مَـحـَطّـاتُ رثـاءِ الأحِـبَّة
المحتويات:
1- صبر جميل.
2- كانت دوحة غناء.
3- وكنزاً قد أضعناه.
ريْحانة النّساء
إلى روح خالتي الحبيبة السيدة حبيبة العروسي
*1*
رحَلْتِ ياريحانة النّساءْ
ومعدن الطّهر ِ والنَّـقاءْ
رحلتِ فارتحل الهناءْ
وغِبْتِ فانحسَرَ الضِّياءْ
وذوَتْ أزاهيرُ المحبّة
والوفاءْ
فلْتُنْذَرْ العيونُ للبكاءْ
ولْتُنْذرْ الأفواهُ والأكفُّ
للنُّدْبَةِ والعويلْ
ولتنذر الثيابُ للسّوادْ
ولتنذر القلوبُ للحدادْ
والنّفسُ للحُزْن الطويلْ
فالعُمر بعدكِ موحِشٌ
والبِشْرُ بعدكِ مستحيلْ
صبْرٌ جميلْ
صبْرٌ جميلْ
ياراحلين إلى اللقاءْ
فالكلّ محكومٌ علينا
بالرّحيلْ
*2*
رحلت ياكنْزَ الصّغار
والكبارْ
وكنتِ نوعاً نادراً
من النّساءْ
كنُدْرةِ اللّؤلؤ ِ
في البحارْ
فليَبْكِكِ الأحبابُ والأغرابْ
فكلّهم عاشوا بقلبكْ
وكلهم نعِموا بحُبّكْ
يبكون فيك على الوَفاءْ
على المروءة والتّفاني
والسّخاءْ
في زَمَن ٍ نذل ٍ
أنانيٍّ بخيلْ
صبرٌ جميلْ
صبْرٌ جميلْ
يا منتهى أحزانِنا ياراحِلهْ
سنلتقي
فكلنا ينتظر الرّحيلْ
وربّما غداً تقوم القافلهْ
أو بعد عمر
مرهق طويلْ
فكلنا ننتظر الرّحيلْ
*3*
إن كان لا يُجْدي البكاءُ
فما الدّواءْ؟
أو كان لا يجدي العويلُ
فما البديلْ؟
صَبْرٌ جَميلْ
صَبْرٌ جَميلْ
فلتدمع العيون في
قراءة القرآنْ
ولتخشع القلوب للرّحمنْ
لتسكن الأحزانْ
ولتضرع الأكفّ بالدّعاءْ
خيرٌ من البكاءِ
والعويلْ
صبْرٌ جَميلْ
صبْرٌ جَميلْ
نفذ القضاءْ
ولم نشأ والله شاءْ
ياربِّ ألهمنا العزاءْ
والصّبرَ في
هذي المصيبهْ
وارحم فقيدتنا حبيبهْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* 21 سبتمبر1985
كـانـَتْ دَوْحَـةً غَـنّاء
رسالة المواساة التي أرسلت إلى أبناء المرحومة" أ م عزيز" كريمة ابنة عم الوالدة في 28 اكتوبر 1999.
*1*
بدمع ٍفي مآقينا
وحزن ٍ عمَّ أهْلينا
نشارككمْ فجيعتكمْ
ونبلغكمْ تعازينا
*2*
بمَنْ كانت شمائِلها
على الأيام تسْبينا
ومَنْ تبْقى فضائِلها
مِثالاً شاهداً فينا
*3*
ومَنْ كانت رسائِلها
رياضاً في صَحارينا
تسامِرُنا بأخبار ٍ
فتبْهجُنا وتـُـشْجينا
*4*
ومَنْ كانتْ زيارَتها
تجدّدُنا وتحيينا
وتجعلُ كرْبَنا أنْساً
وتنسينا مآسينا
*5*
وكانتْ مَنْبعاً للخير ِ
ما يَنْفكّ يَروينا
وكانتْ دوحةً غنّاءَ
ظلّلت المَساكينا
*6*
تبارَكَ أصْلها: أدَبٌ
وَعِلْمٌ صاحَبَ الدّينا
تبارَكَ فَرْعُها المخْضرُّ
مُزْداناً رياحينا
*7*
فقَدْناها وقد كانتْ
لنا أغلى المُحِبّينا
وأصبحْنا نُواسيكُمْ
بمَنْ كانتْ تواسينا
*8*
فلنْ تأتي رسائِلها
بغُرْبَتِنا تُسلّينا
ولنْ نحْظى بطلْعَتِها
تزَيّنُ صَدْرَ نادينا
ولنْ نرجو زيارتها
تنيرُ دُجى ليالينا
*9*
فقَدْناها وعند الله
في يوم ٍ تلاقينا
إذنْ يابِشرَهُ من قدَّمَ
الحُسْنى عَرابينا
*10*
ويارحمنُ أسْكِنْها
جنانَ الخُلـْدِ..آمينا
وألْهـِمْ أهْلها أنْ يَصْبروا
لِقضاكَ راضينا
وَكَـنْزاً قدْ أضَـعْـناهُ
الإهداء:إلى روح فقيدنا الغالي،فقيد الثّقافة الجزائريّة والعـربيّة الدكتور حنفي بن عيسى طيّب الله ثراه.
*1*
فقَدْناهُ.فقَدْناهُ
حبيباً كمْ سَلوْناهُ
ولمْ نسمعْ لشكواهُ
فلم تذبلْ مشاعرهُ
ولمْ تنضبْ عطاياهُ
ولمْ نذكرْ مآثرَهُ
سوى لمّا افتقدناهُ
وكنزاً قدْ بخسناهُ
أضعناهُ
وما أغلاهُ مِنْ كنز ٍ
أضعناهُ
*2*
نأى عنّا بلا وعد ٍ
ولا أمل ٍ بلقياهُ
فلنْ نحظى ببسمتهِ
ويبهجُنا مُحيّاهُ
ولنْ تشدو مَنابرُنا
و"مَجْمَعُنا" بفُصحاهُ
ولنْ يُثري معاهِدَنا
بحكمتهِ ورُؤياهُ
نأى عنّا
وأسلمَنا لمحنتنا
ليَلقى وجهَ مولاهُ
وأنهى رحلة الدّنيا
بآخر مرفأٍ
ورسا بمَرْساهُ
فصَبِّرْ ربِّ أسرتَهُ
وأكرمْ ـ ثمَّ ـ مَثواهُ
*3*
ذهولٌ في جزائرنا
وهوْلٌ في مشاعرنا
وصمْتٌ في منابرنا
لمنآهُ
ووَخْزٌ مِنْ ضمائرنا
لأنّا لمْ نكنْ ندري
مكانةَ مَنْ فقدْناهُ
ودمعٌ مِنْ محاجرنا
ذرفناهُ
على عقدٍ ثمين ٍ
مِنْ قلائدِنا سُلِبْناهُ
ورُبّان ٍ خبير ٍ
في مجاهلنا فقدناهُ
على إحدى منائرنا
التي انكفأتْ وما انطفأتْ
وما فتِئتْ
تنيرُ لنا بصائرَنا
على حنَفي
ويالَهَفي عليه إذْ دفنّاهُ
وياأسَفي علينا إذْ خسِرْناهُ
مصابٌ ما احتملناهُ
وخَطْبٌ ما أطقناهُ
لنا اللهُ.لنا اللهُ
*4*
بكيناهُ. بكينا فيهِ
بعضاً مِنْ مآثرنا
تجلّتْ في سجاياهُ
وقُطْباً مِنْ أكابرنا
تواضع فانتقصناهُ
وصرحاً من دعائمنا
غداةَ هوى
عَرَفنا كمْ غمَطْناهُ
بكيناهُ
لأنّا قد خبرناهُ
فكان حقيقة ً رجُلاً
وجلّ النّاس أشباهُ
بكيناهُ،وهل يجدي
عليه النّوْحُ والآهُ؟
لنا اللهُ.لنا اللهُ
وَعِندَ اللهِ بارئِنا احْتسَبْناهُ
*5*
عرفناهُ
عرفنا فيه إنسانا
يحبّ النّاسَ كلَّ الناس
ألواناً وأعراقاً وأديانا
عرفنا فيه نابغة ً
سما عِلماً وعِرفانا
وألسنة ً
يجيد بيانها نطقاً
وترجمة ً وبُنيانا
عرفناهُ
عريقاً في أصالتهِ
وفياً في صداقتهِ
وسَمْحاً في علاقتهِ
وصلباً في نزاهتِهِ
نبيلاً في دوافعهِ
ومرْماهُ ومسعاهُ
عرفنا فيه طيبتهُ
وعِفّتَهُ وجرْأتَهُ وتقواهُ
ومهما قيل عن حَنَفي
فلنْ تُحْصى مزاياهُ
*6*
سنذكُرُهُ
وهل ننساهُ مَنْ ضوّى
بنور العِلم دُنيانا
ولمْ يحْفَلْ بدُنياهُ؟
وأهْدانا وما أغلى هداياهُ
تآليفاً منوّعة ً
وترجمة ًلأجمل ما قرأناهُ
ستخلد في ثقافتنا
معالم في حضارتنا
يُذيعُ عبيرُها
في الكوْن ذكراهُ
*نشرت بجريدة"صوت الأحرار" يوم الخميس 6 جانفي 2000
للاطلاع على قصائد هذه المجموعة، انقر هنا: محطات عاطفية
للاطلاع على الأشعار الأخرى للكاتب انقر هنا: الأعمال الشعريّة