الإضراب
La Grève
تمهيد للنص:
يواجه عرفان المدير الجديد للفندق في هذا النص الذي اقتطفناه من المشهد الخامس من الفصل الثاني تمردا من عمال الفندق بتحريض من مخلوف مدير الموظفين ونديم ممون الفندق وسمير المحاسب وذلك احتجاجا على قراره بإلغاء الملهى والكازينو وتحويلهما إلى مسرح راق وناد للشطرنج:
المشهد الخامس
[ تضاء أنوار قاعة الاستقبال ونرى فيها سالم موظف الاستقبال في الفندق وابن عمه صالح السكرتير. يطلب سالم من صالح أن يساعده في تعليق لافتة كتب عليها: "إضراب إلى إشعار آخر فوق لوحة المفاتيح"]
صالح [ يسأله وهو يعلق معه اللافتة]: لماذا تريد أن تقف مع المضربين؟ أليس الأفضل أن تدعم الأستاذ عرفان الذي يريد إصلاح الفندق؟
سالم [ بسخرية]: هل هذا هو المدير الذي سيصلح شؤون الفندق؟! ألا ترى أنه يهدمه على رؤوسنا.
صالح: ألم تكن تشتكي دائما من الفساد؟
سالم: صحيح ولكني لا أراهن على حصان خاسر. نديم هذا يستطيع أن يرسل عرفان إلى ما وراء الشمس ومخلوف من أمكر وأخبث من عرفتهم، وهذان الإثنان لا يمكن لأحد أن يقاومهما. خذ نصيحتي وقف معهما لتكسب. لو كان أستاذك عاقلا لتعلم منهما طريقة الإدارة.
صالح: تقصد أن يتعلم منهما الفساد.
سالم: الفساد جزء من الإدارة لا يمكن القضاء عليه.
صالح: أهذا رأيك؟
سالم: بل هو منطق الحياة الذي لا تعلمه المدارس. صحيح أن ابن عمك لا يحمل إلا الشهادة الابتدائية ولكنه تعلم في مدرسة الحياة. خذها نصيحة: احذر أن تلعب بورقة خاسرة.
صالح: أنا لا أفكر بالربح والخسارة حين أقف مع الحق.
[ يبدأ عمال الفندق بالتجمع بما فيهم عمال الكازينو والملهى في بهو الفندق متوقفين عن العمل. ويدخل معهم مخلوف وسمير].
مخلوف [ يهتف فيهم بصوت جهوري]: ماذا تريدون؟
الجميع [ بصوت واحد]: إلغاء كل القرارات أو استقالة المدير.
[ يخرج الأستاذ عرفان من مكتبه وبيده ورقة، ويقف أمامهم وهم يهتفون وينتظرهم حتى يهدؤوا فيخاطبهم].
عرفان: إخواني، كلفني صاحب الفندق بتسييره، وقد حملت أمانة وأحاول بكل جهدي أن أقوم بها على أكمل وجه، ولن أظلم أحدا منكم ولكن التسيير مهمتي ولن أسمح لأحد بالتدخل فيه. المركب لا يسيره إلا ربان واحد، وبيني وبينكم القانون واللوائح، فإن ظلمت أحدا منكم فليعلمني بذلك وأنا أرفع عنه هذا الظلم، ولكن إياكم أن تستمعوا لمن يريدون أن يغطوا اختلاساتهم وتلاعباتهم بإثارة المشاكل. لن أستطيع التحدث معكم جميعا وتحت التهديد. إذا كنتم تريدون مناقشتي في أي موضوع فاختاروا من يمثلكم لمقابلتي. من اليوم مخلوف وسمير موقوفان عن العمل حتى يتم التحقيق معهما في حسابات الفندق. تعال ياصالح علق هذا القرار في اللوحة مع القرارات الأخرى. [ يناول عرفان صالح الورقة التي في يده ثم يخاطب مخلوف وسالم]: إذا كانت هذه القرارات مخالفة للقوانين واللوائح فأمامكما المحكمة. [ يخاطب العمال من جديد]: كل من يؤازر مخلوف وسمير سأتهمه رسميا بالتواطؤ معهما، أما من كان بريئا فليعد إلى عمله وليحافظ عليه بصدق وأمانة. سأدخل إلى مكتبي وسأخرج بعد خمس دقائق للقيام بجولة تفتيشية في الفندق وأريد أن أرى كلا منكم على رأس عمله، وأحب أن أتعامل معكم كإخوة ومكتبي مفتوح لكم دائما.
[ يدخل الأستاذ عرفان إلى مكتبه].
مخلوف [ يخاطب العمال بصوت جهوري]: إياكم أن تستمعوا إليه، هذا انقلاب على الشرعية. يجب أن نبقى جميعا يدا واحدة.
[ وما إن انتهى من عبارته حتى وجد نفسه مع سمير وحيدين فانسحب وهو يهز رأسه وتبعه سمير. أما سالم فاختفى خلف الكونطوار ثم رفع رأسه قليلا ليراقب الوضع ولما ذهب مخلوف وسمير أسرع سالم ليقف خلف الكونطوار ويفتح السجل ثم يضع الكرسي ويصعد عليه ويحاول نزع لوحة الإضراب ولكنه لم يستطع وحده وفوجئ بسمير يعود ويساعده في نزع اللوحة. خرج عرفان من باب المكتب فاستقبله سمير محاولا الدفاع عن نفسه].
سمير: لم أكن مسؤولا عن الحسابات وحدي. مخلوف هو الذي كان يأتيني بأوامر الصرف لأوقعها وكنت أعتقد أن صاحب الفندق على علم بما يجري.
عرفان [ معلقاً بجملة واحدة]: سنرى ذلك فيما بعد.
تطفأ الأضواء.
"مسرحية فندق الأحلام الوردية" - "الفصل الثاني"
الأسئلة:
1- لماذا يعتقد سالم أن عرفان لا يستطيع إصلاح الفندق؟
2- هل توافق على ما قاله بأن الفساد جزء من الإدارة لا يمكن القضاء عليه؟ علل إجابتك.
3- ما رأيك في موقف صالح الذي يقف مع الحق دون النظر إلى الربح والخسارة؟
4- كيف واجه عرفان الإضراب؟ وما سبب نجاحه في المواجهة؟
5- ما الذي تغير في موقف سالم وسمير بعد كلمة عرفان؟ وماذا يكشف لك ذلك من صفات كل منهما؟
6- ماذا نسمي من ينادي بالإصلاح بلسانه ويقف مع الفساد بكل قوته؟
7- متى يكون إضراب العمال مشروعا؟ ومتى يكون غير مشروع؟
8- هل تعتقد أن إضراب عمال الفندق مشروع أم غير مشروع؟ علل رأيك.
9- ما الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدير النزيه لينجح في الإدارة؟ وهل يكشف لك هذا المشهد عن بعضها؟ بينها مستشهدا بما ورد في الحوار.