فراق لا بدّ منه - نجيب محفوظ
Séparation Obligatoire - Nadjib Mahfuz
تمهيد للنص - بين الحب والواجب:
كانت الأميرة "أمنريدس" أسيرة عند الملك الفرعوني "احمس" بعد أن تغلب على أبيها ملك الهكسوس الذي كان يحتل مصر. ولكنه كان يحبها منذ أن كان متخفيا في زي التاجر "اسفينيس" وقد أرسل أبوها يفتديها بثلاثين ألف أسير من قوم احمس، وطلب منها الملك أن تبقى معه وتتزوجه:
""فهزت رأسها أسفا وقالت برقة: "اصغ إلي يا اسفينيس، ودعني ادعك بهذا الاسم العزيز لأنه أول اسم أحبه في دنياي، ما من الفراق بد... سنفترق... سنفترق... سنفترق... فأنت لا ترضى بالجود بثلاثين ألف أسير من قومك الذين تحبهم، ولا أنا أرضى بتقتيل أبي وقومي. فليحتمل كل منا نصيبه من الألم".
فنظر إليها بذهول وكأنه يأبى أن يكون كل نصيبه من الحب أن يرضى بالفراق وتحمل الألم، وقال لها برجاء: "امنريدس، لا تتعجلي اليأس وأشفقي من ذكر الفراق فإن جريه على لسانك في يسر يبعث الجنون في دمي... امنريدس... دعيني أطرق جميع الأبواب حتى باب أبيك، فماذا يكون لو طلبت إليه يدك؟"
فابتسمت ابتسامة حزينة وقالت وهي تمس يده برفق: "واأسفاه يا اسفينيس أنت لا تعي ما تقول، هل تظن أن أبي يقبل أن يزوج ابنته من الملك المظفر الذي قهره وقضى عليه بالنفي من البلاد التي ولد فيها وتربع على عرشها؟... أنا أعرف بأبي منك فليس ثمة فائدة ترجى، وما من وسيلة سوى الصبر..."
وأصغى إليها ذاهلا وكان يتساءل: "أحق أن التي تتكلم بهذا الصوت الخافت المنكسر الحزين هي الأميرة امنريدس التي لم تكن الدنيا تسعها جنونا واستهتارا وكبرا ؟" وبدا لعينيه كل شيء غريبا منكرا، فقال بغضب: "إن أصغر جندي من جنودي لا يهمل قلبه ولا يسمح لإنسان أن يفرق بينه وبين من يحب..."
-أنت ملك يا مولاي، والملوك أعظم الناس متعة وأثقلهم واجبا، كالشجرة الباسقة أوفى من الحشائش نصيبا من شعاع الشمس ونسائم الهواء، وأكثر تعرضا لثورة الريح واقتلاع الزوابع.
فأنّ أحمس قائلا: آه ما أشقانــــي..."
كفاح طيبة ص 703
الاسئلة:
1- سجل الانفعالات التي تدل على حب احمس للأميرة وحبها له.
2- ما الذي جعل الأميرة التي لم تكن الدنيا تسعها جنونا واستهتارا وكبرا تتكلم بصوت خافت منكسر حزين . ألأنها في حضرة الملك أم هناك سبب آخر؟ علل جوابك.
3- لماذا لم تسمع المرأة نداء قلبها، وتقبل الزواج من الملك احمس؟
4- من منهما كان أكثر هدوءاً وأرجح رزانة عند الفراق؟ وهل هذا طبيعي في نظرك؟ وعلام يدل؟
5- تنازل الملك إدوارد عن عرش انجلترا عام 1936 ليتزوج من المرأة التي يحبها. قارن بين موقفه وموقف الملك والأميرة في النص، وبين أي الموقفين تحبذه أنت. ولماذا؟