كاليغولا ـ ألبير كامو

    Caligula  - Albert Camus

 

الاستبــــــداد:

قال الشاعر أبو القاسم الشابّي:

ألا أيُّـها الظالمُ المسـتبدُّ     حبيبُ الفنـاءِ عدوُّ الحـياهْ

 سخرت بأنّاتِ شعب ضعيفٍ    وكفكَ مخضـوبة مِن دِمـاهْ

وعشتَ تُدنِّسُ سحرَ الوجودِ    وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباهْ

 

 "كاليغولا" الامبراطورالطاغية( ألبير كامو):

 كاليغولا" امبراطور روماني حكم من 37 إلى 41 م اشتهر بقسوته واستبداده وجنونه، وكان عهده مليئا بالعنف والقتل، وانتهى بمقتله. وهذا النص مأخوذ من الفصل الثاني من المسرحية التي تحمل اسم الطاغية.

الفصــــــل الثانـــــــي

 ( في بيت شيريا حيث اجتمع المواطنون سرا)

 

المواطن الأول:   إن طريقة معاملة " كاليغولا" لنا مثيرة.

المواطن العجوز: إنه يناديني "يا حبيبي" لا لشيء إلا ليسخر مني.

المواطن الأول: وتعود أن يجعلنا نركض حول موكبه أثناء طوافه بالأرياف.

المواطن الثاني: وهو يقول في ذلك رياضة لنا.

المواطن العجوز: إن مثل هذا التصرف لا يجوز.

المواطن الثالث: أنت محق إن مثل هذا التصرف لايمكن أن يغتفر.

المواطن الأول: لقد صادر أملاكك يا "شريكوس"، وقتل والدك يا "شيبيو"، وأخذ منك زوجتك يا "أوكتافيوس"، وقتل والدك يا "لبييس".

أنا أسألكم أيها السادة إذا كنتم تستطيعون احتمال كل هذا؟ على كل حال لقد قررت رأيى، إنني أدرك المحاذير ولكنني أعرف أن حياة الفزع التي نحياها لا يمكن احتمالها، إنها في الحقيقة أفظع من الموت، نعم كما قلت، لقد قررت رأيى.

شيبيو: أما أنا فهو الذي قرر رأيى عندما دفع والدي نحو الموت.

المواطن الأول: والآن هل نتردد؟

أحد الفرسان: لا. نحن معكم. لقد حول وحداتنا إلى سيرك الألعاب، ودفعنا إلى مقاتلة السوقة، لا لشيء إلا لمعاقبتنا طبعا.

المواطن الأول: إنه جبان.

المواطن الثاني: أحمق.

المواطن الثالث: متوحش.

المواطن الأول: إنه لا يستطيع شيئا، هذه مشكلته.

( تحدث جلبة وفوضى وقرقعة، تنقلب طاولة ويهرع الجميع نحو الباب، يدخل شيريا في هذه اللحظة ويمنعهم من الخروج)

شيريا: ما هذا كله؟ أين أنتم ذاهبون؟

مواطن: إلى القصر.

شيريا: آه، نعم. وأستطيع أن أخمن السبب، ولكن هل تعتقدون أنه سيسمح لكم بالدخول؟

مواطن: لن نطلب إذنا.

شيريا: هل تسمح بإغلاق الباب يا لوبيد يس؟

( يغلق الباب، ويتقدم شيريا إلى الطاولة المقلوبة ويجلس على أحد أطرافها بينما يلتف الآخرون حوله).

إن القضية ليست بسيطة كما تتصورون. إنكم خائفون، ولكن الخوف لن يعوض عن الشجاعة والإرادة. باختصار إنكم تتصرفون بعجلة.

أحد الفرسان: إذا كنت لا تريد الوقوف معنا اذهب. ولكن أغلق فمك.

شيريا:  أعتقد أنني معكم. ولكن احذروا الخطأ.

كاليغولا ص36

الأسئــلة:

1- عدد ممارسات "كاليغولا" في النص .وبين إن كانت هذه الممارسات وقفا عليه أم سمة المستبدين في كل عصر. دعم رأيك بأمثلة من مستبدي التاريخ القديم والحديث.

2-  لماذا وقف شيريا في وجه الثائرين؟ وما هدفه في نظرك ؟

3-  ما عواقب الاستبداد على الفرد والمجتمع؟

4-  من الذي  يشجع المستبد ويدعم  حكمه؟ ولماذا؟

5-  ما الأشكال الجديدة للاستبداد في هذا العصر؟

6- هل الاستبداد صفة ثابتة في الإنسان؟ أم يرثها عن المجتمع؟ وهل يمكن تغييرها بالتربية؟                                                                

7- هل تنجح ثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر في معالجة الاستبداد بالرأي وبناء الديمقراطية؟ علل إجابتك.

 

من كتاب "مواضيع الحرية وحقوق الإنسان"                      

الفصل الثالث: مقتطفات من مواضيع الحريّة