من كتاب "العلاقات الإنسانية"
للكاتب: عبد الله خمّار
دراسة العلاقات الإنسانية
نموذج من دراسة علاقة الزواج
الهدف من دراسة العلاقات الإنسانية:
نحن ندرس العلاقات الإنسانية لهدفين : الأول، هو هدف كاتب الرواية نفسه، إذ أنه لم يقدم لنا هذه العلاقات للتسلية ولكن لنستطيع فهم أنفسنا وفهم من حولنا، وفي الوقت نفسه نقد ما لا يصلح من العلاقات الجائرة والمستغلة، والقائمة على التسلط أو العنصرية، أو التي لا تعترف بحقوق المرأة أو الطفل أو الفقير، أو العلاقات غير المتكافئة بسبب الجهل والتخلف، فدراسة هذه العلاقات تجعلنا نرى أنفسنا ومجتمعنا في المرآة، ونرى بعض الجمال في صورتنا فنرضى عنه، ونرى بعض القبح فنحاول استدراكه إن كان في مقدورنا، وردود فعلنا على هذه العلاقات تتراوح بين الرضى وبين النقد و كثيرا ما تصل إلى الاستنكار والغضب وهذه وظيفة الرواية أن ترينا عيوبنا في علاقاتنا اليومية.
والهدف الثاني هو أنها من العناصر الكاشفة للشخصية في الرواية و التي نعتمد عليها في تحليل الشخصية و فهم أبعادها المختلفة. كما أنها في الوقت نفسه تظهر لنا نظرة الكاتب لهذه العلاقات.
دراسة العلاقة:
الدراسة هي كما رأينا في كتاب "الشخصية" فحص وتحليل، فدراسة العلاقة إذن تحليل للبناء الذي أقامه الكاتب، واعتمد فيه على عوامل التوافق والانسجام وعوامل الاختلاف بين الشخصيتين، ثم استعراض للجوانب الايجابية والسلبية في هذه العلاقة وتطورها والمصير الذي آلت إليه في ختام الرواية، ثم تقييمها إن كانت فاشلة أو ناجحة مع بيان الأسباب وتحديد مسؤولية أحدهما او كليهما عن هذا الفشل. ثم إظهار العواطف التي تثيرها لدينا هذه العلاقة، وهل نتعاطف مع أحدهما أم مع الاثنين معا؟ وهل نلوم أحدهما؟ أم كليهما؟ أم نلوم الظروف غير المواتية. وتنتقل بعد ذلك إلى توضيح رسالة الكاتب وهدفه من بناء هذه العلاقة.
وقد توضحت لدينا إذن عناصر مخطط الدراسة الذي نقترحه على القارئ:
مخطط دراسة علاقة الزواج
أ- تحليل شخصيتيهما بالإجابة عن الأسئلة الآتية:
1- من هما؟ تحديد مقومات كل منهما الجسمية والنفسية والاجتماعية.
أولا: المظهر الخارجي (الجسم والثياب).
ثانيا: التكوين النفسي والاجتماعي:
أ- النشأة والبيئة. ب- الذكاء. جـ- الثقافة. د- الجانب الانفعالي الوجداني:
I- المزاج. II- الانفعالات. III- العواطف. IV- الطباع والسلوك.
2- ماذا يريدان؟ تحديد غاية كل منهما وهل هي سامية أم دنيئة؟
3- ما دوافعهما؟ تحديد دوافع كل منهما وهل هي نبيلة أم وضيعة؟
4- كيف؟ تحديد وسائل كل منهما. وهل هي شريفة واضحة أم حقيرة وملتوية؟
ملاحظة:
(قد درسنا هذا كله في الكتاب الأول، ويكتفى عند دراسة العلاقة بإيراد ملخص قصير لمقومات الشخصيتين).
ب-مقارنة مقومات الشخصيتين: بالإجابة عن الأسئلة التالية:
س1: ما عوامل الوفاق و الانسجام بينهما؟
س2: ما عوامل الاختلاف بينهما؟
جـ- تحليل العلاقة: بالإجابةعن الأسئلة الآتية
1: متى تم الزواج؟ وماهي طبيعته؟ زواج تقليدي، مصلحي، زواج حب، زواج بالإكراه؟
2: ما جوانبه الإيجابية؟
3: ما جوانبه السلبية؟
4: كيف تطورت العلاقة؟ وكيف انتهت في الرواية؟
د- تقييم العلاقة: بالإجابة عن الأسئلة الآتية:
1: هل كانت هذه العلاقة ناجحة أو فاشلة؟
2: ما أسباب نجاحها أو فشلها؟ وما مسؤولية كل من الطرفين في ذلك؟ وما مسؤولية الأطراف الآخرى؟
3: ما العواطف التي تثيرها لدى القارئ؟
4: ما رسالة الكاتب وماهدفه من نسج هذه العلاقة؟
مرحلة التنفيذ:
وعند تنفيذ هذا المخطط نتبع الخطوات الآتية:
1: جمع المعلومات عن الشخصيتين المدروستين من الرواية، وتصنيفها وتنظيمها وفق العناصر الواردة في تحليل الشخصية، وقد تعلمنا ذلك في الكتاب الأول من هذه السلسلة "الشخصية".
2: مقارنة مقومات الشخصيتين واستخراج عناصر الوفاق والاختلاف بينهما.
3: جمع المعلومات عن العلاقة بينهما منذ ابتدائها حتى انتهائها في الرواية، وتصنيفها وتنظيمها وتبويبها وفق العناصر الواردة في تحليل العلاقة.
4: كتابة الموضوع وذلك بتلخيص المقومات دون حاجة إلى الاستشهاد، وإيراد عناصر الوفاق والاختلاف ثم تحليل العلاقة بإيراد الجوانب الإيجابية والسلبية في العلاقة وتأثير عوامل الوفاق والاختلاف فيها، وذكر بعض الاستشهادات القصيرة، وكذلك استعراض تطور العلاقة بينهما بإيجاز.
5: كتابة تقييم العلاقة بناء على القناعة المستنتجة من تحليلها مع بعض الاستشهادات المختصرة.
6: بدء الموضوع بمقدمة تعرف بأهم العلاقات في الرواية، واسم الكاتب. وإنهاؤه بخاتمة تلخص تقييم العلاقة.
وهذا نموذج مدروس وفق المخطط السابق: انقر هنا: نموذج: السيد والجارية (نجيب محفوظ)
لقراءة الفصل التالي انقر هنا: الفصل الرابع: الروابط الأسرية
للاطلاع على فصول الكتاب، انقر هنا: العلاقات الإنسانية
للاطلاع على الكتب الأخرى، انقر هنا: كتب أدبية وتربوية