الفصل الثالث

من كتاب مواضيع الحرية وحقوق الإنسان

للكاتب عبد الله خمّار

 

 

مقتطفات من مواضيع الحرية وحقوق الإنسان

تمرين أ: هذه بعض النصوص السياسية المقتطفة من روايات جزائرية وعربية وعالمية، تعالج بعض مواضيع الحرية وحقوق الإنسان بدءا بالرق ثم الاستعمار والاستبداد والفتن والحروب، ومواضيع أخرى حساسة تتعلق بالتمييز في المعاملة، واعتماد الحكم المسبق في العلاقات بين الأعراق والأديان، وبين هذه المواضيع نص مسرحي لألبير كامو. يُطلب من التلميذ قراءة هذه النصوص بإمعان ثم الإجابة عن أسئلتها:

 .Iالــــــرق:

 

من أغاني الزنوج في أمريــــــكا ( إيليا أبو ماضي):

 

فوق الجمّيزة سنجابُ        والأرنب تمرح في الحقل ِ

وأنـا صيّاد وثـّابُ          لكـنَّ الصيد على مثلي

محظورٌ إذ ْ أنّي عبدُ

والديك الأبيض في القنِّ      يختالُ كيوسفَ في الحسْن ِ

وأنا أتمنـّى  لو أنّـي       أصطـاد الدّيـك ولكنـّي

لا أقدر إذ أنّـي عبدُ

وفتاتـي في تلك الدار ِ       سوداء الطـلعة كـالقار ِ

سيجيئ ويأخذها جاري       يـاويحي  من هذا العار ِ

أفلا يكفي أنّـي عبدُ

 ديوان إيليا أبو ماضي ص 589

1-                 رق المزارع وعمال المصانــــع ( هرييت ستاو)

" فقالت الآنسة أوليفيا:

-                      " كنت أحسب أنكم جميعا تقرون هذه الأشياء ( تعني التجارة بالرقيق واستعباد الزنوج)، وترون أنها عدل وحق وفقا للكتاب المقدس".

وأجاب "سانت كلار": هراء إننا لم نبلغ هذه الغاية بعد... وحتى "ألفرد"، الذي يسري دم الطغيان في عروقه، لا يلجأ إلى هذا الضرب من الدفاع. لا، إنه يدافع على أساس أعلى وأرفع، على أساس من تلك القاعدة القديمة التي تقول بحق الأقوى زاعما أن المزارع الأمريكي في استرقاقه للعبيد إنما يصنع ما تصنعه الطبقة الأرستوقراطية: الإنكليز والرأسماليون الإنكليز بالطبقات الدنيا، ولكن في شكل آخر، يعني تسخيرهم لحما وعظما، ونفسا وروحا لمصالحهم الذاتية. إنه يدافع عن النظامين ويقول إنه ما من حضارة رفيعة يمكن أن تنهض من غير ما استعباد للجماهير، اسميا كان هذا الاستعباد أم حقيقيا..."

فصاحت الآنسة أوليفيا في دهش:

"كيف يجوز في العقل أن يقابل ما بين حال الأرقاء في أميركة، وحال العمال في بريطانية؟ إن العامل الإنكليزي لايباع في سوق الرقيق ولايفرق مابينه وبين أسرته، ولايجلد بالسياط".

وأجاب سانت كلار:

"إنه خاضع لسلطان رب العمل خضوعا ينزله منزلة الرقيق الذي يشتريه الرجل من النخاس...وإذا كان مالك رق العبد  يجلده بالسوط حتى الموت، فإنه في ميسور الرأسمالي أن يجوّع العامل حتى الموت أيضا. أما في ما يتصل بسلامة الأسرة وأمنها، فمن العسير على المرء أن يقول: أيهما أسوأ، أن يرى إلى أولاده يباعون، أو أن يرى إليهم يموتون جوعا تحت سقف البيت الذي يسكنه".

كوخ العم توم ص 105 

الأسئلــــة:

 

1 ـ بيّن الممارسات التي كان يتعرض لها الرقيق والممارسات التي يتعرض لها العامل في أوائل القرن التاسع عشر؟

2 ـ ماحجة "ألفرد" في الدفاع عن نظام الرق؟ وما ردك عليها.

3 ـ أيهما أسوأ استغلال الرأسمالي للعامل، أم استعباد المالك للأسرة كلها وتحكمه في حياتها؟ دعم إجابتك بالحجج المناسبة.

4 ـ كيف كانت حال العمال في بريطانيه في بداية القرن التاسع عشر من حيث ساعات العمل وظروف السكن والمعيشة؟ وكيف أصبحت حالهم في الوقت الحاضر؟

5 ـ ماالسبب في تغير حالهم؟

6 ـ هل توافق على أن الحضارة الرفيعة لابد أن تقوم على استعباد الجماهير؟ علل إجابتك وبين هل تقبل بحضارة تقوم على سعادة قلة من أبنائها على تعاسة الآخرين؟

7 ـ ماغرض الكاتب من النص؟

8 ـ ما التقنية التي استعملها في عرض موضوعه؟

 .IIالاستعمــــار وكفــــاح التحرير

        قــال أديب إسحق :

قتل امرئ في غابةٍ         جريمة لاتغـتفرْ

وقتـل شعـب آمنٍ          مسألة فيها نظرْ

في الأدب الحديث (1) عمر الدسوقي ص 125

2-        شجاعة زوجــــــة ( عبد الحميد بن هدوقة):

تمهيد للنص: اعتدى عساكر الاستعمار على "رقية" زوجة "البشير" ابن الشيخ "حمودة" المجاهد في الجبل، واغتصبوها عنوة أمام حماتها العجوز "سعدية" وحين عاد الشيخ إلى البيت أخبرته زوجته بما حدث، فحصل على بندقية رشاشة من أحد المجاهدين، وهاجم دورية عسكرية قتل فيها الضابط وبعض الجنود قبل أن يقتل، وقد طوقت قوات الاستعمار القرية، ومنعت الخروج والدخول والتجول على أهلها وحرمت دفن الشيخ حمودة أو الاقتراب منه تحت طائلة الموت رميا بالرصاص.

"علمت العجوز "سعدية" كغيرها من السكان باستشهاد زوجها، وبالأوامر الجديدة التي أصدرتها السلطة الاستعمارية. كانت تبكي بكاء مرا على الحياة التي صار إليها أهل بيتها، ولكن بدل الدموع كانت تخرج ولولات متقطعة من حنجرتها الجافة، وعزمت أن تدفن زوجها الحبيب مهما كان الأمر. ماذا بقي لحياتها الخاصة من قيمة وقد فقدت من قاسمته حياتها الطويلة بما فيها من عسر ويسر ومسرات وأفراح؟ كيف تسكن لها جارحة، وجثة أليفها ملقاة على قارعة الطريق؟ لن يكون ذلك أبدا. إن حياتها الحقيقة لن تكون إلا في الأخرى مع زوجها الشهيد.

جمعت أمتعتها وحليها وأثواب زوجها وكل ما لديها من ثمين فوضعتها في عدل وشدته بحبل شدا وثيقا، وأزاحت الغطاء عن مطمورة صغيرة بالبيت، فرمت فيها العدل. أرجعت الغطاء كما كان، ثم حثت عليه التراب، دون أن تتلفظ بكلمة، وكانت رقية تشاهد العجوز، وهي تقوم بخزن أمتعتها في شيء من الاستغراب والفضول، ولم تتبين ماتنوي العجوز فعله بعد هذه العملية الغريبة! أهي تعتزم الرحيل، أو خزنت أمتعتها خشية من عساكر الاحتلال؟ وأحست بغربة ووحدة وهي ترى حماتها لاتحدثها ولاأشركتها في عملها، وسألتها في خشية:

 ـ لماذا فعلت ذلك ياخالة؟

 ـ دفنت أيامي يابنيتي، أيامي الماضية.

 ـ أترين أن أفعل ذلك أيضا؟

 ـ ولماذا؟ أنا فعلت ذلك لأني...

ولم تتم جملتها، واستطردت: ـ إن عاد البشير في يوم من الأيام أريه المطمورة.. وجف قلب رقية وهي تسمع حماتها تتكلم كلامَ من حلَّ أجله، وقالت بتلعثم:

 ـ وأنا؟ وفريدة؟ والعربي؟..

 ـ العربي...ليذهب إلى أخواله إن بقي حيا. أما أنت وفريدة... وفكرت لحظات ثم استأنفت:

 ـ أما أنت وفريدة لكما الله، أنا لا أستطيع أن أعمل لكما شيئا. إن استطعت عودي إلى أهلك أنت وابنتك.

 ـ ولكن ياخالة!..

خنقتها الحيرة والدموع. وتمتمت:

 ـ إلى أين تريدين الذهاب؟

لم يكن يبدو على العجوز خوف ولاحيرة، بل كانت تبدو نشيطة الحركة، مطمئنة النفس، كأنها اكتشفت في لحظة أن الخوف لمن في سنها لا معنى له، وأن مسؤوليتها كزوج وفية هي في دفن زوجها الشيخ الشهيد والموت إلى جانبه!

وقالت بهدوء ما معناه:

 ـ إن الحياة يابنيتي هي مسؤوليتي، حماك استشهد دفاعا عن الشرف، وهو مسؤولية، وزوجك التحق بإخوانه في الجبل، وهو الآن قد يكون حيا، وقد يكون قتل، ومافعل ذلك إلا قياما بمسؤولية، وأنا... أنا سأدفن زوجي في هذا الصباح، ومهما كان الأمر، أعرف أني سأقتل، ولكن أليس الموت في سني وحالتي أفضل؟

 ـ لكن، وأنا ياخالة، لمن تتركيني؟ وفريدة، والعربي؟ ...من لنا بعدك؟

 ـ لكم الله.

 ـ إذن أذهب معك لدفن شيخي، لأمت أنا أيضا، ما قيمة حياتي بدونكما؟

 ـ هذا لايكون....أبدا.

 ـ لكنك لن تستطيعي دفنه وحدك؟ سأساعدك، إن عشنا نعش، وإن قتلنا فليكن ماأراده الله!

 ـ لا يابنيتي، يجب أن تعيشي لابنتك وزوجك إن عاد في يوم من الأيام. أنتم ما زالت الحياة في حاجة إليكم، ومن يدري، لعلكم سوف تسعدون في يوم من الأيام، أما نحن فقد قضت الحياة منا حاجتها، ولم نعد نصلح، ولا نستطيع الانتظار الطويل، سأدفن زوجي وحدي."

نهاية الأمس ص 99

    الأسئــلة :

1-     عدد ممارسات السلطات الاستعمارية المذكورة في النص.

2-     مارد فعل الشيخ "حمودة" حين اعتدي على عرضه؟ وماذا يكشف لنا ذلك من أخلاقه وصفاته؟

3-     ما الذي عزمت عليه العجوز؟ وما الذي يكشفه لنا ذلك من صفاتها؟

4-     ماذا كان رد فعل "رقية" وبماذا أجابتها العجوز؟

5-     هات أمثلة عن معاناة المرأة الجزائرية خلال حقبة الاستعمار، وبين دورها في الكفاح من أجل الحرية.

6-     ما الغرض من النص؟

7-     ما التقنيات التي استعملها الكاتب في عرض موضوعه؟ دعم إجابتك بشواهد من النص.

8-     ما العواطف التي يثيرها فيك هذا النص نحو كل من ذكروا فيه؟

3- الإفلات مــن الحصـــار ( الطاهر وطار):

"لم تأت الطائرات الصفر للاستكشاف، وبالتالي لم يقع أي حصار للجبل. لقد ابتعدت الفرقة كثيرا عن المظان التي يمكن أن يبادر العدو إلى مهاجمتها، والحق أن الحصار عادة ما يبدأ مع الفجر، حيث تتسلل الدبابات والعربات في الظلمة، خابية المصابيح، تضع العتاد والجنود، وتنتصب في الأماكن الاستراتيجية، بينما يشرع العساكر في الزحف نحو القمم، في انتظار أن تحل الطائرات المقنبلة مع بزوغ الشمس لتقذفها بالقنابل، إلى جانب الوبل الذي تصبه المدافع، وتستمر المعركة من جانب واحد، باستثناء الاشتباكات الخفيفة التي تنشب هنا وهناك، إلى أن تنحدر الشمس وتذوي في الأفق، فيشرع الثوار في التسلل والخروج من الحصار بطريقة أو بأخرى، في حالة متعمدة من التفكك، ليلتئم الشمل في منطقة أخرى وفي ظروف مغايرة. قد يستمر الحصار أياما عديدة، وقد يمتد إلى مناطق مختلفة، إلى أن يتحول إلى اشتباك يحسم المسألة لصالحهم عادة، لأن صالح العدو الذي لن يصله على ما يبدو، هو وضع حد نهائي للثوار، دون أن يدري أنه يحاربهم مجزئين، بينما هم يحاربونه ككل، كجسم ضخم يمزقونه شيئا فشيئا.

ظل "زيدان" مستريحا، ينام أحيانا، ويفكر تارة، ويبادل ضيفه بعض الأحاديث أحيانا أخرى، إلى أن حلت الساعة الرابعة، طلب مساعديه، المسؤول السياسي والمسؤول المالي، وقادة الوحدات الثلاث التي شكلها البارحة، وحمو مسؤول فرقة الفداء إلى الاجتماع.

راح فترة طويلة قبل أن يجلس، يذهب ويجيئ مستغرقا في تأملات وخواطر وتساؤلات، باحثا عن مخرج للموقف الذي وجد نفسه فيه. القضية بالغة الأهمية، بقدر ما نحيا نتعلم، وبقدر ما نمارس العمل الثوري، نكتسب التجربة، ونكتشف الحقائق، كان من المفروض أنني فكرت فيها قبل اليوم، قبل الآن على الأقل. خطأ فادح وعمى وغباوة أن لا يفكر المسؤول فيمن يخلفه إلا في آخر لحظة...أنانية، ذهنية ملكية فرعونية...خطئي الأساسي أنني أفكر فيهم جميعا في لحظة واحدة... كنت أريدهم كلهم قادة..كلهم مسؤولين، لا خلفاء أو نوابا، كنت في الحق لا أثق إلا في نفسي، وأفرض عليهم الوصاية الأبوية...أنانية، اعتداد بالنفس، وعدم تقدير لأهمية المعركة...

مهما يكن الأمر، فالقضية مطروحة الآن بكل جديتها، بكل ثقلها، وعلي أن أحلها. من أنيب ياترى؟

اللاز ص 171

الأسئــلة:

 

 1ـ متى يبدأ حصار عساكر الاستعمار للثوار عادة؟ ولماذا تختار هذا التوقيت؟

 2 ـ هل ينجح الحصار في العادة ويحقق أغراضه؟ علل إجابتك؟

 3 ـ ماهدف الجندي الفرنسي؟ وماهدف الثائر الجزائري؟ وما تأثير هدف كل منهما في المعركة؟

 4 ـ م االمأزق الذي وقع فيه "زيدان" وحاول أن يجد مخرجا منه؟

 5 ـ هل هناك ضرورة لاختيار نائب لقائد المجموعة أثناء الثورة؟ علل إجابتك.

 6 ـ ما المواصفات التي يجب توفرها في القائد أو نائبه؟

 7 ـ ما الغرض من النص؟

 8 ـ ما التقنيات التي استعملها الكاتب في عرض موضوعه؟

4- هكـــذا قال كومندار لعمــــر ( محمد ديب)

" منذ مائة سنة ( ربما أكثر ربما أقل) لم يكن  أحد هنا البتة، ذلك أن "بني بوبلان" لم يكن له وجود. اسأل شيوخ القرية يقولوا لك إنهم جاؤوا إلى هذا المكان يستقرون فيه واحدا بعد واحد. أما قبل ذلك فكان للفلاحين حقول شعير، وبساتين تين، وغياض ذرة، وجنائن خضر، وكروم زيتون،  ثم انتزع منهم هذا كله. منذ تلك اللحظة أصبح يقال عن الفلاح إنه كسول، وإنه يترك الأراضي للقصب والعناب ونخيل المقل، وإنه عاجز عن صنع أي شيء نظيف منتج! وهذه مزايا الحضارة يابني! آه ما كان أحذقهم في تجريد هؤلاء الفلاحين من كل شيء في سبيل مصلحتهم وفي سبيل الحضارة!

كان هناك غول شره لاتراه الأعين، ماينفك يبتلع بين فكيه الفاغرين أشلاء كثيرة من هذه الأرض التي سقوها بعرقهم وبدمائهم، يبتلعها منهم على ذهول وغفلة، من حيث لايحتسبون. إنه "القانون". أينما توجهوا صفعهم "القانون" وهم دائما مذنبون في نظر "القانون" لوائح "القانون" تحاصرهم من كل جهة، وتعترضهم في كل مناسبة. "القانون" يشق طريقا يقطع مزارعهم كما يقطع الدولاب أجسامهم.

القانون يحرم عليهم امتلاك أراضيهم، القانون تبدل، هكذا يقولون لهم. هناك قانون جديد، ألغيت سندات التمليك القديمة، لايرث أحد أرضا عن أسلافه، الحبس صودرت، وكل أراضي المشاع، ثم قالوا للفلاحين: من كانت له شكوى فليراحع المحاكم. هناك محاكم، المحاكم تنصفكم، يكفي أن ترفعوا قضية. القانون يحمي حقوقكم إذا كانت لكم حقوق، القانون الجديد الذي صدر بالعدل والمساواة بين الجميع يدافع عنكم إذا اقتضى الأمر ذلك. وأجاب أولئك الرجال الطيبون: ولكن كيف نلجأ إلى القانون، والقانون هو الذي يجردنا من أملاكنا؟ إن الذين صدقوا ذلك الكلام عانوا من الشقاء ما لا يوصف ولا يحد، فقدوا البقية الباقية من أملاكهم. بعضهم فقد عقله كذلك، أصبح يكفيهم الآن أن يجدوا مكانا يستلقون فيه على مقربة من السهول الخصبة المروية، فإذا وجدوا هذا المكان تلبثوا فيه ولم يمضوا لأبعد من ذلك والذين يستطيعون أن يعملوا في أقرب مزرعة من مزارع المستوطنين الفرنسيين، يشغلون المغاور القديمة التي في الجبل، بينما الطامحون منهم يبنون لأنفسهم أكواخا من طين وقش، وهذا هو "بني بوبلان" الأعلى، هكذا تكون يابني، وهكذا حل في الأرض ناس محل ناس، هكذا طرد أصحاب هذه الأرض من أرضهم وأصبحوا غرباء عنها".

الدار الكبيرة، الحريق، النول ص 229

الأسئــلة:

 1- ما الممارسات الاستعمارية التي يتحدث عنها النص؟ وما الفرق بينها وبين الممارسات المذكورة في النص رقم "3"؟ وأيهما أخطر في نظرك؟ علل إجابتك.

 2- لماذا شبه الكاتب القانون بالغول الشره؟

 3- ما الفرق بين القوانين الفرنسية في فرنسا، والقوانين الفرنسية في الجزائر؟

 4- ما الذي حققته القوانين الفرنسية في الجزائر، وقد ادعت توفير العدل والمساواة بين الجميع؟

5- ما الغرض من النص؟

6- هل نجح الكاتب في عرض موضوعه؟ ومالذي يلفت نظرك في أسلوبه؟ دعم إجابتك بشواهد من النص.

7-  ماالعواطف التي يثيرها فيك النص؟            

5- صمـــــــــود دمشق ( إلفة الإدلبي):

"القصف لم يتوقف لحظة. لم نعد نشعر بالخوف، كأننا لم نعد نهتم بشيء، وصلنا إلى درجة رهيبة من اللامبالاة، صرنا نخرج من القبو، نذهب إلى الحمام، إلى المطبخ، تقع بالقرب منا شظية نتخطاها ببرود ونتم طريقنا، نغلي القهوة ونشربها على الرغم مما نحن فيه.

في حدود العصر توقف القصف قليلا ثم عاد، وراح يتوقف ويعود ونحن لا ندري ما يجري حولنا.

خرج راغب من البيت في فترة انقطاع القصف، لم يصغ إلى أوامر أبيه وتوسلات أمه، طالت غيبته حتى بدأ يساورنا القلق، واذ هو يعود ليخبرنا أنه سمع أن زعماء أحياء دمشق يفاوضون الآن الفرنسيين، وقد رضي الفرنسيون أن يكفوا عن الضرب فيما إذا انسحب الثوار من جميع انحاء دمشق ودفع الأهالي الغرامات من مال وسلاح التي فرضها عليهم الفرنسيون، وقد ذهبت تلك الوفود نفسها إلى الثوار وعرضت عليهم الأمر فوافقوا على الانسحاب، قلت:

- ثوارنا لم ينهزموا إذن...انسحبوا حرصا على مدينتهم الغالية من الدمار ورفقا بأهليهم.

ما كاد يتوقف القصف حتى عاد أهل دمشق إلى خرائب بيوتهم ينبشون بين الأنقاض والرماد عن جثث ذويهم، يدفنونهم بصمت وقهر ثم يعودون إلى الخرائب لينبشوها ويتحروا عماّ بقي من ثرواتهم المدفونة فيها.

زقاق سيدي عامود الذي يضم أعرق البيوت وأكثرها ثراء دمر واحترق كله وأصبح اسمه مع الأحياء التي تجاوره "الحريقة"!.. النفائس الدمشقية، والتحف الأثرية، شواهد الحضارات العريقة التي تعاقبت على بلادنا، وقد ورثها الأبناء عن الآباء والأجداد وكانوا يحرصون عليها أشد الحرص ضاعت كلّها!... ذهبت طعما للنار والدمار!.

دمشق بعد الكارثة الرهيبة حمامة وديعة تطوي الجناح على الكسر وتظل صامدة بإباء وشموخ، دمشق يابسمة الحزن، ياحمّالة الأسى!...

سرُّ بقائك الأزلي يادمشقنا الغالية هو هذا الصمود في الكوارث والويلات، وما أكثر ما مرَّ عليك منها!.. ذهب الغزاة والطامعون وظللت أنت خالدة على الدهر.

على الرغم من شراسة العدو وبطشه اللاإنساني بالمدينة العريقة وسكانها العزل الأبرياء ماتزال الثورة في عنفوانها، الفداء مستمر، والهامات مرفوعة... والإقبال على الالتحاق بالثورة بعد الكارثة أشد مما كان قبلها. فداؤك يا وطننا الحبيب الروح والولد والمال..."

دمشق يابسمة الحزن ص 145

الأسئــلة:

   1- ما الممارسات الاستعمارية التي يتحدث عنها النص؟ وما نتائجها وهل هناك شبه بينها وبين ممارسات الاستعمار في الجزائر؟ علل إجابتك ودعمها بأمثلة مما كان يحدث في المدن والقرى الجزائرية.

 2- لماذا وافق الثوار على الانسحاب من دمشق؟

   3- هل توقفت الثورة ودعم الثوار بعد حريق بعض أحياء دمشق؟

   4- ماغرض الكاتب من النص؟

   5 - ماالتقنيات التي استعملها الكاتب في عرض موضوعه؟

   6- ماالعواطف التي يثيرها فيك النص؟.

    6- العلاقــة بين الجزائريـــن والفرنسيين ( مولود فرعون):

                يوميات عامر : 30 يناير من الخمسينات.

" إن الزيارات متبادلة بين الجزائر وفرنسا، إذ ما فتئ الفرنسيون يزورون بلادنا منذ ما يقرب من قرن، ونحن نزور بلادهم منذ نصف قرن...إنه تبادل أخوي، والدليل على ذلك أنني مرتبط بنسب إلى كل من الجزائر وفرنسا ( أبوه جزائري وأمه فرنسية).

وهذا ماكنت دائما أقوله للرفاق ممن يطالع الجريدتين: "الجزائر المستقلة" و"التآخي بين الأجناس". وكم مرة شرحت لهم كيف غزا الفرنسيون بلادنا، وكيف وزعت عليهم السلطة الحاكمة الأسلحة والمعدات والمواشي والأراضي والمنازل، وكيف استقروا في بلادنا أسيادا محفوفين بالرعاية، وأخذوا يستثمرون الأراضي لصالحهم حتى أصبحوا يشعرون بأنهم في وطنهم، أما عرب المنطقة التي يقيمون فيها، فليسوا في نظرهم سوى جماعة من "الأنديجين" كما يسمونهم، أي حيوانات متوحشة غدارة، لابد من الاحتراس منها، ولا بد أيضا من تطويعها بالعصا..إن "الرسالة التحضيرية" لم تكن مجرد شعار، بل أرادوا أن يطبقوه قولا وعملا".

"إن "إخواننا في الوطن" يعرفون من أين تؤكل الكتف، ونحن  لا نؤاخذهم على مايفعلون لأنهم وقعوا على مائدة دسمة فكيف لا يأكلون؟ هذا الأمر لم يعد يحتاج إلى نقاش، والمسألة واضحة فيما أرى: فهؤلاء المهاجرون الذين قدموا إلى الجزائر، أصبحنا نحن أهل البلاد نغبطهم على نعمتهم، لأنهم يحتلون أعلى المناصب، بل جميع المناصب، وليس منهم أحد إلا وتجده قد أثرى وجمع مالا وافرا بعد سنوات قليلة، أما نحن أهل البلاد، فلم يبق لنا شيء في بلادنا، ومابقي لنا إلا أن نذهب بدورنا إلى بلادهم...

ولكن لا لنحتل المناصب، ولا لنجمع الثروات، بل لكي نحصل على رغيف العيش، سواء عن طريق العمل الشريف، أو التسول، أو السرقة، وهذه هي الصفقة الخاسرة التي يريدونا أن نرضى بها، والحقيقة أن بلادنا ليست أكثر فقرا من البلدان الأخرى... ولكن، قل لي بربك: لمن هي بلادنا؟ أهي لنا ونحن نموت فيها من الجوع؟ كلا..."

الدروب الوعرة ص 265-268

 

الأسئــلة:

س1- ما طبيعة العلاقة بين الجزائريين والفرنسيين في الجزائر؟

س2- ما الرسالة التحضيرية التي يشير إليها الكاتب، والتي بررت فيها الدول الاستعمارية استعمارها لشعوب آسيا وإفريقيا؟

س3- إلى أي شيء يدعو الكاتب؟ وضح قصده مستنتجا مما ورد في النص.

س 4- ما أوضاع الجزائريين في فرنسا حسب رأي الكاتب؟

س 5- ما الغرض من النص؟

س6- بماذا يتميز أسلوب الكاتب  في عرض موضوعه، ولا سيما حين يتحدث عن التبادل الأخوي والتآخي بين الأجناس؟ وهل تراه نجح في استخدام هذا الأسلوب ؟ عللل إجابتك. 

7- حنين مشرد مبـــعد عـــن أرضه ( جبرا ابراهيم جبرا):

"وديع عساف" أحد أبطال الرواية فلسطيني مشرد، أعزب، تجاوز الأربعين، يعمل في الكويت، وهو مسافر في السفينة من "بيروت" إلى أوربا يتذكر مسقط رأسه وملاعب طفولته التي أخرج عنوة منها:

"ما أقل ما يكفينا للمتعة! تلك المشاوير في شوارع " يافا"، أو في متاهات  الصخر والزيتون المحيطة بالمدينة، هل جلست مرة ياعصام، تحت زيتونة هرمة، على الأرض الحمراء، والشوك يكاد يحيط بك، وكذلك الزهرات القلائل من الشقائق، أو ذلك "الحنّون" الأصفر الذي لم نعرف له اسما قط، لأن الفلاحين لم يسموه إلا بالحنّون، لك الله يازيتونات الطالبية، والقطمون والمصلبة، والوادي المسترسل إلى المالحة...تحتك تركنا جزءا من حياتنا، هبة وعربونا للعودة، تخرج إلى العالم، وترى الأشجار البواسق، والبساتين المنمقة والغابات الملتفة، ولكنها كلها لاتساوي غصنا معوجا واحدا من تلك الأشجار الغبراء المتباعدة، في تلك الأرض الصخرية الحمراء، التي تلقت قدميك كقبلات عاشق، وبانت كأنها تنتشر تحت جنبك إذ تضطجع عليها كأرائك الجنة. لعنة واحدة هي أوجع اللعنات: لعنة الغربة عن أرضك.

سل الفلسطينيين، سل الفلاح الذي يذكر تجرح قدميه على تلك الأرض كأنه يذكر لذة حياته الوحيدة، كأنه يقول: "إن حياته بعد أن أبعد عن أرضه، ما عادت حياة". هذا البحر الأزرق يتألق، غير مكترث غير حافل، أنا أعرف ذلك، لأنه يظن أنه يجمع حضارات الدنيا على شطآنه، ولكنه يحمل أيضا لطعات من شاطئنا تجعله على هذا التألق، هذا الحسن. أنا أحب البحر المتوسط، وأركب السفينة فيه، لأنه بحر الفلسطينيين، بحر يافا وحيفا، وبحر هضاب القدس الغربية وقراها، فأنت إذا صعدت هضاب القدس ونظرت غربا، لن تعرف أين تنتهي الأرض، وأين يبدأ البحر، أين يلتقي الاثنان بالسماء، فهي ثلاثتها متداخلة متمازجة، ومتماثلة. هذه الزرقة هي الشيء الوحيد الذي يلطف من غربتي، كأنني بها أتصل بأرضي من جديد، كأنني بها أعود إلى "بركة السلطان" فأراها قد اتسعت وامتدت وفاضت أنهرا وشلالات دافقة"

السفينة ص 22

" بركة السلطان": بركة تتجمع فيها مياه أمطار الشتاء خارج سور القدس.    

الأسئــلة :

1-         لماذا كانت أشجار وبساتين وغابات العالم لا تساوي غصنا معوجا واحدا من أشجار أرض الراوي؟ وهل تحس بنفس الشعور نحو وطنك. وضح وعلل.

2-         لماذا اعتبر الراوي الغربة لعنة؟

3-         كيف أبعد الفلسطينيون عن أرضهم وشردوا؟ ومن تسبب في محنتهم؟ ومتى؟ 

4-         ما خصائص أسلوب الكاتب؟ وبم تتميز لغته؟

5-         ما العواطف التي يثيرها فينا هذا النص نحو الراوي ونحو الأمكنة؟

.IIIالاحتلال الإســـــرائيلي والمقاومـــة:

8- المنفى: ليلى عسيران:

"لقد توالت السنون تتناوب في حمل الحجر، والحجر ثقيل فوق الصدر، لايرتفع عنه. وتحكي السنة للأخرى أن حبات الزيتون قد سقطت وشابت أغصانها من الانتظار، وباتت جميع قطرات الندى بلا فجر تتساقط فيه، لكن الدم لم يسل هدرا في دير ياسين وكفر قاسم بالرغم من أن عروق الأسرى قد جمدت وتحجرت. كل سنة تحكي للأخرى عن ألم المنفى، وتحكي كل سنة للأخرى عن الموت البطيء، وتحكي كل سنة للأخرى عن متنفس الوعود وضوضاء الوعود. وعرف ابراهيم خوفه الأول من أن يستمر الاحتلال الاسرائيلي وكان يرى بيته عبر الحدود كلما وقف مع أبيه. ودله أبوه على الطريق، فأمسك ابراهيم الحجر بيديه وكسره، ومضى يحيا ويقتحم الموت ليظل ممسكا بالحجر، فقد وجد في الحياة ما هو جدير بالموت من أجلها. ولقد أخذ هذا القرار عندما أحس بالخوف، فأصبح الموت عنده أهم من الخوف".

خط الأفعى ص 224

الأسئــلة:

س1- كيف يعيش الفلسطينيون في المنفى؟ وماذا تعني عبارة الكاتبة:" وتحكي كل سنة للأخرى عن "متنفس الوعود وضوضاء الوعود".

س2- ما القرار الذي اتخذه ابراهيم؟ وكيف تغلب على خوفه؟

س3- بين الممارسات الإسرائيلية الحالية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومعاناة الشعب الفلسطيني الباسل.

س4- هل سمعت عن مذابح دير ياسين وكفر قاسم؟ أذكر ما حدث في المنطقتين وإذا كنت لاتعرف إسأل أستاذ التاريخ عن ذلك.

س5- هل تعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي القائم على القوة والعنجهية والاستهتار بقرارات الأمم المتحدة وبالمبادئ والقيم الإنسانية يمكن أن يستمر؟ وما الذي يمكن أن يوقفه في نظرك؟

س6- ما العواطف التي يثيرها فينا هذا النص تجاه إبراهيم وأبيه وأطفال الحجارة، وتجاه المحتل الإسرائيلي.

.IVالاستبــــــداد:

قال الشاعر أبو القاسم الشابّي:

ألا أيُّـها الظالمُ المسـتبدُّ     حبيبُ الفنـاءِ عدوُّ الحـياهْ

سخرت بأنّاتِ شعب ضعيفٍ    وكفكَ مخضـوبة مِن دِمـاهْ

وعشتَ تُدنِّسُ سحرَ الوجودِ    وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباهْ

9- "كاليغولا" الامبراطورالطاغية( ألبير كامو):

 "كاليغولا" امبراطور روماني حكم من 37 إلى 41 م اشتهر بقسوته واستبداده وجنونه، وكان عهده مليئا بالعنف والقتل، وانتهى بمقتله. وهذا النص مأخوذ من الفصل الثاني من المسرحية التي تحمل اسم الطاغية.

الفصــــــل الثانـــــــي

 ( في بيت شيريا حيث اجتمع المواطنون سرا)

المواطن الأول:   إن طريقة معاملة "كاليغولا" لنا مثيرة.

المواطن العجوز: إنه يناديني "يا حبيبي" لا لشيء إلا ليسخر مني.

المواطن الأول: وتعود أن يجعلنا نركض حول موكبه أثناء طوافه بالأرياف.

المواطن الثاني: وهو يقول في ذلك رياضة لنا.

المواطن العجوز: إن مثل هذا التصرف لا يجوز.

المواطن الثالث: أنت محق إن مثل هذا التصرف لايمكن أن يغتفر.

المواطن الأول: لقد صادر أملاكك يا "شريكوس"، وقتل والدك يا "شيبيو"، وأخذ منك زوجتك يا "أوكتافيوس"، وقتل والدك يا "لبييس".

أنا أسألكم أيها السادة إذا كنتم تستطيعون احتمال كل هذا؟ على كل حال لقد قررت رأيى، إنني أدرك المحاذير ولكنني أعرف أن حياة الفزع التي نحياها لا يمكن احتمالها، إنها في الحقيقة أفظع من الموت، نعم كما قلت، لقد قررت رأيى.

شيبيو: أما أنا فهو الذي قرر رأيى عندما دفع والدي نحو الموت.

المواطن الأول: والآن هل نتردد؟

أحد الفرسان: لا. نحن معكم. لقد حول وحداتنا إلى سيرك الألعاب، ودفعنا إلى مقاتلة السوقة، لا لشيء إلا لمعاقبتنا طبعا.

المواطن الأول: إنه جبان.

المواطن الثاني: أحمق.

المواطن الثالث: متوحش.

المواطن الأول: إنه لا يستطيع شيئا، هذه مشكلته.

( تحدث جلبة وفوضى وقرقعة، تنقلب طاولة ويهرع الجميع نحو الباب، يدخل شيريا في هذه اللحظة ويمنعهم من الخروج)

شيريا: ما هذا كله؟ أين أنتم ذاهبون؟

مواطن: إلى القصر.

شيريا: آه، نعم. وأستطيع أن أخمن السبب، ولكن هل تعتقدون أنه سيسمح لكم بالدخول؟

مواطن: لن نطلب إذنا.

شيريا: هل تسمح بإغلاق الباب يا لوبيديس؟

 (يغلق الباب، ويتقدم شيريا إلى الطاولة المقلوبة ويجلس على أحد أطرافها بينما يلتف الآخرون حوله).

إن القضية ليست بسيطة كما تتصورون. إنكم خائفون، ولكن الخوف لن يعوض عن الشجاعة والإرادة. باختصار إنكم تتصرفون بعجلة.

أحد الفرسان: إذا كنت لا تريد الوقوف معنا اذهب. ولكن أغلق فمك.

شيريا:  أعتقد أنني معكم. ولكن احذروا الخطأ.

كاليغولا ص36

الأسئــلة:

1-               عدد ممارسات "كاليغولا" في النص .وبين إن كانت هذه الممارسات وقفا عليه أم سمة المستبدين في كل عصر. دعم رأيك بأمثلة من مستبدي التاريخ القديم والحديث.

2-               لماذا وقف شيريا في وجه الثائرين؟ وماهدفه في نظرك؟

3-               ما عواقب الاستبداد على الفرد والمجتمع؟

4-               من الذي  يشجع المستبد ويدعم  حكمه؟ ولماذا؟

5-               ما الأشكال الجديدة للاستبداد في هذا العصر؟

6-               هل الاستبداد صفة ثابتة في الإنسان؟ أم يرثها عن المجتمع؟ وهل يمكن تغييرها بالتربية؟                                                               

7-               هل تنجح ثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر في معالجة الاستبداد بالرأي وبناء الديمقراطية؟ علل إجابتك.

v .الحـــــــــروب :

قال الشاعر زهير ابن أبي سلمى:

 

وما الحربُ إلا ما علمتمْ وذقتمو     وما هو عنها بالحديث المرجَّم ِ

متى تبعثوها تبعثوها ذميـمة      وتضـر إذا ضريتموها فتضرم ِ

فتعرككم عرك الرحى بثفالِها      وتلقـحْ كِشـافا ثم تنتـج  فتتئم ِ

شرح المعلقات السبع للزوزني ص 108

10- تحرك آلة الحرب (تولستوي):

يتحدث الكاتب في هذا النص عن المعركة التي سميت معركة الأباطرة الثلاثة نسبة إلى المشاركين فيها وهم: نابوليون الفرنسي والإسكندر الروسي وفرانسوا النمساوي والتي انتصر فيها نابوليون على النمساويين والروس سنة 1805، وشبه آلة الحرب بالساعة المستعملة في ذلك العهد، والتي تخرج فيها الدمى كل ساعة للإعلان عن الوقت:

"إن الحركة المركزة التي انطلقت في الصباح من مقر الأباطرة، وولدت تلك الاندفاعة العامة، تشبه الحركة الأولى التي ينطلق فيها الدولاب المحرك لمجموع دواليب ساعة ضخمة من ساعات الحائط، فيتحرك أحد الدواليب ببطء، ثم يتحرك دولاب آخر فدولاب ثالث، وبسرعة ما تنفك تزداد، تتحرك المسننات والبكرات والدواليب الصغيرة المتشابكة، ثم يرن الجرس حين يجب أن يرن، وتظهر الدمى في الوقت الذي يجب أن تظهر فيه متعاقبة متتالية، وتتقدم عقارب الساعة تقدما منتظما مشيرة إلى ثمرة الحركة.

إن الآلة الحربية كجهاز ساعة ضخمة من ساعات الحائط، متى ثبتت فيها الحركة مضت إلى النهاية مضيا لا سبيل إلى مقاومته، وبقي كل جزء من أجزاء الجهاز الذي لم يحن حينه بعد، بقي ساكنا إلى أن تبلغه الحركة فيتحرك. إن الدواليب تصُرُّ فوق محاورها وتتشابك أسنانها، وإن الدوران يجعل المسننات تئن، ولكن الدولاب المجاور يبقى ساكنا جامدا حتى لكأنه مستعد لأن يبقى على هذا السكون والجمود مئات السنين. ولكن يحين الحين، فإذا بجزء من أجزاء الجهاز يمسك به، وإذا هو ينخرط في مجموع الحركة فيأخذ يدور صارّاً، وإذا هو يندمج في فعل واحد لا يفهم نهايته ولا يفهم الهدف منه.

وكما أن الحركة المعقدة في الدواليب التي لا نهاية لعددها في الساعة الضخمة ليس لها من نتيجة إلا تحرك عقارب الساعة تحركا بطيئا منتظما يشير إلى الوقت، فكذلك لم يكن لتلك الحركات الإنسانية المعقدة التي تحركها أولئك المائة والستون ألف رجل من الروس والفرنسيين، ولم يكن لتلك الرغبات التي عصفت بهم، والرغبات التي شبت في نفوسهم، وأنواع الحسرة التي ملأت جوانحهم، وألوان الإذلال التي ذاقوها، وفنون العذاب التي عانوها، واندفاعات الكبرياء التي شبت في قلوبهم، ومشاعر الخوف والحماسة التي اعترتهم، لم يكن لهذا كله إلا نتيجة واحدة هي خسران معركة أوسترليتس التي تسمى معركة الأباطرة الثلاثة، أي تحرك عقرب التاريخ العام تحركا بطيئا على وجه ساعة تاريخ الإنسانية."

الحرب والسلم (1) ص 723

الأسئلة:  

1-                     من الذي قرر الحرب؟ ومن الذي ينفذها؟ ولماذا شبه الكاتب الحركة التي انطلقت من القيادة بالساعة؟ وهل من السهل إيقاف الحركة بعد انطلاقها؟ علل إجابتك.

2-                     تحدث الكاتب عن الدمى في الساعة التي "تظهر في الوقت الذي ينبغي أن تظهر فيه متعاقبة متتالية"، فماذا يقابل هذه الدمى على أرض الواقع؟

3-                      شبه تولستوي آلة الحرب بحركة دواليب عقارب الساعة، وشبه زهير بن أبي سلمى الحرب بحجر الرحى التي تطحن كل ما يوضع فيها، وشبه آخرون الحرب بالنار التي تحرق الأخضر واليابس. قارن بين هذه التشبيهات وبين أيها أقرب إلى وصف شراسة الحرب في نظرك.

4-                     هل آلة الحرب التي تحدث عنها تولستوي في أوائل القرن التاسع عشر تسير بنفس وتيرة آلة الحربين العالميتين الأولى والثانية؟  وإذا كان هناك اختلاف ما هو؟ وضح وعلل.

5-                      ما أسباب الحروب في العادة؟ وهل تختلف أسباب حرب الأباطرة عن الحروب الاستعمارية وعن الحربين العالميتين؟ حاول أن ترجع إلى التاريخ في الإجابة عن السؤال.

6-                     وضح ما يقصده الكاتب بالعبارات الآتية التي تصف مشاعر الجنود وانفعالاتهم المتناقضة أثناء الحرب ثم بين أنواع هذه الانفعالات: "ولم يكن لجميع تلك الأهواء التي عصفت بهم، والرغبات التي شبت في نفوسهم، وأنواع الحسرة التي ملأت جوانحهم، وألوان الإذلال التي ذاقوها، وفنون العذاب التي عانوها، واندفاعات الكبرياء التي شبت في قلوبهم، ومشاعر الخوف والحماسة التي اعترتهم."

11- رسالة جندي إلى زوجته ( مرغريت ميتشل):

تمهيد للنص: مرسل الرسالة هو "آشلي" الجندي في جيش الجنوب في حرب تحرير العبيد بين الولايات الشمالية والجنوبية سنة 1861 التي استمرت ثلاثة أعوام بهزيمة الجنوبيين وتدمير مزارعهم، وهلاك الشباب من الجانبين، وانهيار الأسر.         

" عزيزتي ميلاني"

أحببت أن أطلعك على جميع أخباري ووجهة نظري في هذه الحرب القائمة...فأنا والحمد لله لم أصب حتى الآن بجرح، ولم أمرض، ولديّ ما آكله، وبعض الأحيان سرير لأنام عليه، والجندي لا يطلب أكثر من ذلك. ولكن ياميلاني هناك أفكار مزعجة تقلقني عندما آوي إلى فراشي، فأتساءل لماذا أنا هنا؟ ومن أحارب؟

ليس دفاعا عن الشرف طبعا... فالحرب شيء قذر، وأنا أكره القذارة لقد خُدِعْنا وغُدِرَ بنا، خُدِعنا بأنفسنا متوهمين أن الواحد منا يساوي عشرة من الشماليين، وأن ما نملكه من القطن، بوسعنا أن نسيطر بواسطته على العالم. خدعنا من أولئك الأشخاص الكبار الذين نجلهم ونحترمهم، والذين يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الاتحاد والقطن والزنوج ، ومع ذلك فأنا غير مقتنع بأن أحد هذه الأسباب يمكن اعتباره عذرا مقبولا يحملني على إشعال الحرب، أما الذي أراه يستحق الدفاع عنه وبذل الدماء في سبيله، فهو أرضنا وبيتنا وما نملكه من مزارع، فهذه هي الوطنية الحقة التي تدعو إلى  حب البيت والوطن.

أنا لست جنديا ولا أريد أن أبحث عن الشهرة من فوهة المدفع.

هل نحارب من أجل معتقداتنا وتقاليدنا القديمة التي سنخسرها حتما بعد انتهاء الحرب سواء خرجنا منتصرين أو منهزمين، وسنرى العالم يتهافت علينا لشراء قطننا ومنتجاتنا؟ وأخشى ما أخشاه أن نصبح كالشماليين المتكالبين على جمع المال. لست خائفا من الأسر أو الجروح أو حتى الموت، ولكن الذي أخافه متى ما انتهت الحرب، أن نفقد تقاليدنا القديمة، لأن هذه التقاليد جزء مني أتعلق بها حتى النهاية، بينما أنبذ التقاليد الجديدة القائمة على القتل والخداع، وأنا واثق أنك يا "ميلاني" تشاطرينني هذا الرأي.

نحن نحارب من أجل قضية خسرناها منذ أن أطلقت أول رصاصة دفاعا عن هذه القضية. كنت أود ألا أصارحك بهذه الحقائق المؤلمة، ولكنك طلبت في رسالتك الأخيرة أن أفتح لك صدري".

ذهب مع الريح ص 125 

الأسئــلة:

1-                    ما الأسباب المزعومة للحرب، وهل اقتنع "آشلي" بهذه الأسباب؟ وما الأسباب الحقيقية التي تعرفها عن هذه الحرب؟

2-                    هل تعتقد أن "آشلي" جبان يخاف على نفسه؟ علل إجابتك.

3-                    ماالذي يستحق أن يدافع عنه الإنسان في نظر الجندي "آشلي"؟ وهل توافقه في ذلك؟ علل إجابتك.

4-                    ما عواقب الحرب التي يخاف منها؟ وهل تعتقد أن خوفه مبرر؟ دعم إجابتك بما تعرفه عن نتائج هذه الحرب.

5-                    ما التقنية التي استعملها الكاتب في عرض موضوعه؟ وما ميزتها على التقنيات الأخرى في معالجة هذا الموضوع؟ 

12- انهيار الجيوش ( إرنست همنغواي):

الراوي متطوع أمريكي في الفرقة الطبية المرافقة للفرق العسكرية الإيطالية، وهذا النص يتحدث عن الشهور الأخيرة من الحرب العالمية الأولى أي في سنة 1918 بين دول الحلفاء وهي إنجلترا وفرنسا وروسيا وبلجيكا وصربيا والجبل الأسود واليابان وبين دول الحلف الثلاثي وهي ألمانيا والنمسا والمجر والامبراطورية العثمانية وقد انضمت إيطاليا إلى الحلفاء في 1915 والولايات المتحدة في 1917:

" أقبل كانون الثاني ( يناير)، وأقبلت معه ليالي البرد القارس، بعد أن تساقطت أوراق الأشجار، مؤذنة بانقضاء الصيف وحلول الشتاء.

كانت الأوضاع في الجبهة تسير من سيء إلى أسوأ، ولم يستطع جنودنا الاستيلاء على "سان جبريل"، ولا أن يتقدموا في "بانسيزا". وجرت في المدينة، كما جرى في تورين، مظاهرات ضد استمرار الحرب، وفي النادي الأنجلو أمريكي جلست أتحدث إلى ماجور  إنجليزي، فأخبرني أن الإيطاليين فقدوا 150 ألفا مقاتل في جوار "بانسيزا"، وأن أربعين ألف آخرين قد فقدوا في ناحية "كارسو"، ثم تابع حديثه قائلا: "إن فصل القتال قد انتهى في هذا العام، وإن شعب إيطاليا قد تحمل فوق طاقته، وإن الهجوم قد فشل في "الفلاندرز"، وإنه إذا تمكن الألمان من إفناء عدد كبير من جنود الحلفاء، كالعدد الذي أفنوه هذه السنة، فإن ذلك يعني انهيار الدول المتحالفة"، وأردف: "رغم أن الحلفاء الآن في حالة تضعضع مؤسفة، إلا أن أحدهم لم يدرك هذه الحقيقة بعد، والواقع أننا جميعا متضعضعون، ولكن الأمور تتابع مجراها طالما أننا لا ننتبه لذلك، وآخر دولة تنتبه إلى هذه الحقيقة، هي التي ستكسب الحرب. على كل حال، القضية كلها قذارة، إنهم يفكرون فقط بالفرق العسكرية، بالرجال وبالجنود. إنهم يتنافسون في تجنيد القوى البشرية، وعندما يصبح بين أيديهم ملايين الرجال، يدفعونهم إلى القتال.. إلى الموت. الجميع منهارون، والألمان وحدهم يحرزون الانتصارات، إنهم الجنود الحقيقيون، إن الألماني الأول خلق ليكون جنديا، ومع ذلك فهم خائرو القوى أيضا، الجميع خائرو القوى، الجميع محطمون". وسألته عن روسيا أجابني: "إنها هي أيضا منهارة، وكذلك النمساويون منهارون أيضا".

وداعا أيها السلاح ص 100    

الأسئــلة :

1-     ما المواد التي يحتاج إليها المحاربون في فصل الشتاء؟ وهل يحصلون عليها بسهولة في أيام الحرب؟ علل إجابتك.

2-     لماذا قامت مظاهرات ضد الحرب؟ وماذا تعني عبارة "إن شعب إيطاليا قد تحمل فوق طاقته؟"

3-     ما عدد الضحايا من الجنود الإيطاليين؟

4-     لماذا خارت قوى جميع الجيوش وأصبحت منهارة؟

5-     من الذين يقصدهم الكاتب بقوله: "إنهم يتنافسون في تجنيد القوى البشرية ويدفعون بملايين الرجال إلى الموت"، هل هم السياسيون أم العسكريون أم صانعوا الأسلحة ؟ وضح وعلل.

4- كم تقدر عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى من العسكريين والمدنيين؟ وما عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية؟

5- ماذا حصل بالمدن الأوربية من جراء الحرب؟ وما تأثيرها في العائلات؟ وفي نفسية الناس وتعاملهم مع بعضهم بعضا؟ وما تأثيرها في الفن والمذاهب التي نتجت عنها في الرواية والرسم والشعر.

6- تحدث عن المشاركة الجزائرية والمغاربية في الحربين العالميتين، وعن المكافأة التي تلقتها الشعوب المغاربية عن تضحياتها في الحرب مع الحلفاء.

 7- ما الحروب الموجودة الآن في العالم؟ وكم يُقدر عدد ضحاياها من المدنيين والعسكريين؟ وهل هناك خطر قيام حرب عالمية؟ وما نتائجها على البشرية؟ وكيف يمكن تجنب حدوثها؟

 VI - الفتــــن أو فقدان التوازن في العلاقات الاجتماعية:

 

13- الفتنــــــة ( فيكتور هيغو):

"مِمّ كانت تلك الفتنة مؤلفة؟ من لا شيء ومن كل شيء، من كهرباء انعتقت شيئا فشيئا، من لهب اندلع على نحو فجائي، من قوة تائهة، من ريح عابرة، وهذه الريح تلتقي برؤوس تفكر، وعقول تحلم، ونفوس تتألم، وأهواء تضطرم، وضروب من الشقاء تعوي، تلتقي بها وتجرفها، إلى أين؟

بلا تبصّر ولا قصد، عبر الدولة عبر القوانين، عبر رفاهية الآخرين وغطرستهم.

إن المعتقدات المهاجة، والحماسة المغيظة، والسخط المثار، وغرائز الحرب المكبوتة، والشجاعة الفتية الممجدة، والحوافز النبيلة، والفضول، وحب التغيير والظمأ إلى غير المتوقع، وتلك العاطفة التي تجعلنا نبتهج ونحن نقرأ الإعلان عن مسرحية جديدة، والتي تجعل قرع جرس الملقن على المسرح صوتا محببا إلى القلوب، والأحقاد الغامضة والضغائن، وخيبات الأمل، وكل بطل يعتقد أن القدر كان سببا في إخفاقه، وضروب القلق والأحلام الفارغة، والمطامح المطوقة بأسوار عالية، وكل من يرجو مخرجا من انهيار، وأخيرا، في أعمق الأعماق، أخلاط الناس، ذلك الوحل الذي يشتعل – تلك هي عناصر  الفتنة.

كل ما هناك من عظيم مغال في العظمة، وكل ما هناك من وضيع ممعن في الضعة، إن أولئك المخلوقات الذين يطوفون بالليل خارج كل شيء منتظرين فرصة، متشردين، ناس من غير عمل، متسكعين حول زوايا الشوارع، أولئك الذين يلتمسون خبزهم كل يوم من المصادفة لا من العمل، أبناء الشقاء والعدم المجهولين، ذوي الأذرع العارية والأقدام العارية- إن هؤلاء جميعا هم ملك الفتنة.

وكل من يستشعر في روحه انتفاضة سرية ضد أي عمل مهما يكن من أعمال الدولة، أو الحياة أو القدر إنما يتاخم الفتنة، فما أن تطلع رأسها، حتى يشرع في الارتعاد، وفي الشعور بأن الزوبعة تجرفه.

الفتنة ضرب من الإعصار في الجو الاجتماعي يتشكل فجأة في بعض حالات الحرارة، إعصار ما أن ينطلق مدوما حتى يصعد، ويعد، ويرعد، ويمزق، ويهدم، ويسحق، ويخرب ويقتلع، ويجرف معه الطبائع الرفيعة والخسيسة، الرجل القوي والرجل الضعيف.

جذع الشجرة والقشة.

والويل لمن تجرفه، والويل لمن تصطدم به على حد سواء، إنما تضرب أحدهما بالآخر فتحطمهما جميعا.

البؤساء (4) ص 361 -363

 

الأسئـــلة:

س1: ما تعريف الفتنة؟ وهل الفتنة مفيدة أم مدمرة؟ علل.

س2: ما أساب الفتنة في نظر الكاتب؟ وهل توافقه في ذلك؟ علل إجابتك.

س3: من الذين يشاركون في الفتنة؟ ومن الذين يحاولون إذكاء نارها؟

س4: ماذا علينا أن نفعل لنتقي شر الفتن في بلادنا؟

 

14- حريـــــق القاهــــرة 1952( نجيب محفوظ):

 

" ماذا في القاهرة؟‍!

وتقدم في حذر، وأشار إلى رجل يقترب ثم سأله:

   - ماذا في البلد؟

فأجابه في ذهول: القيامة قامت. .

فسأله في إلحاح: تعني مظاهرات احتجاج؟!

فهتف وهويأخذ في الجري: أعني النار والحرب...

وواصل تقدمه الحذر البطيء وهو يتفحص ما حوله. وتساءل في دهشة: "أين البوليس؟ أين الجيش؟". وفي شارع إبراهيم تجلت حقيقة اليوم بصورة أبشع، خلا الميدان للغاضبين، انفجر مكنون اللاوعي كالبركان، صراخ جنوني كالعواء، انقضاض على أي قائم على الجانبين، بترول يراق، حرائق تشتعل، أبواب تحطم، بضائع تنتثر، تيارات تندفع كالأمواج المتلاطمة، الجنون نفسه بلا رقيب، ها هي القاهرة تثور، ولكنها تثور على نفسها، إنها تصب على ذاتها ما تود صبه على عدوها، إنها تنتحر، وتساءل في فزع ماذا وراء ذلك كله؟ واستفحل نشاط غريزته الذي تنبأ بالمخاوف، وأيقن أن مأساة حقيقية سيرفع عنها ستار الغد. ثمة خطر يتهدد صميم حياتنا، يتهددنا نحن لا الإنكليز، يتهدد القاهرة والمعركة القائمة في القنال والحكومة ويتهدده هو باعتباره جزءا من هذه الحكومة".

"ومضى يقترب من قلب المدينة في ذهول تام، صمم على أن يطلع على كل شيء. إنه مسؤول، ومهما يكن من ثانوية مركزه نسبيا فهو مسؤول، ويجب أن يرى كل شيء بعينه. الضوضاء فوق كل احتمال، كأن كل ذرة في الأرض تصرخ. اللهيب ينطلق من كل موقع، إنه يرقص في النوافذ. يقعقع في الأسقف، يصفر في الجدران، يطير في الجو، والدخان يتربع مكان السماء. رائحة الحريق تقتحم الأنوف كعصارة جهنمية من الخشب والأقمشة وزيوت شتى، هتفات غامضة كأنها تنبثق من الدخان. غلمان يخرجون كل شيء في نشوة وبلا مبالاة. جدران تنهار مفجرة رعدا. الغضب المكتوم اليأس المضغوط، الضيق المتكتل. كل أولئك حطم القمقم وانطلق كزوبعة من الشياطين وقال لنفسه: "إن أشياء كثيرة يجب أن تحرق ولكن ليست القاهرة. أنتم لا تدرون ماذا تفعلون. إن فرقة كاملة من الإنكليز لتعجز من إحداث نشر هذا الخراب. انتهت معركة القتال خسرنا المعركة. قلبي المجرب بالمحن لا يكذب. الحكومة بلا جنود والنار تجري بلا عقبة. هل تلتهم النيران المدينة الكبرى؟ هل يحيا ثلاثة ملايين من البشر بلا مأوى؟ هل ينعق الخراب والمرض والفوضى، ويرجع الجيش البريطاني ليعيد الأمن إلى نصابه؟ هل ينسى الناس في محنة الخراب الاستقلال والوطنية والآمال العريضة!" إن القلق يدب في جذور قلبه كالنمل، وتسود الدنيا في عينيه اللتين زايلهما الطموح والمجد. وعند الأركان في الشوارع الرئيسية، لبد رجال يحرّضون:

-                      احرقْ.. خرِّبْ.. يحيا الوطن.

 تفحَّصَهُمْ باهتمام وحنق. ودَّ لوْ يستطيع أن يقمعهم. ولم يمكنه التيار المتضارب من الوقوف قبالتهم لحظة. إنهم وجوه غريبة لا هي من حزبه، ولا من الأحزاب الأخرى. إنها وجوه غريبة، تفوح منها رائحة الغدر. وخيّل إليه أن في الجو رائحة عفنة أشد كآبة من الدخان. وزفر مع اليأس والذهول غضبا ".

                    السُّمّان والخريف الأعمال الكاملة (7) ص 6

الأسئــلة:

1-     ماذا كان المتظاهرون الغاضبون يفعلون؟ وهل كانوا واعين بأنهم يخربون ويحرقون بلدهم بأيديهم؟

2-     علام يدل غياب سلطات الجيش والبوليس في ذلك اليوم؟ ومن تظن أنه وراء غيابها؟

3-     من كان له مصلحة في حرق القاهرة وتدميرها: الإنكليز أم الوطنيون؟ علل إجابتك ودعمها بشاهد من النص.

4-     هل تعتبر حريق القاهرة فتنة أم ثورة، وما الفرق بين الاثنتين؟ علل إجابتك.

5-     ما غرض الكاتب من النص؟

6-     ما التقنيات التي استعملها الكاتب في عرض موضوعه؟ وما مدى نجاحه فيها؟

7-     بيّن الانفعالات التي اعترت الراوي، وانفعالات المتظاهرين الغاضبين.

8-     بيّن عناصر الوصف التي استعملها الكاتب: "الأشكال والألوان والأضواء والظلال، والأصوات والروائح والحركة"، واستشهد بأمثلة من النص .

9-     ما العواطف التي يثيرها فيك هذا النص، نحو المتظاهرين والأحياء المخربة المنهوبة والمحروقة؟

 

    15- الفتنــــة والثـــــورة ( فيكتور هيغو):

"هناك الفتنة، وهناك الثورة ذانك غضبان اثنان، الأول على ضلال، والثاني على صواب، والدول الديمقراطية، وهي الحكومات الوحيدة المؤسسة على العدل، يتفق في بعض الأحيان أن يعمد الجزء إلى الاغتصاب، وعندئذ ينتفض الكل، وقد يقتضيهم الاسترداد الضروري لحقهم أن يذهبوا إلى حد امتشاق الحسام. وفي جميع المسائل التي تنبثق من السيادة الجماعية، تكون حرب الكل ضد الجزء ثورة، وهجوم الجزء على الكل فتنة".

"إن صوت الحق الزاحف ليعرف نفسه، وإنه لا ينبثق دائما من زلزلة الجماهير الهائجة، إن ثمة هيجانات حمقاء، إن ثمة أجراسا مصروعة، ليست النواقيس جميعا لترن رنين البرونز، وتذبذب الأهواء والجهالات مختلف عن هزة التقدم. تمردْ إذا شئت، ولكن لكي تعظم، دلـّني في أي اتجاه أنت ماض- ليس ثمة ثورة إلا إلى أمام، وكل تمرد آخر هو شر وكل خطوة عنيفة إلى الوراء هي فتنة".

البؤساء (4) ص 366، 369

  

الأسئلة:

1-     ما تعريف الثورة؟ وما تعريف الفتنة؟ وما الفرق بينهما في نظر الكاتب.

2-     مامعنى قول الكاتب: "ليس ثمة ثورة إلا إلى أمام، وكل تمرد آخر هو شر، وكل خطوة عنيفة إلى الوراء هي فتنة"؟ وهل تؤيد الكاتب في كلامه. دعم رأيك بأمثلة من الواقع.

3-     من الذي يحاول إشعال نار الفتن؟ ومن يشارك فيها؟ ومن المستفيد منها؟

4-     ما الوسائل التي يجب أن يتعود الناس على اللجوء إليها للمطالبة بحقوقهم بدل إشعال الفتن؟ 

 

VII .المواضيع الحساسة:

 

" الحبُّ له وجهٌ واحدْ

وجهٌ طفوليٌّ خالِدْ

والكرهُ يعيشُ بألفِ قناعْ

ووجوهٍ من كلِّ الأنواعْ

الكرْهُ بوجهٍ دينيْ

والكره بوجهٍ لغويْ

والكره بوجه عرقيْ

والكرهُ بوجهٍ وطنيٍّ جهويٍّ، طبقيٍّ، حزبيْ

والكره بوجهٍ وبلا وجهْ"

من قصيدة "من أجل أن تحيا الجزائر"- من مجموعة "محطات عاطفية في رحلة العمر" للمؤلف

16- إعدام بلا محاكــمة ( مرغريت ميتشل):

تمهيد للنص: منظمة" كوكلاكس كلان" هي منظمة عنصرية أنشأها بعض المتعصبين البيض ضد الزنوج عام 1865 في الولايات الجنوبية بعد تحرير العبيد وانتصار الشمال على الجنوب في حرب الانفصال. وهدف هذه المنظمة المحافظة على سيادة البيض، وإبعاد الزنوج عن الانتخابات والمسؤوليات. وتميزت بلباس أفرادها الأبيض بما في ذلك غطاء الرأس الذي لا تظهر منه إلا العينان، وهي تهاجم الزنوج المطالبين بحقوقهم فتحرق منازلهم وتشنقهم على جذوع الأشجار. وقد حاربت السلطات الاتحادية هذه المنظمة، ولكن بعض الأمريكيين مازال يتبنى أفكارها العنصرية:

 

"وجاءت ولادة "سكارلت" في منتصف الأسبوع، عندما اجتاحت أتلانتا موجة صاخبة من الهياج والاستياء، تنذر بالانفجار والكارثة، فقد اعتقل أحد الزنوج بتهمة الاعتداء على فتاة بيضاء وقبل أن يساق إلى المحاكمة، هوجم السجن الذي كان معتقلا فيه، من قبل أفراد منظمة "كوكلاكس كلان" الإرهابية وأخرج منه، وفي الصباح وجد الزنجي مشنوقا، معلقا على أعلى شجرة.

وأذاعت منظمة "كلان" أنها أقدمت على شنق الزنجي المجرم لتنقذ سمعة الفتاة المعتدى عليها، وتوفر عليها فضيحة الظهور أمام المحكمة.

وهاجت السلطات العسكرية الشمالية وماجت لتمادي منظمة "كلان" بالثأر من الزنوج في تلك الصورة البشعة، وقام الجنود الشماليون بحملة واسعة من الاعتقالات، غايتها إرهاب أفراد المنظمة السرية، ووضع يدها على زعمائها وأفرادها المتسترين..

ودب الذعر في قلب الزنوج خوفا من تدابير انتقامية جديدة تشنها ضدهم المنظمة الإرهابية وامتلأ جو المدينة بموجة الشائعات القائلة بأن الشماليين سيقومون بشنق عدد كبير من الجنوبيين حتى يستسلم المجرمون الحقيقيون الذين أقدموا على شنق الزنجي، وانتشرت شائعة أخرى تقول إن الشماليين يحاولون إثارة الزنوج ضد السكان البيض. وكان من جراء انتشار هذه الشائعات، أن اعتصم الأهلون بمنازلهم، وأحكموا إغلاق الأبواب والنوافذ، تاركين أعمالهم وأولادهم تحت رحمة القدر".

ذهب مع الريح ص 314

الأسئــلة:

1-     اختر الجواب المناسب وعلل إختيارك:

وصفت الكاتبة منظمة " كوكلاكس كلان" بالإرهابية، فهل تعريف المنظمة الإرهابية يعني تلك:

أ‌-     التي تشنق الزنوج الذين يعتدون على الفتيات البيض.

   ب- تقتل المواطنين الأبرياء لإحراز مكاسب سياسية.

ج - يلبس أعضاؤها ثيابا خاصة تخفي شخصياتهم.

2- علام يدل إعدام الزنجي دون محاكمة؟ وما تأثير هذا العمل في الزنوج والبيض؟ 

  3- ما الدولة التي كانت تؤمن بتفوق العرق الأبيض في أروبا قبل الحرب العالمية الثانية؟ وكيف صنفت الأعراق الأخرى؟

4- ما مظاهر التمييز العنصري التي كانت سائدة في الولايات  الأميركية الجنوبية حتى الستينات من القرن العشرين؟

5- ما الفرق بين التمييز العنصري والفصل العنصري؟ وكيف كانت ممارسات نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل سقوطه وفي بعض الولايات الأمريكية؟

6- ما أنواع المنظمات الإرهابية الأخرى فضلا عن العنصرية؟ وما أهداف كل منها؟ وهل هناك منظمات من هذا النوع في بلادنا؟ وماهي ممارساتها؟

7- إلام يؤدي انتشار الإرهاب في المجتمع؟ وكيف يمكن مواجهته ومعالجة أسبابه المتمثلة في التطرف العرقي والديني والطائفي.

8- ما غرض الكاتبة من النص؟

9- ما العواطف التي يثيرها فيك هذا النص نحو الزنوج ونحو المنظمة الإرهابية؟.

17- ابن الروميــــــــة ( مولود فرعون):

عامر هو ثمرة زواج مختلط بين أب جزائري من قرية "إيغيل نزمان" في منطقة القبائل، وأم فرنسية أو "رومية" كما يسميها السكان:

 

"لقد تركت مخاوف الطفولة في نفسي أثرا لا يمحى، فما أشد تلك الأيام، وما أقساها!

كنت إذا خرجت من الدار إلى حيث يلعب الأطفال، كنت لا أجد من يحميني سوى جدتي، إلا أنها لاتأتي متوكئة على عكازها لنجدتي إلا بعد فوات الأوان، فتمسكني من يدي وتأخذني معها إلى الدار لتزيح عن قلبي الأسى. أما أقراني من الأطفال فقد كانوا دائما يجدون من يشجعهم ويساعدهم لأن جميع الناس يريدون أن أكون مغلوبا، وبالفعل فقد كنت في أغلب الأحيان مغلوبا وكم كان ذلك قاسيا على نفسي.

كثيرا ماكنا، ونحن ستة أو نحو ذلك من الأطفال الصغار، نجتمع لنلعب في الطريق المليء بالغبار والتراب، فلا يلبث أن يأتي طفل أكبر منا سنا ويفسد علينا اللعب، ويكون سببا في المخاصمة بيننا فيحرض رفاقي علي قائلا:

- هل أنت خائف من ولد الرومية ؟

- لا، لست خائفا منه .

- إذن ماذا تنتظر؟ اضربه.

وأنا أعرف سلفا أن الأمور ستنتهي إلى تلك النتيجة، لأنني منذ البداية لقمة سائغة لهم، وإذا دافعت عن نفسي فإذا هذا الطفل الأكبر يتدخل فتنهال  الضربات علي، حتى إذا جاءت جدتي، إذا بهم يشرحون لها بأنني أنا المذنب، وما كنت أقوى أن اشرح لها كيف أنهم ظلموني وتحاموا علي.

وقد سيطر على نفسي منذ الصبا خوف يشبه خوف الحيوان المتوحش ولم يعد هذا الخوف يبرحني. فأنا أحس به يخنق أنفاسي ويسبب لي مغصا في المعدة ويجعل بدني يقشعر، ويزعج  أحلامي في الليل، فأصرخ كالمجنون، كنت أخاف من الأطفال الكبار ومن الرجال.

وصرت خداعا ماكرا كالحيوان الضعيف الذي يقع على حيوان آخر أضعف منه فلا أشفق على الصغار أبدا. وإذا صادفت منهم أحدا بمفرده أجد لذة كبرى في الانتقام منه، وبهذه الطريقة ألقن الصغار ما أتلقاه من دروس قاسية من الكبار".

الدروب الوعرة ص 150

الأسئــلة:

1-        لماذا كان الأطفال يهاجمون "عامر" ويضايقونه؟

2-        ما الذي كان يحدثه الخوف في نفسه؟

3-        مانتائج هذا الخوف على سلوكه؟

4-        هل سلوك الأطفال هو سلوك طبيعي، أم يعكس كره الكبار لأبناء الزواج المختلط؟ علل إجابتك.

5-        هل تعتقد أن الأطفال الفرنسيين أكثر تسامحا معه لأن أمه فرنسية، أم أكثر كرها له لأن أباه جزائري؟ علل رأيك.

6-        ما المتاعب الأخرى التي يواجهها أبناء الزواج المختلط.

7-        ماغرض الكاتب من طرح هذا الموضوع؟ هل هو:

أ‌-        تحذير الناس من الزواج بالأجنبيات؟

أو

ب‌-            تنبيه المجتمع إلى مايعانيه أبناء الزواج المختلط، والدعوة إلى عدم التمييز في معاملتهم عن الأطفال الآخرين؟ علل إجابتك، وبين رأيك الشخصي في هذا الموضوع.

8-        ماالعاطفة التي تحس بها نحو الطفل عامر؟

    18- العنصـــــرية والرياضــــــة ( فورستر):

هل تتلاشى العنصرية في ميدان الرياضة أثناء اللعب، فلا يرى الرياضي لون منافسه ولا جنسه أو دينه؟ هذا مايجيبنا عنه هذا النص الذي يلتقي فيه "عزيز" الطبيب المسلم بضابط إنكلزي من جيش الاستعمار في مدينة "شاندرابور" الهندية في أوائل العشرينات من القرن العشرين، ولعبا بكرة "البولو" معا:

"وحين وصل الدكتور" عزيز" إلى وسط الميدان بدأ بضرب الكرة، إنه لم يكن يستطيع اللعب، ولكن فرسه كان مدربا، فأخذ يتعلم وقد تخلص من كل توتر إنساني، نسي شغل الحياة الملعون كله عندما كان يجري في ساحة الميدان البنية، وريح المساء تلمس جبهته، والأشجار المحيطة بالمكان تمتع ناظريه، وقذف بالكرة بعيدا تجاه ضابط ملازم يتجول في الميدان، وكان هو الآخر يتدرب، فأعادها إلى "عزيز" صائحا: "اقذفها ثانية"

-" حسن"

كان هذا الشخص لديه بعض المعرفة بما يجب أن يصنع، ولكن فرسه لم يكن يدري شيئا، وبذلك تعادلت القوتان، وفيما هما يركزان اهتمامهما على الكرة حدث بينهما نوع من الإعجاب المتبادل، وابتسما عندما شدا عناني فرسيهما للراحة، كان "عزيز" يحب العسكريين، إنهم إما أن يقبلوا عليك أو يسبوك، الأمر الذي كان مفضلا بالنسبة لتعالي المدنيين، وكان الضابط الملازم يحب كل من يستطيع الركوب.

وسأل قائلا: "أتركب كثيرا؟"

-                      "البتة".

-                      "فلنلعب شوطا آخر".

وعندما ضرب الكرة تعثر فرسه فسقط صائحا "آه، ياإلهي!"

وعاد فقفز على ظهر الفرس وسأل عزيز: "ألم تسقط من قبل قط؟"

-                      "كثيرا".

-                      "لا أعتقد ذلك".

وعادا فكبحا فرسيهما، ووهج الزمالة الطيبة يشع في عيونهما، ولكنه ينطفئ في جسديهما، لأن الرياضيين لايستطيعون أن يظهروا سوى وهج وقتي، وكانت القومية في طريقها إليهما، ولكنهما افترقا قبل أن ينتشر سمها، وحيا كلاهما الآخر وهو يفكر: "لو أنهم جميعا كانوا كذلك!"

رحلة إلى الهند ص 78

 

الأسئــلة:

1-              وضح كيف تعادلت قوة "عزيز" والضابط الانكليزي؟

2-              لماذا أعجب كل منهما بالآخر؟

3-              لماذا كان "عزيز" يحب العسكريين، ويكره المدنيين الإنجليز؟ وماالذي يكشفه لنا ذلك من صفاته؟

4-              ماذا تعني عبارة: "وكانت القومية في طريقها إليهما، ولكنهما افترقا    قبل أن ينتشر سمها" ؟ وماذا تعني عبارة: "لو أنهم جميعا كانوا كذلك!"؟

5-              هل تساهم الرياضة في التغلب على العنصرية والتقريب بين الأعراق، وإرساء روح التسامح والمساواة والمنافسة الودية بين البشر؟ وضح رأيك في دور الرياضة في هذا المجال ودعمه بشواهد من الواقع الرياضي والمنافسات الأولمبية والجهوية؟

العلاقـــــــــات بيــــن الشمال والجنوب:

 

19- سوداني وإنكليزي( الطيب الصالح):

"وسمعت منصور يقول لرتشارد: لقد نقلتم إلينا مرض اقتصادكم الرأسمالي. ماذا أعطيتمونا غير حفنة من الشركات الاستعمارية نزفت دماءنا وماتزال؟ وقال له رتشارد: "كل هذا يدل على أنكم لا تستطيعون الحياة بدوننا، كنتم تشكون من الاستعمار ولما خرجنا خلقتم أسطورة الاستعمار المستتر، يبدو أن وجودنا بشكل واضح أو مستتر، ضروري لكم كالماء والهواء". ولم يكونا غاضبيْن. كانا يقولان كلاما مثل هذا ويضحكان على مرمى حجر من خط الاستواء تفصل بينهما هوة تاريخية ليس لها قرار."              

موسم الهجرة إلى الشمال ص74

الأسئـــلة :

س1: ما الهوة التاريخية التي تفصل بين الشمال والجنوب والتي يقصدها الكاتب. هل هي دينية؟ أم حضارية؟ أم تقنية؟ علل إجابتك.

س2: ماذا يقصد بعبارة الاستعمار المستتر؟

س3: كيف ينظر أهل الشمال لأهل الجنوب وكيف ينظر أهل الجنوب لأهل الشمال؟ دعم إجابتك بأمثلة من الواقع .

س4: هل العلاقات بين الشمال والجنوب قائمة على أسس عادلة تضمن مصالح الطرفين؟ وضح رأيك بأمثلة من الواقع .

س5: هل يمكن إستغناء أحدهما عن الآخر؟ وكيف يمكن استفادة الطرفين من هذه العلاقة؟

تمرين ب:

عالج أحد المواضيع الآتية:

1.ادرس موضوعا عن كفاح الشعب الجزائري لاسترداد حريته في إحدى الروايات الجزائرية.

2. ادرس موضوعا عن كفاح الشعب الفلسطيني لاسترداد حريته وأرضه المغتصبة في إحدى الروايات الفلسطينية أو العربية.

3. ادرس موضوعا في إحدى الروايات العربية أو العالمية عن الحرب مظهراً آثارها وعواقبها الوخيمة على كافة المتحاربين وعلى الإنسانية جمعاء من خلال رؤية الكاتب لها.

3. ادرس موضوعا في إحدى الروايات العربية أو العالمية عن الفتنة مظهراً آثارها وعواقبها الوخيمة في انعدام الأمن وإشعال نار الحرب الأهلية من خلال رؤية الكاتب لها.

4. ادرس موضوعا في إحدى الروايات العربية أو العالمية عن العنصرية مظهراً آثارها وعواقبها الوخيمة في فقدان الثقة وزرع الشكوك بين أبناء البلد الواحد مما يضعف روابط الوحدة وينذر بالفتن.

تمرين ج:

ابن موضوعاً عن الحرية وكفاح الشعوب أو أضرار الفتن والحروب مستوحى من الواقع الوطني والعربي والدولي.

ضع مخططاً مفصلاً  لموضوعك واختر له الشخصيات المناسبة، وحدّد نوع العلاقة بينها ثم اكتب مشهدين أو ثلاثة لتوضيح رؤيتك للقارىء.

 

 لقراءة الفصل التالي انقر هنا: الخاتمة

 لقراءة الفصل السابق انقر هنا: الفصل الثاني: تقييم المواضيع - تتمة موضوع الطفولة لمحمد ديب

             للاطلاع على فصول الكتاب، انقر هنا:  مواضيع الحريـّة

             للاطلاع على الكتب التعليمية الأخرى للكاتب انقر هنا: كتب أدبية وتربوية