئيب كذلك الذي يتشكل عند مطلع التهكم، يطبع خدها الأيمن. أما زينتها والتي بدت، وكأنها مصنوعة من البهجة، والحماقة، والموسيقى، والتي حفلت بالبهارج، وتعطرت بالزنابق، فكانت قد ذابت كما يذوب الجليد المتألق الذي نحسبه تحت أشعة الشمس ماسا متوهجا. لقد ذابت، مخلفة الغصن أسود موحشا".
البؤساء (1) ص 253
4 ـ ولا يصلح العطار ما أفسد الدهر(تولستوي):
"كانتا تتخيلان أنهما إذا غرستا شريطا أزرق في شعرها بعد أن ترفعاه كثيرا، وإذا وشحتا فستانها البني بوشاح أزرق، إلى آخر ما هنالك، حسنت الأميرة ماريا، واكتمل جمالها. ونسيتا أنهما لا تستطيعان تبديل الوجه المذعور، والقامة عامة، لذلك لم ينفع كل ما بذلتاه من جهد، في سبيل تغيير زينة هذا الوجه، فظل الوجه نفسه دميما يرثى لحاله".
الحرب والسلم(1) ص 619
5ـ الوجه الجذاب( دوستويفسكي):
"وكانت ذات وجه رقيق، ناحل، صغير، غير منسجم القسمات. كانت قسمات وجهها بشكل زوايا، وأما أنفها وذقنها فكانا دقيقين، ولم يكن بالإمكان القول إنها جميلة، ولكن مع ذلك فعيناها الزرقاوان كانتا ملتمعتين. وعندما كانتا تنفعلان، كانت ملامح وجهها تمسي منطوية على الخير والصراحة التي يشعر المرء رغما عنه بأنه منجذب إليها".
الجريمة والعقاب(2) ص 349
6ـ الوجه السمين(محمد ديب):
"كانت العمة حسنة تتنفس في عناء من صعود السلم، فلم تحاول أن ترد تمنيات عيني بمثلها. إن العمة حسنة تطفح من كل جهة. وكان وجهها السمين الثقيل يلتمع بقطرات العرق الثقيلة تسيل من تحت عصابتها المقرفة الحمراء، ومناديلها الخضراء وشالتها الوردية".
الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 72
7ـ الوجه الطيب (تولستوي):
"ولكن كل ما يتصف به من ذهول، وكل ما يلاحظ فيه من عجز عن حسن الدخول إلى صالون، كان يكفر عنهما ما يعبر عنه وجهه من طيبة وبساطة وتواضع".
الحرب والسلم (1) ص 87
8 ـ الوجه والثروة(الطيب صالح):
"إنها امرأة نبيلة الملامح والسلوك، تحس وأنت تنظر إلى وجها الوقور السمح بثروة إخوانها السبعة، وأملاك أبيها الواسعة، ونخل زوجها وبقره ومواشيه التي لا يحصيها العد".
عرس الزين ص 43
9ـ حسن وكبرياء( نجيب محفوظ):
"ثم رفع رأسه فشاهدها عن كثب بعين خاطفة، رأى وجها تجسم فيه الحسن والكبرياء ففيه من دواعي الفتنة، بقدر ما فيه من نوازع الهيبة، ورأى عينين زرقاوين يتجلى في صفائهما التعالي والإقدام".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 583
10ـ الوجه المريض( دوستويفسكي):
" وكان تنفسها متقطعا وقصيرا. أما عيناها فكانتا تلمعان، كأنها في حالة من الحمى، لكن نظرها كان حادا وثابتا، وكان وجهها الشاحب "المسلول" تحت تأثير الأشعة التي تنبعث متلاشية من القنديل، وكأنها في نزاعها الأخير. كان وجهها يثير في النفس مشاعر الأسى والألم".
الجريمة والعقاب ص 38
11ـ الوجه الخاشع ( نجيب محفوظ):
"صلّى أحمد عبد الجواد بوجه خاشع، وهو غير الوجه البسام المشرق الذي يلقى به أصحابه، وغير الوجه الحازم الصارم الذي يواجه به آل بيته، هذا وجه خافض الجناح تقطر التقوى والحب والرجاء من قسماته المتراخية التي ألانها التزلف والتودد والاستغفار".
بين القصرين (1) ص 23
وجه الموت (تولستوي):
"صعدت على كرسي لأتفحص وجهها، ولكن في الموضع الذي كان ينبغي أن يوجد فيه وجهها، لم أر إلا ذلك الشيء الشاحب الشفاف، الضارب إلى صفرة. لم أستطع أن أصدق أن ذلك هو وجهها. وأخذت أتأملها بمزيد من الانتباه، فما كان أشد ارتعادي من الرعب والهول حين أدركت أنها "هي". ولكن لماذا كانت هاتان العينان المغضمتان غائرتين إلى هذا الحد؟ لماذا هذا الشحوب الرهيب؟ لماذا يبدو هذا الوجه قاسيا تلك القسوة كلها، متجمدا ذلك التجمد كله؟ و لماذا هذه الثنية في الشفتين الصفراوين، هذه الثنية الجميلة الجليلة التي تعبر عن طمأنينة ليست من هذه الحياة الدنيا، طمأنينة أنظر فيها فتغرق ظهري وشعري عرقا؟"
الطفولة، المراهقة، الشباب ص 254
12ـ وجه الشيخوخة السعيدة ( فيكتور هيغو):
"كان جيلنورمان سعيدا مبتهجأ، منتشياً، فاتنا، غض الإهاب، وخلع شعره الأشيب جلالا عذبا على الضياء البهيج الطافح به وجهه، وحين تجتمع الطلاوة والتجاعيد يصبح الوجه ساحرا حتى العبادة. إن ثمة فجرا عجيبا في الشيخوخة السعيدة".
البؤساء ـ (5) ص 260
13ـ الوجه المجدور (تولستوي):
"دخل الغرفة، رجل يبدو في الخمسين من عمره، وجهه شاحب مستطيل، قد خربه مرض الجدري، له شعر أشيب طويل ولحية في الذقن لا تعدو أن تكون شعيرات قليلة حمراء".
الطفولة. المراهقة " الشباب ص 109
ب ـ العينان: أهم ملامح الوجه، وكما أنهما نافذتا الإنسان للاتصال بالعالم الخارجي، فهما أيضا نافذتان نرى من خلالهما ما يجري في العالم الداخلي لهذا الإنسان. وهما أكثر أجزاء الوجه تعبيرا. لذلك يركز على وصفهما الروائيون، ويصورون فيهما الحب والكره والخوف والرجاء والقلق والانتظار والتضرع. ولا يكتفي الوصاف البارع بلون العينين وضيقهما أو اتساعهما، وطول رموشهما، وسحر أجفانهما، بل يبعث في وصفه الحياة بإظهار ما تنطوي عليهما من أسرار ويظهر فيهما التعبيرات التي تميزهما عن العيون الأخرى، فيكشف حسنهما أو قبحهما ويظهر طيبتهما أو مكرهما ويرسم ذكائهما أو بلادتهما ويفضح ذلة العاشق، وعزة المعشوق، وقسوة الظالم، ولوعة المظلوم، ورقة الشاعر، ومعاناة المكلوم. يؤجج فيهما نيران الغيرة، ويشحنهما برياح الغضب والحقد أو يجعل منهما ملاذا للخائفين وبردا وسلاما على المستضعفين، رابطا بمهارة بين المظهرين الخارجي والداخلي لصاحبهما.
1 ـ عينا عزة بنت العمدة (الطيب صالح):
"وكانت عيناها واسعتين سوداوين، في وجه صافي الحسن، دقيق الملامح، ورموش عينيها طويلة سوداء، ترفعهما ببطء فيحس الناظر إليها بوخز في قلبه".
عرس الزين ص 25
2 ـ عينا سكان سيبيريا (بوريس باسترناك):
"وكان الهابط صبيا في الثانية عشرة على رأسه قبعته، وعلى جسده رداء، كلاهما من جلد حيوان الرنة. وكان يلبسه ووبره إلى الخارج كما هي العادة في سيبيريا. وكان وجهه شديد السمرة، وعيناه ضيقتين كأهل ولاية (قرغيز)".
دكتور جيفاجو 313
3 ـ عينان مرتاعتان (تولستوي):
"فخلع بطرس نظارتيه، فبدا في عينيه، عدا ما يبدو في عيني كل من يخلع نظارته من تعبير غريب، بدا شيء من التساؤل والارتياع في النظرة".
الحرب و السلم(1) ص 606
4 ـ عينان مكحولتان جذابتان (نجيب محفوظ):
"ولم يكن رأى من وجهها سوى عينيها، استقرت عليهما عيناه لحظة حين التفاتته إليها. عينان نجلاوان. ذواتا مقلتين صافيتين وحدقتين عسليتين، بدتا لغزارة أهدابهما مكحلتين، تقطران خفة وجاذبية".
الأعمال الكاملة(3)خان الخليلي ص 26
5ـ عينان حزينتان (بوريس باسترناك):
"وعندما كان "جاليولين" يرى نظرات الحزن في عينيه، كان يستطيع أن يقسم أنه يرى من خلالهما شيئا ما، وكأنهما نافذتان تشفان عما وراءهما، أما هذا الشيء، فقد يكون فكرة تملكته، أو شوقا مبرحا لابنته وزوجته". دكتور جيفاجو ص 20
6 ـ عينان باكيتان ( فيكتور هيغو):
" كانت عينا " كوزيت" الواسعتان، الغارقتان في ضرب من الظلام العميق مطفأتين تقريبا من أثر البكاء الموصول". البؤساء ـ (2) ص 16
7 ـ عينان باهرتان (الطيب صالح):
" كان لون عينيها (يقصد مسز روبنسون) كلون القاهرة في ذهني، رماديا، أخضر، يتحول بالليل إلى وميض كوميض اليراعة".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 48
8 - عينان مسهدتان( فيكتور هيغو):
"كان جان فالجان جامدا من غير حراك في النقطة التي تركه باسك فيها. كان شاحبا جدا. وكانت عيناه غائرتين في محجريهما بسبب من الأرق، إلى درجة جعلتهما لا تكادان تبدوان إلا في عسر".
البؤساء (5) ص 342
9 ـ عينان بعيدتا الأغوار (همنغواي):
" كان لعينيها أعماق شتى، كانتا تبدوان أحيانا سطحيتين تماما. أما الآن فإن في ميسورك أن تغوص فيهما إلى الأعماق."
ولا تزال الشمس تشرق ص 36
10ـ عينان رمداوان( تولستوي):
"إن هذا المسافر شيخ ضئيل، ناتئ العظام، أصفر اللون، متغضن الوجه، يبرز حاجباه الأبيضان فوق عينيه الملتمعتين، اللتين لا تعرف لهما لونا، ولكنهما مرمدتان".
الحرب والسلم(2) ص 147
11 ـ عينان قلقتان (محمد ديب):
"إن هاتين العينين الواسعتين، عيني الصبي المقمط بقميص الكاكي تعبران عن تساؤل نهم. كأنه تساؤل حيوان خائف، وكان عمر يقرأ في هاتين العينين الانتظار، والأمل الراعش والقلق".
الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 19
12 ـ عينان مبتهجتان (همنغواي):
" كان كل شيء فيه عجوزا خلا عينيه، وكان لونهما مثل لون البحر، وكانتا مبتهجتين باسلتين".
الشيخ والبحر ص 4
13 ـ عينان ضارعتان (محمد ديب):
"كانت عينا الجدة تتضرعان، ودّ عمر لو يركض إلى الشارع، لو يهرب".
الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 32
14 ـ عينان ذكيتان (نجيب محفوظ):
"وكان مأمون رضوان ذا قوام ممشوق، نحيفا في غير هزال، أبيض الوجه مشربا بحمرة، أجمل ما فيه عينان سوداوان نجلاوان، تلوح فيهما نظرة لامعة، تذكي ضياء وجمالا وذكاء".
الأعمال الكاملة(3) القاهرة الجديدة ص 722
15 ـ عينان غائرتان (الطاهر وطار):
"كان نحيفا طويل الوجه، بارز الوجنتين، غائر العينين، قاسي الملامح جاف النظرة".
الشمعة والدهاليز ص 22
16 ـ عينان جاحظتان (نجيب محفوظ):
"كان محجوب عبد الدائم كمأمون رضوان طولا ونحافة، إلا أنه شاحب مفلفل الشعر، يميز وجهه جحوظ عينيه العسليتين، وصعود شعيرات حاجبيه إلى أعلى، هذا إلى نظرة قلقة متقلبة يوحي بريقها بالتحدي والسخرية".
الأعمال الكاملة(3)القاهرة الجديدة ص 732
17 ـ عينان زرقاوان نجلاوان (مولود فرعون):
"ولكن ذهبية لا تكاد ترفع عينيها الزرقاوين النجلاوين لتوجه إليك نظرتها العذبة الناعمة".
الدروب الوعرة ص 19
18 ـ عينان ناعستان حالمتان ( نجيب محفوظ):
" تلوح في عينيها الجميلتين نظرة ناعسة حالمة، تصوبها إلى الأفق البعيد في كبرياء سامية، تقتحم الخلق أجمعين".
الأعمال الكاملة(3)رادوبيس ص 371
19ـ عينان ساحرتان (مولود فرعون):
" وتسمع صوته العذب، وتحاول عبثا أن تفلت من عينيه الحلوتين الساحرتين".
الدروب الوعرة ص 37
20 ـ عينان داكنتان خائفتان ( دوستويفسكي ):
"وكانت بعينيها الداكنتين الواسعتين، بعينيها اللتين اتسعتا أكثر فأكثر، بسبب هزال وجهها الصغير الخائف، تتابع حركات أمها".
الجريمة والعقاب ص 38
21 ـ عينان جريئتان متعاليتان ( نجيب محفوظ):
"ورأى عينين زرقاوين يتجلى في صفائهما التعالي والإقدام".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 853
ج ـ الفم: إذا كان الوجه أكثر المناطق حساسية في جسم الإنسان، لأن حواس البصر والسمع والشم والذوق وجزءاً من حاسة اللمس تتركز فيه، فإن الفم من أكثر أجزاء الوجه حساسية، لاشتماله على الشفتين، وهما جزء من حاسة اللمس، واللسان وفيه حاسة الذوق، إلى جانب كونه من الناحية الجمالية عاملا مهما في الحسن أو القبح. وقد يتسع الفم ويصل طرفاه إلى الحنكين، وقد يضيق ويستدير كالخاتم، وقد تكون الشفتان مستويتين أو ممتلئتين، حمراوين أو لعساوين، وقد تكون الأسنان منضدة بيضاء، أو مسودة أو صفراء، أو مكسرة، أو لا تكون على الإطلاق، أو يكون بعضها أو كلها صناعي، من ذهب أو فضة أو عظم. وما يزيد في حساسية الفم أن الأصوات تخرج منه، فإن كانت ملائمة لصاحبه، زادته جمالا والعكس صحيح، فالصوت الأنثوي يتنافر مع الرجولة، والصوت الرجولي لا ينسجم مع الأنوثة.
ووصف الفم مفتوحا، ضاحكا أو متكلما يمكن من وصف الشفتين والأسنان والصوت، وكذلك النكهة الطيبة المنبعثة منه أو البخر الكريه. وعلى الوصاف أن يركز عليه إن كان فيه ما يلفت النظر جمالا أو قبحا. أما إن كان الفم عاديا فعليه أن يركز على جوانب أخرى في الوجه والجسم. ومن نافلة القول أن على الوصاف أن يحاول تصويره بأسلوبه الخاص المتميز عن أساليب الآخرين. وهذه بعض الأمثلة:
1ـ الأسنان الضاحكة والشفتان الزهراوان(فيكتور هيغو):
"أما فانتين فكانت المرح عينه، كان واضحا أن الله قد عهد إلى أسنانها الرائعة مهمة واحدة هي الضحك".
البؤساء (1) ص 216
2 ـ الشفتان اللعساوان (الطيب صالح):
"شفتاها لعساوان طبيعة، وأسنانها قوية بيضاء منتظمة. وجهها وسيم، والعينان السوداوان الواسعتان يختلط فيهما الحزن والحياء".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 96
3 ـ الابتسامة الآلية (فيكتور هيغو):
"وكان فمه الذي لم يطبق قط يبتسم أبدا، وهذه الابتسامة الميكانيكية الناشئة عن فك هو من الكبر بأكثر مما ينبغي، وجلد هو من الضآلة بأكثر مما ينبغي، إنما تكشف عن الأسنان أكثر مما تكشف عن الروح".
البؤساء (5) ص 88
4 - فم واحد وضحكتان (تولستوي):
"لم يكن له شاربان، وكان فمه، وهو أبرز ملامح وجهه، منفرجا انفراجا تاما. إن حواشي هذا الفم ترسم منحنيا رائع الدقة؛ والشفة العليا تهبط في الوسط على الشفة السفلى الثابتة هبوطا قويا بزاوية حادة، وعند الطرفين، لا ينفك يرتسم شيء يشبه أن يكون ضحكتين، واحدة في هذا الطرف، وأخرى في ذاك".
الحرب و السلم(1) ص 113
5 ـ الأسنان والتدخين (نجيب محفوظ):
"فضحكت عن أسنان مصفرة لأنها كانت مولعة بالتدخين كابنها".
الأعمال الكاملة(3)خان الخليلي ص 8
6 ـ بروز الشفة العليا (بوريس باسترناك):
"وكان يوري بجد متعة في الاستماع إلى حميه ويحب لهجته التي تميز بها عن أبناء موسكو، إن شفته العليا التي يغطيها شارب قصير الشعر تبرز عن شفته السفلى، كما تبرز ربطة عنقه المنعقدة في شكل أنشوطة عن رقبته. وهذا التشابه بين شفته وربطة العنق يجعل شخصه ينم أحيانا عن مزاج صبياني بريء، يستدر العطف".
دكتور جيفاجو ص295
7 ـ شفتا الأميرة بولكونسكي ( تولستوي):
"وكانت شفتها العليا الجميلة التي يغشاها ظل لطيف من زغب خفيف، قصيرة بعض القصر في الواقع، ولكنها تنفرج بكثير من اللطف والرقة، حتى إنها حين تنخفض فتطبق على الشقة السفلى، ينعم الفم من ذلك ببرطمة تبلغ غاية الروعة. ومهما يكن من أمر فإن هذه الشائبة، أعني قصر الشفة، وانفراج الفم، كان يضفي عليها جاذبية خاصة، ويسبغ على جمالها طابعا فريدا، كما يحدث هذا لجميع النساء اللواتي يحظين بحسن فتان حقا".
الحرب والسلم (1) ص 52
8ـ الفم المملوء بالدر (نجيب محفوظ):
" فهزت رأسها المكلل بخصلات الذهب عجبا، وافتر ثغرها عن در نضيد".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 584
د - الأنف: هو أبرز جزء في الوجه، وعدم تناسبه مع حجم الوجه يظهر قبحه. فإن كان كبيرا أو صغيرا أكثر مما يجب، أقنى أو أفطس أكثر مما يجب، مفرط في سعة المنخرين أو ضيقهما، لفت النظر إليه. وإن كان متناسقا مع الوجه، يساهم في جماله وجاذبيته وجبت الإشارة إليه، وإن كان بين بين، أي كان أنفا عاديا لم يهتم به الروائي، واعتنى بتفاصيل أخرى في الوجه. وهذه بعض الأمثلة:
1 ـ أنف في غير محله (نجيب محفوظ):
"ورثت خديجة عن أمها عينيها الصغيرتين الجميلتين، وعن أبيها أنفه العظيم، أو صورة مصغرة منه، ولكن ليس إلى القدر الذي يغتفر له. ومهما يكن من شأن هذا الأنف في وجه الأب الذي يناسبه ويكسبه جلالا ملحوظا، فقد لعب في وجه الفتاة دورا مختلفا".
بين القصرين(1) ص 33
2 ـ أنف قاضي التحقيق (دوستويفسكي):
"وأما وجهه فكان مستديرا، منتفخا، وكان أنفه أفطس قليلا، ويبدو عليه أنه شاحب اللون يوحي بالمرض، ولكن ملامحه تدل على الحزم، وحتى على السخرية".
الجريمة والعقاب(2) ص 365
3 ـ أنف الحاكم (نجيب محفوظ):
"وألقى الشاب "احمس" نظرة على الحاكم وهو يمضي نحوه فلفتت نظره لحيته الطويلة، الكثة، وعيناه اللوزيتان الحادتان، وأنفه البارز الأقنى كأنه شراع قارب".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 579
4 ـ أنف عائشة المتناسق (نجيب محفوظ):
"ووجه بدري تزينه بشرة بيضاء، مشربة محمرة، وعينان زرقاوان أحسنت اختيارهما من الأب مع أنف الأم الصغير، إلى شعر ذهبي دللها به قانون الوراثة، فخصها به وحدها من ميراث جدتها لأبيها".
بين القصرين(1) ص 33
5 ـ أنف حاد مليء بالشعر (الطيب صالح):
"ورأسه بشعره الغزير متناسق تماما على رقبتيه وكتفيه. وأنفه حاد، منخاراه مليئان بالشعر".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 34
6 ـ أنف الست نجية (نجيب محفوظ):
"صورتها لا تنسى؛ قصيرة جدا، مطبوعة بطابع كساح يتجلى في تقوس ساقيها، وبروز ذقنها، ولها أنف كبير مثل أذن حمار. دميمة ولكنها غير منفرة لخفة روحها، وسخريتها اللاذعة من نفسها ومن الناس".
الأعمال الكاملة(8)حكايات حارتنا ص 416
7 ـ أنف فرعون (نجيب محفوظ):
"ولكنها تعرف حق المعرفة، هذا الوجه الأسمر والأنف الأشم الطويل، إنها لا يمكن أن تنساه أبدا".
راودبيس ص 419
هـ - الجبهة: قليلا ما يركز الوصاف على الجبهة، إلا إذا كانت ملفتة للنظر بعرضها، أو بضيقها، أو بالتجاعيد المرتسمة عليها والتي تعكس التقدم في العمر، أو التأمل والفكر. لذا لا يهتم بوصفها إلا إذا كان هذا الوصف يضيف شيئا جديداً إلى الوجه، في بعديه الخارجي والداخلي. وهذه أمثلة:
1 ـ الجبهة و العمر (الطيب صالح):
"قدرت أنني أصغرها بخمسة عشر عاما على الأقل. امرأة في حدود الأربعين، مهما حدثت لها من التجارب فإن الزمن قد عامل جسدها بحنو. التجاعيد الدقيقة على جبهتها، وعلى أركان فمها لا تقول لك إنها شاخت. بل إنها نضجت".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 59
2 ـ جبهة مصطفى سعيد (الطيب صالح):
"دققت النظر في وجهه وهو مطرق، إنه رجل وسيم دون شك، جبهته عريضة رحبة، وحاجباه متباعدان، يقومان أهلة فوق عينيه، ورأسه بشعره الغزير متناسق تماما مع رقبته وكتفيه".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 39
3 ـ الجبهة المفرطة في العرض (تولستوي):
"ورأى ذلك الرأس الذي له عرف كلبدة الأسد، وشعر أبيض معقف. إن دنو الموت لم يشوه هذا الرأس ذا الجبهة العريضة عرضا كبيرا، والوجنتين الواسعتين سعة عظيمة، والفم الشهواني، والنظرة الباردة المخيفة".
الحرب والسلم(1) ص 255
وـ الشعر: شاهد الصبا والجمال، ودليل الفتوة والشباب. زينة للمرأة، ورمز لأنوثتها، وعنوان وسامة الرجل. وكلاهما يباهي به ويتفنن في تسريحه. يتغير بمرور الزمن وتقدم السن، فيصبح ذهبه فضة، وفحمه رمادا، ولكنه إن بقي ولم يتساقط يحتفظ ببهائه وجماله حتى في حالة الشيخوخة. والمرأة تستعمل الأصباغ لإخفاء الشيب، وكذلك بعض الرجال. وقد يبدأ الصلع بالزحف المبكر على الرأس عند الرجال. ومواطن الشعر هي الرأس عند المرأة، يضاف إليها الذقن والشارب والحاجبان عند الرجال. ويركز الوصاف عل طول شعر الرأس وغزارته ونعومته وخشونته ونوع تسريحته إن كان يزين المرأة، أو يظهر وسامة الرجل، أو يركز على تشعثه وإهماله، وكذلك على الصلع أو الشعر المستعار وعلى اللحية والشاربين إن كانت من العلامات الفارقة والبارزة في الوجه.
1ـ الشعر الأشقر الطويل (فيكتور هيغو):
"وكانت غدائرها الكثيفة الشقراء النزاعة إلى التموج والمتحررة في سهولة من عقالاتها تكرهها على أن تحكم وثاقها على نحو موصول".
البؤســــاء (1) 216
2 ـ الشعر القصير (دوستويفسكي):
"حليق الذقن والشاربين، وقصير السالفين، وأما شعره فكان قصيرا جدا فوق رأسه الضخم المستدير الذي ينتهي برقبة ناتئة".
3 ـ الشعر المستعار (باسترناك):
"وكان العازف "تشيكيفتيش" رجلا أصلع، كثير العرق، يستخدم قلنسوة من الشعر المستعار، ويضم يديه، ويضغطهما إلى صدره في توسل، كلما أراد أن يقنع أحدا بشيء ما".
دكتور جيفاغو ص 77
4 ـ الشعر المصبوغ (الطاهر وطار):
"تجلى وجهها في المرآة بدون مساحيق، أزرق على عكس باقي بشرتها التي تضرب إلى بياض مؤكد. وبانت بعض خصلات من شعرها المصبوغ بالأحمر سوداء، بينما تبدت خصلات أخرى حلساء يتنازعها اللونان: الدخيل والأصيل. لم يكن بالشعر الناعم السلس ولا بالكث الأحرش".
الشمعة والدهاليز ص 118
5 ـ الشعر الأحمر ( بوريس باسترناك):
"وكان "باشا" صبيا نظيفا، حسن الهندام، ذا قسمات متسقة، وشعر أحمر مفروق عند منتصف رأسه، وكان لا يفتأ يمر عليه بالفرشاة".
دكتور جيفاغو ص 94
6 ـ الشعر المتهدل (همنغواي):
"ورحت أتأملها، وهي تمشط شعرها، تهدله جانبا، ثم تضمه بيدها خصلة كبيرة واحدة، وترفعه عن عنقها، والضوء الخافت من أعلى السرير ينعكس عليه فيحيله لألاء رائعا".
وداعا أيها السلاح ص 90
7 ـ الشعر المضفور (باسترناك):
"وكانت "بيلاجيا" امرأة من الطبقة المتوسطة، مليئة الجسم في التفاف، ذات قوام مهيب، ويدين جميلتين، وشعر غزير، كانت تنسقه في ضفيرة لا تنفك تطوح بها فوق كتفها، وهي تتنهد".
دكتور جيفاغو ص 351
8 ـ الشعر في بداية الشيب (دوستويفسكي):
"لقد كان شعرها قليل الشيب، فثمة "سيقان أوز" بيضاء كانت قد وخطت شعرها منذ مدة طويلة، وكان خداها ضامرين، مقعرين، من كثرة الهموم والأحزان، ولكن وجهها كان جميلا رغم ذلك".
الجريمة والعقاب (2) ص 306
9 ـ الشعر المبيض الأشعت (همنغواي):
"ثم عاد، ووراءه ممرضة عجوز، على عينيها نظارتان عتيقتان، وقد ابيض النصف المتبقي من شعرها الأشعث".
وداعا أيها السلاح ص 66
10 ـ الشعر المجعد (دوستويفسكي):
"وكان له سالفان كستنائيان متكاثفان عند أسفل الفكين، ويظهران ذقنا ناعمة، حليقة!!
وحتى أن شعره الذي كانت تتخلله بعض الشعيرات البيضاء كان مصففا ومجعدا بيد خبيرة، ولا يظهره على الإطلاق بمظهر مضحك أو بليد، كما هي الحال لأصحاب الشعر المجعد، لأنهم قريبو الشبه بعريس ألماني".
الجريمة والعقاب (1) ص 213
11 ـ الشعر الفاحم ( نجيب محفوظ):
"واقتربت جارية أخرى، وحلت عقدة شعرها الفاحم، فانساب على جسدها، وغشاه من الجيد إلى الرسغين".
الأعمال الكاملة(3)رادوبيس ص 390
زـ الرقبة أو العنق أو الجيد: موضع زينة المرأة بعقود الجواهر من ذهب ولؤلؤ وزبرجد وزمرد التي تلتف حولها وتستقر على النحر. وتستمد كذلك أهميتها في الوصف من كونها صلة الوصل بين الرأس والجذع فإن كانت متناسبة ومتناسقة معهما، في طولها واستدارتها ظهر جمالها ووجب وصفها، وكان يقال عن المرأة الجميلة "بعيدة مهوى القرط" وهو كناية عن طول الرقبة. وإن كان الرأس ملتصقا بالجذع وكانت الرقبة متناهية في القصر لفتت الانتباه ووجب وصفها أيضا. أما في غير هاتين الحالتين، فيشار إلى ما وضعته المرأة في عنقها من حلي دون تفصيل في وصف العنق، وهذه بعض الأمثلة:
1 ـ العنق المثالي (فيكتور هيغو):
" عنق كعنق جينو (زوجة جوبيتر في الميثولوجيا اليونانية)، قفا عنق ثابت لدن، وكتفان كأنما نحتهما كوستر (النحات المشهور). في وسطهما حفيرة شهوية تتراءى من خلال الشاش الموصلي. بهجة مصقولة بالأحلام، كذلك كانت فانتين".
البؤساء (1) ص 216
2 ـ العنق والتجاعيد (همنغواي):
"وكان الشيخ معروقا شاحبا انتشرت في مؤخر عنقه تجاعيد عميقة، وعلت خديه القروح السمراء الناشئة عن سرطان الجلد غير المؤذي، الذي هو ثمرة انعكاس الشمس على صفحة المياه في المناطق الاستوائية" . الشيخ والبحر ص 3
3 ـ العنق الهزيل (دوستويفسكي):
"وقفت العجوز، وكأنها زرعت أمامه ساكتة، وناظرة إليه بعيون متفحصة متسائلة. لقد كانت قصيرة القامة، هزيلة، تبلغ الستين من العمر، وكانت عيناها ثاقبتين خبيثتين. أما أنفها، فكان مسنونا، وكان رأسها عاريا، كما أن شعرها الأشقر اللامع كان مضمخا بالعطر.
وكان عنقها محاطا بمنديل قطني، جعله يبدو كساق دجاجة، بينما تدلى فوق كتفيها، رغم الحرارة الشديدة، فراء أصفر قديم، وهي إلى هذا وذاك، لا تنفك عن السعال القوي".
الجريمة والعقاب(1) ص 11
4 ـ زينة الجيد والنحر (تولستوي):
"ولقد ظلت طول استرساله في كلامه منتصبة الجذع، تنظر بين الفينة والفينة إلى ذراعها الجميلة البضة التي تستند إلى المنضدة استنادا رفيقا، وتارة إلى نحرها الذي يفوق ذراعها جمالا ويزينه نهر من جواهر الماس". الحرب والسلم ص 6
5 ـ مسبحة الشيخ لبيب (نجيب محفوظ):
"الشيخ لبيب، وجه عتيق في حارتنا، تراءى لعيني معلما من معالم الحارة مثل التكية والقبو والسبيل. كان يتخذ مجلسه قبيل مدخل القبو، على فروة يجلس، وبين يديه مبخرة، تنفث رائحة، دسمة مخدرة، ذو جلباب أبيض، وطاقية خضراء مكحول العينين، ضعيف البصر، يطوق عنقه بمسبحة طويلة، تستقر شرابتها في حجره".
الأعمال الكاملة(8)حكايات حارتنا ص 505
6 ـ جيد الغزال (نجيب محفوظ):
"وهنالك مالت رادوبيس إلى الأمام قليلا بجيد كالغزال، ونشرت من فمها الوردي كلمات تاقت نفوس إلى سماعها، فتوقف العبيد عن السير".
الأعمال الكاملة(3)رادوبيس ص 371
7 ـ العنق الضخم المستدير(ماكسيم غوركي)
"لقد كان بعنقه الضخم المستدير وذراعيه القصيرين، أشبه ما يكون بإبريق الشاي".
الأم ص 88
8 ـ رجل بلا عنق( ماكسيم غوركي):
"وكانت وجنتاه الناتئتان وذقنه تستند إلى ياقة بذلته العالية، فيبدو وكأنما لا عنق له".
الأم ص 398
ح ـ اليدان والقدمان: يشار إلى اليدين في الوصف حين تلفتان النظر بكبر حجمهما وضخامتهما، ولاسيما أيدي أولئك الذين يقومون بأعمال يدوية شاقة، كالحدادين والفلاحين، أو برقتهما ورشاقة أصابعهما، كأيدي الرسامين وعازفي البيانو، أو بحلية وعيب فيهما. أما القدمان فأكثر ما توصفان وهما تنتعلان الحذاء. إلا إذا كانتا حافيتين. وهذه بعض الأمثلة:
1 ـ اليدان والقدمان الضخمتان ( باسترناك):
"وكانت الشمعة ملكا للراكب الآخر الوحيد، وهو شاب أصفر الشعر. كان حجم يديه وقدميه يوحي بأنه فارع الطول جدا. وكانت أطرافه مفككة المفاصل، وكأنما لم تربط بعضها إلى بعض رباطا وثيقا".
دكتور جيفاجو ص 264
2- اليدان الرشيقتان (الطيب صالح):
"ونظرت إلى ذراعيه، فكانتا قويتين، عروقهما نافرة، لكن أصابعه كانت طويلة رشيقة، حين يصل النظر إليهما بعد تأمل الذراع واليد، تحس بغتة أنك، انحدرت من الجبل إلى الوادى".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 34
3 ـ اليدان المتسلطتان (تولستوي):
"وكان يعذبه إحساس غالب مسيطر: هو أن هاتين اليدين المعروقتين، البارزة عظامهما، الأحمر لونهما، اللتين يحبهما ويكرههما في آن واحد، يقبضان عليه قبضا، ويتحكمان فيه تحكما، فلا يستطيع أن يفلت منهما بحال من الأحوال".
الحرب والسلم ( 2) ص 119
4 - اليدان النمشاوان (فيكتور هيغو):
" وكانت يدا فاتنين مسفوعتين، منقطتين بالنمش، وكانت سبابتها متصلبة، متمزقة من أثر الإبرة، كانت ترتدي رداء فضفاضا بنيا من صوف غليظ، وفستانا من خام، وتنتعل حذاء ضخما ثقيلا". البؤساء(1) ص 253
5 - القدمان المصابتان بالدُّمَّل ( نجيب محفوظ):
"ولما كشف قدمه اليمنى بدا أول عيب في هذا الجسم الهائل الجميل، في خنصره الذي تأكل من توالي الكشط بالموسى في موضع "كاللو" مزمن".
بين القصرين ص 15
6 ـ القدمان الحافيتان (عبد الحميد بن هدوقة):
"أقبل الطفل مسرورا، وهو ببالطو يصل إلى ركبتيه، مهترئ الأكمام، والأطراف، رجلاه حافيتان لا يختلف لونهما عن لون التراب، شاشيته استحالت حمرتها إلى بياض رمادي من القدم". نهاية الأمس ص 09
7 - اليد العاجية ( نجيب محفوظ):
"ثم أشارت بيدها العاجية، فأخذن جميعا في التوقيع الجميل والنقر الرشيق".
الأعمال الكاملة(3)رادوبيس ص 403
ط ـ القامة: أشرنا في حديثنا عن الوجه إلى أن الكاتب لا يصفه بدقة وتفصيل، وإنما يختار بعض الملامح التي تميزه عن غيره، وهذا ينطبق على وصف الجسم. فلا يصف الكاتب كما يصف الشرطي عند كتابة محضره الطول بالسنتيمتر، أو كما يصف العالم في المختبر كل صغيرة وكبيرة. وهو لا يقيس طول الرقبة ومحيط الصدر والخصر كما يقيس الخياط، وإنما يهتم بميزة ما في هذا الجسم، ميزة ظاهرة عما عداها، يبرزها لتكون علما على هذه الشخصية. فالوصف كما رأينا عمل فني يقوم على الانتقاء لا العرض التفصيلي ويركز الروائيون على القامة أو القوام أو القد بوجه عام وقليلا ما يتطرقون إلى التفصيلات الأخرى كالكتفين أو الصدر. فإذا كان الموصوف يتميز بالطول أو بالقصر أظهروه وأبرزوه، أو كان يتصف بالبدانة والسمنة وضخامة الكرش أو النحول والهزال لفتوا النظر إلى ذلك. وكذلك إذا اتصف بالعرج أو الحدب، كانت عاهته سبيلا إلى وصف جسمه. وهذه بعض الأمثلة:
1 ـ القامة الممشوقة (الطيب صالح):
"انصرف الولدان، وظلت هي واقفة أمامي، قامة ممشوقة تقرب من الطول. ليست بدينة، ولكنها ريانة ممتلئة كعود قصب السكر. لا تضع حناء في قدميها ولا في يديها، ولكن عطرا خفيفا يفوح منها".
موسم الهجرة إلى الشمال ص 96
2 ـ قامة أم حنفي ( نجيب محفوظ):
"هي امرأة بدينة في غير تنسيق ولا تفصيل، نما لحمها نموا سخيا فراعى في نموه السمنة فحسب، وأهمل اعتبارات الجمال، على أن سمنتها لم تقلل من نشاطها".
بين القصرين(1) ص 21
3 ـ القامة الفارعة الطول (تولستوي):
"يبلغ من طول القامة أنه لكي يجتاز العتبة اضطر أن يحني رأسه وأن يطوي جسمه نصفين".
الطفولة المراهقة الشباب ص 109
4 ـ القامة المعتدلة (بوريس باسترناك):
"محام متعجرف، ربعة في القوام، كان يبدو كحيوان "معلوف" وعليه قميص نضحه العرق. كان يوشك أن يموت من الحر، وقد راح يستجدي النسمات محركا قبعته أمام وجهه".
دكتور جيفاجو ص 65
5 - القامة القصيرة (تولستوي):
"إن ضآلة قامة دينسوف تغيب عن الأنظار في مناسبتين لا ثالثة لهما: حين يكون على صهوة جواده، وحين يرقص المازوركا. ففي هاتين المناسبتين وحدهما، لا يلمح المرء أن قامته ليست بالقامة الفارعة الطويلة".
الحرب والسلم (2) ص 910
6 ـ القامة الطويلة (مولود فرعون):
"كان عامر وسيم الوجه، طويل القامة، مفتول العضلات، وإن كانت مشيته المتثاقلة لا تنم عن قوته الجسدية. وكانت ذهبية كلما أبصرته، تتمنى لو أنه يعتدل في مشيته ويبرز قامته قليلا".
الدروب الوعرة ص 37
7 ـ القامة العجفاء (مولود فرعون):
"أما العجوز، فقد كانت شديدة في معاملتها لعروستها، ولأولادها. وكانت تثير الرعب في الحي كله. ولم يكن يسلم منها أحد، حتى بابا سعيد نفسه كان يتعرض لبطشها في بعض الأحيان. وهي هزيلة الجسم، كأنها البغلة العجفاء التي لم يبق منها سوى الهيكل، كما أنها سليطة اللسان، ولا تشفق على أحد ولا ترحم".
الدروب الوعرة ص 51
8 ـ القامة الطويلة العريضة (نجيب محفوظ):
"إبراهيم القرد، أضخم بناء أنساني تشهده عيناي، لا أتصور أن يوجد بين البشر من هو أطول أو أعرض منه. مئذنة، يتحسس طريقه بنبوت رهيب تحمله قدمان حافيتان كأنهما سلحفاتان".
الأعمال الكاملة(8)حكايات حارتنا ص 457
9 ـ القامة الممتلئة (باسترناك):
" كانت السيدة "جيشار" سيدة قصيرة، ممتلئة الجسم، ملتفة، شقراء، في حوالي الخامسة والأربعين، تتناوبها علة القلب، ونوبات القباء".
دكتور جيفاجو ص 76
10 ـ القامة المنحنية (نجيب محفوظ):
"وشقت الصفوف المتراصة بغتة امرأة غريبة، كانت منحنية الظهر كالقوس، تتوكأ على عصا غليظة، منفوشة الشعر بيضاءه، طويلة الأنياب صفراءها، مقوسة الأنف، حادة البصر، يشع من عينيها نور خفيف، يرسل من تحت حاجبين كثيفين أشيبين. وكانت ترتدي جلبابا واسعا طويلا، يضيق عند وسطها بمنطقة من الكتان. وصاح الذين رأوها:
- ضام.. الساحرة ضام".
الأعمال الكاملة(3)رادوبيس ص 373
11 ـ القامة الكمثرى (باسترناك):
"على أن "أوستينا" كانت أغرب شأنا. كان جسمها المنبعج الشبيه بشكل ثمرة الكمثرى يبديها كالدجاجة المفرخة (التي تحضن بيضها حتى يفرخ) ".
دكتور جيفاغو ص 232
12 ـ قامات الأصدقاء (نجيب محفوظ):
"وانعطفوا مع أول طريق مقاطع لطريق الجامعة، وساروا في اتجاه المديرية، كان مأمون رضوان أطولهم قامة، ومحجوب عبد الدائم في مثل طوله تقريبا. أما علي طه فربعة متين البنيان، وأما أحمد بدير فقصير جدا، كبير الرأس جدا".
الأعمال الكاملة(3)القاهرة الجديدة 719
13 ـ القامة المترهلة (باسترناك):
"ودخل عليه أستاذ معمل الكيمياء، وهو رجل بدين أصابه من النحول ما أصبح معه جلده يتهدل فوق جسده طبقة وراء طبقة". دكتور جيفاغو ص 302
14- القامة القصيرة والكرش العظيمة(نجيب محفوظ):
"ودنا منهما رجل قصير القامة، غليط الوجه والرقبة، عظيم الكرش".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 589
15 - القامة ذات الزوايا (فيكتور هيغو):
"وكانت السيدة تيناردييه امرأة، حمراء الشعر، بدينة، ذات زوايا و نتوءات؛ نموذج زوجة الجندي بكل ما يوحي به من الرعب".
" كانت لا تزال شابة لما تتجاوز الثلاثين من عمرها، ولو كانت هذه المرأة الجالسة القرفصاء، واقفة منتصبة القامة، إذن لكان من الجائز لقامتها الشامخة، وكتفيها العريضتين المشبهتين كتفي تمثال عظيم متحرك - الجديرة بامرأة من نساء السوق الموسمية ـ أن تجفل عابرة السبيل، وتعكر صفو اطمئنانها، وتحول دون وقوع الأحداث التي سنرويها. شخص جالس بدلا من أن يكون واقفا: إن القدر ليتأرجح على خيط رقيق مثل هذا".
البؤساء (1) ص 256
16 ـ القامة البدينة (نجيب محفوظ):
"وكان يتصدر المقصورة رجل بدين، قصير القامة، مستدير الوجه، طويل اللحية، أبيض البشرة، يرتدي معطفا فضفاضا، ويقبض بيمناه على عصا غليظة ذات مقبض ذهبي، جلس بين يديه، رجلان في مثل بدانته وزيه، تداني بينهم جميعا روح واحدة".
الأعمال الكاملة(3)كفاح طيبة ص 529
17ـ القامة المعوجة (مولود فرعون):
" أما زوجة الناطور فهي من بنات العم، وأنا لا أخاف منها لأنها معوجة القد كالعصا المعقوفة، وهيهات أن تكون مثلي في الجمال".
الدروب الوعرة ص 91
18 ـ القامتان (ليلى عسيران):
"وضحكت أخيرا في وجه أبي حديد، وانطلقنا معا باتجاه النهر نحو القاعدة. وبدت قامتي ضئيلة بالنسبة إلى قامته المديدة، وفوقها شعره الأسود المشعث، وكشفت ابتسامته عن أسنان صفراء كبيرة".
خط الأفعى " ص 108
ي ـ العمر: و هو جزء من وصف الشخصية، وقد يحدده الروائي، أو يورده بالتقريب، أو يذكر بأن صاحبه يبدو أقل سنا أو أكبر سنا من مظهره لعوامل يذكرها أو نفهمها من أحداث الرواية، كما رأينا في وصف أحمد عاكف بطل رواية خان الخليلي. وليس ضروريا بالطبع، تحديد العمر في الوصف إلا إذا كان مفيدا في إلقاء الضوء على الشخصية. وهذه بعض الأمثلة:
1ـ عمر الحاكم ( باسترناك):
"وكان القيصر في ابتسامته القلقة يبدو أكبر سنا، وأكثر تعبا، مما يبدو في صورته المنقوشة على النقود والميداليات. كان وجهه فاترا مترهلا".
دكتور جيفاجو 214
2 ـ عمر المحكوم (فيكتور هيغو):
"وجيء بشونيلدبو، وهو محكوم بالأشغال الشاقة مدى الحياة، كما بدا من ردائه الأحمر وقلنسوته الخضراء. كان يتحمل عقوبته في سجن طولون الخاص بالمحكوم عليهم بالأشغال الشاقة، ولقد اقتيد من هناك لهذه المناسبة. كان رجلا ضئيل الجسم. في نحو الخمسين من العمر، نشيطا متجعد البشرة، مهزولا، أصفر، وقحا، قلقا".
البؤساء(1) ص 457
3 - العمر التقريبي (دوستويفسكي):
"كان ذلك الموظف رجلا تجاوز عمره الخمسين عاما، متوسط القامة مربوعا. وكان ذا صلعة لم تحط بها غير شعيرات وخطها الشيب".
الجريمة والعقاب(1) ص 18
4 - عمر القوميسار (باسترناك):
"وكان القوميسار يشبه تماما ما نمي إلى "يوري" عنه: نحيلا، بديع الشكل، أشبه بفتى تخرج من المدرسة لفوره". "وربما كان من بواعث الحرج له أن يكون صغير السن بهذه الدرجة، ومن ثم فقد كان ينتحل مظهر القسوة ويصطنع الانحناء، مقوسا كتفيه بما تحملان شارات رتبته، ويداه لا تبرحان جيبه".
دكتور جيفاجو ص 235
تمارين:
1 ـ اختر من كل جزئية درستها ثلاثة نصوص وسجلها في كراسك حسب درجة إعجابك بها، ووضح الأسباب.
2 ـ استخرج من الرواية التي تطبق عليها بعض جزئيات الوصف الخارجي، وبين دلالتها في النص.
3 ـ حاول أن تصف أشخاصا مختلفين، تهتم في كل وصف بتفاصيل بعض الجزئيات دون غيرها، على أن تكون هذه الجزئيات بارزة في الشخصية تشكل مزايا أو عيوبا أو علامات فارقة.
لقراءة الفصل التالي انقر هنا: الفصل الثالث: الثياب والحلي
لقراءة الفصل السابق انقر هنا: الفصل الأول: تقنيات الوصف الخارجي
للاطلاع على فصول الكتاب كاملة، انقر هنا: فن الكتابة: تقنيات الوصف