البــاب الثالث: الوصف الداخلي

من كتاب "فن الكتابة: تقنيات الوصف"

للكاتب: عبد الله خمّار

  

الفصــــل الأول

مقــومات الشخصية في الوصف الداخلي

من الطبيعي أن المظهر الخارجي للإنسان لا يعبر عنه، ولا ينبئنا بمكنوناته المتمثلة في مزاجه وطباعه وأخلاقه وتعامله مع الناس وحياته العاطفية. وكثيرا ما تكون المظاهر خداعة، وكما يقول الشاعر المخضرم العباس بن مرداس:

         ترى الرجل النحيف فتزدريهِ  وفي أثوابه أسـدٌ  هصــورُ

         ويعجبك الطريـرُ فتبتلــيهِ      فيخلفُ ظنَّـك الرجـلُ الطريرُ

                                                                                                        من حماسة أبي تمام ص209

  لذلك كانت معرفة دخيلة الإنسان وطويته مهمة للتعامل معه. ولكن من الصعب علينا في الحياة العادية أن نعرف سرائر الناس لأن الله وحده هو الذي يعلم السرائر. ونحن في علاقاتنا بالآخرين نخمِّن ونظن ونحدس، ونلقي على الناس أوصافا فنقول: هذا خلوق، وهذا شرير، وهذا طماع، وهذا غيور. وكثيرا ما نصدم في توقعاتنا وحساباتنا لأننا لا نصل إلى المعرفة اليقينية ولو بأقرب الناس إلينا.

  إلا أن القصصي والروائي لا يحتاج إلى تخمين وحدس واستنتاج بل يحتاج إلى براعة في رسم الشخصية في جانبيها النفسي والاجتماعي. والكاتب يعرف سريرة شخصياته لأنه هو الذي ابتدعها وهو يطلعنا عليها تدريجيا من خلال تقنيات متعددة في الوصف الداخلي.

ورغم قول زهير:

ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ     وإنْ خالها تخفى على النّاس تُعلم ِ

                                                                                                                            المعلقات العشر ص 95

فالوصف الداخلي لشخصية حقيقية من أعسر الأمور، ويعرف ذلك كل من دون سيرة، أو كتب حياة علم من الأعلام. وقول زهير ينطبق على البيئة البدوية والريفية الضيقة التي يعرف الناس فيها بعضهم بعضا، أما في المدينة الكبيرة، فكثيرا ما لا يعرف الجار جاره.

مقومات الشخصية:

  إن مقومات الشخصية هي مظهرها الجسمي، ومظهرها النفسي ومظهرها الاجتماعي. وقد تطرقنا في الوصف الخارجي إلى البعد الجسمي، ولذا فالمقومات الداخلية للشخصية هي البعدان النفسي والاجتماعي. ويعني علماء النفس بالبعد النفسي الجانبين العقلي والانفعالي الوجداني. ولكن هذه المظاهر أو الأبعاد متداخلة فيما بينها يؤثر كل منها في الآخر ويتأثر به، فالطباع رغم أنها فطرية تتأثر بالتربية والبيئة، والجانب العقلي تنميه الثقافة والتربية. ولذا فإن هذه المقومات متحدة لا منفصلة يكمل كل منها الآخر، وإن كان ثمة تناقض في الشخصية فالاختلال يرجع إلى عدم التوازن فيما بينها. وإذا كنّا قد استعملنا في وصف المظهر الخارجي الصفات المعبرة عن الأشكال والألوان والأصوات والروائح والطعوم، فإننا نستعمل في الوصف الداخلي الصفات التي تبرز القدرات العقلية كالذكاء والغباء، والطباع كالكرم والبخل والجبن والشجاعة، والأخلاق كالأمانة والوفاء والصدق والخيانة والغدر والكذب، والسلوك الاجتماعي كالمخالطة والانعزال إلى ما هنالك من المزايا والعيوب التي يتصف بها الإنسان.

  وقبل أن نتحدث عن هذه المقومات في الوصف الروائي نحاول أن نتعرف قليلا على الوصف الداخلي في السير والتراجم.

الوصف الداخلي في السير والتراجم:

  ولنبدأ أولا بالوصف الداخلي كما يقدمه لنا أصحاب السيرة والمترجمون، فكيف يقدم لنا هؤلاء هذه المقومات؟

هذا يعتمد على الشخصية المترجم لها، فإن كانت شخصية سياسية أبرز الكاتب الجانب السياسي فيها مع الإشارة إلى الجوانب الأخرى. وإن كانت شخصية علمية كان للجانب العلمي حصة الأسد فيها. وإن كانت أدبية كان لإنتاجها من الشعر والنثر الحظ الأوفر، وهكذا. نرى العقاد مثلا في العبقريات يحدثنا عن نشأة الصحابة وبيئتهم وصفاتهم وثقافتهم وعلاقاتهم بالناس وبأهل بيتهم ويعتبر أن لكل شخصية مفتاحاً، يجعلنا أقدر على فهم هذه الشخصية. ويقول مثلا عن عمر رضي الله عنه:

  "والذي نراه أن "طبيعة الجندي" في صفتها المثلى هي أصدق مفتاح "للشخصية العمرية" في جملة ما يؤثر أو يروى عن هذا الرجل العظيم.

  فأهم الخصائص التي تتجمع "لطبيعة الجندي" في صفتها المثلى: الشجاعة والحزم والصراحة والخشونة والغيرة على الشرف والنجدة والنخوة والنظام والطاعة وتقدير الواجب والإيمان بالحق وحب الإنجاز في حدود التبعات والمسؤوليات".

  "هذه الخصائص واضحة كلها في عمر. وعمر وحده واضح بين أمثاله في هذه الخصائص، حتى ليخيّل إلينا لو أن أحدا مولعا بتأليف الألغاز سأل عن عظيم في الإسلام والعروبة متصف بجميع هذه الخصائص على أصدق و أبرز حالاتها لكان الجواب الواحد عن سؤاله اسم عمر بن الخطاب".

                                                                                                                      عبقرية عمر ص 62 ـ 63

وقد قال عن علي رضي الله عنه:

"آداب الفروسية" هي مفتاح هذه الشخصية النبيلة الذي يفضُّ منها كل مغلق، ويفسر منها كل ما احتاج إلى تفسير. وآداب الفروسية هي تلك الآداب التي نلخصها في كلمة واحدة هي النخوة.

  وقد كانت النخوة طبعا في علي فطر عليه، وأدبا من آداب الأسرة الهاشمية نشأ فيه، وعادة من عادات "الفروسية" العملية التي يتعودها كل فارس وشجاع متغلب على الأقران، وإن لم يطبع عليها وينشأ في حجرها. لأن للغلبة في الشجاع أنفة تأبى عليه أن يسف إلى ما يخجله أو يشينه، ولا تزال به حتى تعلمه النخوة تعلما. وتمنعه أن يعمل في السر ما يزري به في العلانية".

                                                                                                                       عبقرية الإمام علي ص 35

الشريف الإدريسي:

  ويقدم لنا محمد عبد الغني حسن ترجمة للشريف الإدريسي "أشهر جغرافيي العرب والإسلام" فيوجز لنا نشأته وحياته، ولكنه يهتم بالجانب الثقافي فيه وبإنجازاته العلمية وخرائطه وكتبه. ومما قاله عن علمه وثقافته:

  "مما يلفت النظر عند الشريف الإدريسي أنه كان رجلا متعدد جوانب المعرفة، موزع ألوان الثقافة، فلم يقتصر على فرع من المعرفة دون فرع، ولم يحبس نفسه في دائرة علم الجغرافية والفلك لا يتعداها إلى غيرها، ولكنه خاض ميادين متنوعة بالإضافة إلى علم الجغرافية والخرائط الذي برع فيه، واشتهر به حتى صار من أعاظم الجغرافيين العرب".

                                                                                                                        الشريف الإدريسي ص 181

محمد العيد آل خليفة  

  أما الدكتور أبو القاسم سعد الله فقد قدم لنا شخصية محمد العيد آل خليفة أمير شعراء الجزائر كما لقبه الشيخ البشير الإبراهيمي رحمهما الله، فتحدث بإيجاز عن بيئته والحالة السياسية والاجتماعية والثقافية في عصره، ثم تحدث عن نشأته وثقافته وآرائه وشعره النضالي ضد الاستعمار الفرنسي والحياة العربية في شعره، وشعره الإنساني، وختم بخصائص شعره. واهتم على الخصوص بمصادر ثقافته. ومما قاله:

  "وقد أحس أنه لم يطفئ ظمأه من الثقافة، وأن الزاد الذي منحته له المدرسة وأساتذته في الجزائر أولاً، وجامع الزيتونة بتونس ثانياً، لا يكفيه طعاما في رحلته الثقافية الشاقة، في عصر يدين بالفكر، وبين جيل يعتز بالمعرفة، وفي بلد متعطش إلى قوميته وثقافته، لذلك عكف على دراسة أمهات الكتب الأدبية القديمة ممثلة في الأغاني والكامل والبيان والتبيين والأمالي ودواوين كبار الشعراء العرب في عصورهم المختلفة. كذلك درس تطور الشعر الأندلسي واطلع على مدارس النثر على اختلاف أطوارها وألوانها وقرأ ما ترجم إلى العربية من الآداب العالمية، كما كان على صلة دائمة بالنتاج الثقافي في المشرق العربي".

                                                                      محمد العيد آل خليفة رائد الشعر الجزائري في العصر الحديث ص 34

توفيق الحكيم:

  ويحدثنا توفيق الحكيم في ترجمته الذاتية عن ثقافته أيضا وفيما تركز ترجمة الإدريسي على الجانب العلمي، وترجمة محمد العيد على الجانب الأدبي الشعري تركز ترجمة الحكيم الذاتية فيما يتعلق بالثقافة على الجانب الفكري الذي أهملته المناهج الدراسية في زمانه:

  " أما الفلاسفة العرب من أمثال الغزالي وابن رشد وابن سينا، فلم نجد من يرشدنا إليهم، ولم تكن كتبهم الصفراء مما يسهل على أمثالنا الحصول عليها. ولم يفكر المسؤولون طبعا أن يضمنوا البرامج الدراسية بعض صفحات قليلة مختارة كنماذج للفكر العربي أو الإسلامي، فقد كانت البرامج الدراسية مقصورة على النصوص الأدبية البحتة، ويختار لنا منها ما هو فن زخرفي تجريدي، فالأدب العربي في بعضه ربما كان من حيث الشكل هو أول أدب تجريدي في التاريخ، يقوم على القيم الجمالية اللفظية في شكل المقامات والسجع والبديع  والجناس إلخ ... على نسق الفن التشكيلي التجريدي في الزخرفة العربية الإسلامية، لذلك كله ضاعت علينا فرصة التكوين الفكري الفلسفي الحقيقي في تلك المرحلة التي يريد فيها العقل أن يتفتح للتفكير، بل إن أمهات الكتب الأدبية نفسها التي كان يجب أن نطالعها لم تكن في متناول أيدينا. كان يجب في تلك السن أن نكون قد أحطنا علما بروائع الآداب العالمية أو على الأقل بعض نماذج لها. لم يكن قد ظهر من الترجمات وقتئذ غير الجزء الأول من البؤساء لفيكتور هوغو، ترجمه حافظ إبراهيم بأسلوب عربي جزل، كنا نترنم به ترنما، ثم ظهرت ترجمة رديئة لرواية تولستوي "حنا كرنينا"، لم تكن تصلح للإيحاء إلينا بأنها من الأدب الخالد. كان فتحي زغلول حقا قد ترجم لمونتسكيو، لعله كتاب "روح القوانين". وكانت لدى والدي نسخ كثيرة منه كذلك لتوزيعها. ولكن الكتاب لم يجذبني إليه وقتئذ، ربما كان ذلك لموضوعه أولاً وارتفاعه عن مستوى إدراكي. على أني وجدت من كتب والدي بعض مؤلفات قيمة في الأدب العربي، أذكر منها العقد الفريد لابن عبد ربه بأجزائه العديدة، والكامل "للمبرد" والأمالي "للقالي" ونحو ذلك. وقد طالعت "العقد الفريد" بشغف شديد أكثر من مرة وفي مراحل كثيرة من حياتي. ولم أزل محتفظا بمجلداته تلك في الطبعة القديمة ذات الورق الأصفر والغلاف الجلدي السميك حتى يومنا هذا. لم يأمرني بقراءة العقد والدي الذي أمرني بمطالعة المعلقات وضربني من أجلها، لم يأمرني بقراءة العقد الفريد، وهو أبسط وأمتع وأنفع لمن كان في سني".

                                                                                                                                    حياتي ص 145

الخلاصــة:

  ونستطيع أن نستنتج مما تقدم بأن السير والتراجم، تحدثنا عن جوانب مختلفة في الشخصية كالبيئة والثقافة والصفات والعلاقات الإنسانية. ولكنها تبرز لنا الجانب الأهم في الشخصية: جانب القيادة المثلى في شخصيتي عمر وعلي رضي الله عنهما، بما تتميزان به من فضائل وحكمة وإيمان بالحق وشجاعة في الدفاع عنه، والجانب العلمي في الإدريسي لأنه عالم جغرافي، والأدبي الشعري في محمد العيد آل خليفة الشاعر، والفكري في توفيق الحكيم المفكر والأديب المسرحي.

أهمية السير والتراجم:

  وأهمية السير والتراجم تكمن في أنها تبرز المزايا التي يتمتع بها من ساهموا في تطور الإنسانية في مناحيها المختلفة السياسية والاجتماعية والعلمية والأدبية والفكرية والدينية، وتمثل سيرة أصحابها قدوة صالحة للشباب مهما كانت ميولهم واتجاهاتهم. فمن اتجه إلى العلم اهتم بسيرة العلماء ومن اتجه إلى الأدب اهتم بسيرة الأدباء وكذلك من اهتم بالسياسة أو الاجتماع أو الاقتصاد اهتم بالأفذاذ العمالقة الذين كانوا روادا في هذا المجال.

  وقد نترجم أحيانا لأناس فاقت عيوبهم مزاياهم، وكانوا وصمة عار في جبين الإنسانية، فنبرز عيوبهم وما فعلوه، ليتعظ الناس بذلك، ويروا القبح فيجتنبوه، فنيرون وكاليغولا وأتيلا وأمثالهم من المستبدين الطغاة الذين أحرقوا وقتلوا ودمروا، يجب أن تعرف عيوبهم كي لا تتكرر.

  وهكذا لا بد في ترجمة الشخصية من أن نتحدث عن مزاياها وعيوبها، نبرز الغالب في هذا المزايا كما لاحظنا في النصوص السابقة، أو العيوب إن كانت العيوب هي الراجحة.

الوصف الداخلي في الرواية:

  ونعود إلى الوصف الداخلي في الرواية فتتحدث عن مقومات الشخصية التي يهتم بها الروائي مع أمثلة عنها:

أ ـ البيئة:

   وهي من أهم المقومات المكونة للشخصية ونقصد بها البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية. فالأولى هي المنطقة التي تولد الشخصية وتنشأ فيها آخذة من صفاتها بعض مزاجها وطباعها، سواء أكان ذلك في قرية صغيرة أم مدينة كبيرة، في الجبل والصحراء، أم البحر. ويبين لنا فيكتور هيغو التناقض بين البيئة الفطرية الطبيعية في الريف والجبل، والبيئة الحضارية الاصطناعية في المدن:

  "إن المدن تنتح رجالا شرسين، لأنها تنتج رجالا فاسدين، أما الجبل، والبحر، والغابة فتنتج، رجالا وحشيين، إنها تقوي في أبنائها الجانب الضاري، ولكن من غير أن تفسد في كثير من الأحيان الجانب الإنساني".

                                                                                                                             البؤساء( 1) ص 149

  أما البيئة الاجتماعية فهي التي يتلقى منها الفرد عاداته وتقاليده وقيمه الخلقية سواء أكانت قيما سامية أم دنيئة. وهي المستوى الاجتماعي الذي يعيش فيه من غنى أو فقر والظروف العائلية التي تؤثر فيه، حيث يجمع بين أفراد الأسرة الحب والتآلف، أو الشقاق والتنافر. وهي المدرسة التي تعلم فيها، والحي الذي يقطنه، ويبقى تأثيرها قائما يرافق الإنسان طيلة حياته، وتعتبر كاشفا مهما لسلوك الشخصية. وقد وصف لنا نجيب محفوظ البيئة التي تربت فيها شخصيات إحدى رواياته ليساعدنا على فهم سلوكها وتصرفاتها، وأولها مأمون رضوان:

1 ـ "وقد نشأ في طنطا وكان والده مدرسا بالمعاهد الدينية، رجل ذو دين وخلق، فشب في بيئة أقرب إلى البداوة بساطة ودينا وخلقا وقوة ".

                                                                                                       الأعمال الكاملة(3)القاهرة الجديدة  723

وقد بقي تأثير البيئة ماثلا في حياة مأمون رضوان حيث نجده في شبابه مثالا للشاب المتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة:

  "كان ذا عفة واستقامة وطهر لم يجتمع مثلها لشاب، كان ضميرا نقيا، وسريرة صافية، وكان قلبا مخلصا ينشد الدين والحق والإيمان الراسخ والخلق القويم".

                                                                                                                            المصدر نفسه ص 723

والبيئة ليست الأسرة وحدها، فربما كانت الأسرة طيبة، ولكن الطفل يتأثر ببيئة الشارع وأصدقاء السوء، وهذا ما حدث لمحجوب عبد الدائم:

2 ـ "فهو مدين بنشأته للشارع والفطرة، كان والداه طيبين جاهلين، ولظروفهما الخاصة تم تكوينه في طرق البلدة القناطر، وكان لداته صبية شطارا ينطلقون على فطرتهم بلا وازع ولا تهذيب، فسُبَّ وقذِفَ واعتُدِيَ عليه، وتردى إلى الهاوية، ومضى في سبيله شابا فقيرا بلا خلق يرصد الفرص، ويتوثب للانقضاض عليها بجراءة لا تعرف الحدود".

                                                                                                                            المصدر نفسه ص 733

  وهكذا نراه فيما بعد يسير من سيء إلى أسوأ:

  "ولبثت حياته مقفرة موحشة فقلبه في ظلام، وعقله في ثورة دائمة. كان صاحب فلسفة استعارها من عقول مختلفة كما شاء هواه وفلسفته. الحرية كما يفهمها هو، هي التحرر من كل شيء، من القيم والمثل والعقائد والمبادئ ومن التراث الاجتماعي عامة".

                                                                                                                            المصدر نفسه ص732

  وإذا كان أبوا محجوب عبد الدائم طيبين جاهلين، صدما بالسقوط الأخلاقي لابنهما، فإن أبوي إحسان شحاتة، هما اللذان حرضاها على السقوط ورغباها فيه:

  3 ـ "والواقع أن والديها لم يضمرا للأخلاق احتراما قط، وكانت شركتهما عشقا قبل أن تصير زواجا، وظل أبوها يرتزق في سوق النساء بجماله وصفاقته حتى تزوجته أمها، ووهبته ما ادخرت من مال ليتاجر به، فبدد ما بدد على المخدرات والقمار. ووجدت فيه الفتاة كما وجدت في أمها عونا للشيطان والسقوط".

                                                                                                                              المصدر نفسه ص 729

ب ـ الذكاء:

  هو المظهر العقلي للإنسان وهو وراثي فقدرة الإنسان على التفكير والتذكر والتخيل فطرية فيه، ولكن له أثرا كبيرا في نجاح الإنسان في علاقاته الإنسانية وحياته المهنية، شريطة وجود التوازن بينه وبين عناصر الشخصية الأخرى. وهذه أمثلة عن الذكاء في درجاته المختلفة:

1 ـ ذكاء مصطفى سعيد الخارق ( الطيب صالح ):

  "وسرعان ما اكتشفت في عقلي مقدرة عجيبة على الحفظ والاستيعاب والفهم، أقرأ الكتاب فيرسخ جملة في ذهني، ما ألبث أن أركز عقلي في مشكلة الحساب حتى تنفتح لي مغاليقها، تذوب بين يدي كأنها قطعة ملح وضعتها في الماء. تعلمت الكتابة في أسبوعين، وانطلقت بعد ذلك لا ألوي على شيء. عقلي كأنه مدية حادة، تقطع في برود وفعالية، لم أبال بدهشة المعلمين وإعجاب رفقائي أو حسدهم. كان المعلمون ينظرون إلي كأنني معجزة، وبدأ التلاميذ يطلبون ودي. لكني كنت مشغولا بهذه الآلة العجيبة التي أتيحت لي وكنت باردا كحقل جليد، لا يوجد في العالم شيء يهزني.

  طويت المرحلة الأولى في عامين، وفي المدرسة اكتشفت ألغازا أخرى منها اللغة الإنكليزية، فمضى عقلي يعض ويقطع كأسنان محراث. الكلمات والجمل تتراءى لي كأنها معادلات رياضية، والجبر والهندسة كأنها أبيات شعر. العالم الواسع أراه في دروس الجغرافيا كأنه رقعة شطرنج. وبعد ثلاثة أعوام قال لي ناظر المدرسة، وكان إنكليزيا: "هذه البلاد لا تتسع لذهنك فسافر، اذهب إلى مصر أو لبنان أو إنكلترا. ليس عندنا شيء نعطيك إياه بعد الآن".

                                                                                                                 موسم الهجرة إلى الشمال ص 45

2 ـ المحقق بورفيري بيتروفيتش (دوستويفسكي):

  "قال رازوميخين مؤكدا: "نعم، نعم، إنه شاب فاتن، وسترى ذلك بنفسك. إنه غليظ الطبع، أي أنه رجل من العامة، ولكني قلت ذلك بمعنى آخر. إنه داهية، وليس أحمق مطلقا، وإنما هو فقط ذو ذكاء خاص به، فهو متشكك، عاق، ماجن، وهو يحب أن يهزأ بجميع الناس، أعنى أنه لا يريد أن يهزأ، بل أن يهرج .. ولكنه يعرف نفسه تماما.. ولقد حل قضية قتل، في العام الماضي، حيث كانت جميع الأدلة الجنائية تقريبا ناقصة".

                                                                                                                      الجريمة والعقاب (2) ص359

3 ـ ذهبية ( مولود فرعون):

  "وأمها على كل حال امرأة ذات عواطف نبيلة وذكاء لا بأس به، بل ربما هي أيضا من ذوات الفطنة والذكاء، ولاشك أنها ورثت هذه الصفات الحميدة عن شخص آخر، عن أبيها الذي بقي في الخفاء، ذلك الأب الذي لن تعرفه أبدا".

                                                                                                                              الدروب الوعرة ص 23

4 ـ نوال (نجيب محفوظ):

  "فلا هي إلى الطيش والرعونة تنتسب، ولا من حدة الذكاء وبراعته تستمد، وهي سمراء، وكثيرا ما تقول أمها إن السمرة روح الجمال ومصدر الخفة".

                                                                                                           الأعمال الكاملة(3)خان الخليلي 104

حـ ـ الثقافة:

  الثقافة نتاج رقي المجتمع وعصارة حضارته وخلاصة مثله وقيمه. وحظ الناس منها يختلف من شخص لآخر فهناك الجاهل والمتعلم والمثقف وواسع الثقافة. وهي إحدى مؤشرات الشخصية التي يطلعنا الكاتب على درجة اغترافها منها لنفهم سلوكها ودوافعها وهذه أمثلة:

1 - ثقافة حميد سراج ( الدار الكبيرة):

  "في هذه اللحظة كانت النساء تمضي تتلصص على حميد في كثير من الأحيان، إنه ما ينفك يقرأ. وكن يرجعن من هذا التلصص راكضات، بحركات كأنها سرب من الطيور رُوِّع .. وأثوابهن تحف حفيفا كبيرا.

  ـ نعم، صحيح..

  ـ رأيناه بأعيننا.

وكن يضحكن لا لأن شكا يراودهن الآن بل لأنهن يرين أنه أمر مستغرب أن يقرأ رجل كتبا. لماذا ينفرد هو بهذا بين جميع الرجال الذين يعرفنهم؟

  هذه الكتب الكبيرة ذات الصفحات الكثيرة المطروسة بإشارات مرصوفة سوداء صغيرة، كيف يمكن أن يفهم منها المرء شيئا؟

قالت أحدى النساء لفاطمة:

  - غريب أخوك يا فاطمة إنه ليس كرجالنا فلماذا؟ لعله يريد أن يصبح عالما؟

  فانفجرت النساء ضاحكات مقهقهات ولكنهن شعرن نحو حميد بمزيد من الاحترام، شعرن نحوه باحترام شديد لا يستطعن هن أنفسهن أن يفهمنه".

                                                                                                             الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 58

2 - محدود الثقافة (دوستويفسكي):

  "ولقد قال بيتر بيتروفيتش أيضا عدة أشياء، لأنه معجب بنفسه، على ما أظن، ويحب كثيرا أن يصغي الناس إلى حديثه، وذلك ليس بالأمر المعيب إلى حد ما.

  لم أفهم أقواله كثيرا بالطبع، ولكن دونيا أفهمتني أنه، وإن يكن ذا ثقافة محدودة، فإنه ذكي، وربما طيب أيضا".

                                                                                                                      الجريمة والعقاب (1) ص 57

3 - نوال ( نجيب محفوظ):

  "وقد تقدمت الفتاة في دراستها الثانوية تقدما يبشر بالنجاح، ولكنها انضمت في الواقع إلى قافلة العلم، وليس العلم ما تنشد، ولا المدرسة بالمأوى الذي يهوي إليه فؤادها، فأحلامها لا تفارق البيت، ولن تزال تعد أمها أستاذتها الأولى تتلقى عنها فنون الحياة المنزلية من طهي و حياكة وتطريز، وما رأت في العلم يوما إلا زينة تحلي بها أنوثتها، وحلية تغلي بها مهرها".

                                                                                                          الأعمال الكاملة(3)خان الخليلي ص 145

د ـ المستوى الاجتماعي: ومن المهم أن نعرف المستوى الاجتماعي للشخصية؛ فقرها أو غناها، وموقعها من السلـّم الاجتماعي، ولاسيما أن المعيار المادي هو السائد لدى معظم الناس في كل العصور رغم رفض الأديان لهذا المعيار واحتجاج المصلحين عليه".

وهذه بعض الأمثلة:

1 ـ العبد المسكين ( الطيب صالح ):

  "وموسى الذي لا يذكر الناس اسمه ولكنهم يسمونه الأعرج، رجل طاعن في السن، حين تراه مقبلا ينفطر قلبك من كثرة ما يعاني في مشيه. الحياة بالنسبة له طريق متعب شاق. كان عبدا رقيقا لرجل موسر في البلد، ولما منحت الحكومة الرقيق حريتهم آثر موسى أن يبقى مع مولاه. كان مولاه شغوفا به يحبه ويبره ويعامله معاملة الابن ولما توفي آلت الثروة إلى ابن سفيه، فبددها وطرد موسى وأدركته الشيخوخة وهو معدم لا أهل له ولا أحد يعنيه أمره، فعاش على حافة الحياة في البلد، كما تعيش بعض الكلاب العجوزة الضالة، التي تأوي إلى الخرابات في الليل، وتبحث عن القوت نهارا في فجوات الحي".

                                                                                                                                عرس الزين ص 37

2 ـ فانتين ( فيكتور هيغو):

  "وأيا ما كان، فإن المرأة العجوز التي كانت تضيء شمعتها لها حين ترجع إلى غرفتها بعد أن يهبط الليل علمتها فن الحياة في غمرة البؤس، فوراء العيش على القليل، يقوم العيش على لا شيء. إنهما غرفتان: الأولى مظلمة، والثانية حالكة السواد.

  وتعلمت فانتين كيف تستغني عن نار الشتاء استغناء تاما، وكيف تتخلى عن طائر يأكل من الذرة البيضاء ما قيمته ربع "سو" كل يومين، وكيف تصنع من تنورتها الداخلية لحافا، وكيف تصنع من لحافها تنورة داخلية، وكيف توفر شمعتها بأن تتناول طعامها على الضوء المنبعث من النافدة المقابلة. إن أفرادا قلائل يعرفون كم يستطيع بعض المخلوقات الضعاف الذين شابوا على الحرمان والأمانة أن ينتزعوا من الفلس الواحد. وإنما ينتهي ذلك إلى أن يصبح موهبة".

                                                                                                                              البؤساء (1) ص 305

3 ـ زوجة السكير ( دوستويفسكي ):

  "لقد توفي عنها زوجها، مخلفا لها ثلاثة أطفال صغارا كانت تعيش معهم في مقاطعته البعيدة المجهولة، والتي كنت أعيش فيها أيضا. ولقد آلت إلى حالة من العوز الشديدة إلى حد أنني، أنا الذي ذقت مرارات الفقر، لا أستطيع أن أصفه".

                                                                                                                    الجريمة والعقاب (1) ص 24

4 - الموسر ( الطيب صالح ):

  " كان البدوي رجلا موسرا، و لعله أثرى رجل في البلد، جمع بعض ثروته بعرق جبينه، ومن الصياغة والتجارة والسفر، وبعضها آل إليه عن طريق زوجته. كان كما يقول أهل البلد رجلا أخضر الذراع، لا يمس شيئا إلا تحول بين يديه إلى مال. في أقل من عشرين عاما، كون من العدم، ثروة بعضها أرض وضياع، وبعضها تجارة منتشرة على طول النيل من كرمة إلى كرمة، وبعضها مراكب موسقة بالتمر والبضائع تجوب النهر طولا وعرضا، وبعضها ذهب كثير تلبسه زوجته وبناته في شكل حلي يملأ رقابهن وأيديهن".

                                                                                                                               عرس الزين ص 72

هـ الجانب الانفعالي الوجداني:

  وهو الجانب الثاني من المظهر النفسي وهو أعقد الجوانب وأكثرها غموضا في شخصية الإنسان، إذ يشمل سماته الوراثية الأخرى غير العقلية كخفة الروح والظل والمزاج والطباع  وما يصدر عنها من عواطف ودوافع ...الخ

1ـ المزاج:

  عرَّف اللغويون المزاج بأنه "ما أسس عليه البدن من الطبائع والأحوال الصحية أو المرضية"، وعرَّفوا الطبع بأنه "السجية التي جبل عليها الإنسان". ونلاحظ التشابه والتداخل بين التعريفين ولكن المزاج أوثق صلة بالغدد والتكوين الجسمي، فغالبا ما يتميز البدينون مثلاً بالمرح والتفاؤل، والنحيفون بالعصبية والاكتئاب. وقد صنف أبوقراط الإغريقي الناس إلى أربع فئات، ووضع لكل منهم سمات خاصة تميزه عن الآخرين، حسب السائل الذي تغلب إفرازاته الأخلاط الأخرى وهي:

أنواع المزاج:

  1ـ أصحاب المزاج الغضوبي، وتغلب في أجسامهم الصفراء وانفعالاتهم سريعة وعنيفة.

  2 ـ أصحاب المزاج الدموي، ويغلب في أجسامهم الدم وانفعالاتهم سريعة وسارة.

  3 ـ أصحاب المزاج السوداوي، وهم المكتئبون الذين تتسلط في أجسامهم السوائل السوداء، وهم ميالون إلى الحزن، وانفعالاتهم بطيئة وحزينة.

  4 - البلغميّون الذين يغلب في أجسامهم البلغم وانفعالاتهم بطيئة وسارة.

تقسيم المنجمين:

  وقسم المنجمون الناس حسب ميلادهم وأبراجهم الفلكية إلى أربع مجموعات، وزعموا أن كلا منها متأثر بعنصر من عناصر الكون الأربعة: الماء، والهواء، والنار، والتراب. وكل مجموعة تضم ثلاث فئات متقاربة في المزاج والطباع والمهارات والقدرات، فالهوائيون هم أصحاب أبراج الحوت والسرطان والعقرب، والمائيون هم أصحاب أبراج الدلو والجوزاء والميزان، والناريون هم أصحاب أبراج الحمل والأسد والقوس، والترابيون هم أصحاب أبراج الثور والعذراء والجدي، ويختلف مواليد كل برج عن غيرهم في الأمزجة والطباع.

  وقسم بعض علماء النفس الناس حسب أمزجتهم إلى قسمين: منبسطين وانطوائيين. ورفض بعضهم أي تقسيم أو تصنيف للناس حسب أمزجتهم وطباعهم، معللين رفضهم بأن كل إنسان متفرد في مزاجه وطباعه لا يمكن أن يدخل تحت أي تصنيف. ومهما يكن من أمر فالمزاج هو المرآة الانفعالية للإنسان وتأثير الوراثة فيه أهم بكثير من تأثير البيئة، فالنزعة إلى الكآبة والحزن أو الابتهاج والمرح تكاد تكون ثابتة ومستقرة في الإنسان ولا تؤثر فيها عوامل التربية إلا قليلا. ومع كل هذا فمزاج الإنسان يتعرض لتغيرات ظرفية فيكون رائقا أحيانا ومعكرا أحيانا نتيجة التأثيرات الخارجية. وهذان مثالان عن المزاج:

1 ـ شقيقتان ومزاجان (نجيب محفوظ):

  " كانت الشقيقتان مختلفتين في المزاج على تقاربهما في الشبه. كانت خالتي مفرطة في السمنة، ميالة للمرح والمزاح، لا تكرب نفسها بالقلق على أبنائها بغير داع، وكانت إذا غادر جدي البيت غنت بصوت لطيف محاكية "منيرة المهدية". أما أمي فتبدو على العكس من هذا كله، فهي نحيفة، منزوية، شديدة المخاوف والقلق، مفرطة في الحنان لحد الشذوذ، وقد أرهقت ظروف حياتها أعصابها، فكانت لا تكاد تخلو إلى نفسها حتى تلفها كآبة شاملة".

                                                                                                                   الأعمال الكاملة السراب ص 265

2 - المزاج السودواي (دوستويفسكي)

  "في اليوم التالي، أفاق راسكولينكوف متأخرا، بعد نوم مضطرب لم يرحه أبدا. لقد أفاق سوداوي المزاج، عصبيا، غير سوي، ورمى نظرة اشمئزاز إلى غرفته، فإذا هي قفص صغير يبلغ طوله ست خطوات، وإذا بمظهرها كأبشع ما يكون".

                                                                                                                     الجريمة والعقاب (1) ص 42

II  ـ الانفعالات:

   تختلف انفعالات الناس حسب مزاجهم كما رأينا في تصنيف أبوقراط، فهناك من ينفعلون بسرعة فيغضبون أو يخافون أو يندبون أو يفرحون، وهناك مَنْ مِنَ الصعب استثارتهم. كما تختلف الانفعالات حسب المواقف، فهناك مواقف ينفعل فيها بعض الناس ويبقى بعضهم الآخر جامدا لا يتحرك. فالانفعالات هي ردود أفعال الشخصية على المؤثرات الخارجية، وما يطرأ عليها من تغيرات في الصوت والنبرة وحركة الجسم وتغيرات الوجه، لذلك كانت الانفعالات عنصرا هاما في معرفة الشخصية. وهذا مثال لدوستويفسكي، يصور لنا بطله وهو يقرأ رسالة مؤثرة من أمه:

  "لقد كانت الدموع تبلل خدي راسكولينوف، وهو يقرأ أولى كلمات الرسالة. ولكنه، لما فرغ من تلاوتها، شحب وجهه، وأصيب جسمه بارتعاش هز كيانه، أما شفتاه، فقد افترتا عن ابتسامة حزينة مريرة.

  لقد ترك رأسه يهوي على الوسادة القذرة المحشوة بالألبسة، وغرق في التفكير. كانت دقات قلبه تكاد تصم الأذن، وأفكاره تشعل نار الحمى في جسمه. أحس أنه سوف يختنق في هذه الغرفة الصفراء التي هي أشبه بالخزانة أو الصندوق، وتاهت نظراته في الأفق، ثم أخذ قبعته بيده، وخرج هذه المرة، دون أن يخاف اللقاء بصاحبة الدار على السلم.

  أجل، لقد نسي ذلك كله، واتجه نحو جزيرة فاسيلي مخترقا شارع "ف" كأنما هناك أشغال مهمة تستعجل قدومه.

  ولكنه راح يناجي ذاته، كعادته، ويحادث نفسه بصوت عال، دون أن ينتبه إلى ما يطالعه في الطريق، الأمر الذي أثار دهشة المارة إلى حد بعيد ودفع بالكثيرين إلى الاعتقاد بأنه سكير ثمل".

                                                                                                                       الجريمة والعقاب(1)ص 59

III ـ العواطف:

   هي جانب هام من البعد الانفعالي الوجداني للشخصية، وهي متصلة بالانفعالات اتصالا وثيقة، بل إن تكرر الانفعالات وتجمعها حول موضوع معين يكوِّن عاطفة الحب أو الكره أو الغيرة... الخ. والعواطف هي صورة لعلاقة الإنسان بمن حوله، لذلك كانت عواطف الإنسان وطريقته في التعبير عنها من أهم الجوانب التي تنم عن شخصيته. وهي إما أن تكون طبيعية تتجه نحو السمو أو شاذة تتجه نحو الانحراف وهذا مثال لنجيب محفوظ يصور فيه عواطف بطلته رادوبيس عندما أحبت فرعون:

  "طوبي ليقظة تهيج في القلب أجمل الذكريات. كان قلبها مرتعا للغبطة، والجو من حولها معطرا بأريج الأزهار، والدنيا تبسم عن السعادة والأفراح، فأحست لتجدد مشاعرها كأنما تكتشف عالما جديدا جميلا، أو كأنها تبعث خلقا جديدا".

  "الحب شيء عجيب. في أي دقيقة من الزمان طرق الحب قلبي؟ كيف تسلل إلى أعماق نفسي؟ لا علم لي بذلك وإنه ليحيرني حيرة شديدة، ولكني عرفت الحقيقة بقلبي، لقد خفق بشدة وعنف، خفق لرؤية وجهه، وخفق لسماع صوته، وما كان عهدي به أن يخفق بشيء من هذا، فوسوس لي صوت خفي بأن ذلك الرجل صاحب هذا القلب بلا منازع، فغمرني إحساس قوي عنيف، عذب وأليم، وشعرت شعورا وثابا بأنه ينبغي أن يكون لي كقلبي، وأن أكون له كنفسه، ولم أعد أتصور أن تطيب حياة، أو يلذ وجود بغير هذا الامتزاج".

                                                                                                        الأعمال الكاملة(3)رادوبيس429 ـ 431

VI ـ الطباع والسلوك:

  يعتبر المزاج القاعدة العضوية للطبع، وهو أسلوب الفرد في حياته، وطريقته في التعامل مع الآخرين وفي التعبير عن مشاعره وأحاسيسه. فهناك من يعيدون الطباع للوراثة، وينكرون تأثير البيئة عليها وهم يقولون: "الطبع غلب التطبع". وهناك من يجزم بأن البيئة والتربية تؤثران عليها تأثيرا إيجابيا أو سلبيا. ومهما يكن من أمر فإن المجتمع يصقل الطباع وينميها أو ينقص من حدتها. ونعني بالطباع الكرم والبخل، والشجاعة والجبن، والشهامة والمروءة، والنذالة والخسة، والإيثار والأثرة، والوفاء والغدر، والإخلاص والخيانة، والطمع والقناعة، والتواضع والزهو، والعفة والمجون، والتسلط والرفق، وحب الآخرين أو سوء الظن بهم.

  وتنعكس طباع الإنسان على علاقاته الإنسانية وسلوكه الاجتماعي، سلوكا سويا أو مهزوزا، لذلك يهتم الكاتب بإبرازها:

1 ـ السيد أحمد عبد الجواد ( نجيب محفوظ):

  "ولكن مع أن ثقته بنفسه بلغت حد الاعتقاد بأنه خير الرجال قوة وبهاء وظرفا وكياسة، إلا أنه لم يثقل أبدا على أحد من الناس لأن تواضعه كان طبعا وسجية كذلك، ولأنه ينبع من فطرة تسيل بشاشة وإخلاصا وحبا. والحق أنه كان ينزع بفطرته إلى أن يحب كما يحب، ولا يمسك عن نشدان المزيج من الحب، فاتجهت طبيعته بوحي من غريزته الظامئة للحب إلى الإخلاص والوفاء والصفاء والتواضع، تلك السجايا التي تجذب الحب والرضا كما تجذب الزهور الفراش".

                                                                                                                                بين القصرين ص 93

2 ـ ازدواجية راسكولينكوف (دوستويفسكي):

  "إنني أعرف راسكولينكوف منذ عام ونصف العام. ولقد كان دائما، حزينا، متجهما، مكابرا، وفخورا، ذلك أنه قد أصبح في الأيام الأخيرة، وربما قبل ذلك أيضا، سيء الظن بالناس، مهووسا.

  إنه كريم وطيب، ولكنه لا يحب أن يطلع أحدا على مشاريعه، وربما فضل أن يرتكب حماقة كبرى على أن يظهر عمل الخير الذي يقوم به.

  هذا إلى أنه في بعض الأحيان، يبدو باردا، بكل بساطة، عديم الإحساس، إلى درجة التخلي عن إنسانيته، كأنه في الواقع، ذو شخصيتين متناقضتين، تحل إحداهما محل الأخرى بالتناوب".

                                                                                                                   الجريمة والعقاب (2) ص 318

3 ـ كرم نواب بهادور (فورستر):

  "فقد كان "نوّاب بهادور" مالكا كبيرا ومحبا للبشر، إنه رجل العمل الصالح والعزيمة، وكل مجتمعات الأقاليم تقدر أخلاقه العالية. فهو يجهر بعداوته كما يخلص في صداقته، وكان كرمه مضرب الأمثال. وكانت عظته الأثيرة: "أعط ولا تقرض؛ فإنك إن فعلت فمن ذا الذي يشكرك بعد مماتك".

  أما أن يموت الإنسان ثريا فذلك ما كان يعده عارا".

                                                                                                                   رحلة إلى الهند فورستر ص 47

4 ـ عديما الأخلاق (نجيب محفوظ):

  "وربما كانا لا يختلفان اختلافا جوهريا في شيء، فهما في الذكاء سواء، وهما في الأخلاق، أو عدم الأخلاق سواء، ولكنهما جد مختلفين في الأعصاب: فسالم الإخشيدي يزن كلامه وزنا دقيقا، ولم يعرف عنه أنه مسَّ مبدأ من المبادئ، أو خلقا من الأخلاق بكلمة سوء. أما محجوب فعلى حذره سخر من كل شيء".

                                                                                                   الأعمال الكاملة(3)القاهرة الجديدة  ص 738

5 ـ السلوك الاجتماعي (تولستوي):

  "وكان بطرس أخرق لا يحسن التصرف. هو شاب جسيم عريض أطول قامة من متوسط قامات الرجال، له يدان ضخمتان حمراوان. يجهل كيف يجب على المرء أن يدخل إلى صالون كما يقال، ويجهل أكثر من ذلك كيف يخرج المرء من صالون، أي كيف يقول بضع كلمات لطيفة لطفا خاصا قبل أن ينصرف، ناهيك عن أنه كان شديد الذهول، فحين قام لم يتناول قبعته، بل تناول بدلا منها قلنسوة جنرال مثلثة القرون مزدانة بريش، وأخذ يشد ريشها إلى أن رجاه الجنرال أن يرد إليه قلنسوته. ولكن كل ما يتصف به من ذهول، وكل ما يلاحظ فيه من عجز عن حسن الدخول إلى صالون كان يكفر عنهما ما يعبر عنه وجهه من طيبة  وبساطة وتواضع".

                                                                                                                      الحرب و السلم (1) ص 87

6 ـ الرياء والنفاق (باسترناك):

  "وظل "يوري" طيلة الوقت يحاول أن ينهض وينصرف فقد أذهلته سذاجة "القوميسار"، ولكن الرياء الخبيث الذي اشتمه من حاكم البلدة ومساعده، وهما أفاقان مذبذبان من أسوإ أنواع البشر، لم يكن أفضل من تلك السذاجة. كان غباء الأول يعادل رياء الثانيين وغشهما، وقد غثيت نفس "يوري" بفيض كلماتهما السخيفة، العديمة القيمة واللزوم، التي تمجها الحياة ذاتها!

  ما أشد ما يبلغه أحيانا الشوق إلى الهرب من خواء وغباء اللغو البشري، واللجوء إلى الطبيعة المبرأة من هذا اللغو، أو اللجوء إلى العمل الطويل الطاحن، أو النوم العميق، أو الموسيقى الحقيقية، أو اللجوء إلى التفاهم البشري الذي تقره العاطفة دون ما داع إلى كلمات!"

                                                                                                                          دكتور جيفاجو ص 238

7- المستهتر (الطيب صالح):

  "وعاش سيف الدين بعد هذا حياة مستهترة زاد في استهتارها توفر المال في يده. كان في سفر متواصل، مرة في الشرق ومرة في الغرب، يقضي شهرا في الخرطوم وشهرا في القاهرة وشهرا في أسمرا، ولا يجيء البلد إلا ليبيع أرضا أو يتخلص من ثمر. كان نوعا من الناس لم يعرفه أهل البلد في حياتهم، يجافونه كما يُجافى المريض بالجذام، حتى أقرب الناس إليه، عمومه وأخواله لم يكونوا يأمنونه في بيوتهم، فسدوا الباب في وجهه مخافة أن يفسد أبناءهم أو يفسق ببناتهم".

                                                                                                                              عرس الزين ص 77

و- الدوافع: لكل شخصية غاية تسعى إلى تحقيقها، ودافع يحثها على إدراك هذه الغاية. وقد رأينا أن القيم هي نتاج البيئة والمجتمع، والدوافع هي نتاج تفاعل الشخصية بجانبيها العقلي والوجداني مع هذه البيئة وهذا المجتمع. وهي تستمد ينابيعها من عواطف الإنسان ومثله العليا السامية أو عواطفه الدنيئة وقيمه المادية المصلحية، فتكون إيجابية بناءة كحب الأسرة وحب الوطن والرغبة في العلم، أو هدامة كالطموح غير المشروع، وحب المال والغيرة المرضية. ويرتبط الدافع بالغاية التي تسعى الشخصية لتحقيقها سواء أكانت غاية نبيلة كتحرير الوطن أو التفوق في العلم أو الصناعة أو الأدب، أم كانت غاية دنيئة كانتهاب اللذات الحسية أو التسلط العرقي أو الاستبداد الفردي. كما ترتبط الغاية بالوسائل التي تستعملها الشخصية لتحقيق هذه الأهداف. فلا يكفي أن تكون الغاية نبيلة والدافع ساميا بل يجب أن تكون الوسائل لتحقيق هذه الغاية شريفة أيضا. فغاية حميد سراج بطل رواية محمد ديب هي تحرير وطنه ومجتمعه من الاستعمار، ودافعه حب الوطن وحب الحرية وكره الظلم والاستعباد ووسائله النضال من أجله بكل أشكاله ومنها السجن، لذلك لم يحس حين عذب ووضع في زنزانة بما يحس به السجناء العاديون، بل جعلته هذه الغاية النبيلة وذلك الدافع السامي يتحمل السجن دون مشقة، فلا مطمح له في هذه الدنيا إلا أن يجد وطنه الحبيب الجزائر وقد تحرر من نير الظلم والاستعمار:

  " لقد بقيت لي هذه الأرض وبقي لي هذا الشعب العظيم، فأستطيع أن أتجه إليهما، نحوهما سأمشي بعد الآن، وحدهما سينقذاني. ليأت ذلك اليوم الذي أستطيع أن أجتاز جميع المدن وجميع القرى، فأزور كل واحد من سكان المدن وكل واحد من الفلاحين، فإذا رأيت قرويا يقبض على فأسه في صورة رائعة وقفت أتأمله ساعات وساعات. إن هؤلاء الرجال يوقظون الفرح في النفس.

  أما "الزنزانة" الفظيعة، ووجوه الحراس الجهمة الكالحة، والجدران الرمادية، ورائحة النتن والرطوبة التي تملأ دهاليز السجن، وصيحات السجناء وأناتهم، والنافذة الصغيرة المنقوبة في الجدار السميك، والوحدة الكئيبة، أما كل هذا فإنه في ذلك الصباح لم ينتبه له".

                                                                                                         الدار الكبيرة: الحريق: النول ص 302

  أما غاية محجوب عبد الدائم بطل نجيب محفوظ فقد كانت سعادته الشخصية ودافعه حبه لنفسه وأنانيته، مستهترا في سبيل تحقيق ذلك بكل المثل والقيم:

  "كان صاحب فلسفة استعارها من عقول مختلفة كما شاء هواه. وفلسفته الحرية كما يفهمها هو، وطظ أصدق شعار لها، هي التحرر من كل شيء؛ من القيم والمثل والعقائد والمبادئ، من التراث الاجتماعي عامة! وهو القائل لنفسه ساخرا:

  "إن أسرتي لن تورثني شيئا أسعد به فلا يجوز أن أرث عنها ما أشقى به". وكان يقول أيضا: "إن أصدق معادلة في الدنيا هي: الدين + العلم + الفلسفة + الأخلاق = طظ".

وكان يفسر الفلسفات بمنطق ساخر يتسق مع هواه، فهو يعجب بقول ديكارت: "أنا أفكر فأنا موجود". ويتفق معه على أن النفس أساس الوجود، ثم يقول بعد ذلك أن نفسه أهم ما في الوجود! وسعادتها هي كل ما يعنيه. ويعجب كذلك بما يقوله الاجتماعيون من أن المجتمع خالق القيم الأخلاقية والدينية جميعا، ولذلك يرى من الجهالة والحمق أن يقف مبدأ أو قيمة  حجر عثرة في سبيل نفسه وسعادتها! وإذا كان العلم هو الذي هيّأ له التحرر من الأوهام، فليس يعني هذا أن يؤمن به أو أن يهبه حياته، ولكن حسبه أن يستغله ويفيد منه. فلم تكن سخريته من رجال العلم دون سخريته من رجال الدين، وإنما غايته في دنياه: اللذة والقوة بأيسر السبل والوسائل، ودون مراعاة لخلق أو دين أو فضيلة".

                                                                                                    الأعمال الكاملة(3)القاهرة الجديدة  ص 732

  هذه أهم مقومات الشخصية. ولكن هناك عناصر أخرى تؤثر في تكوين الشخصية كالمهنة التي يختارها الإنسان أو تفرض عليه، والهوايات التي يمارسها. وتظهر لنا الصفات البارزة في الشخصية من خلال علاقاتها الإنسانية في البيت والمدرسة والوظيفة والشارع، فهناك كما شاهدنا من يغلب عليه طبع من طباعه الخيرة أو الشريرة من تأثير البيئة أو التربية أو الثقافة، كما أن هذه العلاقات نفسها ثؤثر على الشخصية سلبا أو إيجابا.

  وكما اختار الكاتب بعض الميزات التي يتصف بها الشخص في مظهره الخارجي فركز عليها، كذلك يختار هنا بعض المظاهر النفسية والاجتماعية التي تميز شخصيته في سلوكها وعلاقاتها الإنسانية ومواقفها، لأن لكل شخصية سمة أو سمات تكون علما عليها. وهي كالبصمة لا تتعدد حتى مع التوائم. ويرسم لنا الكاتب عدة شخصيات في الرواية، ولكنه لا يرسمها بنفس الدقة بل بحسب قربها من مركز الأحداث، فيرسم لنا الشخصية أو الشخصيات الرئيسية رسما واضحا وكافيا لفهم أبعادها العقلية والنفسية والاجتماعية. ويرسم لنا الشخصيات الأخرى بشكل أقل وضوحا كلما ابتعدنا عن المركز. وهكذا يمكن أن يختصر بعض الشخصيات بجملة واحدة.

تمــارين:

  1 ـ استخرج من النص الآتي مقومات الشخصية العقلية والنفسية والاجتماعية، واضعا في ذهنك أن كل كلمة أوردها الكاتب ذات مغزى ودلالة تنم عن صفة من الصفات:

الأمير أندره (تولستوي):

  "وكانت ظروف الأمير أندره تهيئه أحسن تهيئة لأن تستقبله شتى الحلقات وأرفع الحلقات في المجتمع البطرسبرجي العالي. فكان حزب الإصلاحات يستقبله استقبالا مفعما بالمودة، ويتقرب إليه، أولا لأنه اشتهر بأنه رجل ذكي واسع الثقافة، وثانيا لأنه بتحريره فلاحيه قد ذاع صيته وعرف بأنه لبرالي. وكان حزب الشيوخ المستائين يحاولون أن يجدوا فيه حليفا لهم بحكم أنه ابن أبيه، حليفا يشاطرهم استنكارهم للإصلاحات.

  وكانت النساء، أي المجتمع الراقي، تفتح له أبوابها على مصاريعها. أولا لأنه شاب مرشح للزواج يملك ثروة طائلة ويحمل لقبا ممتازا، ولأنه وجهٌ شبهُ جديد تحف به هالة المغامرات التي وقعت له والتي تشبه أن تكون أحداث رواية من الروايات، كشيوع نبأ موته قتيلا في الحرب وكالنهاية الحزينة التي ختمت بها حياة زوجته. زد على ذلك أن جميع الذين عرفوه من قبل كانوا مجمعين على الاعتراف بأنه في خلال هذه السنوات الخمس قد تبدل تبدلا طيبا، فرق طبعه، ولانت عريكته، ونضج فكره. وإن كان ما يتصف به في الماضي من تصنع وزهو وميل إلى السخرية قد زال وحل محله هذا الهدوء الذي يكتسبه الإنسان حين يتقدم في السن. كان الناس يتكلمون عنه، ويهتمون به، وكان جميع الناس يريدون أن يروه".

                                                                                                                      الحرب والسلم (2) ص 344

  2 ـ حاول الكاتب في النص الآتي أن يختصر وصف كل شخصية في جملة، فضع جدولا وحدد صفات كل من الشخصيات الواردة في النص مبينا نوعها: عقلية أو نفسية أو اجتماعية مع تحديدها [ذكاء، طبع، مزاج، بيئة، ثقافة الخ ..]

الأصدقاء (الطيب صالح):

  "كانوا كأنهم توائم، ولكن إذا عاشرتهم مدة تدرك الاختلافات التي تجعل كلا منهم فردا قائما بذاته: أحمد إسماعيل، بحكم سنه، كان أميلهم إلى المرح،  لم يكن يبالي إذا انتشى بالخمر بالمناسبات، وكان أحسنهم رقصا في الأعراس. وعبد الحفيظ كان أكثرهم مجاملة للناس الذين لا يفكرون مثل تفكير "العصابة" كما كانوا يسمون أنفسهم ويسميهم الناس. كان هو الذي ينبههم إلى أن ابن فلان تزوج، وفلانا مات أبوه، وفلانا عاد من السفر (من سكان الأحياء البعيدة عن حيهم) فيذهبون جماعة في الغالب للتهنئة أو للتعزية. وكان أحيانا يذهب للمسجد للصلاة، ويحاول ألا يقول لهم. وكان الطاهر الرواسي أقربهم إلى الغضب وأسرعهم إلى إمساك عصاه أو سحب سكينه في أوقات "الزنقة". وكان سعيد، أحسنهم في محاججة الحكام، يسمونه "القانون". وكان حمد ود الريس ذا أذن حساسة لأخبار الفضائح يجمعها من أطراف البلد، من الأحياء البعيدة، ويلقيها عليهم في أوقات معينة في مجالسهم. وكانوا يندبونه في الغالب لمعالجة مشاكل النسوان في البلد. وكان محجوب أعمقهم وأنضجهم. كان مثل الصخرة المدفونة تحت الرمل، تصطدم بها إذا عمقت في حفرك، وكانت صلابته تظهر في الأزمات الحقيقية: حينئذ يصير ريس المركب، يأمر وهم ينفذون".

                                                                                                                              عرس الزين ص 109

  3 ـ استخرج من الرواية التي تطبق عليها بعض مقومات الشخصية التي اهتم بها الكاتب في رسم شخصياته وحددها.

  4 ـ حاول أن تصنع للشخصيات التي رسمت مظهرها الخارجي في تمارين الفصل السابق أو لشخصيات جديدة أخرى أوصافا لمقوماتها الداخلية (البيئة، الذكاء، الثقافة، المزاج، العواطف الخ ..). وتأن في وصفك وحاول الاستفادة من الأمثلة التي قرأتها ومن الواقع.

  5 ـ المكتبة مليئة بكتب السير والتراجم لشخصيات عربية وإسلامية، جزائرية ومن الأقطار الشقيقة الأخرى، أو من الشخصيات الأجنبية العظيمة تاريخية ومعاصرة. اختر شخصية منها علمية أو أدبية أو سياسية أو دينية ساهمت مساهمة كبرى في رقي مجتمعها أو في رقي الإنسانية، وضح المخطط الذي وضعه المؤلف لكتابة السيرة. ثم اذكر أهم مميزاتها.

 

  لقراءة الفصل التالي انقر هنا: قواعد الوصف الداخلي وأساليبه

 لقراءة الفصل السابق انقر هنا: الفصل الرابع: ملاحظات على الوصف الخارجي

للاطلاع على فصول الكتاب كاملة، انقر هنا: فن الكتابة: تقنيات الوصف