إذا ...

Si...

                        للشاعر الإنجليزي : روديارد كبلنج                                   

ترجمة : عبد الله خمّار

 

مطلع القصيدة الإنجليزية:

 "If you can keep your head when all about you  

Are losing theirs and blaming it on you; "


 

إذا اسْتطعْتَ أنْ تكونْ

عند الصِّعابِ هادئاً

وثابتَ الجَنانْ

والقوْمُ مِنْ حَوْلِكَ ذاهِلونْ

قدْ فقدوا صَوابَهُمْ

مِنْ شِدّةِ الأهْوالِ والأحْزانْ

ثمّ تلامُ أنتَ مِنْ دون ِالجَميعْ

فهلْ تراكَ تسْتطيعْ؟

***

إذا اسْتطعتَ أنْ تكونْ

ذا ثِقةٍ بالنّفس ِمالها نَظيرْ

والناسُ فيكَ ـ كلُهُمْ ـ يشكّكونْ

وَرَغْمَ ذا

تأخذ في الحُسْبان ِ ما حوَتْ شكوكُهُمْ

دونَ ادّعاءٍ أوْ غُرورْ

***

إذا استطعت الصبْرَ عِنْد الانتظارْ

مِنْ غيْر عَجْز ٍ وانهيارْ

وَلمْ تجار ِالكذْبَ بالكذْب ِوإنْ جنى عليْكْ

ولمْ تجار الكرْهَ بالكرْهِ وإنْ سَعى إليْكْْ

ولم تباهِ بالصّلاح والتقى

أوتتشدّقْ بالكلام ِ

حكمة ًومنطقا

***

إذا استطعتَ أنْ تكونَ

شاعريّاً حالما

مِنْ دون أنْ

تسْلِمَ للحُلم زمامَكْ

وعاقِلاً مفكّرا

تجِلُّ الرّأيَ دائما

مِنْ غيْر أن

تتخذ الفِكْرَ إمامَكْ

***

إذا استطعتَ أنْ

تواجهَ السّقوطَ والنّجاحْ

دونَ انْفِعالٍ

مِنْ سُرورٍ أوْ نُواحْ

وأنْ ترى وَجْهَيْهِما

المخادِعَيْنِ واحدا

رَغْمَ اختلافِ اسْمَيْهما

في الاصْطِلاحْ

***

إذا احتملتَ الاستماعْ

لكِلمَةِ الحقّ التي

أعلنتَها بكلّ صِدْقِ ويقينْ

قدْ زُيِّـفَت وهي تذاعْ

حَرّفََها رَهْطٌ

من الأوغادِ والمخادِعينْ

وبَرْقعوها بالقِناعْ

ليوقِعوا بالسّذج المُغفـّلينْ

***

إذا احْتمَلتَ أنْ ترى

ما قدْ أضَعْتَ في عُلاهُ العُمُرا

مُحَطّماً ، مُبَعْثرا

وقمْتَ تبني العُمُدَ المُهدّمَهْ

بعُدّةٍ مَفْلولةٍ مُثـلّمَهْ

***

إذا اسْتطعْتَ أنْ تخاطِرْ

بكُلِّ ما جَمَّعْتهُ

في العُمْرِ مِنْ مَكاسِبْ

في صَفقةٍ واحِدَةٍ

مَجْهولةِ العَواقِبْ

وكنْتَ فيها الخاسِرْ

وعُدْتَ ـ دونَ عُقدَةٍ ـ

إلى بدايَتِكْ

ولمْ تبُحْ أوتشْكُ قطُّ

مِن خَسارَتِكْ

***

إذا استطعْتَ أنْ تبُثّ

في عُروقِكَ الحَياة ْ

إذ ْهَرِمَ الجسْمُ

وأضحى كالرّفاتْ

وأنْ تحُثّ القلبَ والأعْصابْ

وأن تحضّ العضلاتْ

على التجَلّدِ والسّهَرْ

لبلوغ أهدافِ العُمُرْ

حتى وإنْ لمْ تبْقَ فيكَ

طاقة ٌسِوى الإرادَهْ

تدْعوكَ أنْ تواصِلْ

وتسْتمرَّ دونما هَوادَهْ

***

إذا استطعْتَ أنْ

تخالِطَ العَوامْ

وقدْ حفِظْتَ بيْنَهُمْ

لِـياقـَتكْ

وأنْ تجالِسَ

السّلاطينَ العِظامْ

ولمْ تضَيّعْ مَعَهُمْ

بَساطتكْ

***

إنْ كنتَ تلقى

هَجَماتِ أشْرَسِ الأعْداءْ

وطعْنَ خيْرِ الأصْدِقاءْ

دونَ امْتِعاض ٍ واسْتِياءْ

***

إنْ كنْتَ تولي الناسَ

ـ كُلَّ الناس ِـ وُدّاً

واعتباراً واحترامْ

ولم تبالِغْ مُبْدِياً

لِكائِن ٍ مَنْ كانَ

أقصى الاهْتِمامْ

***

إذا اسْتطعْتَ

مَلْءَ وَقتِكَ الثمينْ

بما يُساوي وَزْنهُ

مِنْ عَمَل ٍ بَنـّاءْ

وَجَعْلَ كُلِّ ساعَةٍ

في جَدْوَلِ الأيّام والسّنينْ

حافِلة ً بالجُهْدِ والعَطاءْ

***

فالأرْضُ كُلُّها لدَيْكْ

وخيْرُ ما فيها

سيصبحُ في يَدَيْكْ

وما يَظلُّ ـ يابُنَيَّ

ـ الأوّلا  والأفضَلا

مِنَ الكُنوزِ القيّمَهْ

أنـّكَ تغْدو رَجُلا

بكُلِّ مَعْنى الكَلِمَهْ

 

عبد الله خمّار

           من مجموعة "محطات عاطفية في رحلة العمر"                      

 محطات تربوية