أنا بِنْتُ الجَزائِر
سأمضي، لنْ أكفّ عن المسير ِ إلى أن يغتدي بيدي مصيري
أنا بنتُ الجزائـر فانظـُروني وقد حطّمتُ أصفادي وسوري
سئمتُ من الحياةِ بدون معنىً حبيسة مَخْدعي،سِجني الصّغير ِ
سئمتُ من الجواهـر واللآلي سئمتُ من الحُلِيِّ. من الحريرِ ِ
سئمتُ من التّـزيّن والعـطور ِ ويُقْـرَن ذكر إسمي بالسّرير ِ
تُهانُ كـرامتي ويُـباعُ لحمي بأثـمان ٍ تـسمّـى بالمهور ِ
أعيش بعيدة عن روح عصري وأشْغَـلُ بالسّفاسفِ والقشور ِ
خرافات العـجائـز كـلّ يوم ٍ تعشّشُ دون وعي ٍفي ضميري
أصَـدّ ِقُ بالهـدايا والنّـذور ِ وأومن بالسّـحور وبالبخور ِ
سَئِمْتُ تخلّـفي وكرهت جهلي وثرت لوضعي المزري الحقير ِ
وجئت لمعـهدي لأقيم صرحاً من الأخـلا ق والعـلم الوفير ِ
وأرقى للـعـلى كـيـما أؤدّي أمانة موطني الغـالي النّضير ِ
بجدّي واجتـهادي سوف أرقى وليـس الجـدّ بالأمر العسير ِ
فـداري دار تربـية وفـكـر ٍ وداري دار إشـرا ق ٍ ونـور ِ
ومـعـهـدنا لأمّـتـنا رجاءٌ وفي الظّـلماتِ كالبـدر المنير ِ
يضيء لجـيـلنـا أنوارَ هدْي ٍ ويمحو ظـلمة الجهـل المرير ِ
سأحيـا فيه أكـتسبُ ا لمعالي كتـابي سلوتي،درسي سميري
فـفي الآداب أدرسُ فكْرَ قومي وأحفـظ شعرَهُمْ عبْرَ العُصور ِ
وفي التـاريخ أشْهدُ ما أ قاموا على مَـرِّ الممالِـكِ والدّهـور ِ
يُنـَمّي الرّسمُ إحساسي وذوْقي وفي الأشغال تهذيبُ ا لشّـعور ِ
بحورَ العلم إنّي اليوم عَطـْشى لأغـرفَ من ملـذّاتِ البُحـور ِ
سأمضي، لن أكفّ عن المسير ِ إلى أنْ يغتـدي بيدي مصيري
* كتبت هذه القصيدة بمناسبة الحفلة السنويّة لثانويّة عائشة للبنات عام 1968، وألقتها إحدى الطالبات.
عبد الله خمّار
من المجموعة الشعرية "محطات عاطفية في رحلة العمر"
للاطلاع على قصائد هذه المجموعة، انقر هنا: محطات عاطفية
للاطلاع على الأشعار الأخرى للكاتب انقر هنا: الأعمال الشعريّة