كنز الأحلام لعبد الله خمّار رواية جميلة ورائعة بكل معنى الكلمة, من النوع الذي إِذا بدأت في قراءتها لا تستطيع غلقها و يبقى بالك مشغولا بها إِذا اضطررت الى وضعها.
ناقش المؤلف فتنة المال والجمال في هذه الرواية و كيف يمكن لإِنسان شريف أن يتخلى عن نزاهته إِذا انغمس في الأطماع واستسلم لهاتين الفتنتين، وكيف يمكن للشيطان أن يزين للمرء عمله, فبعد أن يكون رافضا رفضا تاما التعامل بمال حرام, يصبح المال لا خير ولا شر بل مجرد وسيلة فما المانع أن يأخذ المال حتى لو كان مصدره حرام ليستعمله في أوجه الخير.
أما الرشوة فيزينها على أنها خدمة بخدمة. و كيف أن الجمال قد يعمي الانسان فلا يرى قبح الروح ويندفع في اقتراف أفعال شنيعة ليرضي ذاك الجمال, فيكتشف أنه خسر نفسه فيما بعد. بالفعل إِن مكائد الشيطان كبيرة والنفس أمارة بالسوء, لذلك يجب على الإنسان ان يبقى فطنا واعيا مجاهدا لنفسه.
ومن أهم الأشياء التي سلط عليها الضوء هي حسن التربية التي تكسب الإنسان أصلا طيبا فحتى لو أغرته الدنيا فإِن أصله الطيب سيجعله يندم على خطئه و يتراجع عنه.