اللجوء السياسي
L'asile politique
حمل لي ساعي البريد رسالة مسجلة، غريبة وسميكة. نظرت إلى الطوابع فإذا هي من العراق، واسم المرسل ك. أ. إنها من كاظم أصلان ما في ذلك شك. فتحت الرسالة فوجدتها مكتوبة بخط صغير أنيق، في تسع ورقات من الوجه والخلف. كانت الرسالة مشوشة في أفكارها وفيها تكرار وتناقض، ينتقل فيها أصلان من موضوع إلى موضوع. وقدم لي في إحدى فقراتها نصيحة قال فيها:
"إذا عملت بالسياسة إياك ثم إياك واللجوء السياسي. أنْ تُسجَنَ في بلدك وتُعَذب خير لك من جحيم اللجوء، لأنك ستصبح جاسوسا بالمجان. يسألك من يستضيفك عن أقرب الناس إليك، ويطلب منك معلومات دقيقة بحجة خدمة المبادئ. وفي الحقيقة أنت تخدم مصالح المخابرات في بلد اللجوء، وتتعود على كتابة التقارير المنتظمة لهم ليقدموا لك الطعام والمأوى. الأممية مازالت حلما بعيد المنال، وكل نظام يسعى لمصلحته الخاصة. وإذا اضطررت لترك بلادك فعليك أن تعمل وتأكل من عرق جبينك، فليس هناك من يعطيك راتبا لوجه الله. لقد جربت اللجوء في الاتحاد السوفياتي، وتشيكوسلوفاكيا، والمجر، وأعرف ما أقول". لكنه يدافع عن الاتحاد السوفياتي والدول الشيوعية في فقرة أخرى: "وقف الاتحاد السوفياتي والدول الشيوعية في وجه الظلم، وساعدوا الدول المستعمرة في كفاحها لنيل استقلالها. وكان المستعمرون مع الأسف ممن يسمون أنفسهم العالم الحر، وهذا أمر لا يجب أن تنساه الدول المستضعفة".
عبد الله خمّار
من رواية "جرس الدّخول إلى الحصّة"