الـثـَّوبُ  الـجَـديد

*1*

مُبارَكٌ عَليْكِ ثوْبُكِ الجَديدْ

مبارَكٌ عَليْكِِ حُلْمُكِ

المُوَهَّجُ الوَليدْ

يا مَوْعِداً نَطرْتُ أنْ

يُزْهِرَ في الرَّبيعْ

يا بَسْمَة ً دافِئة ً

جَمَّدَها الصَّـقيعْ

يا امْرَأة ًعَرّش في عُروقِها

شرَّ شَ في أعْماقِها

عشّشَ في أحْداقِها السَّـأمْ

يسْكُنُها مِنْ رَأسِها إلى القدَمْ

يُذبل ما تخْزنُهُ مِنَ الرُّؤى

يبهتُ بهْجَة َالحُلُمْ

يا امْرأة ً تبَدِّلُ الأثوابَ

كلَّ يَوْمْ

مِثلما تبَدِّلُ الأحْلامْ

كلَّ يومْ

لتقهر السّأمْ

لِتقتلَ الرّوتين والرّتابَهْ

وتمْحُوَ الكآبَه

*2*

وثوبك القديم لمْ

يزلْ معلّقاً على الجدارْ

بجانِب "العِشْرينَةِ"الأخرى التي

جَلّلها النِّسيانُ والغُبارْ

ولمْ يَزلْ "كُمّاهُ" يَحْلمان ِأنْ

يُعانِقا الحَياة َ وَالنَّهارْ

*3*

أتذ ْكُرينَ إذ ْ رَأيْتِهِ مُعَلّـقا ؟

في مَعْرض الأثوابْ

أوَّلَ ما عَرَفتِهِ

كانَ جَديداً ألِقا

يَجْتذِ بُ الأنْظارَ والإعجابْ

وَقدْ رَأى بَريقَ ناظِرَيْكِ

مِنْ بَعيدْ

مُعْجَبَة ً بقدِّهِ

بطولِهِ وَعَرْضِهِ

بجنْسِهِ،بلوْنِهِ

هتفتِ حينذاك:"قد وجدْ تـُهُ

هذا الذي أبْحَثُ عَنْهُ !

آهِ لوْ مَلكْتـُهُ !

تبْهرُني الأزْرارُ

يا مَواسِمَ الذ َّهَبْ !

تأسُرُني الخيوط ُ

يا تأ لّـقَ القصَبْ !

يَجْذِ بُني قـُماشهُ الأصيلْ

تسْحرُني بَساطة ُالتـَّّفصيلْ

وجدتُهُ.وجدتُهُ

وآهِ لوْ ملكتهُ ! "

*4*

وكانَ ما أرَدْتِ وامْتلكتِهِ

وَأصْبَحَتْ قبَّـتهُ

قِلادَة ً لِجيدِكِ المَرْمَرْ

وَلامَسَتْ خيوطهُ

بَشْرَتكِ السُكّرْ

وكانَ ما أرَدْتِ وامتلكتِهِ

والآنَ قدْ مَللتِهِ

أهملتِهِ،رميْتِهِ

لغُربَةِ الظّلام ِ

والنّسيان ِ والعَدَمْ

لأنّ عيْنيْكِ اللتيْن ِ

خبَتا من السّأمْ

أيْقظَ فيهما البَريقَ

من جَديدْ

ثوْبٌ مُزرْكَشٌ بهيجْ

حلمٌ ملوّنٌ الوهيجْ

فلتعذري

غرور ثوبك القديمْ

إذْ ظنّ أنّه المُفَضّل الوحيدْ

وأنَّه الطّارفُ والتـَّليدْ

لأنّه لمْ يَعْرف المَللْ

ولمْ تعابِثْ حُلمَهُ

أصابعُ السّأمْ

لكنّه الآن ارتمى

مُعَلّقاً على الجدارْ

يوجعُهُ البَرْدُ والانْتِظارْ

وَيَعْتلي قبّتهُ

أزرارَهُ،خيوطهُ الغُبارْ

وربّما لنْ تبْخل الأيّام بالتي

تعيدُ لمْعَة الذّهَبْ

وَتبْعَث الحَياة َ والبَهاءَ في القصَبْ

*5*

مُبارَكٌ عَليْكِ ثوْبُكِ الجَديدْ

ياقِصّة ً قدْ انتهَتْ

كغَيْرها مِنَ القِصَصْ

وَخَلّفتْ غُصَصْ

*6*

قدْ انْتهَتْ قِصَّـتـُنا

ما عاد في شُطآنها

مرافىءٌ لأحْرُف ٍ جَديدهْ

ترَنَّحَتْ أجْنِحَة ُ الإلْهام ِ

دونَ أنْ تعانِقَ الرُّؤى

وأ ُجْهِضَتْ مِنْ قبْل أنْ

تكتمِلَ الحِكايَةُ الوَليدَهْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                       عبد الله خمّار

من المجموعة الشعرية "محطات عاطفية في رحلة العمر"

 للاطلاع على قصائد هذه المجموعة، انقر هنا: محطات عاطفية

للاطلاع على الأشعار الأخرى للكاتب انقر هنا:  الأعمال الشعريّة