الفصل الثاني 

من كتاب مواضيع الحرية وحقوق الإنسان

للكاتب عبد الله خمّار

 

تقييم المواضيع

تابعنا في الفصل السابق المرحلة الأولى من دراسة الموضوع والمتمثلة في عرض عمل الكاتب وننتقل الآن إلى مرحلة نقده والحكم عليه.  

ب- المرحلة الثانية: وهي التقييم الإجمالي لعمل الكاتب وتشكل جزءاً هاماً وأساسياً من الدراسة، لأن التلميذ يقيم فيها عمل الروائي ويصدر أحكاما نقدية عليه بالإجابة عن الأسئلة الآتية:

1ـ ماغرض الروائي من طرح هذا الموضوع؟

2ـ هل وفق في اختيار الموضوع، أم لم يوفق؟

3ـ هل وفق في اختيار الشخصيات المناسبة والمعبرة أم لم يوفق؟

4ـ هل كان موضوعيا في طرحه أم متحيزا؟

5ـ هل نجح أم أخفق في طريقة العرض (الأسلوب) من حيث الوصف والسرد والحوار؟

6ـ هل نجح في إثارة عواطفنا؟

وسنوضح هذه الأحكام واحدا واحدا فيما يلي:

1ـ ماغرض الروائي من طرح الموضوع؟

نتساءل عند دراسة موضوع الكاتب: لماذا طرح الكاتب موضوعه؟ هل قصد منه التوعية أو نقد النظم الاجتماعية؟ أو توجيه الاتهام إلى نظام مستبد؟ أو إلى قانون جائر؟ هل الغرض سياسي أو اجتماعي أو أخلاقي أو قانوني؟

قد يعرض الكاتب موضوع الرشوة لغرض أخلاقي، وهو حث الناس على تجنب قبول الرشوة أو إعطائها، وقد يعرضه لغرض سياسي يقنعنا من خلاله بأنه لابد من تغيير النظام السياسي الفاسد برمته للقضاء على الرشوة، وقد يكون غرضه قانونيا وهو إصلاح النظام القضائي أو تغيير القوانين التي تتساهل وتتسامح مع المرتشين واستبدالها بقوانين صارمة تضع حدا لهذه الآفة. ونحن نعرف اتجاه بوصلة الكاتب حين نعرف لمن يوجه اللوم في موضوعه تلميحا أو تصريحا، للفرد؟ أو لشريحة من المجتمع أو للمجتمع كله؟ أو للنظام السياسي؟ أو لقانون معين يجب تغييره؟ وهكذا. وغالبا ما يشكل الغرض من الموضوع جزءا من غرض الرواية، ويرتبط بمواضيعها الآخرى.

2ـ هل وفق في اختيار موضوعه؟

يكتب الروائي في البداية لمجتمعه، فإن وفق في مخاطبته نجح في مخاطبة المجتمعات الأخرى. ولكي ينجح في مجتمعه عليه أن يطرح المشاكل الحقيقية لهذا المجتمع بصدق وواقعية. فإن طرح روائي في بلد كالسويد مثلا مشكلة تعليم المرأة، أو طرح كاتب من صحرائنا مثلا مشاكل عمال المصانع ونضالهم وإضراباتهم لنيل حقوقهم من أرباب المصانع، كان موضوع كل منهما بعيدا عن الصدق والواقعية، لأنه يطرح مشاكل مجتمع آخر غير مجتمعه. ولكن هناك مواضيع مشتركة في كل المجتمعات، كالرشوة والانتهازية والوصولية، ومواضيع يجب أن يعرف بها أبناء مجتمعه وإن لم تكن موجودة لاتقاء شرورها كالإدمان بأنواعه، ولاسيما الإدمان على المخدرات الذي أخذ يغزو كل المجتمعات نتيجة لوجود شبكات مافيا دولية منظمة تتولى زراعة المخدرات وتصنيعها، وتوزيعها، ونشرها في كل مكان. والصدق والواقعية يستلزمان أن يعرف الروائي الموضوع الذي يطرحه، فإن تحدث عن مهنة من المهن كالطب أو الهندسة أو الفلاحة يجب أن يكون خبيرا بها، أو أن يجمع المعلومات الضرورية لموضوعه عنها.            

هل وفق  في اختيار الشخصيات؟

رأينا أن "دوستوفيسكي" اختار لموضوع السكير شخصية "مارميلادوف" الفقير، واختار زوجته وأولادهما ليرينا عواقب الإدمان عليه وعلى أسرته. ولو أنه اختار شخصا غنيا بلا أسرة، أو متزوجا وليس له أولاد، لما استطاع أن يعبر بصدق وواقعية عن هذا الموضوع، فمعظم السكيرين فقراء لا أغنياء، ولديهم أسر كبيرة يعيلونها.

وعلى الكاتب إذا أراد الحديث عن شريحة اجتماعية أن يحسن اختيار الشخصيات التي تمثلها، فلا يمكن أن يختار لشريحة الشباب مجموعة الأغبياء الذين يقضون أوقاتهم في اللهو، ولكنه يمكن أن يختارهم كنموذج للشباب اللاهين لا العاملين، كما لا يمكنه أن يختار لشريحة النساء، بعض النسوة اللواتي يقضين أوقاتهن في النوادي والأسفار، إلا إذا اختارهن كنموذج لهذه الفئة القليلة التي لا تمثل شريحة النساء العاملات في الإدارة أو الحقل أو البيت.

4ـ هل كان موضوعيا في طرحه؟

قد يتحيز الإنسان أحيانا لعرقه أو لطائفته أو لجنسه أو لحزبه أو لمهنته ضد آخرين، ومن المفروض أن يتحصن الروائي ضد كل أنواع التحيز والتحزب والتعصب، فإن شممنا في روايته رائحة التعصب العرقي، كأن يطرح مثلا مشكلة الرشوة في بلد ويقول إن الشعب في ذلك البلد كله مرتش، أو ينتقص من أفراد طائفة أخرى أو يتعصب ضد المرأة أو تتعصب المرأة ضد الرجال وتعتبرهم أعداء للمرأة، أو أن يدعو الروائي إلى مبادئ حزبه في الرواية مدعيا أن في تطبيقها حلول المشاكل الاجتماعية كلها، أو أن يهاجم بعض المهن في اختيار شخصياته ممن لا يمثلونها تمثيلا صحيحا، كأن يختار أطباء مجرمين أو محامين منحرفين أو موظفين مرتشين،لأن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم، فإن أظهرهم الكاتب بصفتهم الشخصية فلا غبار عليه، أما إن أظهرهم كممثلين لشرائحهم فهو متحيز وبعيد كل البعد عن الموضوعية، وما كتبه لا يدخل في مجال الأدب بل في مجال القذف.

5ـ هل نجح في طريقة العرض؟

وهنا لا بدَّ أن نتفحص أسلوب عرض الموضوع، وهل نجح الكاتب في سرد وتحريك الشخصيات وتسجيل انفعالاتها المختلفة، وهل نجح في تقديم مشاهد حافلة بالحياة من خلال حوار متدفق خفيف وممتع يتميز بالواقعية والصدق، وحركة بين الأمكنة والفضاءات، تجعل القارئ يقظا منتبها، لا يتملكه الملل أو يغزو أجفانه النعاس. أم كان سرده مملا ثقيلا، وحواره طويلا أشبه بالخطب ينقصه الصدق والواقعية، وحركة الشخصيات بين الأمكنة والفضاءات بطيئة، والأحداث تعرض كأنها سجل لأخبار تاريخية لا وجود فيها للانفعالات.

6ـ هل نجح في إثارة عواطفنا؟

         ما الذي نشعر به أثناء قراءة الموضوع؟ ما العواطف والانفعالات  التي تدغدغ قلوبنا، وترتاح لها نفوسنا حبا وإعجابا، أو تلك التي تمسك بأعصابنا، وتدق لها قلوبنا، عطفا وإشفاقا، أو التي تقشعر لها جلودنا، وتصفر وجوهنا فرقا وفزعا، أو التي تغلي فيها دماؤنا في عروقنا، وتحمر فيها مآقينا ثورة وغضبا؟ نتعاطف مع من؟ وننفر ممن؟ نحب من؟ ونكره من؟ نشفق على من؟ ونغضب على من؟ من هو الخيِّر الذي نرجو أن ينجح في مسعاه؟ أو المسكين الذي نأمل له الخلاص من بلواه؟ ومن هو الشرّير الذي ندعو الله ألا يحقق مبتغاه؟ علينا أن نسمي هذه العواطف ثم نحدد نوعها إن كانت وطنية أو اجتماعية أو إنسانية، ومدى تأثيرها فينا. ومن هنا يظهر مدى نجاح الكاتب أو إخفاقه في إثارة عواطفنا.

ونطبق ما ذكرناه على موضوع الطفولة لنستكمل خطوات دراسة الموضوع.

التقييم الإجمالي لموضوع الطفولة:

غرض الكاتب محمد ديب مزدوج، فهو أولا توعية مواطنيه الجزائريين بمقدار معاناتهم تحت نير الاستعمار، ولا سيما شريحة الطفولة البريئة المحرومة من حقوقها الأساسية في الغذاء واللباس والتعليم والصحة والأمن وغيرها من الحقوق وذلك لإذكاء حماسهم في مقاومة الاستعمار والنضال لانتزاع الحرية. وثانيا، لفت نظر الرأي العام العربي والعالمي إلى الحالة المزرية التي يعيشها الجزائريون الذين لايستطيعون أن يضمنوا لأطفالهم أبسط الحقوق، لأنهم مهمشون في بلادهم، ولا يتحكمون في أراضيهم وخيراتهم التي يتنعم بها المعمرون، لتعرية ادعاءات المستعمرين بأنهم أتوا للتمدين، وكشف استهتارهم بمبادىء الحرية والإخاء والمساواة التي يتشدقون بها.

وقد وفق "محمد ديب" في جعل موضوع "الطفولة" أحد المواضيع الأساسية في روايته، لما له من تأثير في مواطنيه الجزائريين وفي القارىء العربي والأوربي والعالمي. كما وفق في تصوير ونقل معاناة الأطفال بصدق وواقعية، لأنه عاش في تلك البيئة وذاق مرارة البؤس. ومن أجل ذلك نجح في خلق الشخصيات المعبرة عن هذا الموضوع، ولاسيما شخصية "عمر" التي مثلت الطفل الجزائري بحق، في بؤسه وحيويته وذكائه وتساؤلاته وإحساسه بالظلم. وجعلنا ننتقل مع عمر وغيره من الأطفال بين  البيت والمدرسة والشارع، والريف والمدينة، في حركية، وتنويع للمشاهد الحية التي نتعرف من خلالها على حياتهم اليومية الشقية. كما جعلنا نلمس ضعفهم وهزالهم، ونحس بجوعهم وبؤسهم، وتحملهم لأقسى أنواع الإهانة والضرب والشتائم في البيت والشارع. ونشاركهم انفعالاتهم وانفعالات أسرهم من حزن وغضب وحماس وإحباط مما يبرز إبداعه في وصف الأشخاص والأحداث والانفعالات، وتمكنه من تقنياتها. كما برع في استعمال الحوار كأسلوب حيوي يخفف من تقريرية السرد ورتابته، ويجعل المشاهد واقعية حافلة بالحياة. فعرفنا هذا الحوار بلغة دار السبيطار، ولغة المدرسة ولغة الشارع ولغة العمال في واقعية وصدق، وبعيدا عن التكلف والتعقيد. كما تبرز مهارة المترجم الذي استطاع أن ينقل إلى العربية أسلوب الروائي  محمد ديب الجذاب، ويمتعنا به.

ونستطيع أن ندلل على موضوعية الكاتب من استعراض الأرشيف المصور في تلك السنوات، والذي يبدو فيه الجزائريون في الريف والمدينة، وفي مقدمتهم الأطفال كالأشباح من الضعف والجوع والهزال، كأنهم خارجون من القبور، وقد تسربلوا بثياب رثة بالية، لا يرتديها إلا المتشردون الهائمون في الشوارع. وكيف لا والشعب كله- إلا قلة قليلة منه- أصبح متشردا بكل ما في الكلمة من معنى لايملك من أمره شيئا. والكاتب بعيد عن التعصب فهو لا يهاجم الفرنسيين كشعب بل كنظام استعماري.

ويثير فينا هذا الموضوع عدداً من الانفعالات الوطنية والإنسانية، فنحن نتعاطف مع عمر وسعيد ومريم وعيوشة وباقي الأطفال في المدن والريف. نشفق عليهم، كما نشفق على أسرهم وأوليائهم من أمثال "عيني" و"خضرة" وغيرهم ممن لا يستطيعون أن يوفروا لهم الحقوق الأساسية، لأن فاقد الشيء لايعطيه. كما ننفر من النظام الاستعماري ومن يمثله من المعمرين الأوروبيين الذين يهتمون بأطفالهم ويتسببون في معاناة أطفالنا. ونغضب ونثور لما حدث لسكان دار السبيطار و"بني بوبلان" وغيرهم، وكأنه يحدث الآن، وتأخذنا الغيرة على وطننا الجزائر فنود لو نفديها بأرواحنا كما فداها أجدادنا وآباؤنا.

أما القارىء العربي فيثير فيه النص مشاعر قومية وإنسانية شبيهة بمشاعرنا، وأما القراء الآخرون فيثير فيهم مشاعر إنسانية هي تعاطف مع المظلوم وإشفاق عليه، ونفور من الظالم وغضب عليه.

 وهكذا بعد كتابتنا للتقييم الإجمالي مجيبين عن الأسئلة السابقة نكون قد أنهينا خطوات دراسة الموضوع، علما بأن التلميذ لا يطالب بهذا التفصيل في عرضه للموضوع، بل نكتفي منه باختيار بعض العناصر لمعالجتها، وإيراد بعض الشواهد، لتدريبه بصورة جدية على دراسة المواضيع.

خلاصة ما تقدّم :

ونستنتج مما تقدم أن دراسة الموضوع تتمثل في تحرير مقالة أدبية عناصرها هي عناصر الموضوع نفسه الذي طرحه الكاتب في الرواية، والتي استخرجناها بجمع هذه النصوص المتناثرة وتحليلها مع الاستشهاد عند ذكر كل عنصر، بالنص الذي استخرجناه منه. ومعنى ذلك أننا لا نأتي بجديد سوى تنظيم ما قاله الروائي أو إعادة بنائه بناء مستقلا، بعد أن كان متناثرا أو مرتبطا ببناء الرواية. أما الجديد الذي نقوم به نحن فهو: "التقييم الإجمالي للموضوع"، ويتضمن حكمنا على الموضوع باستنتاج الغرض الذي يرمي إليه الكاتب أو الفكرة المستهدفة، وتقييم عمل الروائي من حيث اختياره للموضوع والشخصيات ومن حيث موضوعيته وتحيزه، ثم الحكم على الأسلوب الذي استعمله، ومدى نجاحه في إثارة عواطفنا. ونكتب التقييم في موضوع واحد مترابط الفقرات، ونخصص لكل عنصر من هذه العناصر الخمسة فقرة واحدة.

دراسة المواضيع الثانوية:

دراسة المواضيع الثانوية في الرواية أو المسرحية، لا تختلف عن دراسة المواضيع الأساسية، فمهما كان الموضوع قصيرا، وسواء أعرضه الروائي في نص واحد أم أشار إليه المسرحي في حوار قصير، فعلينا أن نستخرج عناصره، وإن كانت عنصرا واحدا. ومن الأفضل معالجة المواضيع الاجتماعية الثانوية المتقاربة، في دراسة واحدة يشكل كل منها عنصرا كالإدمان والبطالة والسرقة باعتبارها موضوعا واحدا هو انحراف الشباب، أو دراسة البيروقراطية والرشوة والانتهازية والمحسوبية باعتبارها موضوعا واحدا هو فساد الإدارة.

 دراسة مواضيع المسرحية:

مواضيع المسرحية ليست متعددة كمواضيع الرواية، ولكن وحدة الموضوع لم تعد شرطا أساسيا في المسرحية الحديثة، ودراسة موضوع المسرحية يستلزم نفس الخطوات التي اتبعناها في دراسة موضوع الرواية، وهي جمع المعلومات الخاصة بالموضوع من المسرحية، وتحليلها واستخراج عناصرها، ثم تحرير الدراسة. والاختلاف يكمن في الحكم على الأسلوب في التقييم الإجمالي، فالمسرحية تعتمد على الحوار وحده، حيث نرى قصره أو طوله، سهولة لغته أو صعوبتها، واقعيته، أو بعده عن الواقع، وهل كان فيه تصنع أو أنه مطابق لواقع الشخصيات، أما الغرض وتوفيق الكاتب في اختيار الشخصيات فهو واحد في كليهما.

تمرين 1:

إقرأ بإمعان نموذج " الطفولة" ثم أجب عن الأسئلة الآتية:

أ- لماذا كان الأطفال الجزائريون محرومين من حقوقهم زمن الاستعمار؟

ب- هل تعتقد أن أطفال فلسطين في غزة والضفة الغربية يتمتعون بحقوقهم في ظل الاحتلال الإسرائيلي؟ وضح رأيك ودعمه بأمثلة من واقع الفلسطينيين.

ج- هل تعتقد أن وضع الأطفال الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في البلدان العربية أحسن حالا من وضع إخوتهم داخل الأرض المحتلة؟ وضح رأيك وعلله.

د- ما الحقوق المهددة لأطفال العراق اليوم؟ ومن الذي يهدد هذه الحقوق؟

ه- ما الذي تحقق من حقوق الأطفال الأساسية في الجزائر منذ الاستقلال حتى الآن؟ وما الحقوق التي لا زالت قيد التحقيق؟

و- من المسؤول عن تلبية هذه الحقوق؟

1 – الأسرة. 2 – المجتمع المدني. 3 – الدولة. وضح إجابتك وبين دور كل منها في التكفل بهذه الحقوق.

ز- من الذي يتكفل بالأيتام الذين لا أسر لهم؟ اذكر إحدى الجمعيات التي تتكفل بهم في مدينتك أو ناحيتك وبين أهم أنشطتها في هذا المجال.

ح- هل هناك جمعية أو مؤسسة تتكفل بالأطفال المعاقين في مدينتك أو ناحيتك؟ اذكر أهم أنشطتها وبين مصادر تمويلها سواء أكانت من الدولة أو من تبرعات الأشخاص والهيئات.  

تمرين 2:  

أ- ابحث عن موضوع اجتماعي في الرواية التي تطبق عليها أو في إحدى الروايات الجزائرية أو العربية أو المترجمة يعالج انتهاك حقوق الإنسان مسترشدا بما يأتي: معاناة الشعب أيام الاستعمار والحقوق التي افتقدها، معاناة الشعب في ظل حكم ديكتاتوري استبدادي وحرمانه من أهم حقوقه، معاناة بعض الشيوخ الذين تتخلى عنهم أسرهم وحرمانهم من حقوقهم في المأوى والأمن والرعاية، معاناة امرأة أرملة أو مطلقة بلا مأوى، معاناة أطفال أيتام ليس لديهم من يتكفل بهم. استخرج عناصرهذا الموضوع ونظمها في مخطط واضح حسب ما رأيته في هذا الفصل.

ثم بين غرض الروائي من طرح هذا الموضوع، ومقدار توفيقه في اختياره.

ب‌-                    راجع الجزء الأول من هذه السلسلة الخاص بالمواضيع الاجتماعية ثم ادرس موضوعا اجتماعيا في إحدى الروايات الجزائرية العربية أو المترجمة مسترشدا بما يأتي: الإدمان على المخدرات أو الكحول أو القمار، البطالة وانحرافات الشباب، فساد الإدارة (البروقراطية والرشوة والمحسوبية والانتهازية والجهوية. الزواج وكل مايتعلق به: تقاليده وأنواعه وتكاليفه. الطلاق وعواقبه الوخيمة على الزوجة والأطفال. أوضاع الشرائح في المجتمع: الطفولة، الشباب والشيوخ، النساء. أوضاع الشرائح المهنية من العمال والفلاحين والمعلمين والأطباء، والصيادين...إلخ. أو أي موضوع اجتماعي  آخر تراه مناسبا.

ملاحظة: من الأفضل أن تدرس في القسم الواحد مواضيع من روايات جزائرية وعربية وعالمية. وإجراء مقارنة بين ما يحدث في مجتمعنا وما يحدث في المجتنعات الأخرى. ومن المستحسن أن يشترك بعض التلاميذ في إعداد دراسة واحدة، نظرا لطولها وللجهد المبذول فيها، شريطة تقسيم العمل عند جمع المعلومات وتصنيفها، وكذلك عند تحرير الدراسة، بحيث ينسب لكل تلميذ ما قام به من عمل، أما العمل الفوضوي الذي ينسب إلى الجماعة ككل، مع إغفال تحديد ما أنجزه كل منهم، فهو يغطي عجز الكسالى، ويحبط جهد العاملين، وينتحل فيه الانتهازيون جهد المبدعين.

 لقراءة الفصل التالي انقر هنا: الفصل الثالث: مقتطفات من مواضيع الحرية - نصوص لكبار الروائيين

 لقراءة الفصل السابق انقر هنا:  الفصل الأول: دراسة المواضيع - موضوع الطفولة لمحمد ديب

       للاطلاع على فصول الكتاب، انقر هنا:  مواضيع الحريـّة

         للاطلاع على الكتب التعليمية الأخرى للكاتب انقر هنا: كتب أدبية وتربوية