الفصل السابع
من كتاب "العلاقات الإنسانية"
للكاتب: عبد الله خمّار
العلاقات العاطفية
2- الحب
ليس هناك موضوع قديم حديث، يتجدد بتجدد الأجيال، دون أن يتطرق إليه الملل والابتذال كموضوع الحب، وليس هناك قاموس غني بالمفردات كقاموسه وبعض أسمائه: الهوى والهيام والغرام والولع والشغف والكلف والعشق والصبابة ويرافق داء الحب كما يصفه البعض السهاد والأرق و الحيرة والغيرة والعتاب والدلال والهجر والوصال وله أنواع منها: الحب من نظرة واحدة والحب بالمطاولة، والحب من طرف واحد، والحب العذري العفيف...الخ
أما أسماء المحيطين بالحبيبين فهي العاذل والرقيب والواشي والكاشح، وللحب مراحل لخصها لنا شوقي:
نـظرة فابتسامة فسلامٌ فكلام فموعــــد فلقــــاءُ
الشوقيات (2) ص 112
وإذا لم يتوج الحب بزواج الطرفين ينتهي بالهجر فالبين فالسلو. ولن نطيل كثيرا في إيراد مفردات هذا القاموس فمن أراد التوسع فيه ومعرفة علامات الحب وأنواعه وآفاته وكثيرا مما يتعلق به فعليه بكتاب ابن حزم "طوق الحمامة في الألفة والألاف" والكتب الأخرى القديمة والحديثة التي تعالج هذا الموضوع، ولنبدأ حديثنا القصير عن الحب في الرواية بهذا المثال:
بداية الحب (تولستوي):
"وفي وسط هذه المشاكل التافهة المصطنعة التي كانت تجمع هذا الحفل كانت تتسلل عاطفة طبيعية قوامها التجاذب بين الشاب والشابة الجميلين السليمين. وكانت هذه العاطفة الإنسانية تسيطر على كل شيء، وتحلق فوق كل تلك الثرثرات المفتعلة، الأمازيح لم تكن مرحة، والأقاصيص كانت لا تثير اهتماما، والنشاط كله كان ظاهر الاصطناع. وكان يشعر بهذا لا الضيوف وحدهم، بل الخدم الذين يسعون حول المائدة أيضا، حتى لقد كانوا يغفلون أحيانا عن ضرورات الخدمة وهم يتأملون هيلين الجميلة بمحياها الوضاء المتألق، ويتأملون بطرس، الممتلئ الوجه، المحمر اللون، السعيد، القلق في آن واحد. لكأن شعل الشموع نفسها كانت لا تتجه إلا إلى هذين الوجهين السعيدين.
ص 598 الحرب والسلام (1)
هل هذه بداية الحب؟ تسلل عاطفة طبيعية قوامها التجاذب بين الشاب والشابة. هل هذا تعريف للحب أم وصف له؟ وهل له تعريف أو وصف؟ وما أسبابه؟
ـ يجيبنا أمير الشعراء أحمد شوقي عن كل هذا بقوله:
"وما هو إلا العـين بالعيـــن تلتقــي وإن نوعــوا أسبابـه والدواعيــا
وعندي الهــوى موصوفه لاصـفاته إذا سألوني: ما الهوى؟ قلت: مابيا"
الشوقيات (ج2) ص 144
الحب إذن هو حالة تحس ولا توصف، والعين هي النافذة التي يتسلل منها إلى القلب، وليس له ضوابط، هوالسر المغلق واللغز المبهم، الذي مازال يحير العلماء والشعراء على وجه سواء، وهذا الشاعر نزار قباني يعترف بجهله في هذا المجال:
"عشـــرون عاما في دروب الهـــوى وما يزال الدرب مجهـــــــــولا
عشرون عــاما يــاكتـــاب الهـــوى ولم أزل فــي الصفحة الأولى"
الرسم بالكلمات (الأعمال الشعرية الكاملة) ص 461
ما وظيفته؟ هل جعله الله فينا لتظهر حاجة كل جنس إلى الآخر لحفظ النوع واستمرار الحياة؟ أم أن وظيفته إبراز أهمية العواطف والمشاعر لدى الإنسان وتذكيره دائما بأن أسمى ما في الحياة وأجمل ما في الوجود يعتمد على مشاعره لا على ماله ومظهره ومركزه الاجتماعي؟
والحب لا يفرضه الرجل بقوته مهما عظمت، والمثل الشعبي في المشرق العربي يقول له: "كل شيء بالسيفْ إلا المحبة بالكيفْ" ولا تجلبه المرأة بحسنها مهما تجملت وتزينت، والمثل الشعبي في المغرب العربي يقول لها:
"سَوّكْتِ باطِـــلْ، كَحّلْــتِ باطِــلْ، بالحْــرامْ ماكي داخلهْ في خاطــرْ."
وكثيرا ما يسمو الحب بالإنسان ليصبح جديرا بمن يحب فيرقى في سلوكه وأخلاقه، ويتأنق في لغته وحتى في لباسه ليس تظاهرا وتصنعا ولكن بغية الوصول إلى درجة الكمال لأنه يرى الحبيب كاملا، ويريد أن يكون كذلك.
وأحيانا ينحدر الحب بالإنسان إلى الدرك الأسفل، لأنه يخطئ الاختيار ويظن من يحبه ملاكا طاهرا فإذا هو شيطان رجيم، وقديما قالت العرب "حبك الشيء يعمي ويصم". ولكل هذا نجد أن للقلب منطقا مخالفا لمنطق العقل فهو لا يبدأ بمقدمات صحيحة وينتقل منها إلى النتائج بل يبدأ بالنتائج سلفا، ثم يحاول بعد ذلك إيجاد مقدمات تنسجم مع هذه النتائج ولذلك سمي هذا المنطق بمنطق العاطفة، وبالمنطق المقلوب.
الحب في الرواية:
والحب في الرواية كما في الحياة، عاطفة جارفة تتسلل إلى قلب المحبين كالقدر المحتوم، ليس إلى مقاومته أورده سبيل لاتعترف بالفوارق الاجتماعية الطبقية أو العرقية أو الدينية أو الثقافية، فقد تحب الأميرة سوقيا، والأوروبي زنجية، والمسلم مسيحية، والعالم جاهلة، وصاحب المبادئ ساقطة، والمراهق امرأة راشدة... وهكذا...
إن الحب يساوي بين الناس، ويجردهم من مكتسباتهم الطبقية، وينزع عنهم ألوانهم العرقية والدينية والثقافية، ولذلك يدخل طرفا العلاقة في صراع مع من يدافعون عن هذه المكتسبات والألوان من أسر المحبين وأقرب المقربين إليهم، ممن يقفون ضد هذه العلاقة، ومن المجتمع ككل، وكذلك ممن تهدد هذه العلاقة مشاريعهم في الارتباط بأحد الطرفين، وقد يلجأ هؤلاء وأولئك إلى كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة بما في ذلك الدسائس من أجل القضاء على هذه العلاقة، مع اختلاف الدوافع والمشاعر.
والروائي يرينا كل هذا ويرينا أبعاد هذه العاطفة وتأثيرها المختلف في الشخصيات. فهو يفعل بها ما تفعله العاصفة بالأشجار، تقتلع بعضها من جذورها، وتهز بعضها هزا عنيفا محطمة بعض أغصانها، ولكنها لاتستطيع اقتلاعها وتبقى صامدة ضاربة جذورها في الأرض، تقاوم حتى تهدأ العاصفة. فالإنسان القوي لا يطير الحب لبه، وإن آذاه، فلا يرد الأذى ولا يفكر بالانتقام.
عناصر بناء علاقة الحب:
وسوف نستعرض فيما يأتي بعض العناصر التي يعتمد عليها الكاتب في بناء علاقة الحب، فبالإضافة إلى بناء شخصية الطرفين وإيراد مقوماتهما التي درسناها في كتاب "الشخصية"، يبرز الكاتب مظاهر الحب، والعوائق التي تعترضه، والفكرة الستهدفة التي هي الأساس الذي تبنى عليه هذه العناصر، ثم يرينا تطور العلاقة بينهما في الرواية، والمال الذي آلت إليه.
مظاهر الحب:
ولابد إذن أن يعرض لنا الروائي مظاهر الحب بينهما. من عواطف متأججة تتسم بالشوق إلى اللقاء، وحرقة الفراق، والسهر، والغيرة، ومن انفعالات تظهر على المحبين عند اللقاء. والتي يلخصها الشاعر في هذين البيتين:
لي في محبته شهود أربــع وشهــود كل قضية إثنـان
خفقان قلبي وارتعاد مفاصلي وصفار لوني واعتقال لساني
ثم يبين لنا المظاهر الأخرى وهي ثقة كل منهما بالآخر، ووفاؤه له، واتحاد غايتهما في الزواج والعيش معا تحت سقف واحد، واستعداد كل منهما للتضحية من أجل الآخر.
عوائق الحب:
لايعيق تسلل الحب إلى القلوب عائق أو حاجز، ولكن العوائق تظهر فيما بعد، لأن استمراره وتحقيق غاية المحبين مرهونان برضى المجتمع وتشجيعه، وإلا كتب عليهما مواجهة خصومهما، واستعداء محيطهما، ومحاولة التغلب على العوائق التي تحول دون تحقيق غايتهما، فإن تغلبا عليها كانت النهاية سعيدة، كما نجد في أغلب حكايات ألف ليلة وليلة، وإلا انتهت نهاية مأساوية بفراقهما كقيس وليلى أو بموت أحدهما كحيزية، أو بموتهما معا كروميو وجولييت، وأهم العوائق هي:
1- العوائق الشرعية:
فحين يحب رجل متزوج امرأة متزوجة، أو حين يحب من لاتحل له كأخت زوجته مثلا، فهو لا يستحل حرمة الشرع فحسب، بل حرمة القيم الاجتماعية كلها، لأنه يساهم في الانحلال وهدم الأسرة، وهذا الحب شاذ ودنيء ومرفوض، لأن الإنسان ليس حيوانا إباحيا يخفق قلبه لكل أنثى، وقد كرمه الله بالتمييز بين الخير والشر.
2- العوائق الاجتماعية والصراع الخارجي:
وتتمثل في الفروق بين مقومات الطرفين العرقية والطبقية والمادية، أو في عداوة عائلتي المحبين، أو في خرق الأعراف الاجتماعية. وتتميز قصص الحب التي تواجه هذا النوع من العوائق، بثبات العلاقة بين الطرفين، وعدم تزعزع الثقة بينهما، ويكون الصراع خارجيا بينهما وبين معارضي حبهما أو المنافسين لأحدهما في الحب، وهذه بعض الأمثلة:
حيزية:
هي حكاية شعبية واقعية، يقصها علينا الشاعر الجزائري "الصغير بن قيطون" من سيدي خالد في شعر شعبي ملحون بديع، عن قصة حب "حيزية" بنت أحمد بن الباي من عرش الذواودة، وهم بطن من بطون بني هلال، وابن عمها سعيد، وانتهت بموت حيزية، وتيه سعيد في البراري حزنا عليها وافتقادا لها، ويذكر الرواة أن أباها اكتشف هذا الحب، ولم يرض عنه، ولكننا لانعرف على وجه التحديد، هل ماتت حيزية قهرا وكمدا؟ أم انتحرت؟ أم ضربها أبوها حتى ماتت؟ وكل ماتقوله لنا القصيدة إنها "ماتت موت الجهاد".
والقصيدة كتبها الشاعر بلسان ابن عمها سعيد في رثائها وذكر جمالها ومفاتنها. وقد بقي الحبيبان على عهدهما حتى فرق بينهما الموت. والقصيدة منشورة في دراسة من إعداد الأستاذ أحمد الأمين.
قيس وليلى:
هو قيس بن الملوح العامري. ويسمى بمجنون بني عامر، أحب ابنة عمه وأحبته وهما حينئذ صغيران يرعيان مواشي أهلهما في البادية، فلما كبرا حجبها أهلها عنه، ولكن قلب كل منهما تعلق بالآخر، وتغزل بها في شعره، فكره أبوها أن يزوجها منه لاشتهار حبهما، وزوجها من رجل اسمه "ورد" فأصابته لوثة في عقله من حرمانه منها، وظل يتيه في البراري حتى مات. وشعره مشهور في كتب الأدب ومنه هذه الأبيات يصف شوقه إليها:
"بكت عيني اليسرى فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
وأذكر أيام الحمــى ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدّعا
فليست عشيّات الحمى برواجعٍ إليـك ولكن خلّ عينيك تدمعا"
الأغاني (1) أبو الفرج الأصبهاني ص 404
وقد ذكر الأصبهاني كثيرا من أخباره وأشعاره، كما كتب أمير الشعراء أحمد شوقي، مسرحية شعرية رائعة جديرة بالقراءة، تحكي حكايته، وهي "قيس وليلى".
عروة وعفراء:
كان عروة بن حزام، وهو أحد عشاق العرب المشهورين الذين قتلهم الغرام، في العصر الأموي يهوى ابنة عمه عفراء التي تربى معها، ووعده أبوها "عقال" بالزواج منها، وطلبت أمها منه مهرا كبيرا فذهب إلى عم له باليمن ليحضر المهر، وفي غيابه جاء رجل غني من بني أمية فخطبها فزوجوه إياها رغما عنها وقالت:
ياعرْوُ إن الحيّ قد نقضوا عهد الإله وحالفوا الغدرا
ورحلت مع زوجها إلى الشام، وحين عاد عروة نعاها أبوها إليه، وأخذه إلى قبر أعده قبل حضوره، وادعى أنه قبر عفراء، وبقي مدة يزور القبر ويبكي عنده، فجاءت جارية من الحي وأخبرته بالخبر، فارتحل إلى الشام وكان زوجها كريما فسمح له بلقائها، وبكى الاثنان ثم ودعها وانصرف، وفي الطريق مرض ومات، وحين سمعت عفراء بموته حزنت عليه وأخذت ترثيه وتبكيه، وتنشد الأشعار حتى ماتت بعده بأيام، ومن شعره فيها:
"فيارب أنت المستعان على الذي تحملت من عفراء منذ زمان
كأن قطـاة علقت بجناحـهـا على كبدي من شدة الخفقان"
دائرة معارف القرن العشرين(6) ص 397
وما حدث لعروة يحدث يوميا في عصرنا، حيث ينحر الحب على مذبح المادة، وتباع الفتيات في سوق المزاد لأغلى العرسان بفارق واحد، هو إقناع الفتاة بدلا من إجبارها، باختيار من يؤمن لها حياتها ومستقبلها، بصرف النظر عن العواطف، وتوافق السن والثقافة والقيم.
3- تعارض الواجب مع الحب والصراع الداخلي:
وتكون العلاقة هنا بين المحبين غير ثابتة بل متغيرة، لأن أحد المحبين أو كليهما يواجه صراعا داخليا حين يتعارض حبه مع واجبه نحو وطنه أو قومه أو شرف أسرته، وفي هذا النوع نجد الصراع الداخلي عنيفا بين الحب والواجب، ولابد أن ينتصر أحدهما:
أ- تغليب الواجب على العاطفة:
الواجب عند الإنسان النبيل يأتي أولا، ويسمو على المشاعر، وهي لاتموت، ولكنها تنكمش أمام عظمة الواجب، حيث يضحي الإنسان بحبه في سبيل قومه أو شرفه، ومثل ذلك بطل مسرحية "السيد" للكاتب الفرنسي "كورناي".
السيد (كورناي):
تقع حوادث هذه المسرحية في إسبانيا في القرن الحادي عشر الميلادي في عهد الملك "فرديناندالأول"ملك "قشتالة" وكان الشابان "دون رودريغ" و "شيمين" متحابين، وعين الملك "دون دييغ" وهو والد "دون رودريغ" حاكما لإحدى المقاطعات، واعتبر منافسه "الكونت دوغرماس" والد "شيمين" أنه أحق بهذا التشريف والتكريم، وفي الوقت الذي ذهب فيه "دون دييغ" إلى الكونت ليتفقا على زواج "دون دييغ" و"شيمين"، أدى الخلاف بينهما حول قرار الملك إلى الشجار ولم يقبل "دون دييغ" الإهانة فامتشق حسامه ليدافع عن شرفه، ولكن الكونت أسقط سيف خصمه العجوز بضربة واحدة مكررا إهانته، وذهب دون دييغ" إلى ابنه، مستنجدا به ليثأر لكرامته، من أب الفتاة التي يحبها، وينشأ صراع داخلي عنيف في صدر دون دييغ" لأنه إما أن يضيع شرفه أو محبوبته، فإذا أطاع أباه خان حبه، وإذا أرضى حبه خذل أباه وواجبه نحوه، وتكلل بالعار، ولم يعد جديرا بالحياة ولا بمن يحب. وانتصر الواجب على الحب، وبارز الشاب الكونت وقتله.
ولجأت "شيمين" إلى الملك تطلب منه العدل والقصاص، ودافع "دون دييغ" عن ابنه أمام الملك، لأنه لم يقم إلا بواجبه، ووعد الملك بالنظر مليا في القضية، وأمر دون سانش" بأن يحمل "شيمين" إلى قصرها، ونراها تحاور وصيفتها "إليفير" وتبكي قائلة: إن نصفها وضع نصفها الآخر في القبر، وهي تعني أن حبيبها قتل أباها، وكلاهما عزيز عليها، وتعترف أمامها بأنها مازالت تحبه، وان هناك صراعا بين حبها الجامح له وبين واجبها نحو أبيها، صحيح أنها تطلب رأسه من الملك، إلا أنها ستلحق به إذا مات. وكان "رودريغ" يسمع ما تقول، وهو الذي جاء ليسلم نفسه إليها لتقتص منه... ولن نحرم القارئ من اكتشاف نهاية هذه المسرحية الشعرية والاستمتاع بها. والمهم أننا أوردناها كمثال للصراع بين الواجب والحب، وانتصار الواجب على العاطفة.
وتذكرنا هذه المسرحية بقصة شعرية مشابهة كتبها الشاعر قيصر المعلوف ونرى فيها انتصار الواجب على الحب.
حكاية عليا وعصام (قيصر المعلوف):
يخبرنا الشاعر أن عليا وعصام هما من قبيلة "رلى" أو "رولى" الذين يسكنون بادية الشام، وينتقلون طلباُ للمراعي والكلأ، ويتباهى رجالهم بالفروسية، وهما "عجي" و"عجية" أي صبي وصبية يرعيان مواشي أهلهما، وقد تمكن الحب من قلبيهما:
"وكانت من عجايا الربع "عليا" ومن عجيانه النجبا "عصامُ"
لقد نشآ رعاة للمواشــي كما ينشآ من العـرب الغلامُ
هناك على الولا عقدا الأيـادي وعاقد حبل قلبهما الغــرامُ"
ولما اشتد ساعد عصام، دعته أمه، وطلبت منه أن يأخذ بثأر أبيه من قاتله:
دعته أمه يوماً إليهــــا وقالت يا حسامي يا عصامُ
بثأر أبيك خذ من قاتليه وإلا عابك العرب الكـرامُ
وانتفض ابنها غضبا ونخوة، وطلب منها اسم من قتل أباه. فأخبرته بأنه أبو محبوبته عليا:
ألا سمي لي الأعداء حــالاً فما للصبر في قلبي مقـامُ
أبو عليا الغريم بنيّ فانهض فهذا الدرع درعك والحسامُ
وأذهلته المفاجأة، وسألها سؤال المنكر لما يسمع:
فصاح وقلبه المضنى خفوق أبو عليا أ أماه المرامُ؟
فأجابته حاضة إياه على عدم التخاذل:
نعم فارو الأسنة من دمــاه ولا يمنعك عن شرف غرامُ
وإلا عشت بين العرب نذلاً رداك الذل والعار الوســـامُ
فاستجاب لنداء الواجب، ولكن قلبه كان يقطر دما:
فحل عصام مهرته سريعاً وسار وسحب مدمعه سجامُ
وذهب إلى أبي حبيبته وبارزه، وقتله وعاد إلى أمه بالبشرى:
عصامٌ أرسل الطعنات تترى فقدت من مبارزه العظــامُ
وعاد لأمه جذلاً طروبـــاً فصاحت: ما وراءك ياعصـامُ
فجرد سيفه الدامي ضحوكاً فقال لها: ابشري، قضي المرامُ
وجاءت عليا إلى عصام، وقد أدمى وجهها البكاء واللطم، وطلبت منه أن يثأر لأبيها من قاتله:
فقالت ياعصام أبي قتيلٌ ألا فاثأر لعليا يا همامُ
فقال لها عصام ابشري يا عليا، فسأثأر لك من قاتل أبيك، وأغمد سيفه في صدره:
فقال لها آبشري عليا فإني لأهل العهد في الدنيا إمامُ
لسوف ترين قاتله قتيـــلاً وأنصت ما أتم له كــــلامُ
وأغمد سيفه بحشاه حالاً فخر وللكلوم به كــلامُ
ولما رأته قتل نفسه من أجلها استلت السيف من صدره، وأغمدته في صدرها، وفاء لحبهما:
ولما شاهدته في هواهـــا قتيلاً يستقي دمه الرغــامُ
نضت من صدره الهندي حالاً وقالت: لاتمت قبلي عصـــامُ
سأثأر من غريمك ياحبيبــــي كذاك العهد يقضي والذمـــامُ
وأغمدت الحسام بها وقــالت على الدنيا ومن فيها السلامُ
عن "كتاب الأنس" سمير شيخاني ص 585
وهكذا يسمو الواجب على العاطفة، ولكن المحب الذي ضحى بحبه من أجل واجبه، يضحي كذلك بحياته من أجل من يحب.
والتشابه واضح بين المسرحية والقصيدة، إلا أن نهاية المسرحية ليست مأساوية كنهاية الحكاية في القصيدة.
أنتيغونا وهيمون:
أورد المسرحي اليوناني الشهير سوفوكليس في مسرحية "أنتيغونا" علاقة حب انتهت بمأساة نلخصها فيما يأتي، مع الإشارة إلى أننا لم نأخذها من مصدرها الأصلي بل من كتاب "قصةالحضارة"للكاتب ول ديورانت:
كانت "أنتيغونا" ابنة الملك أوديب، وابن عمها "هيمون" مخطوبين، وعصت أنتيغونا أمر عمها الملك "كريون" بعدم دفن جثة أخيها "بولينسييز" عقابا له على ثورته، ودفنت جثة أخيها، لأنها تعتقد أن الدفن يوقف عذاب الروح الهائمة وحكم عليها الملك "كريون" بدفنها حية، واحتج خطيبها على ذلك، ونشب في نفسه صراع بين حب أنتيغونا وواجبه نحو أبيه الملك، وانتصر الحب، وأقسم أن لا يراه أبوه بعد الآن، وحين اختفى بحثوا عنه في كل مكان فلم يجدوه، وأمر الملك بفتح الكهف الذي دفنت فيه أنتيغونا"، فوجدوها ميتة، وبجانبها هيمون يهم بقتل نفسه، وحاول أبوه أن يثنيه عن ذلك، ولكنه رفض، وسقط على حد سيفه وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، أمسك حبيبته بذراعيه، معانقا إياها العناق الأخير، وأصبحا جثتين هامدتين وحد بينهما الموت.
لقد فضلت أنتيغونا واجبها نحو أخيها، ليس على حبها فحسب بل على حياتها أيضا، لأنها تعلم أنها ستموت، وفضل "كريون" تطبيق القانون على ابنة أخيه وخطيبة ابنه، على عاطفته نحوها، وفضل هيمون الموت مع حبيبته على الحياة من دونها.
ب- تغليب الحب على الواجب:
قد يتغلب الحب على الواجب عند من تتحكم فيه أهواؤه كما رأينا في كتاب "الشخصية"، حين تحدثنا عن "مرنرع الثاني" فرعون مصر، ورأينا كيف كان يترك واجبات الملك لينصرف إلى قصر محبوبته "رادوبيس" حتى أضاع ملكه، وأمثلة تغلب الحب على الواجب عديدة، منها خيانة سعدى لأبيها الزناتي خليفة، سلطان تونس ومساعدتها على قتله بسبب حبها "مرعي" أحد الأمراء الهلاليين، في حكايات "تغريبة بني هلال". ومنها في العصر الحاضر تنازل الملك "إدوارالثامن"ملك إنكلترا عن العرش في سنة 1936، لأن الأعراف والقوانين لم تسمح له بالزواج من إمرأة أمريكية كان يحبها. ولكن الواجب ليس دائما أعظم وأسمى من المشاعر، فقد يكون تافها أحياناً، لا يستحق بأن يضحي الإنسان بحبه من أجله كما نجد في المثال الآتي:
روميو وجولييت:
قد تسمو مشاعر الحب على الواجب، حين يزرع هذا الواجب البغضاء والعداء في النفوس بدلا من الحب والتسامح، فكثير من العداوات بين الأسر، يرث الأبناء سعيرها وأوارها، ولا يعرفون أسبابها، ولا كيف بدأت، وكانت عائلتا "مونتيغيو" و"كابيوليت" في مدينة فيرونا بإيطاليا من تلك الأسر. وكان بينهما عداء وقتال بدأ منذ سنوات، وتشاء الأقدار أن يتعلق قلب "روميو" ابن اللورد "مونتيغيو" بابنة اللورد "كابيوليت" وهي الحسناء "جولييت" وبادلته حباُ بحب ووقف الاثنان ضد أسرتيهما، وواجها بشجاعة عوائق العداوة والبغضاء، وانتصرت مشاعر الحب على واجبيهما نحو أسرتيهما، ولكنهما دفعا الثمن غاليا، ونترك للقارئ الكريم أن يكشف تفاصيل ونهاية هذه المسرحية، والفكرة المستهدفة منها، فهي إحدى روائع شكسبير. والجدير بالذكر أن هذه المسرحية حولت حديثا إلى فلم سينمائي يعيش أبطاله في نيويورك، وتتقاتل العائلتان بالمسدسات الرشاشة بدل المبارزة بالسيوف، فالتقنيات تتغير وتتطور على مر العصور، ولكن المشاعر الإنسانية بقيت كما هي حبيسة الصراعات بين عائلتين، وفي الأمثلة السابقة كلها، لاتبقى العلاقة ثابتة بل تتغير نتيجة للصراع الداخلي، فينتصر الواجب أو الحب.
4- دسائس الخصوم والمنافسين:
وهي من أهم العوائق التي تقف في وجه الحبيبين، لأن الشائعات التي يطلقها منافسوهما، والدسائس التي يحيكها خصومهما وأعداؤهما قد تؤدي أحيانا إلى القطيعة بينهما، إذا صدق أحد الحبيبين أن الآخر يخونه، ومن أمثلة ذلك مسرحية "عطيل" لشكسبير وقصة الشاعر "ديك الجن" الحمصي.
عطيل:
رأينا في النص رقم "5" الذي مر معنا في الفصل الثاني كيف أن "ياغو" بدأ بإثارة شعور الغيرة لدى عطيل ليشككه في زوجته "دزديمونة"، واستطاع بعد ذلك أن يقنعه بخيانتها فقتلها ثأراً لكرامته، ثم اكتشف براءتها بعد فوات الأوان. والمهم أن العلاقة في هذه الحالة لاتتغير فقط، بل تتزعزع أسسها وتنهار، فإذا اكتشف المحب براءة المحبوب في الوقت المناسب، عادت العلاقة كما كانت وإلا كانت النهاية مأساوية.
ديك الجن الحمصي:
هو الشاعر عبد السلام بن رغبان، من شعراء العصر العباسي اشتهر باللهو والمجون، وكان يسكن في حمص وقد أحب صبية نصرانية ملكت عليه قلبه، وأحبته، وتزوجت منه بعد أن أسلمت، واسمها "ورد". وكان له ابن عم يكنى "أبا الطيب" نصحه بالبعد عن الخمر والمجون، فرد عليه عبد السلام بشعر هجاه فيه، وأراد أن ينتقم من الشاعر. فانتهز فرصة سفره وغيابه، فأشاع بأن امرأته تهوى غلاماً له، ورتب الأمر بحيث يرى الشاعر الغلام خارجاً من عند زوجته عند قدومه من السفر، وأيقن الشاعر بخيانتها فقتلها، ثم اكتشف براءتها، فأخذ يبكيها في شعره، ومنه يصف حاله:
"ولو كان يدري الميت ماذا بعده بالحي حلّ بكى له في قبـرهِ
غصص تكاد تفيض منها نفسـه وتكاد تخرج قلبه من صدرهِ"
الأغاني (10) ص 4751 أبو الفرج الأصبهاني
أهمية مقومات الشخصية في بناء العلاقة:
لابد من إيراد مقومات الشخصيتين سواء عند بناء العلاقة أو دراستها، لمعرفة العائق أو العوائق الجسمية أو الاجتماعية التي تقف حائلا دون بلوغ الطرفين غايتهما. وحتى لو كان العائق خارجيا ولا علاقة له بمقومات الطرفين، فإن مقوماتمها تساعدنا على فهم تطور العلاقة بينهما، فالإنسان العاطفي يتسرع في أحكامه ثم يندم بعد ذلك كما فعل "عطيل" و"ديك الجن"، والإنسان المبدئي ذو الغاية النبيلة، لا يسمح لأهوائه ان تتحكم فيه، فيخون وطنه أو قومه في سبيل حبه، والإنسان المادي الانتهازي من السهل أن يبيع من يحب، إذا سنحت له فرصة للإثراء، أو للارتقاء في السلم الاجتماعي، ولذلك لاتبنى العلاقات على صعوبة العوائق فحسب، بل على ردود فعل المحبين تجاهها كذلك، فالكاتب في بناء العلاقة يبين مظاهر الحب بينهما، ويبرز العوائق، وكفاحهما من اجل التغلب عليها من خلال تطور العلاقة بينهما، والمواقف العملية والتضحيات التي يقومان بها، ويظهر نجاحهما في ذلك أو فشلهما، او تخلي أحدهما عن الآخر، حسب ما تقتضيه حبكة العلاقة، وحبكة الرواية نفسها.
رادوبيس والعلاقات المتعددة:
وقد أوردنا نماذج مختلفة عن العلاقة البسيطة الواحدة، ونورد مثالا عن العلاقات المتعددة التي تمثل شبكة معقدة في الرواية، تؤثر فيها كل علاقة على الأخرى وتتأثر بها، وهو رواية "رادوبيس" لنجيب محفوظ. حيث نجد هذه الغانية الفرعونية محاطة بثلاثة رجال يحبونها، كل على طريقته وهم: "مرنرع الثاني" فرعون مصر الذي تبادله الحب، و"طاهو" قائد الحرس، والفنان "بنامون" اللذان يحبانها من طرف واحد. ومن جهة أخرى نرى الملك فرعون بين امرأتين زوجته "نيتوقريس" التي تحبه وتسعى لاسترداده و"رادوبيس" التي يحبها بكل قوته، ومن الواضح أن علاقة من هذا النوع لابد أن تثير غيرة الآخرين وسعيهم لإفشالها بكل الوسائل.
وهذه الرواية غنية بالمواضيع العاطفية الهامة، حيث نجد فيها العوائق الشرعية والاجتماعية، ودسائس الخصوم والمنافسين والصراع الداخلي بين الحب والواجب، فينتصر الحب تارة والواجب تارة والرغبة في الانتقام تارة أخرى.
أما العائق الشرعي فهو حب فرعون المتزوج لامرأة غير متزوجة، دون أن يتزوج منها، وأما العوائق الاجتماعية فهي حب ملك لغانية وراقصة لايعرف الناس لها أصلا، ونرى الملك يغلب الحبّ على الواجب، فيهمل أمور المملكة من اجل أن يلتقي برادوبيس، فأما الملكة "نيتوقريس" فرغم غيرتها الشديدة كامرأة، تغلب الواجب على الحب، وتدوس على قلبها من اجل عرشها وواجباتها نحو شعبها. وأما طاهو فتدفعه الغيرة إلى تغليب العاطفة على الواجب، فيخون سيده فرعون انتقاماً من رادوبيس التي رفضت حبّه، ولكنّ "بنامون" يفضل تحويل إخفاقه في الحبّ إلى الاهتمام بفنه. واستطاع محفوظ بريشته الساحرة أن يحيك خيوط هذه الشبكة المعقدة من العلاقات العاطفية، والتي يستمتع القارئ بمطالعتها.
الفكرة المستهدفة:
ليس هناك -كما رأينا- في الفصول السابقة، علاقة ينسجها الكاتب جزافا، دون هدف، والفكرة أساس بناء كل علاقة، وقد تكون الفكرة المستهدفة في علاقات الحب، عاطفية، وقد لا تكون. وإذا أخذنا مثالا روايتي شكسبير "عطيل" و"روميو جولييت"، نجد أن الكاتب في الأولى ركز على الغيرة كموضوع أساسي في الرواية، ليرينا أبعاد هذه العاطفة، وأثرها المدمر في العلاقات الإنسانية، وفي الشخصية الإنسانية نفسها مع أنها مرتبطة بأسمى العواطف الإنسانية. أما الفكرة المستهدفة في "روميو وجولييت" قهي نقد المجتمع، وسلوكه العدواني، والتناحر الفارغ والخالي من كل هدف أو معنى، من خلال علاقة الحب السامية بين شابين بريئين طاهرين. إنها دعوة إلى إحلال الحب والتسامح بدل التناحر والخصام والبغضاء والعداوة، ليس في مجتمع فيرونا فحسب بل في كل المجتمعات. فقد تكون الفكرة المستهدفة من علاقة الحب، إذن، نقداً لأوضاع المجتمع السياسية، من خلال علاقة حب في ظل الاستعمار أو الاستبداد، وقد تكون نقدا للخلل القائم في التوازن بين الطبقات الاجتماعية من خلال حب غني لفقيرة، أو فقير لغنية، وقد تكون دعوة إلى التسامح العرقي، من خلال علاقة يكون الاختلاف في العرق هو الذي يقف في وجه المتحابين، أو دعوة إلى التسامح الديني أو الطائفي من خلال قصة حب ينتمي طرفاها إلى ديانتين أو طائفتين مختلفتين.
وبعد أن تحدثنا عن مظاهر الحب وعوائقه، والفكرة المستهدفة، نقترح على القارئ الكريم مخططا لبناء علاقات الحب، يتضمن العناصر التي أوردناها.
مخطط بناء علاقة الحب:
وبناء علاقة الحب في الرواية إذن يعتمد على :
1- تحديد الفكرة المستهدفة من بناء هذه العلاقة.
2- بناء مقومات الشخصيتين: وهو مادرسناه في كتاب "الشخصية".
3- إبراز مظاهر الحب، وهي:
أ- العواطف المتأججة: المتمثلة في وصف الأشواق والانفعالات.
ب- الثقة المتبادلة بينهما.
جـ- وفاء كل منهما للآخر.
د- ربط مصير كل منهما بالآخر واستعدادهما لمواجهة كل العقبات في سبيل تحقيق غايتهما في الزواج.
4- تحديد عوائق الحب التي تواجههما.
5- تطور العلاقة بينهما ونهايتها في الرواية: وتتطور العلاقة حسب طبيعة العوائق ونوع الصراع في الرواية.
وقد أوردنا نمودجا مدروسا عن هذه العلاقة في الفصل القادم، من رواية "الدروب الوعرة" لمولود فرعون، التي ترجمها إلى العربية الدكتور حنفي بن عيسى.
دراسة علاقة الحب:
الدراسة كما رأينا في الفصول السابقة هي فحص وتحليل، ودراسة علاقة الحب هي إعادتها إلى العناصر الأولية التي استعملها الكاتب في البناء، وتتمثل في استخراج مظاهر الحب بين الحبيبين من عواطف وانفعالات، وثقة متبادلة، ووفاء كل منهما للآخر وإخلاصه له، واستعداد كل منهما للعيش مع الآخر والتعاون معه في السراء والضراء، ثم استخراج العوائق التي تحول بينهما وبين تحقيق غايتهما، وهل هي جسمية كالفارق في السن والإعاقة، أو مادية، كفقر الاثنين، وبطالتهما، وصعوبة الحصول على وظيفة وسكن، أو اجتماعية كحب الغني للفقيرة أو الفقير للغنية، أو عنصرية كحب الجزائري للأجنبية أو العكس، أو أن يتعارض الحب مع الواجب الأسري أو العلمي أو الوطني. والعنصر الأخير في تحليل العلاقة، هو بيان تطور العلاقة بينهما في الرواية، وتمكنهما من التغلب على العوائق، أو فشلهما في ذلك.
وتأتي الخطوة الأخيرة في الدراسة، وهي تقييم العلاقة، وتحديد مسؤولية كل منهما في نجاحها وفشلها، ومسؤولية الأطراف الأخرى، سواء أكان المجتمع أم بعض الخصوم والمنافسين، ثم توضيح رسالة الكاتب من نسج هذه العلاقة، والعواطف التي أثارتها لدينا، وباختصار يجيب الدارس عن الأسئلة الآتية:
1- من هما؟ استخراج أهم مقومات المحبين الجسمية والنفسية والاجتماعية باختصار.
2- ما مظاهر حبهما؟ استخراج المظاهر التي تحدثنا عنها سابقا أو بعضها.
3- ما عوائق حبهما؟ تحديد نوع العوائق المذكورة آنفاً.
4- كيف تطورت العلاقة بينهما في الرواية؟ ملخص عن كفاحهما للتغلب على العوائق.
5- هل نجحت العلاقة أو فشلت؟ ومن المسؤول عن نجاحها أو فشلها؟
6- ما الذي يريد الكاتب أن يقوله لنا؟ رسالة الكاتب من خلال هذه العلاقة.
7- ما العواطف التي أثارتها فينا: الإشفاق، الخوف، الغضب، الحزن، الفرح؟ ومن الذي أثار فينا هذه العواطف؟ إظهار تعاطفنا أو نفورنا من أحد طرفي العلاقة. وتأييدنا أو استنكارنا للأعراف الاجتماعية التي وقفت حائلا دون تحقيق غاية الحبيبين.
لقراءة الفصل السابق انقر هنا: الفصل السادس: دراسة علاقة الصداقة- الصداقة المؤجلة(فورستر)
للاطلاع على الكتب الأخرى، انقر هنا: كتب أدبية وتربوية