الغيرة - وليم شكسبير

La Jalousie -Wiliam Shakespeare

       

 " ياغو:  ... آه، احذر الغيرة!

        إنها الوحش الأخضر العينين الذي يهزأ

        من الطعام الذي يفترسه. سعيدا يعيش الزوج المخدوع

        إذا تحقق من حاله، ولم يحب ظالمته

        ولكن ما ألعن الدقائق التي يعدها عدا

        ذاك الذي يعشق ولكنه يشك ـ يرتاب، ولكنه دنف موله.

عطيل: يا للبؤس!

ياغـــو: الفقر مع القناعة غنى، غنى كاف.

          أما الغنى الطائل ففقر مدقع كالشتاء

          لمن كان دوما يخشى مجيء الفقـــر.

          أيتها السماء الخيرة، ادفعي الغيرة

          عن أرواح عشيرتي!

عطيــــل: فيـــم، فيـــم هذا ؟

          أتحسب أنني سأجعل من الغيــرة حياة لي،

          فأتابع دوما تغيرات القمـــر

          بشبهات جديدة؟ كلا: الارتياب مرة واحدة

          هو الحســـم مرة واحدة، استبدلني بتيس

          إن كنت سأشغل روحي

          بالتكهنات المنفوثة الكريهـــة التي

          تتفق وما قلت، لن يجعلني أغــــار

         أن يقال عن زوجتي إنها جميلة، تأكل طيبا، تحب العشرة.

        طليقة الكلام، تحسن الغناء والعزف والرقص،

        حيثما الفضيلة، فإن هذا فضلا من الروعــــة

        ولن أستمد من محاسني الضعيفة

        أقل ريبــة أو خشية من خيانتها،

        فقـــد كان لها عينان وتخيرتني، لا يا ياغو،

        أريـــد أن أرى قبل أن أشك، وأتثبت إن شككت.

        وعنـــد التثبت فليس ثمة إلا

        الإطاحــــة حالا بالحب أو بالغيرة!

ياغـــو: يسرني ذلك لأن لي العــذر الآن

        في أن ابدي لك ما أضمــــر من حب وواجب.

        بــروح من الصراحة أكبر، ولذلك، لالتزامي إياك،

        تقبلها مني، أنـــا لا أتحدث عن البرهــــان

        انتبــــه إلى زوجتك، لاحظها جيدا مع "كاسيو".

        واجعل عينيك هكذا: لا غيورا ولا واثقا،

        لــــن أرضى لــك، بطبعـــك النبيل السمح،

        أن تخدع، لطيبة ذاتك. انتبــــه.

        إنـــي أعرف طرائق بلدنا حق المعرفـــة:

        فالنساء في البندقيــة يسمحن للسماء أن ترى الألا عيب.

        التي لا يجسرن على أن يرينها أزواجهــــن.

        خيــــر الضميـــر عندهن

        لا أن يحجمن عن فعــل الشيء، بل أن يبقينه مجهولا.

عطيـــــل: أهكــذا تقـــول؟

ياغــــــو: لقد خدعت أباهـــا بالزواج منك.

        وحيـــن بدت أنها ترتجف وتخشى نظراتـــك،

        كانت شديدة التعلق بها

عطيـــــل: بالضبــط "

                                مأســـاة عطيل ص 128

 

الاسئلة :

1- هل جانب الغيرة خطر في العلاقة الزوجية؟ علل رأيك وبين أي أسس الزواج تزعزعها الغيرة؟

2- يقال: إن هناك نوعان من الغيرة: الطبيعية والمرضية، فهل توافق على هذا القول؟ وضح.

3- هل تعتقد أن ياغو صادق أم كاذب في تلميحه لخيانة زوجة عطيل؟ وهل نجح في إثارة عاطفة الغيرة عنده؟

4- اسم المسرحية "مأساة عطيل" يوحي بنهاية حزينة لها، فهل تستطيع تخيل هذه النهاية؟ إقرأ المسرحية وقارن بين نهايتها والنهاية التي تخيلتها.

 

من كتاب: تقنيات الدراسة في الرواية: العلاقات الإنسانية

                     الفصل الثاني: وجوه متنوعة من علاقات الزواج