صداقة الفكر - نجيب محفوظ
L'Amitié Intellectuelle - Nadjib Mahfouz
يصف لنا الكاتب صداقة كمال عبد الجواد المسلم ورياض قلدس المسيحي القبطي:
"ولم يكن كمال قد وجد صعوبة في جذب رياض قلدس إلى حي الحسين، أجل، كان غريبا عن الحي، ولكنه وجد من نفسه شوقا إلى التقلب في أنحائه، والجلوس في مقاهيه، وكان قد مضى على تعارفهما في مجلة الفكر أكثر من عام ونصف عام، لم يمر أسبوع خلاله دون أن يتقابلا مرة أو مرتين، بخلاف العطلة التي تجمع بينهما كل مساء على وجه التقريب في مجلة الفكر،أو بيت بين القصرين، أو بيت رياض بمنشية البكري، أو مقاهي عماد الدين، أو قهوة الحسين الكبرى التي لجأ إليها كمال بعد أن أتت المعاول على قهوة أحمد عبده التاريخية فمحتها من الوجود إلى الأبد. كانا سعيدين بصداقتهما، وقد قال كمال لنفسه مرة "جعلت أفتقد حسين شداد أعواما، وظل مكانه شاغرا، حتى ملأه رياض قلدس" ففي محضره تستيقظ روحه، وتستشعر ذلك الانبثاق الذي يبلغ نشوته في عناق الفكر المتبادل، هذا على الرغم من أنهما لم يكونا شيئا واحدا. وإن كانا متكاملين فيما بدا، وظلت صداقتهما شعورا متبادلا في صمت، لم ينوها به، فلم يقل أحدهما للآخر: "أنت الصديق" ولا قال له: "لا أتصور الحياة بدونك" ولكن كان ذلك."
السكرية ص 166
الاسئلة:
1- هل كانت صداقة كمال ورياض صداقة فكر فحسب، أم صداقة عاطفية أيضا؟ علل جوابك بشاهد من النص.
2- هل التماثل في المستوى الفكري يعزز الصداقة؟ أم لا تأثير له عليها؟ علل جوابك.
3- ما معنى قول الكاتب "على الرغم من أنهما لم يكونا شيئا واحدا، وإن كانا متكاملين فيما بدا"؟ و هل يمكن أن تقوم صداقة بين اثنين يختلفان في الطباع والمزاج؟ وكيف؟ وضح جوابك.
4- ما الوسيلة الفعالة للتعبير عن شعور الصديق نحو صديقه؟
5- لماذا لا يشكل الاختلاف الديني أو الطائفي عقبة في طريق الصداقة عند المثقفين؟ وضح.