ما الـّذي فيكِ تَـغـّيّـر ؟

 

*1*

لستُ أدْري

ما الذي فيكِ تغيَّرْ؟

كنْتِ أبْهى! كنتِ أنْضَرْ!

كانَ في عَيْنيْكِ ومْضٌ

يَخْطِفُ القلبَ ويَبْهَرْ!

كانَ في وَجْهكِ سِحْرٌ

آسِرٌ يُغوي ويَقْهَرْ!

كانَ في حُسْنِكِ شَيْءٌ

مِنْ أميراتِ

حَكايا ألفِ ليْلهْ

كنتِ أحْلى ألفَ مرّهْ

كنتِ ممّا أبدعَ الشّعراءُ

في وصْفِكِ أشْعَرْ

كنتِ لي كنْزاً

يساوي ألف عُمْر ٍِ

كنتِ أغلى،كنتِ أبْهَرْ

صِرْتِ مَحْضَ امرأة ٍ

عادِيّةِ العبْنين ِوالشفتين ِ

أنثى

أيّ أنثى..ليسَ أكثرْ

لمْ يَعُدْ وجهُكِ دنيا

مِنْ ضِياءٍ وَجمال وَبَهاءْ

لم تعدْ عيْناكِ ومْضاً

فيه سِحْرُ الفجْر..

أحلامُ المَساءْ

لمْ يعد همسُكِ أنْغاماً

تجودُ بها السّماءْ

*2*

ياإلهي! كلُّ هذا السّحْر ِ

في وَمْضَةِ عَيْن ِ يتبخّرْ؟!

كلّ هذا الوَجْدِ حَلمٌ؟!

كلّهُ وَهْمٌ تلاشى وتكسّرْ؟!

فإذا الحالِمُ يَصْحو

وإذا الواهِمُ مِنْ وَهْم ٍ تحرّرْ

كنتِ في عيْني أعَزَّ الناس ِ

أحْلى النّاس ِ،أغلاهُمْ وأنْدَرْ

صَرْتِ مَحْضَ امْرَأةٍ

عاديّةِ العينين والشفتين ِ

 أنثى

أيّ أنثى..ليسَ أكثرْ

لمْ يَعُدْ نورُكِ باهِرْ

لمْ يَعُدْ حُسْنُكِ قاهِرْ

لمْ يَعُدْ صَوْتكِ آسِرْ

*3*

كنتِ في عيْني أرقّ الناس ِ

أنْـقى الناس أذكاهمْ وأمهرْ

فإذا أنْتِ كما الناس مزايا

وَعُيوباً ليْسَ أكثرْ

لستِ أرقى لستِ أطْهرْ

لمْ يَعُدْ قوْلكِ فصْلا

لمْ يَعُدْ وُدُّ كِ فضْلا

لم يعد ظلمُكِ عَدْلا

*4*

نَحْنُ في مُفْتَرَق الدّرْبِ

وَحيدان ِ غَريبان ِ كما كنّا

في خُطانا نتعثـَّرْ

يبس الحُلمُ وكمْ عشناه أخضَرْ

وَخبا العُمرُ وَأقفَرْ

فوَداعاً

يا مُنى الأمْس ِ وداعا

صِرْتِ ذِكْرى لِزَمان ٍ

خيّر ٍ وَلّى وَضاعا

كنتِ حلماً مُزْهِراً

حبّذا لوْ كانَ أثمَرْ

كنتِ وَهْماً رائِعاً

ليْتهُ دامَ وَعَمَّرْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

                                                              عبد الله خمّار

من المجموعة الشعرية "محطات عاطفية في رحلة العمر"

 للاطلاع على قصائد هذه المجموعة، انقر هنا: محطات عاطفية

للاطلاع على الأشعار الأخرى للكاتب انقر هنا:  الأعمال الشعريّة