البــاب الثالث: الوصف الداخلي

من كتاب "فن الكتابة: تقنيات الوصف"

للكاتب: عبد الله خمّار

 

الفصــــل الثـــــاني

قواعـد الوصف الداخلي وأساليبه

قواعد الوصف الداخلي:        

إذا استعرضنا الأمثلة التي أوردناها عن الوصف الداخلي للشخصية في الفصل السابق نجد أن الكتاب سواء أولئك الذين اهتموا بالسيرة والتراجم أم الروائيون، يركزون اهتمامهم على السمة أو السمات البارزة في الشخصية، وما يميزها عن غيرها.

  وقد تكون هذه السمة عقلية كذكاء مصطفى سعيد أو نفسية تتعلق بالطباع كشجاعة عمر وعلي رضي الله عنهما أو ثقافية علمية عند الإدريسي وأدبية عند محمد العيد آل خليفة، وفكرية عند توفيق الحكيم وعاطفية عند رادوبيس.

  وينبغي أن يكون هناك توازن بين سمات الشخصية، وإلا حدث الاختلال. فشجاعة الخليفتين الراشدين ترفدهما أخلاق فاضلة وإيمان قوي، وعاطفة تنبض يحب الخير تجعل من هذه الشجاعة أداة للحق ونصيرا للمظلوم ونخوة وشهامة. وعلم الإدريسي وأدب محمد العيد وفكر توفيق الحكيم ترفدها صفات أخرى بيئية ونفسية وعاطفية تجعلهم ينفقون حياتهم في خدمة مجتمعهم.

  أما مصطفى سعيد صاحب الذكاء الخارق، فقد كان ذكاؤه باردا لم يتدثر بحرارة العاطفة، لذلك اختل التوازن في شخصيته، فقتل زوجته الإنجليزية عمدا وببرود ومن دون سبب ظاهر؛ و يورد لنا الطيب صالح ما قاله له القاضي أثناء المحاكمة مبينا سبب الاختلال في شخصيته:

  "وتذكرت ما قاله القاضي قبل أن يصدر عليه الحكم في "الأولد بيلي". قال له:

  "إنك يا مستر مصطفى سعيد، رغم تفوقك العلمي رجل غبي، إن في تكوينك الروحي بقعة مظلمة، لذلك فإنك بددت أنبل طاقة يمنحها الله للناس: طاقة الحب".

                                                                                                                موسم الهجرة إلى الشمال ص 70

التركيز على مزايا أو عيوب الشخصية

  وكما وجدنا أن القاعدة الأولى في الوصف الخارجي هي التركيز على ما يميز الشخصية عن غيرها من مزايا أو عيوب، كذلك هي في الوصف الداخلي:

  1ـ التركيز على ما يميز الشخصية عن غيرها من مزايا أو عيوب نفسية أو خلقية (الذكاء، الشجاعة، الكرم، أو الغباء، الجبن، البخل، الاتزان والهدوء أو العصبية والانفعال). ويركز الكاتب كما رأينا في التراجم على الجانب البارز في الشخصية المترجم لها، وقد استعرضنا بعض نماذج الشخصيات الدينية والثقافية. وإذا أخذنا نموذجا من الشخصيات العاطفية وليكن قيس بن الملوح العامري، فنجد أن من ترجموا له يركزون على الجانب العاطفي في حياته لأنه فاق الجوانب الأخرى. وهذا أحد أخباره كما أورده أبو الفرج الأصبهاني.

  "قلت لقيس بن الملوح قبل أن يخالط (يختل عقله): ما أعجب شيء أصابك في وجدك بليلي؟ قال: طرقنا ذات ليلة أضياف، ولم يكن عندنا لهم أدم، فبعثني أبي إلى منزل أبي ليلى، وقال لي: اطلب منهم أدما. فأتيته فوقفت على خبائه فصحت به، فقال: ما تشاء؟ فقلت: طرقنا ضيفان ولا أدم عندنا لهم. فأرسلني أبي نطلب منك أدما، فقال: يا ليلى أخرجي إليه ذلك النحي (وعاء من جلد)، فاملأي له إناءه من السمن. فأخرجته ومعي قعب (القدح الضخم)، فجعلت تصب السمن فيه ونتحدث، فألهانا الحديث، وهي تصب السمن وقد امتلأ القعب ولا نعلم جميعا، و هويسيل حتى استنقعت أرجلنا في السمن. قال: فأتيتهم ليلة ثانية أطلب منهم نارا وأنا متلفع ببرد لي، فأخرجت لي نارا في عطبة (خرقة تؤخذ بها النار)، فأعطتنيها ووقفنا نتحدث، فلما احترقت العطبة خرقت من بردي خرقة وجعلت النار فيها، فكلما احترقت خرقت أخرى وأذكيت بها النار حتى لم يبق علي من البرد إلا ما وارى عورتي".

                                                                                                                       الأغاني (1)  ص 377

التركيز على المقومات المنسجمة مع موضوع الرواية:

  ومما تقدم نرى انصراف كل من قيس وليلى إلى صاحبه وذهوله عن كل ما عداه. وحين صاغ أحمد شوقي مسرحيته مجنون ليلى اهتم بالجانب العاطفي من شخصية قيس فتحدث عن الحب والغيرة والكره ومختلف العواطف والانفعالات. ولو كتبنا رواية أو مسرحية عن محمد العيد آل خليفة لانصب اهتمامنا على الجانب الثقافي والأدبي والشعري. صحيح أن هذا يشمل كفاحه السياسي والاجتماعي ضد الاستعمار والجهل والتخلف، ولكن الجانب البارز فيه هو شخصيته الأدبية، بينما نجد ثلاثية محمد ديب الوطنية مثلا تهتم بالواقع السياسي والاجتماعي أثناء فترة الاستعمار، لذلك كان أبطالها من العمال والفلاحين والمناضلين النقابيين.

  أما الرواية الاجتماعية مثلا فتركز على عيب في الطباع كالأنانية، أو آفة من الآفات الاجتماعية كإدمان المخدرات والسرقة والسكر، أو على العلاقات الاجتماعية الصعبة، كالزواج المختلط، وعلاقات الحب غير المتكافئ الخ ..وهكذا نستطيع أن نستنتج القاعدة الثانية في الوصف الداخلي:

  2 ـ ركز في وصفك على مقومات الشخصية التي تنسجم مع موضوع الرواية، ودور الشخصية فيها (عاطفية، اجتماعية الخ..). وللتوسع في علاقة الشخصية بموضوع الرواية، راجع "بناء الشخصية" في الكتاب الخاص بتقنيات الدراسة في الرواية.

  ونصل الآن إلى الحديث عن الأسلوب الذي يتبعه الكاتب في الوصف. فلا يعمد الروائي إلى اتباع أسلوب واحد في عرض شخصياته، لأنها تصبح حكاية لا رواية. فهو يلجأ إلى الأسلوب المباشر أحيانا في عرض بعض شخصياته الثانوية، أو يتدخل ليكشف لنا عن جوانب من شخصياته الأساسية مفسرا ومحللا، ولكنه في كثير من الأحيان يبتعد عن المباشرة ويترك الشخصية نفسها تتحرك وتعمل وتتحدث وتنفعل، ويتركنا نستنتج من خلال كل ذلك أهم سماتها:

أساليب الوصف الداخلي:

1 ـ الوصف المباشر الذي يقوم به الكاتب نفسه:

الشيخ المنافق ( مولود فرعون ):

  "وسعيد آيت سليمان شيخ يتظاهر بالورع والتقى ويناديه جميع الناس بابا سعيد احتراما له. ويعتبر في القرية رجلا حنكته الأيام، فلا يقدر عليه أحد من خصومه. ومن المعروف عنه أنه قليل الوفاء بالعهد، ولم يكتف خلال حياته الطويلة بالدسائس ونكث العهود، بل لم يتورع عن أن يسطو على أموال أقاربه وأصدقائه".

                                                                                                                     الدروب الوعرة: ص50               

تعليق:

  ليس لدى الكاتب وقت ليجعلنا نكتشف هذه الشخصية من خلال أعمالها وتصرفاتها، لأنها ليست شخصية محورية في الرواية لذلك فهو يوفر الجهد والوقت ويعطينا سماتها بصورة مباشرة. ولأن مقران أحد أهم الشخصيات المحورية ابن لهذا الرجل، وتربى في كنفه، فالتظاهر بالورع وقلة الوفاء بالعهد، والقيام بالدسائس والسطو على أموال الأصدقاء والأقارب  هي الصفات التي تمتع بها سعيد آيت سليمان، وهي تمهد لنا الطريق لمعرفة أخلاق مقران الابن ولإدراك أن الابن سر أبيه.

2 ـ الوصف بالمقارنة:

تناقض الطباع (تولستوي):

  "وفي تلك اللحظة دخل الصالون شخص جديد هو الأمير الشاب آندره بولكونسكي، زوج الأميرة الصغيرة. إن الأمير بولكونسكي فتى بارع الجمال، ربع القامة، واضح القسمات، جاف الهيئة. وكل شيء فيه من نظرته المكدودة الضجرة إلى مشيته البطيئة الموزونة، يناقض كل المناقضة ما تتصف به زوجته الصغيرة من نشاط وحيوية وحرارة. وكان واضحا أنه يعرف جميع من في الصالون معرفة تامة، وأن رؤيتهم والاستماع إليهم يورثانه ضجرا قاتلا، ولكن يبدو أنه كان يضيق بامرأته أكثر من ضيقه بسائر هؤلاء الذين يضيق بهم ضيقا شديدا.

حتى لقد أشاح عنها وقد جعد وجهه تجعيدا أفسد بعض جماله".

                                                                                                                       الحرب والسلم (1) ص 65

تعليـــق:

  تصرف المقارنة الذهن إلى وجوه الشبه والاختلاف بين شخصيتين سواء أكانا زوجين أم أخوين، صديقين أم خصمين، وتجعل الوصف المباشر مقبولا وبعيدا عن التقريرية الجافة، والاختلاف بينهما ليس في المظهر الخارجي، فكلاهما يتميز بالوسامة والجمال. ولكن في المظهر الداخلي.

3 ـ الوصف بالحوار أو بالرأي:

الفلاحون والبطالة (محمد ديب):

" قال معمر الهادي:

  ـ ينبغي للإنسان أن لا يتحول بفكره عن العمل، وعن الجهاد في سبيل المعيشة، هذا الجهاد الذي يستنفد وحده كل ما يملك من قوى. يجب على الإنسان أن لا يفكر في مصيره وفي غده. يجب عليه أن ينسى مصيره وغده، فكذلك قال الأوائل بحق. هذان رجلان منا قد انتهيا إلى السجن، لماذا؟ لأنهما وضعا في ذهنيهما آراء وأفكارا.

  أراد سيد علي أن يعترض، ولكنه تفكر في الأمر، فأحجم. إنه لا يريد أن يقحم نفسه في مشاجرة لا معنى لها. ثم إنه يعرف عقم مثل هذه المناقشات. ومع ذلك أجاب معمرا بقوله: "وإذا لم يكن في بيتك كسرة من خبز، فهل المطالبة بهذه الكسرة من الخبز اشتغال بالسياسة أيضا؟ كسرة خبز، ما هي ؟ ما كسرة الخبز بالشيء الكثير. إذا قلت الخبز، فقد قلت الحياة. من أجل ذلك كان الخبز كل شيء عند أناس مثلنا".

كان الآخرون مصيخين بأسماعهم.

فقــــال معمر:

"إذا كان هدفك أن تعيش فحسب، فاخفض رأسك واعمل. هذه هي الوسيلة التي لا وسيلة سواها".

وهنا صاح علي بن رباح قائلا له:

"عفوك. عفوك.. أعتقد أن علي أن أقول إنني غير موافق على ما تقول. الناس في هذه البلاد من طينة كريمة. قلوبهم ما تزال سليمة لم تشبها شائبة. كل ما كابدنا من بؤس ومن شقاء لم يفسدنا. إننا لم نخفض رؤوسنا في يوم من الأيام فلن نخفضها اليوم. كل رجل من هؤلاء الرجال الذين تراهم حولك هو الآن أشبه بالبارود، يكفي أن تسقط عليه شرارة". 

                                                                                                          الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 191

تعليق:

  يكشف الحوار عن آراء صاحبه، وبالتالي ينم عن شخصيته. وقد استنتجنا موقف كل من هذه الشخصيات الثلاث من إضراب الفلاحين احتجاجا على اغتصاب المعمرين الفرنسيين الأراضي الصالحة، وترك الأرض الجبلية التي لا تدر إلا قليلا. فمعمر الهادي يدعو إلى الرضوخ وعدم التدخل في السياسة في سبيل لقمة الخبز، وعلي بن رباح لا يقبل الرضوخ، وسيد علي لا يقبل الرضوخ ولكنه يحجم عن المواجهة، والحوار أسلوب شيق في الكشف عن الشخصيات، وإبلاغ رسالة الكاتب في الوقت نفسه.

4 ـ الوصف بالفعل ( من خلال الأحداث):

المرأة المنتحرة (دوستويفسكي):

  "وفجأة استندت المرأة على يدها اليمنى إلى الحاجز، ثم رفعت ساقها الأيمن من فوق الحاجز، ثم رفعت ساقها الأيسر، ورمت بنفسها في القنال.

  وعادت المياه القذرة تنساب، وتغمر المرأة برهة، ولكنها، بعد لحظات، عادت تطفو على وجه الماء وحملها التيار بهدوء، بعد أن كان رأسها وساقاها في الماء، وظهرها عائم، وقد انتفخ ثوبها حتى كأنها وسادة فوق الماء.

وسمعت عشرات الأصوات تصرخ:

" لقد غرقت، لقد غرقت!"

  وراح الناس يتراكضون حتى عجت الضفتان بالمارة، وأحاطت جمهرة من الناس براسكولينكوف، وراحت تزاحمه وتدفعه نحو الحاجز.

  ـ يا إلهي ! ولكن هذه هي " افروسينيوشكا' أنقذوها أيها الرجال.أخرجوها من الماء.

وسمع من يصرخ بين الجمهور:

  ـ إلينا بزورق! إلينا بزورق!"

ولكن الزورق لم يعد ضروريا، لأن رتيبا قد هبط درجات السلم المؤدي إلى القنال، وخلع ملابسه، وحذاءه ورمى بنفسه في الماء.

  كانت مهمته بسيطة، وأفلح في التعلق بخشبة كان قد مدها إليه زميل له. وهكذا أعيدت اليائسة إلى الضفة واستعادت قواها بسرعة ثم نهضت وجلست وراحت تنظف ثوبها المبلل وتعصره بيدها، ولم تنطق بكلمة.

  أما راسكولينكوف، فقد كان يرقب هذا المشهد كله بشعور غريب من عدم الاكتراث، وأحس بالغثيان ثم راح يتمتم:

ـ " إنه قبيح.. الماء.. لا يستحق العناية والاهتمام".

                                                                                                        الجريمة والعقاب (1) ص 249 ـ 250

تعليق:

  وصف لنا الكاتب سلوك ثلاث شخصيات في هذا الحدث: سلوك المرأة التي حاولت الانتحار يأسا. وسلوك الرتيب (رتبة في الجيش) الذي يدل على شجاعة ومهارة، وسلوك راسكولينكوف (الذي كان يرقب المشهد بشعور غريب من عدم الاكتراث). لماذا يا ترى؟ ثم قال عن الماء: "إنه قبيح لا يستحق العناية والاهتمام".

الجواب في هذا الحدث واضح، لقد كان هو الآخر يائسا وكان يريد الانتحار بالطريقة نفسها ولكنه عدل عن ذلك، إن عدم اهتمامه ليس ناتجا عن برودة عواطفه، بقدر ما هو ناتج عن حالته النفسية اليائسة هو الآخر.

  وهكذا تكشف لنا تصرفات الشخصية أثناء الحدث عن بعض صفاتها الداخلية: اليأس أو الشجاعة أو الجبن. والأفعال أهم بكثير من الأقوال، فكثير من الناس يدعون الشجاعة ولكنهم يثبتون أنهم جبناء أمام الأحداث التي تحتاج إلى شجاعة.

  وكل فعل تقوم به الشخصية من خلال علاقاتها الإنسانية، هو وصف بالفعل لأنه ينم عن بعض صفاتها وطباعها الجيدة أو السيئة.

5 ـ الوصف من خلال مناجاة النفس:

الصحفي المنافق (نجيب محفوظ):

  "وعند ضحى اليوم الثاني كان يقطع حجرته الصغيرة ذهابا وجيئة مفكرا في المقال الخطير. ماذا يقول؟ كيف يبدأ؟ و بم يختم؟ ثم ركز ذهنه في حصر النقط الهامة، ثم هداه منطقة إلى طريقة لبقة في كشف النقط الخطيرة، فبسط صفحة، وشطرها نصفين بخط رأس، وجعل لكل شطر عنوانا:

الحقيقــــــــة

ما ينبغي أن يكتب

1ـ إكرام نيروز كريمة رجل من صنائع الاحتلال (الإنجليزي).

2 ـ غرامها بالشبان.

3 ـ تفوقها في الفرنسية وعجزها في العربية

4 ـ دار الضريرات حانة.

5 ـ مدعووها على مثالها.

6 ـ المدعوون يهتمون بكل شيء إلا الضريرات.

1ـ أسرة إكرام نيروز وعراقتها في الوطنية.

2 ـ زوج وفية وأم بارزة.

3 ـ اغترافها من الثقافتين العربية والفرنسية.

4 ـ مشروعاتها الخيرية

5 ـ مدعووها على مثالها.

6 ـ عاطفة الخير.

 

هكذا استخرج نقط الموضوع الخطير ثم جلس إلى مكتبه يتهيأ للكتابة".

                                                                                               الأعمال الكاملة(3)القاهرة الجديدة  ص 791

تعليق:

  كان محجوب عبد الدائم ينوي كتابة مقال عن رئيسة الجمعية الخيرية للضريرات، وأدخلنا الكاتب إلى ذهنه وعرفنا كيف يفكر. ورغم أ ن المقال لم يكتب، لأن دفة الأحداث في الرواية قد تغيرت إلا أن الكاتب عرفنا بهذه الطريقة على دخيلة هذا الشخص ذي القلم المأجور، من يعرف الحقيقة ويزيفها عن عمد وإصرار في سبيل المال. وقد اعتبرنا هذا مناجاة للنفس رغم أنه مقرون بالكتابة، وذلك لأن الفعل لم يتحقق.

 

6 ـ اليوميات:

يوميات عامرـ اليوم الثالث ـ22 يناير من الخمسينات(مولود فرعون)    

  "على أنني عندما سمعت الناس في فرنسا يقولون لي: "عد إلى بلادك يا بيكو"، عندئذ أدركت أن لي وطنا وأنني سأعتبر دائما أجنبيا في غيره من الأوطان. وقد غفلت عن هذه الحقيقة الخفية عشرين سنة، وحينما انتبهت من غفلتي، صرت لا أطيق صبرا على بلادي، وشعرت برغبة جامحة لزيارتها والتمتع بخيراتها والمشي فوق ترابها واستنشاق هوائها الساخن والتعرض لأشعة شمسها المحرقة والسير في دروبها المغبرة والتهام فواكهها اللذيذة".

                                                                                                                          الدروب الوعرة ص 161

تعليق:

  اليوميات هي إحدى الوسائل التي يستعملها الكاتب للكشف عن خبيئة شخصياته التي لا يستطيع الكشف عنها بالأساليب الأخرى. وغالبا ما تكون اليوميات صادقة، لأن صاحبها لا يكتب للناس بل يكتب لنفسه. ومن العسير أن  يكذب الإنسان على نفسه. إن عامر يتحدث عن صعوبة الغربة، والعيش في بلاد الناس، كما يكشف لنا عن شوقه العارم إلى وطنه وضرورة الرجوع إليه.

7 ـ الرسائل:

الخطيب الجديد(دوستويفسكي):      

  "إنه رجل ثقة، ذو إمكانية عظيمة. وهو يعمل في عملين معا، ويمتلك ثروة معينة مرموقة. والواقع أنه قد بلغ الخامسة والأربعين من عمره، ولكنه جميل المظهر، وله بعض الجاذبية بالنسبة للنساء، فضلا عن أنه مكتمل الشخصية، وإنه موافق لأختك، رغم ما يبدو عليه من مظاهر الكبر والتعالي".

  "إن بيوتر بيتروفيتش، إزاء عدة دلائل على الأقل، هو رجل شريف، فلقد قال لنا، أثناء زيارته الأولى، إنه رجل إيجابي، ولكنه يقبل ـ هكذا قال بنفسه ـ بمبادئ الأجيال الحديدة،  وإنه خصم لكل تسرع في الحكم على الأمور. ولقد قال أيضا عدة أشياء لأنه معجب بنفسه على ما أظن، ويحب كثيرا أن يصغي الناس إلى حديثه، وذلك ليس بالأمر المعيب إلى حد ما.

  لم أفهم أقواله كثيرا بالطبع، ولكن دونيا أفهمتني أنه، وإن يكن ذا ثقافة محدودة، فإنه ذكي، وربما طيب أيضا. وأنت تعرف طبع أختك يا روديا. إنها فتاة حازمة صبورة وشريفة، وإن تكن نفسها ملتهبة، كما تلمست ذلك فيها جيدا".

                                                                                                                       الجريمة والعقاب (1) ص 53

تعليق:

  يلجأ الكاتب إلى هذا الأسلوب حين يتعذر غيره في التواصل بين الشخصيات المتباعدة. وهو إلى جانب الأخبار التي تنقل في الرسالة يكشف لنا عن شخصية صاحبها من خلال أسلوبه في التفكير والتعبير. فهذه الرسالة التي بعثتها بولخيريا اليكسندورفنا إلى ابنها راسكولينكوف، لم تعرفنا بخطيب ابنتها فحسب، ولكن عرفتنا بنمط تفكير الأم وبساطتها وحبها لأبنائها. ويهتم كاتبو السيرة والتراجم كثيرا بجمع الوثائق سواء أكانت رسائل أم يوميات، كما يجمعون آراء الشخص المترجم له من الحوارات التي أجراها في الصحافة أو التلفزة إلى جانب المصادر الأخرى.

8 ـ استعادة الذكريات:

ماضي رادوبيس (نجيب محفوظ):

  "وبعثت الذكريات الذكريات، فرجع خيالها إلى عهد منطو بعيد. خفق فيه قلبها خفقة طائشة، قبل أن تتوج ملكة للقلوب على عرش بيجة، وتغدو للأنفس قضاء لا يرد. كانت ريفية حسناء، برزت من بين أوراق الريف المخضلة، كما تبرز الوردة اليانعة، وكان نوتياً عذب الصوت نحاسي الساقين، ولا تذكر أنها سلمت لإنسان بداعي قلبها سواه، وشهدت شواطئ بيجة مشهدا لم تسعد بمثله على الأرض. ودعاها إلى سفينته فلبت دعاءه، وحملتها الأمواج من بيجة إلى أقصى الجنوب. وانقطعت من يومها صلاتها بالريف وأهلها جميعا. واختفى النوتي من حياتها فجأة. ولم تدر إن كان ضل أو فرَّ أو مات. ووجدت نفسها وحيدة. كان معها جمالها فلم تتشرد، والتقطها كهل ذو لحية طويلة، وقلب ضعيف، وطابت لها الحياة وأثرت بموته وتوهج نورها فخطف الأبصار، فانجذبوا إليها كالفراش المجنون. وألقوا تحت قدميها الصغيرتين قلوبا فتية وأموالا لا تعد، وبايعوها ملكة للقلوب في قصر بيجة. فكانت رادوبيس.. يا للذكريات!

  كيف مات قلبها بعد ذلك؟  هل أماته الحزن أم الغرور أم المجد؟ كانت تصغي إلى حديث الحب بأذن صماء، وقلب مغلق فكان منتهى ما يطمع فيه عاشق مدله مثل طاهو أن تهبه جسدها البارد".

                                                                                                           الأعمال الكاملة(3)رادوبيس ص 425

تعليق:  

  يستعمل الكاتب هذا الأسلوب حين يريد أن يعرفنا بماضي الشخصية بصورة غير مباشرة. لأن أحداث الحاضر تذكر بالماضي، أو لأن الماضي له تأثير على الحاضر. فرادوبيس بطلة رواية عاطفية، لذلك أراد الكاتب حتى نستكمل فهم الشخصية أن يعرفنا بماضيها العاطفي عن طريق استعادة الذكريات لأنه أوقع وأكثر تأثيرا في النفس.

الخلاصــة:

  ونوجز ما أوردناه بقولنا: إن أساليب الوصف الداخلي التي يستعملها الكاتب في الرواية عديدة وهي على سبيل التقريب لا الحصر:

1 ـ الوصف المباشر.

2 ـ الوصف بالمقارنة.

3 ـ الوصف بالحوار.

4 ـ الوصف بالفعل.

5 ـ المنولوج أو مناجاة النفس .

6 ـ اليوميات.

7 ـ  الرسائل.

  وقد يستعمل الكاتب بالإضافة إلى ما تقدم أسلوبا آخر هو أحلام النوم أو اليقظة، فغالبا ما يكشف الحلم عن ميول الشخصية أو رغباتها المكبوتة أو التنبؤ بما يحدث لها في المستقبل. ونجد أمثلة عديدة عن ذلك في النصوص الروائية العربية والعالمية.

تجنب الوصف المباشر:

  ونستطيع الآن استخلاص القاعدة الثالثة من قواعد الوصف الداخلي وهي:

  3 ـ تجنب الوصف المباشر ما استطعت، واستعمل أساليب الوصف الداخلي المناسبة لوصف شخصياتك أثناء الحوار والفعل والانفعال والحركة.

وصف الشخصية بقدر دورها في الرواية:

  تحدثنا في ختام الفصل السابق عن الشخصيات الثانوية والرئيسية وقلنا إن الكاتب يتوسع في وصف الشخصية أو يوجز بحسب قربها من مركز الأحداث أو دورها في الرواية. فشخصية مصطفى سعيد في رواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال شخصية محورية، لذلك توسع الكاتب في وصفها لأن الأحداث والموضوع والشخصيات تدور حولها، ولكن هناك شخصيات أخرى في الرواية لها دور عابر. وهذا مثال للكاتب من الرواية نفسها يصف فيه سلوك وزير التعليم والتناقض الصارخ بين أقواله وأفعاله على لسان أحد أبطال الرواية:

  "كيف أقول لمحجوب إن الوزير الذي قال في خطابه الضافي الذي قوبل بعاصفة من التصفيق: "يجب ألا يحدث تناقض بين ما يتعلمه التلميذ في المدرسة وبين واقع حياة الشعب. كل من يتعلم اليوم يريد أن يجلس على مكتب وثير تحت مروحة ويسكن في بيت محاط بحديقة مكيف بالهواء. يروح ويجيء في سيارة أمريكية بعرض الشارع. إننا إذا لم نجتث هذا الداء من جذوره تكونت عندنا طبقة بورجوازية لا تمت إلى واقع حياتنا بصلة وهي أشد خطرا على مستقبل إفريقيا من الاستعمار نفسه".

  كيف أقول لمحجوب إن هذا الرجل بعينه يهرب أشهر الصيف من إفريقيا إلى فيلته على بحيرة لوكارنو، وإن زوجته تشتري حاجياتها من "هَرودز" في لندن، تجيئها في طائرة خاصة، وإن أعضاء وفده أنفسهم يجاهرون بأنه فاسد مرتش، ضيع الضياع وأقام تجارة وعمارة، وكون ثروة فادحة من قطرات العرق التي تنضح على جباه المستضعفين أنصاف العراة في الغابات؟".        

                                                                                                               موسم الهجرة إلى الشمال ص 118

  إن شخصية الوزير تخدم غرضا معينا في الرواية، ولا نجد له ذكرا لا قبل هذا الوصف ولا بعده. وبما أنه ليس هناك وصف اعتباطي فقد وصفه الكاتب بمقدار الدور الذي يؤديه ووظف فساد الوزير وديماغوجيته لكشف الازدواجية في التعليم بين الخطب الرسمية والممارسات الفعلية. وهو لذلك لا يتوسع في وصفه الداخلي: بل يصفه بالمقدار الضروري لفهم الأحداث. فهناك إذن شخصيات يستغرق وصفها الرواية كلها، وهناك شخصيات ترسم بجملة واحدة، كإحدى الشخصيات التي وصفها محمد ديب في ثلاثيته:

  "عرف عمر الشاب الداخل الذي أشار إليه بيده يحييه. إنه جمال طراز، ابن حقيقي لأسرة من "كبار الأسر"، فتى يشد إبليس من ذيله".

                                                                                                           الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 469

  وقد أورده الكاتب كمثال لأولاد الأسر الكبيرة من العابثين اللاهين، المناقضة لصورة عمر وأمثاله من أبناء الشعب الجزائريين العاملين.

ونستطيع الآن استنتاج القاعدة الرابعة:

  4 ـ صف شخصياتك بالمقدار الضروري لفهم الأحداث، دون زيادة أو نقصان، واحذف ما تجده زائدا عن الحد المطلوب.

  أما فيما يتعلق بتعاطفنا مع الشخصيات الروائية، فهو يماثل تماما تعاطفنا مع الشخصيات الحقيقية. فنحن نحكم على الأشخاص الحقيقيين من خلال أقوالهم وأعمالهم، ونتعاطف معهم تعاطف حب وإعجاب أو خوف وإشفاق، حسب ما نراه من سلوكهم وما تعرضوا له في حياتهم من مصاعب ومتاعب. نعجب بالقوي الشهم ونشفق على الضعيف المظلوم، ولكننا لا نعجب بالقوي الظالم، ولدى كل منا شخصيات عظيمة يستلهمها في أعماله ويقتدي بها بدءا من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والعلماء المخترعين والشعراء والكتاب.

  لذلك كان من الطبيعي أن نتعاطف مع الشخصيات الروائية التي تكافح من أجل المبادئ تعاطف إعجاب وتقدير وننفر من أصحاب النزوات. ونتعاطف مع أصحاب لقمة العيش تعاطف إشفاق، ونحكم لهم أو عليهم من خلال ما قالوه وما فعلوه، وما جال في خاطرهم.

  وفي الأمثلة التي أوردناها في الفصل السابق، بدءاً بالسير والتراجم، نجد أننا نتعاطف تعاطف إجلال وإكبار وإعظام مع شخصيتي عمر وعلي رضي الله عنهما، وتعاطف إعجاب وتقدير مع شخصيات الإدريسي ومحمد العيد آل خليفة وتوفيق الحكيم.

  أما بالنسبة إلى الشخصيات الروائية فنحن نحس بالنفور من شخصيتي مصطفى سعيد ومحجوب عبد الدائم.

ونحن في الحقيقة لا نستطيع التعاطف مع الشخصية أو النفور منها إلا إذا رأينا من سلوكها ما يقربها من قلوبنا أو يبعدها عنها. فمواقفها هي التي تحدد نوع عواطفنا، وهذا يقودنا إلى القاعدة الخامسة:

  5 ـ تعاطف القارئ مع الشخصية  أو نفوره منها ينبع من مواقفها ودوافعها النبيلة أو الدنيئة. فحدد المواقف بدقة في وصفك لتنقل العاطفة التي تريدها إلى القارئ.

خلاصـــة:

وهكذا نلخص قواعد الوصف الداخلي فيما يأتي:

  1 ـ الاهتمام بإبراز مما يميز الشخصية عن غيرها في الذكاء والطباع والأخلاق والعواطف.

  2 – التركيز على المقومات المنسجمة مع موضوع الرواية.

  3 ـ تجنُّبُ الوصف المباشر. ووصفُ الشخصيات وصفا حيويا من خلال الحوار والفعل والحركة باستعمال أساليب الوصف الداخلي.

  4 ـ وصفُ الشخصيات بالمقدار الضروري لفهم الأحداث.

  5 ـ  الاهتمام بالعاطفة التي يراد نقلها للقارئ عند رسم الشخصية.

 

تمارين:

أولاًـ إقرأ النصوص الآتية وأجب عن الأسئلة التي تليها:

أ ـ إمام المسجد ( الطيب صالح ):

  " لم يكن يعنيه، كما يعنيهم أوان زراعة القمح وسبل ريه وسماده وقطعه أو حصاده. لم يكن يهمه هل موسم الذرة في حقل عبد الحفيظ نجح أم فسد؟ وهل البطيخ في حقل ود الريس كبر أم صغر؟ كم سعر أردب الفول في السوق؟ هل هبط سعر البصل؟ لماذا تأخر لقاح النخل؟ كانت تلك أمور ينفر منها بطبعه ويحتقرها بسبب جهله بها. ومن ناحية أخرى، كان هو يهتم بأمور لا يأبه لها إلا القليلون في البلد. كان يتتبع الأخبار من الإذاعة والصحف ويحب أن يناقش هل ستقوم الحرب أم لا؟ هل الروس أقوى أم الأمريكان؟ ماذا قال نهرو وماذا قال تيتو؟ وكان أهل البلد مشغولين بجزئيات الحياة لا تعنيهم عمومياتها. وهكذا نشأت الهوة بينه وبينهم. لكنهم إن لم يحبوه، فقد كانوا يعترفون بحاجتهم إليه. يعترفون مثلا بعلمه، فقد قضى عشر سنوات في الأزهر، يقول الواحد منهم: "الإمام ما عنده شغلة" ثم يضيف: "لكن الحق لله لسانه فصيح كلام".

                                                                                                                              عرس الزين ص 96

الأسئلة:

  1 ـ ما الأسلوب الذي استعمله الكاتب في وصفه: الأسلوب المباشر أم غير المباشر؟ علل إجابتك.

  2 ـ ما مقومات الشخصية التي ركز عليها الكاتب في وصفه؟ وضحها.

  3 ـ هل تحس بتعاطف مع هذه الشخصية أم بنفور منها؟ وما نوع العاطفة: إعجاب، حب، نفور، كره، احتقار؟ ولماذا؟

ب ـ اليتيمان ( تشارلز ديكنز):

  " لقد كان نوح غلاما من غلمان المدارس الخيرية، ولكنه لم يكن يتيما من أيتام الملاجئ. إنه لم يكن لقيطا، إذ كان في ميسوره أن يرجع نسبه حتى ينتهي إلى أبويه اللذين كانا يعيشان في موطن مجاور. فأما أمه فكانت غسالة، وأما أبوه فكان جنديا سكيرا سرح من الخدمة بعد أن حصل منها على رجل خشبية ومعاش يومي مقداره بنسان ونصف بنس وجزء من البنس متناهي الصغر. وكان صِبْيَةُ الدكان قد تعودوا منذ عهد بعيد، أن يلصقوا بنوح ، في الشوارع العامة، مختلف النعوت الشائنة، من مثل "الساقية الجلدية" و "ابن الإحسان" وغيرهما. وكان من دأب نوح أن يحتمل ذلك من غير احتجاج. أما وقد ألقى الحظ في طريقه غلاما يتيما لا أسرة له ـ غلاما يستطيع حتى أحقر الناس أن يشير إليه ببنان الازدراء ـ فقد راح يصب تلك النعوت الشائنة عليه ويلصقها به، في كثير من الحماسة، وكأنه كان يرد بذلك على محقريه جميعا".

                                                                                                                        أوليفر تويست (1) ص 56

الأمثلة:

  1 ـ ما الأسلوب الذي استعمله الكاتب في وصفه ؟ وهل أعجبك وصفه أم لا ؟ علل إجابتك.

  2 ـ ما مقومات الشخصية التي ركز عليها الكاتب في وصفه؟ وضحها.

  3 ـ هل تحس بتعاطف مع الشخصيتين؟ وما نوع عاطفتك نحو كل منهما؟ علل إجابتك.

ج ـ سالم الإخشيدي (نجيب محفوظ):

  "فازدرد محجوب ريقه، واعتدل في جلسته، ثم قال بلهجة تنم عن الرجاء:

  "سالم بك، إنك جار قديم  وزميل قديم، وملاذنا وقت الشدة. يا سعادة البك، والدي طريح الفراش، ونحن في بأساء، وأنا في أزمة مؤسية، وقد نفدت نقودي، فدعني أسألك بعض المعونة".

  وتفحصه الإخشيدي بعينيه المستديرتين، فأدرك أنه جائع. ولكنه لم يتعود على أن يعطي أبدا. ولا عهد له بفن الإحسان، ولا كان من "الضعفاء" الذين تلين مظاهر البؤس من قلوبهم، فاعتبر الشاب وحاجاته عائقا سخيفا، عاق تيار أفكاره، فتوثب لمحوه. ولكن ماذا يجمل به أن يفعل؟ يعتذر له؟ ولكنه يكره الاعتذار، ويكره الاعتذار خاصة لمن لا حول له. ثم تذكر أمرا فسأل الشاب:

"هل تجيد الفرنسية والإنجليزية؟"

وشعر محجوب بخيبة رجاء، لأنه كان يتوقع شيئا آخر غير هذا السؤال؟ ولم يدر ما حكمة توجيهه إليه! ولكنه أجاب قائلا:

ـ نعم أجيدهما.

ـ حسنا... أتعرف مجلة النجمة؟ ... صاحبها صديقي وزميلي وربما رحب بك إكراما لي.

  ـ هل أكلف بترجمة بعض الموضوعات؟

  ـ نعم.. مقالات.. فكاهات، خذ بطاقتي هذه واذهب إليه! وسأحدثه عنك بالتلفون. ولا تؤاخذني فأنا ذاهب لمقابلة البك وعرض أوراقي عليه. أليس هذا أكرم بك وأنفع!

  ونهض الإخشيدي قائما، وأخذ ملفا في يسراه، ومد يده للشاب: فمد له الشاب البائس يده".

                                                                                                    الأعمال الكاملة(3)القاهرة الجديدة  ص 764

الاسئلة:

  1ـ ما الأسلوب الذي استعمله الكاتب في وصفه؟

  2 ـ ما مقومات الشخصيتين اللتين وصفهما الكاتب؟

  3 ـ بين نوع العاطفة التي تحس بها نحو كل منهما إن وجدت.

ثانياً ـ استخرج من الرواية التي تطبق عليها بعض الأوصاف الداخلية لشخصية أو شخصيتين منها، وبين أساليب الكاتب المختلفة في الوصف.

ثالثاً ـ ارسم بعض الأوصاف الداخلية لشخصياتك التي تبدعها، مستعملا في كل منها أسلوبا من أساليب الوصف الداخلي الآتية:

أ ـ اليوميات.

ب ـ الرسائل

3 ـ مناجاة النفس .

4 ـ الحوار.

  وحاول أن تنوع في المواضيع والشخصيات بحيث تكون اجتماعية ووطنية وعاطفية.

 

  لقراءة الفصل التالي انقر هنا: وصف المشاعر: الانفعالات والعواطف(الغضب،الخوف،الحزن،الحب والكره..الخ)

 لقراءة الفصل السابق انقر هنا: مقومات الشخصية في الوصف الداخلي( البيئة،الذكاء،الثقافة.الخ)

للاطلاع على فصول الكتاب كاملة، انقر هنا: فن الكتابة: تقنيات الوصف