مَـحَـطّـات تَرْبَويَّة

 

المحتويات:

 

1-   علموني.

2-   كنز المحبة.

3-   إذا استطعت.

4-   الصديق.


 
 

 
 

 

 

 


 

عَـلِـّمــونـي

 


 

الإهداء:إلى المعلمين والأساتذة الذين يدرّسون باللغة العربيّة.

 


 

 

*1*

عََـلِّموني

ازرعوا الحرف بأذ ْني

وبحلقي وعُيوني

هو محفورٌ بقلبي

فاحفِروهُ في يَميني

رَدِّدوهُ

وَسْط َساحاتِ المقاهي

والشّوارعْ

وانقشوهُ

فوقَ أبوابِ الدّكاكين ِ

وأبوابِ المصانعْ

اكتبوهُ هكذا بالعربي

وبماء الذ ّهَبِ

فإذا اعتادتْ عيوني

أن تراهْ

وجرى في مسْمعي

عذْبُ صداهْ

يهتِفُ الحَلقُ بهِ

تهفو الشّفاهْ

ويغنّيه لساني عربيّا

صافي النّبرةِ شفّافاً شجيّا

ليس فيه لُكنةٌ من أجنبي

*2*

عَـلِّموني

ياأحبّائي ويانورَ عيوني

لغة َ الآدابِ والعلم ِ

ومرآةَ الفنون ِ

هِيَ عُنْوانُ وُجودي

هِيَ ذاتي

هِيَ ديني

هِيَ تاريخي الذي

أزهو بهِ عالي الجَبين ِ

هِيَ نَبْضٌ في فؤادي

وَمَنارٌ لِعُيوني

عَـلِّموني

*3*

انحتوا لي

من شموخ الكلمهْ

عُمُداً أعلي بها

صَرْحَ لساني

واكشفوا لي

من كنوزي المُبْهَمَهْ

غامض الأسرار ِ

من سِحْرِ المعاني

*4*

حدّثوني عَنْ جُدودي

وانقلوني

عَبْرَ تاريخ ِ بلادي

عِشْتُ أزْماناً

غَريباً عَنْهُمو

بلِساني وَيَدي

لا بفؤادي

*5*

حَدِّثوني عَنْ جُدودي

مِنْ أمازيغَ وَعُرْبِ

عَنْ سَجاياهمْ وَعَنْ أمْجادِهمْ

في السِّلْم ِ والحَرْبِ

*6*

زوّدوني بنَدى أجْوادِهِمْ

وهُدى الأعْلام مِنْ رُوّادِهِمْ

وفِدا الثوّار مِنْ آسادِهِمْ

وانشُروا

ما جلَّ مِنْ أفكارهِمْ

وتغنّوْا بصَدى أشْعارهِمْ

فإذا ما عِشْتُ أرْقى

في سَماهُمْ

وتـَنسَّمْتُ وُجودي

مِنْ شَذاهُمْ

كيْفَ لا أمْضي

عَلى آثارهِمْ

في دُروبِ المُثـُلِ العُليا

بعَزْم ٍ وَيَقين ِ

عَلِّموني

*7*

عَلِّموني

كلَّ يَوْم  ٍ مَكْرُمَهْ

واسرُدوا  لي

كلَّ يَوْم ٍ مَلْحَمَهْ

بَدِّدوا

جَهْلَ العُصور ِ المُظْلِمَهْ

بسَنا الحَرْفِ وَنورالكلِمَهْ

يا أحِبّائي وَيانورَ عَيوني

عَلِّموني


 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

*نشرت في جريدة "الشّعب" يوم الاثنين 11 جانفي 1971 ثمّ نشرت معدّلةبجريدة "السّلام" يوم الأحد 18 جوان 1995 .

 

 

 


 


 

 

 

كـَنْـز  ا لـمَـحَـبَّـة


 
 

 


 

أهْــلاً  بعــيدِ  أُمومَتِكْ          رَمْـزاً لِنُبْـلِ مُهِمّتِـكْ

وتَقبّلي أحْلى   التّهاني          مِـنْ  بَنيــكِ وابْنـتِكْ

داعينَ  بالعُـمْرِ الطــويـــــــلِ  و بالدّوام  لصِحّتِكْ

يـاأمّ ُ  يـاكَـنْــزَ  المَـحَــبّـَـةِ  لا مـثـيـــل  لطيبَتِــــكْ

* 2 *

الحُـبّ ُ  والإخلاصُ وَرْدٌ  مِـــنْ  جَـنى   حَـديقـتِكْ

والصّـبْــرُ والإيثـارُ نــورٌ يَسْتضــيءُ  بفِـطْرَتِـــكْ

والعطفُ والإحساسُ نبْعٌ  يَسْتقــــي مِــنْ  جَـنّتِــكْ

*3 *

كمْ  ليلةٍ  قضَيْتـِها            سـاهِرة ً مِنْ  خشْيتـِكْ

تُعالجيـنَ  عِـلـّتـي            كـاتِمَــــة ً لِعِـلّـتِــــــكْ

و تشترين راحتي            و صحّتــي  براحَتِــكْ

وتمْسحين د مْعتي           و آهتـي   بد مْعَـتِــــكْ

كلّ امتحان ٍمَرّبـي           واجهتـُـهُ  برفقـَــتِــــكْ

وكلّ  خير ٍنُلتــُــــهُ           فُـــزتُ  بهِ  بدعوتـِـكْ

* 4*

مَنْ   راحِمٌ  حاشا  الإله  لد يْهِ  عُشْرُ  رحْمَتـِـــكْ؟

مَنْ باذِ لٌ  تضْحيـــة ً         تسمو عـلى  تضحيتِكْ؟

مَنْ  واهبٌ  عطيـّــة ً         أجْزَلَ   مِنْ عَـطِيّــتِكْ؟

مَنْ  عامِلٌ يَسْعى بلا         أجْـر ٍ  بمِثل ِ   هِـمّـتـِـكْ؟

لا تطلبين  عُطلـــــة ً         أوْ  راحَـة ً   لِمُتـْعَـتِـكْ

أوْ تشتكيــنَ  مِنْ ضَناكِ  وَ مِنْ هُموم ِ   عـيشتِــكْ

* 5 *

أنْتِ التي  أنْجَبْتِنــي          وصَنَعْتِني مِنْ مُهْجَتِكْ

علّمْتِنـي  المُـثلَ  العظيــــمَة َ  فاقـْـتديتُ  بقدْوَتِــكْ

أرْضَعْـتني   لَبَـَن  التسامُح  و الـرّضى ببشاشَـتِـكْ

وجَعَلْتِ  مِنّي  رجُلاً             يَعْرِفُ  قـَدْرَ  قُدْرَتِكْ

حُبّي  لِكُـــلّ  امْــرَأةٍ             يَنْبـُعُ  مِـنْ   مَحَبّتِكْ

وأُعِــزّ ُجِنْسَــكِ  كُلّهُ             كَرامَـة ًلأ نوثتِـــكْ

* 6 *

هلْ طلْعَة ٌ في  الحُسْن والإينــاس  مِـثـْلُ طلْعَـتِــكْ؟

أوْ نظـرَة ٌ في  الحبِّ  و  الحنــان   مثـْـلُ نظرتـِـكْ؟

أو بَسْمة ٌ فـي  الدّ فءِ والأمان مثـلُ  بسْـمـتـِـــكْ؟

أو قـُـبْلـــة ٌ مُنْعِشـــة ٌ للــرّوح    مثــْـلُ   قـُبـْلتـِـكْ؟

أو نغـْمَة ٌ تمَتـّـعُ  الأسْمـــاعَ   مِـثــْــلُ   هـَمْسَتِــكْ؟

أو صُـحْبـة ٌ تـدومُ  فــي الصّــفاءِ  مِـثـْلُ صُحْبـتِـكْ؟

* 7*

إنْ  غِبْـتُ  عَـنكِ  فكـمْ مَكثـتُ  مُنغّصاً مِنْ  فُرْقتِـكْ

وَهَلْ  يَـطـيـبُ  سَـفـَــرٌ        يَـحْرِمُني مِنْ رُؤْيَتـِكْ؟

لمْ ألقَ في أرقى المَطاعِم ِ مــثـْلَ نكهة" شوربتِـكْ"

و في   مقاهــي  الأرض أزكى مـن  عـبير قهْوتِكْ

أوذقتُ  في أشْهــى المـآدبِ مثـْلَ  طعـْم" كِسْرتـِكْ"

ولــيس  في  أبهــى الفــنادق  مثـْلُ  دفء غرْفتِكْ

*8 *

أغلى  الجوائز  في  الدُّنا      نيْلُ رضاكِ بطاعَـتِكْ

وخيْرُ  أوْقـاتِ  السّعــادةِ  جَلسَـــــة ٌ في حَضْرتـِكْ

وألـــذّ أصــنافِ  المــآكل ِ  لقْمَــــــــة ٌمِـنْ  قِدْرتِكْ

أمّـــــاه ياأغلــــى الأحبــّـةِ دُمـْــتِ  لي  ولأسْرَتِـكْ

نـهـنا ونسْعَـدُ  في  رضاكِ  وفي  نَعــيم ِ أمومَـتِـكْ

 

*نشرت في جريدة "السلام" يوم الأحد 7 ماي 1995

وفي العدد 5 من "المجلة الجزائرية للتربية" عام 1996.

 

 

 

إذا اســتـــطـــعــــت

للشاعر الإنجليزي : روديارد كبلنج

                                                

ترجمة : عبد الله خمّار

 

            قيم الرجولة موجودة لدى كل الشعوب وفي كل العصور، ويبين لنا الشاعر الانجليزي   روديارد كبلنج ( 1865 ــ 1936 ) القيم التي يرى أنها تمثل الرجولة الحقة. وأود أن ألفت انتباه القارئ الكريم إلى أنه لابد من بعض التصرف عند ترجمة معاني الشعر. مطلع القصيدة الانجليزية هو:

If you can keep your head when all about you              " 

  Are losing theirs and blaming it on you; "                  

 


 

*1*

إذا اسْتطعْتَ أنْ تكونْ

عند الصِّعابِ هادئاً

وثابتَ الجَنانْ

والقوْمُ مِنْ حَوْلِكَ ذاهِلونْ

قدْ فقدوا صَوابَهُمْ

مِنْ شِدّةِ الأهْوالِ والأحْزانْ

ثمّ تلامُ أنتَ مِنْ دون ِالجَميعْ

فهلْ تراكَ تسْتطيعْ؟

*2*

إذا اسْتطعتَ أنْ تكونْ

ذا ثِقةٍ بالنّفس ِمالها نَظيرْ

والناسُ فيكَ ـ كلُهُمْ ـ يشكّكونْ

وَرَغْمَ ذا

تأخذ في الحُسْبان ِ ما حوَتْ شكوكُهُمْ

دونَ ادّعاءٍ أوْغُرورْ

*3*

إذا استطعت الصبْرَ عِنْد الانتظارْ

مِنْ غيْر عَجْز ٍ وانهيارْ

وَلمْ تجار ِالكذْبَ بالكذْب ِوإنْ جنى عليْكْ

ولمْ تجار الكرْهَ بالكرْهِ وإنْ سَعى إليْكْْ

ولم تباهِ بالصّلاح والتقى

أوتتشدّقْ بالكلام ِ

حكمة ًومنطقا

 

*4*

إذا استطعتَ أنْ تكونَ

شاعريّاً حالما

مِنْ دون أنْ

تسْلِمَ للحُلم زمامَكْ

وعاقِلاً مفكّرا

تجِلُّ الرّأيَ دائما

مِنْ غيْر أن

تتخذ الفِكْرَ إمامَكْ

*5*

إذا استطعتَ أنْ

تواجهَ السّقوطَ والنّجاحْ

دونَ انْفِعالٍ

مِنْ سُرورٍ أوْ نُواحْ

وأنْ ترى وَجْهَيْهِما

المخادِعَيْنِ واحدا

رَغْمَ اختلافِ اسْمَيْهما

في الاصْطِلاحْ

*6*

إذا احتملتَ الاستماعْ

لكِلمَةِ الحقّ التي

أعلنتَها بكلّ صِدْقِ ويقينْ

قدْ زُيِّـفَت وهي تذاعْ

حَرّ فََها رَهْطٌ

من الأوغادِ والمخادِعينْ

وبَرْقعوها بالقِناعْ

ليوقِعوا بالسّذج المُغفـّلينْ

*7*

إذا احْتمَلتَ أنْ ترى

ما قدْ أضَعْتَ في عُلاهُ العُمُرا

مُحَطّماً ، مُبَعْثرا

وقمْتَ تبني العُمُدَ المُهدّمَهْ

بعُدّةٍ مَفْلولةٍ مُثـلّمَهْ

*8*

إذا اسْتطعْتَ أنْ تخاطِرْ

بكُلِّ ما جَمَّعْتهُ

في العُمْرِ مِنْ مَكاسِبْ

في صَفقةٍ واحِدَةٍ

مَجْهولةِ العَواقِبْ

وكنْتَ فيها الخاسِرْ

وعُدْتَ ـ دونَ عُقدَةٍ ـ

إلى بدايَتِكْ

ولمْ تبُحْ أوْ تشْكُ قطُّ

مِن خَسارَتِكْ

*9*

إذا استطعْتَ أنْ تبُثّ

في عُروقِكَ الحَياة ْ

إذ ْهَرِمَ الجسْمُ

وأضحى كالرّفاتْ

وأنْ تحُثّ القلبَ والأعْصابْ

وأن تحضّ العضلاتْ

على التجَلّدِ والسّهَرْ

لبلوغ أهدافِ العُمُرْ

حتى وإنْ لمْ تبْقَ فيكَ

طاقة ٌسِوى الإرادَهْ

تدْعوكَ أنْ تواصِلْ

وتسْتمرَّ دونما هَوادَهْ

*10*

إذا استطعْتَ أنْ

تخالِطَ العَوامْ

وقدْ حفِظْتَ بيْنَهُمْ

لِـياقـَتكْ

وأنْ تجالِسَ

السّلاطينَ العِظامْ

ولمْ تضَيّعْ مَعَهُمْ

بَساطتكْ

*11*

إنْ كنتَ تلقى

هَجَماتِ أشْرَسِ الأعْداءْ

وطعْنَ خيْرِ الأصْدِقاءْ

دونَ امْتِعاض ٍ واسْتِياءْ

*12*

إنْ كنْتَ تولي الناسَ

ـ كُلَّ الناس ِـ وُدّاً

واعتباراً واحترامْ

ولم تبالِغْ مُبْدِياً

لِكائِن ٍ مَنْ كانَ

أقصى الاهْتِمامْ

*13*

إذا اسْتطعْتَ

مَلْءَ وَقتِكَ الثمينْ

بما يُساوي وَزْنهُ

مِنْ عَمَل ٍ بَنـّاءْ

وَجَعْلَ كُلِّ ساعَةٍ

في جَدْوَلِ الأيّام والسّنينْ

حافِلة ً بالجُهْدِ والعَطاءْ

*14*

فالأرْضُ كُلُّها لدَيْكْ

وخيْرُ ما فيها

سيصبحُ في يَدَيْكْ

وما يَظلُّ ـ يابُنَيَّ

ـ الأوّلا والأفضَلا

مِنَ الكُنوزِ القيّمَهْ

أنـّكَ تغْدو رَجُلا

بكُلِّ مَعْنى الكَلِمَهْ


 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

    * نشرت في العدد 116 من مجلة "الثقافة" بالجزائر عام 1998

 

الـصَّــد يـق

 

 

يارفيقي !وَمَنْ سِواكَ أنادي ؟     يابعيداً وأنْتَ مِلْءُ فُؤادي

ربّما تثقلُ الهُمومُ على النّفسِ ويُضني العيونَ طولُ  السّهادِ

ويُغنّي الفؤادُ في وحْشةِ اللـّيـل أناشـيدَ بؤسِـهِ  الوَقـّادِ

إذ تشُلُّ الأيامُ بِـكْرَ أمـانـيـهِ وتُلـقـي  أحلامَهُ للكَسادِ

مَنْ يُناجي ؟ وقدْ تـَعاوَرَهُ اليأسُ وهزّتْهُ عاصفاتُ العوادي

من ينادي سِوى الصّديق.؟ يواسيهِ ويكْسو جِراحَهُ بالضّمادِ

يارفيقي! ومَنْ سِواك أنادي ؟  في شقائي وَوَحْدتي  وبِعادي

***

وإذا طافَ بالفؤادِ رَبـيـعٌ        مُشْرقُ الفجْر باسمُ الميلادِ

ساقَ أحلامَهُ الحيارى إلى النّور وروّى بِكْرَ الأماني الصّوادي

وَسَقتْهُ الحياةُ مِنْ خمْرةِ الـفَـرْحِ كؤوساً تـتْـرى بلا تعْدادِ

مَنْ سِوى خِـلّهِ يُشاركُهُ البِشْـرَ؟.وَيَـشْـدو لِفَوْزِهِ بالمُـرادِ

يارفيقي وَمَنْ سِواكَ أنادي ؟   في مَدى نشْوتي  وفي إنشادي