تابع الفصل الرابع
من كتاب "العلاقات الإنسانية"
للكاتب: عبد الله خمّار
جوانب متنوعة من الروابط الأسرية
تمرين 1:
هذه بعض النصوص عن بعض الجوانب الإيجابية والسلبية في العلاقات الأسرية. ويطلب من القارئ أن يتمعن فيها ثم يجيب عن اسئلة كل منها.
1 ـ الأم (أمينة) وأولادها (نجيب محفوظ):
"ولما استفرغا جهدهما نهض الغلام (كمال) ليذهب إلى حجرة النوم فتبعته حتى اندس في فراشه الصغير، ثم وضعت راحتها على جبينه وتلت آية الكرسي، وانحنت فوقه وطبعت قبلة على خده فأحاط عنقها بذراعه. ورد بقبلة طويلة صادرة من أعماق قلبه الصغير. وكانت تلقى دائما صعوبة في التخلص منه عند توديعه مساء، لأنه كان يبذل كل حيلته ليستبقيها إلى جانبه أطول مدة ممكنة إن لم يفز باستبقائها حتى يغيب في نومه وهو بين ذراعيها. ولم يجد وسيلة لبلوغ غايته خيرا من أن يطلب إليها أن تتلو على رأسه ـ إذا اختتمت آية الكرسي، سورة ثانية ثم ثالثة. حتى إذا آنس منها ابتسامة اعتذار توسل إليها معتلا بخوفه من وحدته في الحجرة أو بما يتراءى له به من أحلام مزعجة لا تدفعها إلا تلاوة طويلة للسور الشريفة."
"وراحت وهي تتلو الآيات على رأسه حتى غافله الكرى، فودعته بابتسامة رقيقة وغادرت الحجرة، واتجهت إلى الحجرة التالية، ففتحت بابها في خفة ونظرت صوب فراش لاح شبحه في جانبها الأيمن. وتساءلت في رقة: "نمتما؟" فجاءها صوت خديجة وهي تقول:
- كيف يتأتى لي النوم وشخير ست عائشة يملأ علي الحجرة؟!
ثــم سمع صوت عائشة وهي تقول في نبرات ناعسة:
- ما سمع أحد لي شخيرا قط، ولكنها لا تدعني أنام بثرثرتها المتواصلة.
فقالت الأم في عتاب:
- أين وصيتي لكما بأن تكفا عن هذركما وقت النوم؟
وردت الباب وسارت إلىحجرة الاستذكار فطرقت بابها بخفة ثم فتحته وأدخلت رأسها وهي تقول باسمة:
- أفي حاجة إلى خدمة يا سيدي الصغيـــر ؟
فرفع فهمي رأسه عن الكتاب وشكرها مشرق الوجه بابتسامة لطيفة، فردت الباب وابتعدت عنه وهي تدعو لفتاها بالفلاح وطول العمر، ثم عبرت الصالة إلى الدهليز الخارجي وارتقت السلم إلى الدور الأعلى حيث توجد حجرة نوم السيد وصوتها يسبقها تاليا الآيات."
بين القصرين (1) ص 75 ـ 76
الاسئلة :
1- لماذا كانت "أمينة" تقوم بجولتها الليلية قبل الذهاب للنوم؟
2- علام يدل تمسك ابنها الصغير بها، وحوار فهمي وأختيه معها؟
3- ما الوصف الذي تراه مناسبا لها: أم متسلطة، حازمة، ضيعفة، حنونة؟ علل إجابتك.
4- يوحي عدد الغرف المخصصة للأولاد بغنى الأسرة، فهل تعتقد أن الغنى والفقرلهما أثر في حب أو حنان الأم، وأن الأم الغنية أكثر عطفا وحنانا من الأم الفقيرة؟ وضح إجابتك بأمثلة من الواقع.
2- عيني و أمها (محمد ديب):
" كانت الجدة ماما راقدة وراء عمر. لقد تسلموها أمس. آواها ابنها ثلاثة أشهر. وجاء الآن دور "عيني" لتعيلها ثلاثة أشهر أخرى. إن الجدة ماما مشلولة. ولكنها محتفظة بصفاء فكرها: إن نظرتها الزرقاء الواضحة ما تزال على حالتها القديمة من الالتماع، حتى لتكاد تكون نظرة باشة. ومع ذلك فإن عينيها، رغم ما يشع فيهما من بريق الحلم و النبل، تتجمدان في بعض اللحظات على تعبير بارد قاس. وكانت تحيط وجهها الصغير العجوز المتورد النظيف، بمنديل من شاش أبيض، وكان ينبغي أن تساعد الجدة في كل شيء: في تناول الطعام، في الالتفات، في قضاء الحاجات.
إن عمر يرتعش على غير شعور. ووضعت عيني الكانون على الأرض. واستدارت في مكانها، ونظرت إلى الجدة:
- لماذا لا يبقيك ابنك عنده؟.. كان يهتم بك حين كنت لامرأته خادمة خلال سنين. حتى إذا ا أصبحت ساقاك لا تقويان على حملك ، رماك كما ترمى الزبالة، أليس كذلك؟. لقد أصبحت لا تصلحين لشيء... هذا هو الموضوع...
كانت عيني منتصبة على ركبتها تقذف حقدها في وجه الجدة... وحاولت الجدة أن تهدئها:
- عيني، بنتي، يا أمي الصغيرة... لعن الله ابليس، إنه هو الذي يضع في رأسك هذه الأفكار.
- ليت الموت يأخذك. لماذا لم ترفضي أن يحملك إلى هنا؟
- ماذا كان في وسعي أن أفعله يا ابنتي؟.
- امرأته هي التي أرسلتك إلي. إنه مستعد لأن يلعق قدميها. إنها هي التي تعمل لتطعمه، أما هو فيقضي وقته في التسكع بين المقاهي... ابن الكلب... اسكتي، لا أريد أن أسمع صوتك... اسكتي، اسكتي... إن الله قد القاكماعلي حشرة تلتهمني.
كانت عينا الجدة تتضرعان. ود عمر لو يركض إلى الشارع، لو يهرب. أراد أن يصرخ. إلا أن وجه أمه وقف بينه وبين الباب. فانبطح على الأرض ولم يتحرك بعد ذلك."
الدار الكبيرة ص 32
الاسئلة:
1- كيف ترى سلوك عيني مع أمها التي أنجبتها وربتها؟
2- هل تعتقد بأن عيني تكره أمها فعلا؟ وما أسباب سلوكها الانفعالي المشين إن كانت تحبها؟
3- ما موقف عمر من توبيخ أمه للجدة: قبول، احتجاج، لا مبالاة ؟ وضح ذلك بشاهد من النص.
4- ما السلوك الطبيعي في نظرك: أن تعنى البنت بأمها أم الكنة (زوجة الابن)؟ علل رأيك.
3- الحنان الزائد "إلفة الإدلبي":
" آه كم يضايقني حنانها الزائد، أشعر أحيانا أنه يكبلني، يكاد يخنقني... لماذا لا تتركني وشأني؟... ما أصعب أن يكون الإنسان وحيد أبويه، وأن يأتيهما بعد عقم طويل كما أتيت أنا بعد عقم دام أكثر من خمس سنوات. كان مجيئي إلى هذه الدنيا معجزة، لأن أمي كانت قد بلغت الأربعين من عمرها دون أن ترزق ولدا، فلما رزقت بي، تلقتني بكثير من التوق واللهفة، ولم يكن أبي أقل حنانا منها، كانا يريان الدنيا حلوها ومرها من خلالي أنا. فلا شاغل لهما سواي. كانا يحصيان علي أنفاسي، يراقبان طعامي وشرابي ويقظتي ومنامي، فرحي وحزني، لقد شارفت الخامسة عشرة من عمري وما أزال في نظرهما طفلة تحبو تحتاج إلى المساعدة والمراقبة. شيء لا يطاق، متى أتحرر من هذا الكابوس الجاثم على صدري، كابوس حنانهما؟... أحيانا أحنق عليهما، وأحيانا أجدني أشفق عليهما فأسايرهما جهدي."
دمشق يابسمة الحزن ص 47
الاسئلة:
1- ما سبب حنان الأبوين الزائد على طفلتهما؟
2- هل توافق الكاتبة على ما قالته بأن الحنان الزائد ليس في مصلحة الطفل؟
3- لماذا كان شعور الكاتبة ممزقا بين الحنق على أبويها والإشفاق عليهما؟
4- أيهما أسوأ الحنان الزائد أم الحرمان من الحنان؟ علل رأيك.
4- وفاة أم في دار العجزة (ألبير كامو):
"كانت دار العجزة بعد كليومترين من القرية (على بعد ثمانين كيلومترا من الجزائر)، فقطعت المسافة مشيا. كنت أرغب في رؤية أمي ساعة وصولي، ولكن البواب قال لي: إن علي أولا أن أقابل المدير. فانتظرت ريثما ينتهي من بعض مشاغله، ولما استقبلني في مكتبه نظر إلي مليا بعينيه البراقتين، وشد على يدي، وتركها في يده طويلا حتى حرت كيف أسحبها من يده، رجع إلى ملف بين يديه ثم قال:
- لقد دخلت السيدة "مرسو" الدار منذ ثلاث سنين، ولم يكن لها غيرك سندا، أعتقد أنه أراد أن يلومني في أمر ما، فأردت أن أشرح له الوضع، ولكنه قاطعني قائلا:
- ليس لك أن تبرر نفسك، يابني، فلقد قرأت ملف السيدة والدتك، وعرفت أنك لاتستطيع ان تقوم بإعالتها، فقد كانت بحاجة إلى راع يرعاها، وأجرتك لايمكن أن تسد هذه الحاجة، وعلى أي حال فقد كانت سعيدة بيننا! كان لها أصدقاء في مثل سنها، تستطيع معهم ان تحيا بعقلية الماضي، أما معك، فقد كان لابد لها من الملل.
ذلك صحيح. فيوم كانت في البيت، كانت تقضي الوقت تراقبني صامتة، وهي إن بكت في الأيام الأولى في دار العجزة، فما كان الدافع لذلك إلا العادة. وهي لو أخرجت من الدار بعد مضي زمن قصير عليها فيه، لبكت أيضا!... ألم تكن العادة بعض السبب في أني لم أعد أزور الدار في الفترة الأخيرة. أضف إلى ذلك ضياع عطلة الأحد، وما يمكن ان أتحمل من جهد السفر؟...
ظل المدير يتحدث، ولكني لم أع شيئا مما قال. وهتف بي أخيرا:
- أظنك تريد رؤية والدتك!
نهضت دون ان أنبس، فسبقني إلى الباب. وبينما كنا على السلم قال لي:
- لقد نقلناها إلى جناح مجهولي الهوية من الأموات، حتى لانثير أحزان الآخرين، فكلما مات أحد اللاجئين، ظل الباقون مضطربي الأعصاب أياما، مما يجعل انتظام الخدمة صعبا.
اجتزنا ساحة فيها شيوخ كثر يتحدثون جماعات، وقد صمتوا حين مررنا بهم، ثم عاودوا أحاديثهم، فكأن مجموعة ببغاوات تتجاوب بخفوت.
تركني المدير عند باب إحدى المقصورات قائلا:
- أدعك الآن ياسيد "مرسو"، وسأظل طوع إرادتك في مكتبي. ولقد حدد الدفن مبدئيا في الساعة العاشرة، لتتمكن من السهر على الفقيدة كما تحب!... عفوا لقد نسيت أن أنبهك أن أمك رغبت أكثر من مرة أن تدفن باحتفال ديني، وقد أخذت على عاتقي أن أنفذ رغبتها."
فشكرته على ذلك، على أن أمي، رغم أنها لم تكن ملحدة، لم تفكر يوما بالدين، كانت الغرفة غارقة في النور. وكانت جدرانها مطلية بالكلس، ومغطاة بالزجاج. وكان أثاثها بعض الكراسي والحمالات. وقد وضع على حمالتين في الوسط، نعش مغلق، تبرز منه بعض مسامير لم يحكم إنفاذها بعد. وكانت هناك ممرضة قرب النعش، ارتدت ثوبا أبيض، ولفت وشاحا فاقع اللون حول رأسها.
في تلك اللحظة دخل البواب لاهثا، وقال متلعثما:
- لقد غطوا النعش وعلي ان أكشف عن الفقيدة لتتسنى لك رؤيتها.
واقترب من النعش فأوقفته، فسألني دهشا:
- ألا تود ذلك؟
فقلت: -كلا
فتوقف، وشعرت ببعض الحرج، لأني اعتقدت أنه لم يكن لي أن أفعل ذلك. حدق في لحظات ثم سأل: - ولماذا؟
ولم يكن في كلامه مايشبه اللوم. فقلت:
- لا أدري!
ففتل شاربه الأشهب وقال: -فهمت.
قدم لي كرسيا واتخذ آخر، وجلس خلفي، فقامت الممرضة، واتجهت صوب الباب، وعندما خرجت قال البواب:
- سأتركك وحيدا الآن!
ما أدري أي حركة أتيت حتى بقي واقفا خلفي. كان وجوده يزعجني. وكانت الغرفة شديدة الإضاءة، وفراشتان تحومان على الزجاج، والنعاس يدب إلى عيني."
الغريب-ألبير كامو ص 8
الأسئلة:
1- أكد المدير أن السيدة "مرسو" كانت سعيدة في دار العجزة، لأن لها أصدقاء في مثل سنها، فهل توافق على هذا القول؟
2- ما المبرر الذي أورده المدير، وأكده الابن في سبب إدخال أمه إلى دار العجزة؟ وهل هو مبرر مقنع في نظرك؟
3- لماذا لم يعد الابن يزور أمه في الفترة الأخيرة؟
4- لماذا اندهش البواب من رفض الابن رؤية أمه؟
5- ما الذي تنبئك به تصرفات الابن عن طباعه وعن مشاعره؟
6- هل توافق على وضع أحد والديك في دار العجزة؟ وضح اجابتك وعللها.
5- ابن المطلقة (الطاهر وطار):
يروي لنا أحد أبطال رواية الشمعة والدهاليز تغير سلوك أبيه بعد الثورة التي شارك فيها مشاركة فعالة، ومن بين هذه التغيرات زواجه بامرأة أخرى وتطليق أمه:
"دشن حياته التواطؤية بتطليق أمي، بعد أن وضعتني جنينا في أحشائها. رفضت ان تكون ضرة، قائلة إن صبرها معه، ونضالها إلى جانبه، يعطيانها الحق فيه كاملا، فتذرع بالشرع ومثنى وثلاث ورباع. أخواي الكبيران، أحدهما استشهد، رحمه الله، والثاني التحق بالجيش، وبقيت أمي مع ثلاث بنات، تعاني العزلة والمرارة، وضيق ذات اليد، فما كان يدفعه لها قليل جدا، وكثيرا ما ينسانا عدة أشهر."
"منذ التقيت به وكنت في التاسعة قررت أن أواجهه، حملني في السيارة إلى المدينة، حيث زوجته الثانية مع عدة أطفال. قال لي: إخوتك وأخواتك. لم أتأملهم. رفضت أن يكونوا إخوة لي على حساب معاناة امي وشقائها.
عندما انفردت بزوجته سألتها: هل تعرفين أمي؟ فأجابت بالنفي. ثم سألتني عما إذا كانت في مثل جمالي، فأجبتها بأنها أجمل مني بكثير، وبما أنها أمي فلا يمكن أن يتطرق الشك إلى أنها أجمل النساء على الإطلاق. أنا أشبه أبي، أما أخي الكبير فيشبهها.
- مقادير رب العالمين.
- ولكنك تعلمين أنها تقاسي؟
- أعلم وأتألم لها. لو لم يتزوجني أنا لتزوج غيري. كانت تلك حمى من عادوا من الجبال، ولاذنب لأمك ولالي. ثم إن المكتوب في الجبين لابد أن تراه العين.
لقد ثاروا على كل شيء حتى على أنفسهم فيما يبدو. كانت لطيفة، على عكس ما كنت اتصور، وما هيأتني أمي لأتصوره، غير أني لم أستطع أن أهضم أن يكون لي إخوة لم تلدهم أمي. لذلك لم أستطع الانسجام معهم. رفضت أن أنسجم معهم وفاء لأمي، ورفضا للأمر الواقع الذي فرضه علينا أبي.
في طريق العودة أشبعني بالحديث عن بطولاته في المعارك التي خاضها، وعن مشاريعه، وقال: إنني أكبر الأولاد الذين جاؤوا في الإستقلال، وأنه ينتظر أن يستعين بي في أعماله الكثيرة ومشاريعه العديدة. يقسم البلاد إلى ثلاث مناطق، يعين كلا من إخوتي على منطقة، ويجعلني منسقا عاما عليهم، أعينه في ضبط الأمور وخلق مشاريع جديدة. لقد عانينا أيام الكفاح المسلح التعب الشاق، ولم نعد نقوى على تحمل أتعاب جديدة.
- وما الذي جعلك لاتقنع بما يكفيك ويكفينا؟ سألته فانزعج لسؤالي ذاك.
- من قال لك أني لا أقنع؟ أهي أمك؟ أعلم أنها أوغرت صدوركم علي.
حاولت أن أؤكد له بان سؤالي نابع مني، وأن أمي لاتعلم شيئا عن أعماله، وأنها لم تحدثنا في يوم من الأيام عما يفعل، غير أنه أبدى استياء وامتعاضا، كما لو أنني لمست جرحا يوجعه، تعمدت استفزازه، بعد ان أيقنت انه لن يرضى عني بسرعة، فرحت أروي له معاناتي في المدرسة من جراء عدم تواجده معنا. المعلمون يحتقرونني، والأولاد لا يسمونني إلا باسم أمي، ولد الطاووس أو ولد الهجالة، وأنني دافعت، خاصمت، ثم غلبت على أمري واستسلمت. لا أحد يسمعني عندما أقول لهم، إنك حي وإنك بطل من أبطال الثورة.
- بإمكانك ان تنضم إلى إخوتك الآخرين في المدينة.
- وأترك أمي وحدها. قلبك قاسي يا أبي! أتعلم أنني في التاسعة من عمري، وأنني لأول مرة أتعرف عليك؟ لم تحضر حتى لختاني.
- وما تريدني أن أفعل؟ لم يخبروني. أنت وقح ياولد. أمك هي التي حرضتك علي.
سررت عندما رأيته يغضب، كانت تلكم بغيتي، وقررت من يومها أن أثيره كلما التقيت به. غير أنه عندما أوقف السيارة قدام الباب، استخرج حافظة نقوده، ووضع بين يدي رزمة كبيرة من الأوراق النقدية، ذات القيمة الكبيرة، ثم طلب مني أن أقبله.
- عندما كنت في مثل سنك، لم أكن أتسامح في حقي، مثلك هكذا كانت عيناه الواسعتان تشعان بالحنان، مع ذلك، ومع أني لم أكرهه، قررت ان لا أهادنه كلما التقيت به."
الشمعة والدهاليز 82 إلى 84
الأسئلة:
1- ماذا ترى في سلوك الزوج الذي تزوج مرة ثانية من غير سبب؟ وكيف تفسر إهماله لأبنائه من زوجته الأولى؟
2- كم كان عمر الراوي حين التقى بوالده لأول مرة؟ ولماذا رفض التعرف بإخوته؟
3- لماذا تعمد الولد استفزاز والده. وما حجته في ذلك؟
4- استخرج من النص العبارات التي تدل على:
احترام الابن لأبيه. عاطفة كل منهما نحو الآخر.
5- قيم علاقة الولد بأبيه وهل هي منسجمة أم متوترة ووضح السبب.
6- أبوة السيد أحمد عبد الجواد (نجيب محفوظ):
"ودخل الإخوة الثلاثة تباعا فجلس ياسين إلى يمين أبيه، وفهمي إلى يساره، وكمال قبالته، جلس الإخوة في أدب وخشوع، خافضي الرؤوس كأنهم في صلاة جامعة."
"ولم يكن أحد منهم ليجترئ على التحديق في وجه أبيه، وأكثر من هذا كانوا يتجنبون في محضره تبادل النظر أن يغلب أحدهم الابتسام لسبب أو لآخر فيعرض نفسه لزجرة مخيفة لا قبل له بها. ولم يكن يجمعهم بأبيهم إلا مجلس الفطور لأنهم يعودون إلى البيت عصرا بعد أن يكون السيد غادره إلى دكانه عقب تناول الغذاء والقيلولة، ثم لا يعود إليه إلا بعد منتصف الليل، وكانت الجلسة على قصر مدتها شديدة الوطأة على نفوسهم بما يلتزمون فيها من أدب عسكري إلى ما يركبهم من رهبة تضاعف حساسيتهم وتجعلهم عرضة للهفوات بطول تفكيرهم في تحاميها، فضلا عن أن الفطور نفسه يتم في جو يفسد عليهم تذوقه واستلذاذه، ولم يكن غريبا أن يقطع السيد الفترة القصيرة التي تسبق مجيء الأم بصينية الطعام في تفحص أبنائه بعين ناقدة حتى إذا عثر على خلل ولو تافه في هيئة أحدهم أو بقعة في ثوبه انهال عليه نهرا وتأنيبا."
بين القصرين (1) ص 25
الاسئلة:
1- بم تميزت علاقة الأب بأبنائه؟ وضح ذلك بشواهد من النص.
2- هل تعتقد بأن السيد كان يكره أولاده أم يعتقد أن هذه هي الطريقة المثلى لتربيتهم؟
3- هل هو مهتم بتربية أولاده أم غير متفرغ لهم؟ ادعم إجابتك بشاهد من النص.
4- ما قاعدة التربية المثلى في نظرك. اللين أو الشدة أم أنك ترى رأيا آخر؟ وضح وعلل.
7- المعاملة الخاصة (طه حسين):
" كان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه، وخامس أحد عشر من أشقائه. وكان يشعر بأن له بين هذا العدد الضخم من الشباب والأطفال مكانا خاصا يمتاز من مكان إخوته. أكان هذا المكان يرضيه؟ أكان يؤذيه؟ الحق أنه لا يتبين ذلك إلا في غموض وإبهام. والحق أنه لا يستطيع الآن أن يحكم في ذلك حكما صادقا. كان يحس من أمه رحمة ورأفة، وكان يجد من أبيه لينا ورفقا، وكان يشعر من إخوته بشيء من الاحتياط في تحدثهم إليه ومعاملتهم له. ولكنه كان يجد إلى جانب هذه الرحمة والرأفة من جانب أمه شيئا من الإهمال أحيانا، ومن الغلظة أحيانا أخرى. وكان يجد إلى جانب هذا اللين والرفق من أبيه شيئا من الإهمال أيضا، والازورار من وقت إلى وقت. وكان احتياط إخوته وأخواته يؤذيه؛ لانه كان يجد فيه شيئا من الإشفاق مشوبا بشيء من الازدراء.
على أنه لم يلبث أن تبين سبب هذا كله، فقد أحس أن لغيره من الناس عليه فضلا، وأن إخوته وأخواته يستطيعون مالا يستطيع، وينهضون من الأمر لما لا ينهض له. وأحس أن أمه تأذن لإخوته وأخواته في أشياء تحظرها عليه. وكان ذلك يحفظه (أي يغضبه). ولكن لم تلبث هذه الحفيظة أن استحالت إلى حزن صامت عميق، ذلك أنه سمع إخوته يصفون مالا علم له به، فعلم أنهم يرون ما لا يرى."
الأيام ص 23
الاسئلة :
1- لماذا كان كل من في البيت يعامل طه معاملة خاصة؟ وما مظاهر هذه المعاملة.
2- لماذا شعر الكاتب بالغضب؟ وإلي أي شيء استحال هذا الغضب؟ ولماذا؟.
3- هل الإعاقة تمنع الإنسان من التفوق؟ وكيف يتسطيع أن يتغلب على قيود إعاقته في نظرك.؟
4- هات أمثلة من الواقع عن معاقين استطاعوا التغلب على إعاقتهم والتفوق في مجالات مختلفة (ثقافية، فنية، رياضية الخ...)
8- حق الحي على الميت (جان أنويه):
تقاتل الأخوان "ايتيوكل" و"بولينيس" ابنا "أوديب" قتالا عنيفا على الملك انتهى بموتهما. وأمر عمهما ملك "طيبة" أو "ثيبة" الإغريقية الجديد "كريون" بدفن الأخ الصالح "إيتيوكل" في احتفال مهيب، ومنع دفن "بولينيس" العاصي والخسيس، وحظر البكاء عليه، وأمر أن يترك في العراء لتنهشه الغربان وبنات آوى. وتوعد بإعدام من يعصي أمره، كائنا من كان. وقد أمسك الحراس "أنتيغونا" ابنه أخ الملك وخطيبة ابنه "هيمون" وهي تحاول دفن أخيها وأحضروها إليه:
"كريون - هل أعلمت أحدا بما تنوين فعله؟
أنتيغونا - لا.
كريون - هل قابلت أحدا في الطريق؟
أنتيغونا - لا لم أصادف أحدا.
كريون - هل أنت متأكدة؟
أنتيغونا - نعم.
كريون - إذن، أصغ إلي: ستعودين إلى بيتك، وتنامين، وتقولين بأنك مريضة، وبأنك لم تخرجي منذ الأمس، وستدعم مربيتك هذا القول، ولن أبقي أثراً لهؤلاء الرجال الثلاثة.
أنتيغونا - لماذا؟ مادمت تعرف بأنني سأكرر المحاولة.
كريون - لماذا حاولت دفن أخيك؟
أنتيغونا - لأنه واجب علي، فمن لايدفن يظل هائما تائها لايجد راحته إلى الأبد، ولو عاد أخي تعبا من رحلة صيد طويلة، لخلعت حذاءه وجهزت طعامه، وأعددت له سريره... و"بولينيس" أنهى اليوم رحلة صيده، وهو عائد إلى البيت، حيث أبي وأمي وأخي "إيتيوكل" في انتظاره، وله الحق في الراحة.
كريون - لقد كان عاصيا وخائنا وأنت تعرفين ذلك.
أنتيغونا - ولكنه أخي.
كريون - هل سمعت إعلان الأمر في ملتقى الطرق، وقرأته ملصقا على جدران المدينة؟
أنتيغونا - نعم.
كريون - أنت تعرفين إذن مصير من يتجرأ على دفنه كائنا من كان؟
أنتيغونا - نعم، أعرف ذلك؟
كريون - ربما اعتقدت بأن كونك ابنة "أوديب"، ابنة كبرياء "أوديب"، يكفي لتكوني فوق القانون.
أنتيغونا - لا، لم اعتقد ذلك.
كريون - لقد وضع القانون أولا من أجلك با أنتيغونا، لقد وضع القانون من اجل بنات الملوك!
أنتيغونا - لو كنت خادمة تقوم بغسل الأواني عند سماعي إذاعة الأمر، لمسحت الماء الدسم في يدي، ولخرجت بوزرتي منطلقة لدفن أخي.
كريون - هذا ليس صحيحا. لو كنت خادمة، لما شككت لحظة في أنك ستموتين، ولبقيت تبكين أخاك في بيتك. ولكنك فكرت في أنك من نسل ملكي، وأنك ابنة أخي وخطيبة ابني، وأنه مهما حدث فلن أجرؤ على جعلك تموتين.
أنتيغونا - أنت مخطئ، على العكس، لقد كنت متأكدة من أنك ستأمر بإعدامي."
"ANTIGONE » JEAN ANOUILH Page 67
الأسئلة:
1- ما حق الميت على الحي فور موته؟
2- هل تعتقد أن الدفن هو حق للصالحين فحسب أم للناس جميعا بما فيهم الأشرار؟ علل رأيك.
3- ما الذي عرضه الملك على "أنتيغونا" ورفضته؟ وما المدهش في هذا العرض؟
4- ما حجة "أنتيغونا" في دفن اخيها؟ وما رأيك في هذه الحجة؟
5- وضح الصراع الذي يدور في نفس الملك "كريون" وخمن نتيجته: إعدام "أنتيغونا" أم العفو عنها، وعلل تخمينك.
6- قيم عاطفة أنتيغونا نحو أخيها.
7- هل نتبرأ من أحد أفراد أسرتنا إن ارتكب جرما، أم نحاول مساعدته ليسير في الطريق القويم؟ وضح رأيك وعلله.
8- هل تنتهي علاقتنا بمن نحب بعد موتهم؟ وضح رأيك.
9- الأخ و الأخت (ماكسيم غوركي):
"وضغط نيقولاي يد أخته بشدة وهو يودعها، فلفت انتباه الأم مرة أخرى تلك البساطة الهادئة المسيطرة على علاقاتهما. إنهما لا يتبادلان القبل، ولا يتناديان بأسماء تحبب، ولا يغدقان على بعضهما البعض مظاهر الحنان، وإن كانا أبدا يعنيان كل بأمر الآخر في كثير من العطف والود.
أما حيث عاشت الأم، فقد كان الناس يتبادلون القبل وعبارات الإكرام أبدا، ولكن يستمرون في الوقت نفسه يعضون بعضهم بعضا مثل الكلاب الجائعة."
الام ص 241
الاسئلة:
1- قارنت الأم (وهي ليست أمهما طبعا) بين علاقة الأخ بأخته وبين علاقة الناس في المنطقة التي كانت تعيش فيها فما كانت نتيجة المقارنة؟
2- ما اسم الرذيلة التي تنتقدها الكاتبة عند أبناء منطقتها؟ وضح إجابتك.
3- ما الفرق بين بساطة العلاقات وتعقدها؟ وكيف تصنف العلاقات في منطقتك، بسيطة أم معقدة؟ قيمها وانقدها.
10- الحماة والصهر (دوستويفسكي):
"فلسبب بعض الاعتبارات الخاصة، أعلمك بأنني أفكر في أن ابقى حيث أنا، الآن، بعد زواج أختك دونيا، فلا أسكن معها، وذلك بالرغم من أني متأكدة بأن بيوتر (خطيب ابنتها) سيجد في نفسه ما يدفعه إلى أن يطالبني بعدم مفارقة ابنتي وهذا طلب سأرفضه، طبعا... ورغم أنه لم يتحدث إلي، بعد، في هذا الموضوع، إلا أنه سيكون كذلك على ما يبدو.
"ومن اختباراتي الخاصة، ألاحظ أن الأصهرة لا يتمنون الخير لحمواتهم ولهذا فإني أفكر بالفعل، في أن أحتفظ بحريتي التامة، وباستقلالي المطلق، إلى جانب رغبتي في عدم إزعاجهما في منزلهما.
وإني لن تعوزني كسرة خبز آكلها، مادمت أما لولدين، مثلك ومثل دونيا، ولسوف أسكن بالقرب منكما معا."
الجريمة والعقاب(1) ص 57
الاسئلة:
1- لماذا قالت الأم في رسالتها إلى ابنها "راسكولينكوف" بأنها لا تريد أن تسكن مع ابنتها.
2- هل صحيح ما قالته الأم بأن "الأصهرة لا يتمنون الخير لحمواتهم" وهل هذا الحكم صالح في كل الحالات؟ علل رأيك.
3- ما السلوك الذي يجب أن تقوم به الحماة ليحبها الصهر؟ وما السلوك الذي يجب أن يقوم به الصهر لتحبه الحماة؟
4- ما رأيك في علاقة الصهر بالحماة في بلادنا، هل هي مقبولة، جيدة، سيئة؟ وضح رأيك.
تمرين2:
انسج باختصار علاقة أسرية بناء على إحدى الأفكار الواردة في هذا التمرين، أو بناء على فكرة من إبداعك، ملخصا مقومات طرفي العلاقة، ومبينا جوانبها الإيجابية والسلبية في بدايتها، ثم مظهرا تطورها من خلال الأحداث وماطرأ عليها من تغيير مع تحديد الأسباب.
1- الفكرة المستهدفة من بناء العلاقة:
ولتكن إحدى هذه الأفكار مثلا:
- علاقة أم بابنها المعاق ذهنيا ورعايتها له وتضحيتها من أجله، ورفضها وضعه في مصحة عقلية.
- أثر تعاون الأخوين في نجاحهما المادي والمعنوي.
- أثر ثقافة الأب ووعيه في تعلم ابنته ووصولها إلى أعلى المراتب. والعلاقة المبنية على كل فكرة من هذه الأفكار علاقة سوية تتميز بالوفاق والانسجام. وقد تكون الفكرة من ضمن مايأتي.
- أثر امستبداد الأب في ضعف شخصية الابن.
- أثر تدليل الأم لابنها في ميوعته وضياع مستقبله.
- أثر الانحراف الأخلاقي كالسرقة والمخدرات والقمار في انحلال الروابط العائلية. والعلاقة المبنية على كل فكرة من هذه الأفكار علاقة شاذة تؤول إلى الشقاق والخصام.
2- ملخص عن مقومات طرفي العلاقة:
يراعى تناسب بناء المقومات مع الفكرة المستهدفة.
3- بناء العلاقة:
أ- جوانبها الإيجابية: العطف والحنان والرعاية، الحب، الاحترام المتبادل، الثقة، التعاون في الأمور المادية والمعنوية...إلخ.
ويتم التركيز على الجوانب الإيجابية في العلاقة السوية.
ب- جوانبها السلبية: انعدام الحب، فقدان الاحترام، الخصام المستمر فقدان الثقة الغيرة، الصراع على المادة أو الإرث.
تمرين 3:
ادرس إحدى العلاقات الأسرية في الرواية أو المسرحية التي تطبق عليها، أو في أي رواية جزائرية أو عربية أو مترجمة وفق المخطط الآتي:
1- ملخص عن مقومات طرفي العلاقة.
2- تحليل العلاقة في بداية الرواية.
أ- جوانبها الإيجابية:
ب- جوانبها السلبية:
3- تطورها وتغيرها خلال الرواية.
4- تقييم العلاقة:
أ- إن كانت علاقة سوية أم شاذة مع التعليل.
ب- تحديد مسؤولية كل من الطرفين في هذه العلاقة، ومسؤولية الأطراف الأخرى أو العوامل الخارجية.
جـ- بيان العواطف التي أثارتها فينا هذه العلاقة: الإعجاب، الاستنكار، الإحتقار، الإشفاق، الأسى، الغضب.
د- تحديد هدف الكاتب من نسج هذه العلاقة.
لقراءة الفصل التالي انقر هنا: الفصل الخامس : العلاقات العاطفية- 1- الصداقة
لقراءة الفصل السابق انقر هنا: الفصل الرابع: الروابط الأسرية
للاطلاع على فصول الكتاب، انقر هنا: العلاقات الإنسانية
للاطلاع على الكتب الأخرى، انقر هنا: كتب أدبية وتربوية