البــاب الثاني: الوصف الخارجي للأشخاص

من كتاب "فن الكتابة: تقنيات الوصف"

للكاتب: عبد الله خمّار

 

الفصـــل الرابــــع

ملاحظات على الوصف الخارجي

 نورد بعض الملاحظات استكمالا للحديث في هذا المجال:

الوصف التدريجي :

تتعلق الملاحظة الأولى بالقاعدة الرابعة التي ترتكز على ارتباط الوصف بسرد الأحداث، وتؤكد على تصوير الشخصية، أثناء الحركة والانفعال. ويلجأ كثير من الكتاب عند تطبيق هذه القاعدة، إلى الوصف التدريجي للشخصية أو الشخصيات الرئيسية في الرواية. وكما أن الوصف الداخلي للشخصية المحورية لا ينتهي إلا بانتهاء دورها في الرواية فإن كثيرا من الروائيين لا يصف المظهر الخارجي لشخصيته دفعة واحدة، بل يقدمها إلى القارئ على مراحل، ويكشف لنا عن جزء منها، كلما تطلب الحدث ذلك، لكي لا يمل القارئ من الوصف، فيتجاوزه ليعرف ما يجري في بقية أحداث الرواية. وحين يكون الوصف تدريجيا ومحبوكا بعناية مع الأحداث، يصبح الوصف سدى الرواية والأحداث لحمتها. ويكون حيويا متحركا لا جامدا، وانفعاليا وجدانيا لا نقليا آليا، وجزءا لا يتجزأ من الأحداث لا منفصلا عنها. وبدلا من أن يقطع الكاتب الأحداث في كل مرة ليقدم لنا شخصية جديدة، ويصفها من قمة رأسها إلى أخمص قدمها، يلجأ إلى تقديم بعض خصائصها، ويستمر في ذلك بعض الأحيان إلى نهاية الرواية. ولنأخذ مثالا عن ذلك "ذهبية" بطلة رواية الدروب الوعرة لمولود فرعون، حيث يقدمها الكاتب لأول مرة في الأسطر الأولى من الفصل الأول:

  " تمددت تحت الغطاء بعد أن حلت حزامها الأحمر الذي حطته غير بعيد من المخدة، وتجردت كذلك من محرمتها، لأنها تحب دائما أن تكون مرتاحة في عباءتها، و أن تترك شعرها المرسل منثورا فوق الحصيرة"

                                                                                                                                الدروب الوعرة ص 9

ونقرأ في الفصل الثاني:

  "إنه سيرى وجها جميلا، صافي القسمات، مشرق البشرة، ولكنه وجه بارد. وبالفعل فهو بارد برودة قد لا تقشعر لها الأبدان، ولكنها تثير في النفس الكآبة. لأنك تحس تجاهها أنها برودة مصطنعة، ومفروضة عليها، كما لو أن هناك أحدا يغار على جمالها، ويريد في بعض الأحيان أن يضفي عليها وجها مستعارا عابسا. ولكن ذهبية لا تكاد تبتسم قليلا، ولا تكاد ترفع عينيها الزرقاوين النجلاوين، لتوجه إليك نظرتها العذبة الناعمة، ولا تكاد تفتح شفتيها الرقيقتين كأنها أكمام زهرة رائعة، حتى يزول ذلك الوجه المستعار".

                                                                                                                                 المصدر نفسه ص 19

ونقرأ في الفصل الرابع:

  "ووجود تلك الفتاة الناصعة البياض، الرقيقة القد، الوسيمة الوجه".

                                                                                                                                         ص 49

وكذلك نقرأ في الفصل السابع:

  "بينما يجد على العكس من ذلك في مشية ذهبية، وحركاتها، وصوتها  شيئا من العفوية الممزوجة بالطيش كأنها لا تزال بنتا صغيرة. وإذا وقفتا جنبا إلى جنب وقارن الإنسان بينهما، فإنه سيحكم بدون تردد أن ذهبية أجمل من ويزة  بسحنتها الناصعة البياض، وقدها الفارع الطول".

                                                                                                                                         ص 87

  أما في القسم الثاني من الرواية، وهو يوميات عامر، فنقرأ في اليوم العاشر ما يأتي:

  "وانحلت محرمتها عن شعر غير مضفور، شعر مرسل كأنه الحرير، يتدلى ثقيلا إلى خصرها، وهو أسود اللون فاتحه".

                                                                                                                                         ص 246

و أخيرا، نقرأ في اليوم الحادي عشر

  " إنها لا تزال صبية فعمرها لا يتجاوز الخامسة عشرة".

لقد قدم لنا الكاتب وصف ذهبية الخارجي، تدريجيا وفي ست مناسبات حدثنا في البداية عن شعرها المرسل، ثم عن ملامح وجهها وعينيها وبعد ذلك عن بياض بشرتها الناصع، ورقة قدها، ووسامة وجهها، ثم عن حركاتها وصوتها ومشيتها، وطول قدها. ولم نعرف لون شعرها، وعمرها إلا في الصفحات الأخيرة من الرواية.

  إن الوصف التدريجي بالإضافة إلى أنه يخلص القارئ من الضجر، ويرغبه في معرفة بقية ملامح الشخصية، ويجعل أحداث الرواية شيقة، فإنه كذلك أكثر واقعية وتلقائية، لأننا في الحياة العادية لا نستطيع أن نلم بصفات الأشخاص الذين نقابلهم كلها دفعة واحدة، بل نتعرف عليهم ونحفظ ملامحهم شيئا فشيئا. ويستعمل معظم الروائيين هذه الطريقة حيث نجدها عند نجيب محفوظ والطيب صالح ومحمد ديب في شخصيات ثلاثيته.

  "وإذا أخذنا مثالا آخر نجد أن الطيب صالح شوقنا لشخصية مصطفى  سعيد قبل أن يصفه:

  فجأة تذكرت وجها رأيته بين المستقبلين لم أعرفه. سألتهم عنه، ووصفته لهم. رجل ربعة القامة، في نحو الخمسين أو يزيد.، شعر رأسه كثيف مبيض، ليست له لحية، وشاربه أصغر قليلا من شوارب الرجال في البلد. رجل وسيم. وقال أبي: "هذا مصطفى".

                                                                                                             موسم الهجرة إلى الشمال ص 30

  ولا يقدم لنا وصفه إلا في صفحة 34، وقد أوردناه في جزئيات الوصف الخارجي. كما لا يقدم لنا محمد ديب وصفا يكاد يكون كاملا لبطله عمر إلا في الأسطر الأخيرة التي يختم بها ثلاثيته.

  " كان يسير بخطى سريعة، حتى ليكاد يركض ركضا، وقد انشدت قامته بسروال طويل أزرق، وسترة ضيقة. وانتصب فوق جسمه الطويل المهيأ للتخلع بطبيعته من قبل ذلك، رأس حاد تتقد فيه عينان صغيرتان سوداوان. أما جبينه المستقيم المنبسط، فكان أشبه بآجرة كثيفة فوق الحاجبين تظللهما كشة من شعر خشن. وكانت أجفانه تصطفق على إيقاع سريع. وكانت نظرته تقفز من شيء إلى شيء آخر. وكان في وجهه تعبير عن جد يوشك أن يكون قاسيا عنيفا".

                                                                                                         الدار الكبيرة: الحريق: النول  ص 551

  لقد تعمد الكاتب أن يترك وصف عمر شبه الكامل، إلى نهاية الرواية، ليرسم له صورة فيها بعض التفاؤل، بمستقبل الجزائر، لأن الشباب هو المستقبل.

الوصف بالمقارنة:

  أما الملاحظة الثانية، فتشير إلى تقنية هامة يستعملها بعض الروائيين في الوصف الخارجي، وهي المقارنة بين شخصيتين. وتنقسم إلى نوعين: إيجابية ونقصد بها تشابه الشخصين الذين نقارن بينهما في الجمال أو القبح. وقد رأينا مثالا عن ذلك في وصف " أفدوتيا رومانوفنا " الذي مر معنا في أوائل الفصل السابق، حيث يبدأ دوستويفسكي وصفها بقوله: "لقد كانت أفدوتيا رومانوفنا جميلة بشكل ملحوظ"، ثم يقول في الفقرة الثانية: "كانت ملامح وجهها تشبه ملامح وجه أخيها"، فإذن هناك تشابه في الجمال والوسامة.

  أما المقارنة السلبية، فتعني التضاد والتناقض في الصفات بين الشخصيتين وهذا مثال عن ذلك للكاتب الروسي تولستوي:

  "مما يخطف البصر أن هيبوليت هذا يشبه أخته الرائعة (هيلين) شبها خارقا، ولكنه رغم هذا الشبه شديد الدمامة. إن له قسمات أخته، ولكن كل شيء في أخته تضيئه ابتسامتها الدائمة الراضية، النضرة، الفتية، التي يشع منها الفرح بالحياة. ويزيد سناءه وبهاءه هذا القد الجميل، الذي يشبه قدود تماثيل اليونان القدامى. أما أخوها فإن وجهه الذي يشبه وجهها قد أسدلت عليه غشاوة من بلادة وغباء، فهو يعبر في كل وقت عن مزاج معاند، وطبع شرس، وغرور طافح، هذا إلى جسم نحيل مهزول. إن عينيه وأنفه وفمه، وكل قسمة من قسمات وجهه تتقبض جميعا في جعدة غامضة، تنضح تذمرا وضجرا. وإن ذراعيه وساقيه، تتخذ في جميع الأحيان، أوضاعا مصطنعة، متكلفة، ليس فيها شيء من الانطلاق على السجية".

                                                                                                                         الحرب والسلام(1) ص 62

  لقد ضرب الكاتب عصفورين بحجر واحد، وأعطانا وصفا رائعا لهيبوليت وأخته هيلين، وكما قال الشاعر: "والضد يظهر حسنه الضد". ولم يكتف تولستوي بالمقارنة الخارجية، بل ربطها بالمقارنة الداخلية بين النفسيتين والمزاجين.

التغير الجسمي:

  والملاحظة الثالثة تتصل بالتغير الجسمي الذي يحدث للإنسان، منذ ولادته حتى وفاته. وفي الروايات الطويلة، يصف لنا الكاتب الشخصية، في مراحل مختلفة من العمر. وهذا مثال لنجيب محفوظ يصف فيه أحمد عبد الجواد في بداية روايته، حين كان في عز شبابه:

  "وبدا في وقفته طويل القامة، عريض المنكبين، ضخم الجسم ذا كرش كبيرة، مكتنزة، اشتملت عليها جميعا جبة وقفطان، في أناقة وبحبحة دلتا على رفاهية ذوق وسخاء. ولم يكن شعره الأسود المنسبط من مفرقه على صفحتي رأسه في عناية بالغة، وخاتمه ذو الفص الماسي الكبير، وساعته الذهبية، إلا لتؤكد رفاهة ذوقه وسخاءه. أما وجهه فمستطيل الهيئة، مكتنز الأديم، قوي التعبير، واضح الملامح، يدل في جملته على بروز الشخصية والجمال بعينيه الزرقاوين الواسعتين، وأنفه الكبير الأشم، المتناسق على كبره مع بسطة الوجه، وفمه الواسع بشفتيه الممتلئتين، وشاربه الفاحم الغليظ، المفتول طرفاه بدقة لا مزيد عليها".

                                                                                                                          بين القصرين (1) ص 14

التغير المرضي:

  ثم يصف لنا الكاتب الشخصية نفسها في حالة المرض:

  "وكان الطبيب يزوره يوميا، وكانت الحال من الشدة بحيث لم يسمح لأحد بمقابلته، حتى الأبناء كانوا يتسللون إلى الحجرة على أطراف أصابعهم. فيلقون بنظرة على الراقد متفحصين ما يكسو وجهه من ذبول استسلام".                      قصر الشوق  (2) 203

مظهر الشيخوخة:

  ويصفه لنا أيضا بعد أن صار شيخا:

  "مضى الرجل على إثرها في هالة من وقار الشيخوخة البيضاء. وجلس كي يسترد أنفاسه، ولم تكن الساعة قد جاوزت التاسعة مساء. ظلت أناقته كما كانت في الماضي، فالجبة الجوخ، والقفطان الشاهي، والكوفية الحرير كالعهد القديم. أما هذا الرأس المرصع بالبياض، والشارب الفضي، والجسم النحيل الذي خلا من سكانه، فكانت جميعا كعودته المبكرة من طوارئ الزمن الجديد".

  "وإن بقي بريق عينيه الزرقاوين الواسعتين آية على أن رغبته في الحياة لم تفتر ولم تهن".

                                                                                                                                    السكرية ص 12

  وبمقارنة بسيطة بين "الرأس المرصع بالبياض" وبين "شعره الأسود المنسبط من مفرقه على صفحتي رأسه في عناية بالغة"، وبين "الشارب الفضي" و "شاربه الفاحم الغليظ المفتول طرفاه بدقة لا مزيد عليها"، وكذلك بين جسمه النحيل الآن وضخامة جسمه وكرشه الكبيرة، وعرض منكبيه في الماضي، نجد أنه لم يبق من ذلك الماضي إلا التأنق في الثياب، وبريق العينين الزرقاوين.

التغير الأخير:

  أما التغير الأخير الذي مس شخصية أحمد عبد الجواد ولا مناص منه لكل كائن حي فهو الموت:

  "رأى نصف أبيه الأسفل مطروحا على الفراش، ونصفه الأعلى ملقى على صدر الأم التي تربعت وراءه ظهره، وصدره يعلو وينخفض في حركة آلية، تند عن حشرجة غريبة ليست من أصوات هذا العالم، وعينيه مفتوحتين عن نظرة جديدة، لا ترى، ولا تعي، ولا تملك أن تخبر عما يعتلج وراءها. فتسمرت قدماه وراء شباك السرير، وانعقد لسانه، وتحجرت عيناه. لم يجد شيئا يقوله أو شيئا يفعله، وعانى شعورا بالعجز المطلق، واليأس المطلق، والتفاهة المطلقة، وكأنه فقد الوعي لولا إدراكه أن أباه يودع الحياة".

                                                                                                                                    ص 255 السكرية

إعاقة الحرب الجسمية:

  وهناك أمثلة أخرى عن التغير الجسمي، تسببها الكوارث الطبيعية كالزلازل والأعاصير، والكوارث الصناعية كالحروب وحوادث السيارات أو القطارات والحرائق وهذا مثال عن التغير الجسمي بسبب الحرب لمحمد ديب:

  " إن عمر لم ير "كومندار" واقفا في يوم من الأيام. كان الشيخ العجوز يلف ساقيه المبتورتين عند الركبتين بخرق باليه، يشد فوقها عصائب من المطاط الأحمر".

  "وقد جاء للرجل هذا الاسم، اسم  كومندار، من حياة عسكرية طويلة كلفته بتر ساقيه آخر الأمر. ومنذ أصبح الناس يطلقون عليه اسم كومندار، ضاع اسمه الحقيقي من ذاكرتهم. إن كومندار رأى النار من قرب في الحرب القديمة، وظل ثلاثة أيام بلياليها تحت كومة من الجثث. لقد صارع، وظل يئن ويعول ثلاثة أيام، ثم استطاع بالزحف أن يخرج من كداسة الموتى. وهكذا انتصر على الموت. إلا أنه فقد ساقيه".

                                                                                                  الدار الكبيرة: الحريق: النول  ص 167 - 168

إن هذا التغير الجسمي، هو شاهد ملموس على مآسي الحروب. وهناك تغيرات جسمية أخرى تحدث في الحياة بسبب السكر والإدمان، تعرض إليها الروائيون، ولكننا نكتفي بالأمثلة التي أوردناها.

تماريــن:

إقرأ النصوص الآتية ثم أجب عن الأسئلة التي تليها:

1 ـ أمينة ( نجيب محفوظ) :

  "واتجهت المرأة إلى المرآة، وألقت على صورتها نظرة، فرأت منديل رأسها البني منكمشا متراجعا، وقد تشعثت خصلات من شعرها الكستنائي فوق الجبين، فمدت أصابعها إلى عقدته فحلتها وسوته على شعرها، وعقدت طرفيه في أناة وعناية. ومسحت براحتيها على صفحتي وجهها كأنما لتزيل عنه ما علق به من آثار النوم. كانت في الأربعين، متوسطة القامة، تبدو كالنحيفة، ولكن جسمها بض ممتلئ في حدوده الضيقة، لطيف التنسيق والتبويب. أما وجهها فمائل إلى الطول مرتفع الجبين دقيق القسمات، ذو عينين صغيرتين جميلتين، تلوح فيهما نظرة عسلية حالمة، وأنف صغير دقيق يتسع قليلا عند فتحتيه، وفم رقيق الشفتين ينحدر تحتهما ذقن مدبب، وبشرة قمحية صافية، تلوح عند موضع الوجنة منها شامة سوادها عميق نقي".

                                                                                                                            بين القصرين(1) ص 8

  1 ـ ما القواعد التي اتبعها الكاتب في وصفه؟ وهل وفق في نظرك؟ علل إجابتك.

  2 ـ استخرج عناصر الوصف الخارجي التي استعملها الكاتب.

  3 ـ ما الوسيلة التي استعملها حتى لا يكون وصفه جامدا؟

  4 ـ هل نرى أمينة في المرآة بعين الكاتب أم بعينها هي؟ وضح إجابتك.

  5 ـ بم يتميز أسلوب الكاتب ولغته؟ .

  6 ـ هل يتعاطف القارئ مع أمينة من خلال الوصف؟ وما هو نوع العاطفة إن وجدت؟

2 ـ جدي ( إلفة الإدلبي ):

  "وأنظر صوب "الليوان" فتتراءى لي صورة جدي جالسا في سريره كأنه قطعة من أثاث هذا البيت، أو شجرة من شجراته العتيقات. ألبسته بيضاء نظيفة. كذلك ملاءات سريره دائما ناصعة البياض، ولحيته أيضا بيضاء مستديرة تحيط وجهه الوديع. رأسه أصلع لامع، وعيناه زرقاوان يفيضان حنانا، يشع منه نور كولي من أولياء الله، يداعب بيده السليمة سبحة من كهرمان أصفر، شفتاه تتمتمان بذكر الله. قد استسلم إلى قدره لا يشكو ولا يتململ، ولا يهتم بأمر من أمور هذه الدنيا".

                                                                                                                      دمشق يا بسمة الحزن ص 17

1ـ ما القواعد التي اتبعتها الكاتبة في وصفها؟

2ـ هل تعتبر هذا الوصف مباشرا أم غير مباشر؟ علل إجابتك.

3ـ استخرج عناصر الوصف الخارجي من النص ووضحها.

4ـ لماذا أكثرت الكاتبة من استعمال اللون الأبيض؟ وهل وفقت في استعماله؟

5ـ هل تعتقد من خلال الوصف أن جدها الآن بصحة جيدة أو مريض أو ميت؟ علل إجابتك.

6ـ هل يتعاطف القارئ مع الشخصية الموصوفة؟ وما نوع العاطفة؟

3 ـ جاك داوكنز ( تشارلز ديكنز):

  "كان صبيا أفطس الأنف، مسطح الجبين، عادي الوجه إلى حد بعيد. وكان يمثل أقذر نموذج للغلمان يمكن للمرء أن يطمع في رؤيته، ولكن ملامحه وسماته كانت أشبه بملامح الرجال وسماتهم. كان ضئيل الجسم بالنسبة إلى سنه، وكان ذا رجلين متقوستين بعض الشيء، وعينين صغيرتين حادتين بشعتين، وكانت قبعته جاثمة على قمة رأسه في غير إحكام البتة، فهي تنذر بالسقوط كل لحظة.

  ولقد كان خليقا بها أن تفعل غير مرة لو لم يتعود صاحبها أن ينتر رأسه، بين الفينة والفينة نترة مفاجئة كانت تعيدها إلى موضعها كرة أخرى. وكان يرتدي سترة رجالية كادت تنتهي إلى عقبيه. وكان قد قلب ردنيها إلى عضديه لكي يحرر يديه من ذينك الردنين، ولكي يكون في ميسوره بعد - فيما يبدوـ أن يقحمهما في جيبي بنطاله المخيط من مخمل مضلع، إذ كان يحتفظ بهما هناك على نحو موصول. وعلى الجملة فقد كان فتى لم يسبق لأيما حذاء نصف مرتفع الساق أن حمل مخلوقا طوله أربعة أقدام وستة إنشات، أو أقل، أشد منه صخبا وأكثر اختيالا".

                                                                                                                        أوليفر تويست (1) ص 92

  1 ـ  ما القواعد التي استخدمها الكاتب في وصفه؟ عددها ووضحها.

  2 ـ هل تغلب مزايا الموصوف على عيوبه أم عيوبه على مزاياه؟ علل إجابتك؟

  3 ـ هل تعتبر هذا الوصف مباشرا أم غير مباشر؟ وضح السبب.

  4 ـ هل تعاطفت مع هذه الشخصية أم نفرت منها؟ بين العاطفة التي تشعر بها.

4 ـ بيلاجي الأم (ماكسيم غوركي):

  "أما أنت فيجب ألا تشرب، لقد شرب أبوك كثيرا بالنيابة عنك، وعذبني كثيرا، وباستطاعتك أنت أن ترفق بأمك".

  وأصغى بول إلى هذه الكلمات الحزينة الوادعة، وذكر كيف عاشت أمه في الصمت والنسيان، يعذبها الانتظار الممزق، انتظار الصفعات. لقد كان في الفترة الأخيرة لا يمكث في المنزل إلا قليلا تجنبا للقاء أبيه. فكاد لذلك أن ينسى أمه، والآن وقد أخذ يستعيد وعيه شيئا فشيئا، ها هو يحدق بها بإمعان.

  إنها كبيرة، مقوسة القامة قليلا، وجسمها الذي أنهكه الجهد الطويل المتواصل ومعاملة أبيه السيئة، يتحرك دونما ضجة، يتحرك بانحراف، كأنها حين تخطو تخشى الاصطدام بشيء ما. وفي وجهها البيضوي الواسع المنتفخ الذي حفرته التجاعيد تشع عينان فاتحتان، حزينتان، تلفهما الكآبة كعيون معظم النسوة في الضاحية. وفوق حاجبها الأيمن يلوح ندب عميق الغور، ويخيل للرائي أن أذنها اليمنى أعلى قليلا من الأخرى، فهي تبدو أبدا كأنها تنشر في الفضاء أذنا كئيبة. وفي شعرها الكثيف الأسود تلوح خصل بيضاء تتميز بلونها عن الأخريات.

  لقد كانت كلها تسيل رقة وحزنا واستسلاماً، وكانت عبراتها تسيل على خديها ببطء".

                                                                                                                                          الأم ص 12

  1 ـ ما القواعد التي استعملها الكاتب في الوصف؟ عددها ووضحها.

  2 ـ هل تعتبر هذا الوصف مباشرا أم غير مباشر؟ وما الطريقة التي حاول الكاتب فيها أن لا يكون وصفه جامدا ومباشرا؟

  3 ـ هل تعاطفت مع هذه الشخصية أم نفرت منها؟ وما نوع العاطفة؟

 

  لقراءة الفصل التالي انقر هنا: مقومات الشخصية في الوصف الداخلي( البيئة،الذكاء،الثقافة،المستوى ..الخ)

 لقراءة الفصل السابق انقر هنا: الفصل الثالث: الثياب والحلي

للاطلاع على فصول الكتاب كاملة، انقر هنا: فن الكتابة: تقنيات الوصف