أبوّة السيد أحمد عبد الجواد - نجيب محفوظ

La Paternité Du Mr Abdeldjawad  -Nadjib Mahfuz

  "ودخل الإخوة الثلاثة تباعا فجلس ياسين إلى يمين أبيه، وفهمي إلى يساره، وكمال قبالته. جلس الإخوة في أدب وخشوع، خافضي الرؤوس كأنهم في صلاة جامعة."

  "ولم يكن أحد منهم ليجترئ على التحديق في وجه أبيه، وأكثر من هذا كانوا يتجنبون في محضره تبادل النظر أن يغلب أحدهم الابتسام لسبب أو لآخر فيعرض نفسه لزجرة مخيفة لا قبل له بها. ولم يكن يجمعهم بأبيهم إلا مجلس الفطور لأنهم يعودون إلى البيت عصرا بعد أن يكون السيد غادره إلى دكانه عقب تناول الغذاء والقيلولة، ثم لا يعود إليه إلا بعد منتصف الليل، وكانت الجلسة على قصر مدتها شديدة الوطأة على نفوسهم بما يلتزمون فيها من أدب عسكري إلى ما يركبهم من رهبة تضاعف حساسيتهم وتجعلهم عرضة للهفوات بطول تفكيرهم في تحاميها، فضلا عن أن الفطور نفسه يتم في جو يفسد عليهم تذوقه واستلذاذه، ولم يكن غريبا أن يقطع السيد الفترة القصيرة التي تسبق مجيء الأم بصينية الطعام في تفحص أبنائه بعين ناقدة حتى إذا عثر على خلل ولو تافه في هيئة أحدهم أو بقعة في ثوبه انهال عليه نهرا وتأنيبا."

 بين القصرين (1) ص 25

 

الاسئلة:

1- بم تميزت علاقة الأب بأبنائه؟ وضح ذلك بشواهد من النص.

2- هل تعتقد بأن السيد كان يكره أولاده أم يعتقد أن هذه هي الطريقة المثلى لتربيتهم؟

3- هل هو مهتم بتربية أولاده أم غير متفرغ لهم؟ ادعم إجابتك بشاهد من النص.

4- ما قاعدة التربية المثلى في نظرك. اللين أو الشدة أم أنك ترى رأيا آخر؟ وضح وعلل.

 

 

من كتاب: تقنيات الدراسة في الرواية: العلاقات الإنسانية

                     الفصل الرابع: جوانب متنوعة من الروابط الأسرية