مَـسيرةُ الخِـيام

*1*

مُخيفَة ٌ مَسيرَةُ الخِيامْ

مُرْعِِبة مَسيرَة الخِيامْ

قوافلٌ غاضِبَة ٌ يُشفِقُ مِنْ  زِحامِها الزِّحامْ

تكْنُسُ في طريقِها الأقزامَ والحُكّامَ والأزلامْ

وتوقِظُ الضّمائِرَ التي

غفَتْ عِشرين عامْ

*2*

مُضْنِيَة ٌدُروبُها مَسيرة الخِيامْ

طويلة أيّامُها مسيرة الخيامْ

مسيرة الخيام لمْ تحُطّ رَحْلها

مِنْ أكثرَ من عِشرينَ عامْ

عشرونَ عامْ

تبحث عن ربوعِها الخِيامْ

عشرون عاماً

والظّلامُ يكْنفُ الدّروبْ

والخيام لم تصلْ إلى الرّبوعْ

ضلّلها الذين قد تصدّروا

طليعة المسيرهْ

وكُلِّفوا حِراسَة الخِيامْ

وحينَ بانتْ الدّروبْ

وانْحَسَرَ الظّلامْ

وَعَرَفتْ طريقَها الخِيامْ

تآمرَ الذينَ كُلِّفوا

حِراسَة المسيرهْ

ليُغْرقوا الخيامَ بالدّماءْ

 *3*

لرُبّما يقرّرُ الكِبارْ

يقرّرُ الذينَ يحْسَبونَ

أنّهمْ كِبارْ

وأنّ في أيديهمُ

المُقدَّراتُ والزّمامْ

لربّما يقرّرونَ

أنْ يُرَفْرفَ السّلامْ

وينتهي النِّزاعُ والخِصامْ

ورُبّما ينفّذ الصِّغارُ

ما قرّرَهُ الكِبارْ

ويُؤْمِنونَ أنّ الصّلْحَ

سَيّدُ الأحْكامْ

وَيَرْجعونَ خَطوتيْنِ للوَراءِ

دونَ أنْ يُفكِّروا

بخَطْوةٍ إلى الأمامْ

لرُبّما،ورُبّما

وألفُ ألفِ رُبّما

لكنّما الكبارُ والصِّغارْ

إذْ يحْلمونَ بالحدودِ الآمِنَهْ

وبالسّلامْ

لمْ يُدْركوا بأنّهُ

لنْ يولدَ السّلامُ

قبلَ أنْ يَمُرَّ بالخيامْ

لنْ يولَدَ السّلامُ قبل أنْ

تسهمَ في مَخاضِهِ الخِيامْ

*4*

ماضِية في زحْفِها

مسيرَة الخِيامْ

تكْنُسُ في طريقِها

الأقزام والأزلامْ

وتطحَنُ الظّنونَ والأوْهامْ

وتوقِظُ الضّمائرَ التي غفتْ  أكثرَ مِنْ عِشرينَ عامْ

ماضية ٌ تغزلُ من دِمائِها

فجْرَ السّلامْ

فجْرَ سَلام ٍ عادل ٍ

تورقُ في ظِلالِهِ المَحَبّهْ

ويلتقي الأحبّهْ

بعدَ فِراق ٍ

جاوَز العِشرينَ عامْ

ساعَتها سيولدُ السّلامْ

وتنتهي جَحافِل الظّلامْ

ساعَتها..

تحُطّ ُرَحْلها مَسيرَةُ الخِيامْ

 

*نشرت في جريدة الشّعب يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                                  عبد الله خمّار

من المجموعة الشعرية "محطات عاطفية في رحلة العمر"

 للاطلاع على قصائد هذه المجموعة، انقر هنا: محطات عاطفية

للاطلاع على الأشعار الأخرى للكاتب انقر هنا:  الأعمال الشعريّة