مقـدّمة هذا الإصدار
من كتاب فن الكتابة: تقنيات الوصف
للكاتب: عبد الله خمّار
لا شيء يسعد الكاتب ويثلج صدره أكثر من صدور طبعة ثانية من كتابه ، إذ أن ما يعكر سروره عند صدور الطبعة الأولى إحساسه بالخوف والقلق من ردود فعل القرّاء إزاء الكتاب.
الطبعة الثانية تعني نفاذه من السوق وهو يعني الحكم بنجاح الكتاب حكماً لا نقاش فيه لأنه حكم جمهور القراء. قد يكون إطراء الأصدقاء من قبيل المجاملة وقد يكون امتداح الصحافة من قبيل التشجيع ولكن القارىء لا يجامل ولا يشجع إلا ما يرى فيه فائدة حقيقية.
صدرت الطبعة الأولى منه بالاشتراك مع دار الكتاب العربي بالجزائر. وليس الهدف من اختيار الأنترنيت الاستغناء عن الطباعة والنشر ولكن الهدف تمكين الأساتذة والتلاميذ الجزائريين والعرب داخل الوطن وخارجه من الاستفادة منه والاستفادة بدوري من ملاحظاتهم وآرائهم لأن التواصل بين الأساتذة العرب ضروري لإصلاح المناهج وتطويرها. وربما تصدر طبعة ثانية من هذا الكتاب عن إحدى دور النشر الجزائرية والعربية في المستقبل.
الجزائر ، مارس 2005 المؤلف
مقتطفات من مقدمـة الكتاب المطبوع
نواة هذا الكتاب تجربة بدأتها مع تلاميذي في معهد بوزريعة لتكوين أساتذة التعليم المتوسط، في العامين الدراسيين 85/86 و 86 /87 ولم يكتب لها الاستمرار لتوقف تكوين أساتذة اللغة العربية الجدد في " بوزريعة " بعد ذلك التاريخ .
وحين عدت إلى التعليم الثانوي في بداية التسعينات، لمست الحاجة إلى فتح مجالات جديدة في التعبير الكتابي أمام التلاميذ، كما وجدت أن الرواية لا تعطى حقها من الدراسة رغم أهميتها في هذا العصر، فأردت الجمع بين التعريف بالرواية تعريفا مبسطا وبين إثراء نشاط التعبير في الوقت نفسه، فكان هذا العمل .
وليس استخدام الرواية في التعبير الكتابي بديلا عن المقالة الأدبية والاجتماعية والمواضيع الحرة، ولكنه متمم لها، ولعل الرواية بتنوع شخصياتها وموضوعاتها، تحمل إلى نشاط التعبير زخما جديدا تفتح فيه دروب التنافس في الإبداع أمام التلاميذ .
إلا أننا الآن بحاجة إلى مناهج لا تنشط التلاميذ والأساتذة فحسب، ولكنها تنشط كذلك المكتبات ودور النشر، وتشجع الروائيين والكتاب والشعراء على الكتابة، حيث يجد الكاتب من ينشر له، والناشر من يشتري ويقرأ إصداراته، وهكذا تتحرك الآلة الثقافية كلها. ومن أقدر من المدرسة والجامعة على تحريك هذه الآلة باعتماد مناهج مرتبطة بالقراءة لا بالكتاب المدرسي، بحيث تصبح المكتبة المدرسية جزءا حيويا وأساسيا في العمل المدرسي، لا رديفا ثقافيا تكميليا، وتصبح مطالعة الكتب فرض عين لا فرض كفاية. لذلك كان في مقدمة أهداف هذا العمل ربط الكتابة بالقراءة ربطا عضويا، والاهتمام بهما معا.
إن التطبيق على روايات متنوعة لا رواية واحدة، ومن بيئات متعددة لا من بيئة واحدة، يخلق في القسم جوا من الترقب والإثارة، وحب الاستطلاع، ويغني التلاميذ بتجارب متعددة لا بواحدة. وكم أتمنى أن تجتمع في القسم الواحد الرواية الجزائرية والمغاربية والمشرقية والخليجية والإفريقية والآسيوية، ومما يؤخذ على هذا الكتاب أن صاحبه لم يستطع إيراد أمثلة من روايات مغاربية أو خليجية، ولامن روايات إفريقية وآسيوية معربة، وعذره أنه أخذ ما وجده في متناوله، وما تيسر له آملا أن تتوفر في المكتبات عند التطبيق روايات من الأقطار العربية والإفريقية والآسيوية تسد هذا النقص.
ولابد هنا من الإشادة بجهود الروائيين الجزائريين والعرب الذين استخدموا الرواية لمعالجة قضايا مجتمعهم، ومساعدته على النهوض من ربقة الجهل والتخلف، وكذلك بجهود المترجمين العرب في المشرق والمغرب الذين عملوا على ترجمة روائع الفكر العالمي إلى اللغة العربية، علما وفكرا وأدبا وفلسفة وتاريخا ورواية، واضعين معرفتهم باللغات الأجنبية وإتقانهم لها في خدمة لغتهم ومجتمعهم.
وأوجه شكري إلى السيد محمد عيسى موسى المدير العام للمكتبة الوطنية الجزائرية وإلى كل العاملين فيها على ما قدموه لي وما يقدمونه لكل الأساتذة من مساعدة في توفير المصادر والمراجع الضرورية للبحث.
وأشكر جمعية الجاحظية على الدعم المعنوي الذي قدمه لي رئيسها الكاتب الروائي الأستاذ الطاهر وطار.كما أشكر دار الكتاب العربي على المشاركة في طبع هذا الكتاب ونشره.
وإني إذا أضع هذا الكتاب بين أيدي المربين الجزائريين والعرب، أرجو أن يسهم ما يقابل به من نقد إيجابي أو سلبي في إثراء النقاش حول مناهج التعليم الجزائرية والعربية.
الجزائر نوفمبر 1998 والله ولي التوفيق المؤلف
للاطلاع على فصول الكتاب كاملة، انقر هنا: فن الكتابة: تقنيات الوصف