مَـحَـطّـات الحُـب : مـَباهِجُهُ وَأوْجاعُه

 

المحتويات:

 

1-   إلى ممثلة.

2-  الصنم الذي هوى.

3-   البرعم اليابس.

4-   حبيبتي.. سيان عندي.

5-   الثوب الجديد.

6-   ما الذي فيك تغيّر؟

7-   بطاقات أعياد الميلاد:

أ‌-       ريحانة.

ب‌- ضوّي شموع المولد.

             ج- ميلاد الحسن.

 

 

 

 

 

إلـى  مُـمَـثِــّلـة


 

 


 

 

 

*1*

لاتعْجَبي

إنْ بَخِلتْ كفـّايَ بالتصْفيقْ!

وَلمْ أهّلِلْ

لمْ أثِبْ عَنْ مَقْعَدي مُشَجِّعاً

لمْ يَلتمِعْ في مُقلتي بَريقْ

لاتعْجَبي

فلمْ تفُتـْني رَوْعَة ُ المَشْهَدْ

لكِنَّني وَقفْتُ مَشْدوهاً

وَحَوْلي النّاسُ مُعْجَبينَ يَهْتِفونْ

كُنْتُ الأبْلهَ الأوْحَدْ

وَلمْ أكُنْ أدْري ـ كَما يَدْرونْ

ـ بأنَّهُ مَشْهَدْ !

بَهَرْتِـني يا بَطلهْ

يا نَجْمَة الأدْوار ِ يا مُمَثِلهْ

*2*

زَرَعْتِ دَرْبي أحْرُفاً

مُخْضَرَّة الظِّلالْ

وَصُغْتِ لي قصائِداً

تبْحِرُ بي

لِجَنّةٍ.. يَمْرَحُ فيها اثنانْ

وَمَوْعِدٍ.. يَقْطِفُهُ ثغْرانْ

وَقلْتِ لي .. حَلفْتِ لي

بأنْ تكوني العُمْرَ لي

رَفيقَةَ الحاضِرِ والمُسْتقْبَل ِ

فلا تَلومي " طيِّباً "

 

ذوَّبَهُ عَذبُ الكَلامْ

وَلمْ يُمَيِّزْ ما بهِ

مِنْ نَبْرَةٍ مُفْتعَلهْ

ما ذنْبُهُ

وَقدْ أجَدْتِ الدَّوْرَ يا مُمَثِلهْ

*3*

حَبيبَيتي .. حَبيبَة الأمْس ِ

إذا ما ناحْ

يَوْماً برَوْضِكِ بُلْبُلُُ

كانَ بها صَدّاحْ

وَإذا لمَحْتِ بعَيْنِهِ عَبْرَهْ

وَإذا رَأيْتِ بجُنْحِهِ رَعْشَهْ

فلا تظنّي أنَّهُ حَنّا

فصَبا يُمَرِّغ خَدَّهُ

لِيَبُثـَّكِ الأشْواقَ وَالحُزْنا

لكِنَّهُ .. وَإنْ رأى أحْلامَهُ توأدْ

لمْ تنْسِهِ أشجانُهُ بَراعَة المَشْهَدْ

فأتى يَدُقُّ البابَ لوْ سَمَحْتِ لهْ

لِيقولَ: مَرْحى..قدْ بَلغْتِ

قِمَّة الإبْداع ِ يا مُمَثـِّلهْ!

*وردت هذه القصيدة في رواية "جرس الدّخول إلى الحصة" على لسان "عابد" موجهة إلى "جانين"


 

 

 

 

 

 

 

الصَّــنَـمُ  الـّذي  هَـوى

 


 
 

 

 

*1*

حَطّمْتهُ الصَّنَمَ الذي عَبَدْتِهِ

عَرّيْتُهُ

كشَفْتُ عَنْ سَوْءَتِهِ

بيدي أنا .. حَطَّمْتهُ

بأظافِري

شَوَّهْتُ قدْسِيَّتهُ

لوَّثـْتهُ وَدُسْتـُهُ

وَغَرَزْتُ أنْيابي بهِ

*2*

حَطَّمْتهُ ذاكَ الّذي

صَلّيْتِ في مِحْرابهِ

وَشمَمْتِ ريحَ الطّهْر ِ

مِنْ أثوابهِ

حَطَّمْتهُ

وَأنْتِ تنْظُرينَ مُشْفِـقهْ

لمْ تـَثنِني عَنْ بُغْيَتي

أنّاتُكِ المُمَزَّ قهْ

وَكمْ توَسَّلتِ وَكمْ

ألاّ أحَطِّمَ الصَّنَمْ

لكِنَّني كنْتُ أصَمْ

*3*

وَكَرِهْتِني .. وَلعَنْتِني

وَدَعَوْتِني بالمُجْرِم ِ

فلتعْلمي

يا مَنْ رَوَتْ لِكُلِّ أذ ْنٍ

أنَّها تـُحِبُّني

قدْ كنْتُ مِثلكِ واهِما

صَدَّ قْتُ ما صَدَّقتِهِ

وَوَثِـقْتُ فيما قلْتِهِ

لكِنَّ مَنْ أحْبَبْتِهِ

لسْتُ أنا..

كانَ الصَّنَمْ

وَقدْ هَوى ذاكَ الصَّنَمْ

فلـْتلعَني ما شِئْتِ

أوْ فلتـَحْقِدي

مَزَّ قْتُ وَهْمَيْنا

بما صَنَعَتْ يَدي

*4*

حَطَّمْتـُهُ..ذاكَ الّذي

أفْنيْتُ عُمْري كُلَّهُ

في نَحْتِهِ وَصَقلِهِ

وَحَرَمْتُ نَفسي مِنْ لَذاذاتِ

الحياةِ لأجْلِهِ

*5*

قدْ صُغْتهُ مِنْ أنْفَس ِ  

الأحْجار ِ والمَعادِنْ

وَجَبَلْتـُهُ بالحُبِّ  

حُبٍّ يَنْبُذ ُ الضَّغائِنْ

وَجَعَلتُ مِنْهُ آيَة ً

لِلْحُسْن ِ والمَفاتِنْ

زَيَّنـْتـُهُ

بكلِّ ما في الرَّوْض ِ

مِنْ بَدائِعِ الزُّهورْ

ضَمَّخْتـُهُ

بكلِّ ما لـَمْلـَمْتُ

مِنْ نَوادِرِ العُطورْ

وَنَصَبْتُ مِنْهُ مَنارَة ً

لِلتـّائِهينْ

وَآسِـيـاً

يَمْسَحُ جُرْحَ البائِسينْ

لكِنّني.. حَطَّمْتـُهُ

حَطَّمْتُ مَنْ بَنَيْـتهُ

بِسَـبَبـِكْ

لأنَّهُ اسْتأثرَ بـِكْ

*6*

يا مَنْ رَوَتْ

لِكلِّ أذ ْنٍ أنَّها تحِبُّني

لمْ تعْشقيني إنَّما

عَبَدْتِ فيَّ الصَّنما

هَوَيْتِ فيَّ المُلْهما

أحْبَبْتِني ربّاً بلا ضَعْفٍ

بلاطيْش ٍ.. تطاوَلَ للسَّما

أحْبَبْتِ فِيَّ الصَّنَما

واليَوْمَ قدْ حَطَّمْتهُ

حَطَّمْتُ ذاكَ الصَّنَما

وَسَخِرْتُ مِنْهُ.. مِنْكما

فلـْتلْعَني .. ما شِئتِ

أوْ فلتحْـقِدي

مَزَّقْتُ وَهْمَيْنا بما

صَنعَتْ يَدي

*7*

وَصَحَوْتُ مِنْ نَوْمي فلمْ

أجـِدِ الحُطامَ ولا الصَّنمْ

هَذيانُ مَحْموم ٍ

وَحُلْمٌ مِنْ تباريح ِ السَّقمْ

*8*

وَوَجَدْتُ قرْبي قِصَّة ً

قرَأتها قبْلَ المَنامْ

تحْكي حَوادِثَ قدْ جَرَتْ

مِنْ قبْلِ ألفِ ألفِ عامْ

عَنْ صَنَم ٍ وغادَةٍ

كانَتْ تحِبُّ الصَّنما

وَكاهِن ٍ لمّا يَزَلْ

في حُبِّها مُتيَّما

*9*

لكنَّها قالتْ لهُ

بلهْجَةٍ فيها تعا لٍ وازْدِراءْ:

" ما أنْت إلاّ سادِنٌ جَبْهَتهُ

لاصِقة ٌ بالأرْض ِ والترابْ

والصَّنم الذي خَلقْتَ

شاخِصٌ إلى السَّما

بكِبْرياءْ

وَرَأسُهُ فوْقَ السَّحابْ

فهْوَ إذاً

ولسْتَ أنْتَ مَنْ يَطولُ الأنْجُما "

*10*

وَتسْألينَ عَنْ بَقِـيَّةِ الحِكايَهْ

هَلْ أذ ْعَنَ الكاهِنُ

واسْتكانَ في النِّهايَهْ ؟

أمْ انْتـَقـَمْ

وَحَطّمَ الصَّنمْ ؟

واللُّغْزُ يَبْقى غامِضاً

دونَ جَوابْ

فالنُّسْخَة التي لدَيَّ

نُسْخَة ٌ  مَبْتورهْ

قدْ مُزِّ قتْ

صَفْحاتها الأخيرَهْ

*11*

لكِنَّني ..

أخالُ أنَّك تدْركينْ

بحَدْس ِ كلِّ أنْثى

مَصيرَ هذا الكاهِنِ المِسْكينْ


 
 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 


 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

الـبُـرْ عُــمُ  الـيـابِـس


 
 

 

 

*1*

البُرْعُمُ اليابـِسُ لمْ

يَحْلمْ بقطْراتِ النَّدى

ولمْ تعُدْ عُروقهُ

تسْتمْطِرُ الغَدا

حاقتْ بِهِ المَواسِمُ العِجافْ

واسْتسْلمَتْ أضْلاعُهُ

لِقبْضَةِ الجَفافْ

تعْصِرُهُ

تمْتصّ مِنْهُ كلّما خبَّـأهُ

في صَدْرهِ نيسانُهُ

مِنَ الرُّؤى النديّهْ

*2*

البُرْعُمُ اليابسُ لمْ

يَحْلمْ بقطْراتِ النَّدى

تمْسَحُ عَنْ أهْدابهِ

غَباشَة الإغْفاءَةِ الطّويلهْ

لرُبَّما تسَمَّرَتْ أحْلامُهُ

بفأسِ حَطّابٍ غَبيْ

تعَوَّدَتْ يَداهُ أنْ

تمَزّقَ البَراعِمَ الصَّغيرَهْ

لرُبَّما بمَوْسِم ٍ مِنَ الصَّقيعْ

مَوْسِم ٍ يُحَنِّطُ العُروقَ

والعُيونَ والشِّفاهْ

وَيصْلـُبُ الحَياهْ

*3*

موحِشَة هِيَ الحَياةُ

دونَما تطلـُّعٍ إلى النُّجومْ

دونَما أفقْ

تنْهَلُ مِنْ عَطائِهِ البَراعِمُ الصَّغيرَهْ

تعَرِّ شُ الكرومْ

لا تطولها أصابعُ الظَّهيرَهْ

*4*

عَيْناكِ زَوْرَقان ِ تائهان ِ

يَبْحَثان ِ عَنْ شَواطِئٍ غَنِيَّهْ

مَفْروشَةٍ بمُخْمَلٍ وَزَنْبَق ِ

لكنَّني..وإنْ وَدِدْتُ

لوْ نَصَبْتُ خافِقي مَنارَة ً

وَمُقـْلتيَّ مَرْفآ

لا أزْرَعُ السَّرابَ في الدُّروبِ

لا أزَيّفُ الحُروفَ

لا أغْزلها زنابـِقاً ومُخْمَلا

*5*

وَعِنْدَ ما يُطِلُّ يا تا ئِهَة َ

العَيْنيْن ِ سَيِّدُ الأحْلامْ

وَترْتمي عَيْناكِ في عَيْنيْن ِ

ثرَّتيْن ِ بالألْغاز والأسْرارْ

 

لنْ أسْكُبَ الدُّموعْ

لنْ تغْرقني الأحْزانْ

أعْرفُ أنّي لمْ أكنْ

ولنْ أكونَ حَلمَكِ المُخْتارْ

فليْسَ في مَلامِحي

بَقِيَّة مِنْ عَنْترَهْ وَسِنْدِبادْ

لأعْبُرَ القِفارَ والبحارْ

وأجْلبَ الكنوزَ والمَحارْ

*6*

لكنَّني..أظلُّ يا آسِرَتي

وَكلُّ ما لمْلمْتهُ مِنَ الأسى

خَبَّـأتهُ في بَسْمَتي

أظلُّ والرِّفاقَ الكادِحينَ

ساهِرينَ نَرْصُدُ النَّهارْ

لا دِفْءَ في عُيونِنا

لا لغْزَ لا أسْرارْ

أظلُّ والرِّفاقْ

.. من لها ثِنا

في دَرْبنا المُضْنِيةِ الطَّويلهْ

نُضَمِّخُ الأجْواءَ بالنَّدى

نَغْزلُ مِنْ سُهادِنا

خُيوطَ فَجْر ٍ باسم ٍ

تزْهِرُ في ظِلالِهِ

البَراعِمُ الصَّغيرَهْ

تعَرِّ شُ الكرومُ

لا تطولـُها

أصابعُ الظَّهيرَهْ

 


 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 

 

*وردت هذه القصيدة في رواية"جرس الدّخول إلى الحصّة" حيث كتبها عابد بعد صدمته باختفاء هالة القبطيّة المفاجىء.

 
 

 

 

 

 

 


 

 

حـَبيبَتي..سِـيّـانِ عِـنـْدي..!

 

 
 

 
 
*1*
                                                                               حَبيبتي

سِيّانِ عِندي أنْ تكوني

أجْملَ النِّساءْ

أو أنْ تكوني امْرَأة ً

دميمةً شوْهاءْ

سِيّانِ عِنْدي أنْ تكوني

شُعْلة ً مِنَ الذ ّكاءْ

أو دُمْيَة ً بَلهاءْ

فالحبّ يا آسرتي قَضاءْ

وقدرٌ من السّماءْ

وأنْتِ أنْتِ قَدَري

ولا مَرَدّ للقضاء ْ

والحُبّ يَجْعَلُ منكِ

أجْمَلَ النِّساءْ

وأعْقلَ النِّساءْ

*2*

                                                                                                       حَبيبَتي

سِيّان ِ عِنْدي أنْ تكوني

في الهَوى صادِقة ً

لا تعْرفينَ الكِذ ْبَ والرِّياءْ

أوْ كنْتِ في تلوُّن ِ الحِرْباءْ

"سِيّانِ عِندي أن تكوني

عَفَّة ً عَذ ْراءْ

أو ثيـّباً

تأْ ثـَمُ دونَما حَياءْ

فالحُبّ يَجْعَلُ مِنْكِ

أصْدَقَ النِّساءْ

وأطْهَرَ النِّساءْ

*3*

                                                                                      حَبيبَتي

سِيّان ِ عِنْدي أنْ تكوني

قِطّة ً وَديعَة ً

أوْ ذِئبَة ً غَبْراءْ

أوْ أنْ تكوني مَلكاً

مِنَ السَّماءْ

أوْ كنْتِ لي شَيْطانَة ً

في ثوْبِ حَيّةٍ رَقـْطاءْ

فالحُبُّ يَجْعَلُ مِنْكِ

ألطفَ النِّساءْ

وأطْيَبَ النِّساءْ

*4*

                                                                                      حَبيبَتي

سِيّان ِ عِنْدي أنْ تكوني

دُرَّ ة ً ثمينَة ً عَصْماءْ

أوْ حِلْيَة ً زائِفة ً بَرّاقة َ الطِّلاءْ

أوْ أنْ تكوني

وَرْدَة ً جوريَّة ً تزْهو بها

حَدائِقُ الأمَراءْ

أوْ زهْرَة ً تفتـَّحَتْ

في دِمْنَةٍ نَكْراءْ

فالحُبُّ يَجْعَلُ مِنْكِ

يا آسِرَتي

أغْلى النِّساءْ

وأشْرَفَ النِّساءْ

*5*

                                                                                      حَبيبَتي

سِيّان ِ عِنْدي أنْ تكوني

مَنْ تكونينَ مِنَ النِّساءْ

فأنا أراكِ كما

يُريكِ الحُبّ لي

وَكما يَشاءْ

فأنْتِ عِنْدي

صَفْوَةُ النِّساءْ

وَأجْمَلُ النِّساءْ

وَأعْظَمُ النِّساءْ

يانَجْمَة ً ساطِعَة َ الضِّياءْ

يانَسْمَة ً عِطْريَّة َ الرّ ُواءْ

يابَسْمَة َ الحَياةِ

يا بَشا ئِرَ الهَناءْ

يا واحَة ً ظليلة ً

نَدِيَّة َ الأجْواءْ

يا هِبَة ً مِنَ السَّماءِ

جَلّتْ قـُدْرَةُ السَّماءْ

 


 
 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

     *وردت هذه القصيدة في رواية"جرس الدّخول إلى الحصّة" حيث كتبَها عابد لـ "جانين" جواباً على سؤالها فيما إذا كان يحبّها لأنها جميلة أم يراها جميلة لأنه يحبها ؟.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الـثـَّوبُ  الـجَـديد

 


 
 

 

 

*1*

مُبارَكٌ عَليْكِ ثوْبُكِ الجَديدْ

مبارَكٌ عَليْكِِ حُلْمُكِ

المُوَهَّجُ الوَليدْ

يا مَوْعِداً نَطرْتُ أنْ

يُزْهِرَ في الرَّبيعْ

يا بَسْمَة ً دافِئة ً

جَمَّدَها الصَّـقيعْ

يا امْرَأة ًعَرّش في عُروقِها

شرَّ شَ في أعْماقِها

عشّشَ في أحْداقِها السَّـأمْ

يسْكُنُها مِنْ رَأسِها إلى القدَمْ

يُذبل ما تخْزنُهُ مِنَ الرُّؤى

يبهتُ بهْجَة َالحُلُمْ

يا امْرأة ً تبَدِّلُ الأثوابَ

كلَّ يَوْمْ

مِثلما تبَدِّلُ الأحْلامْ

كلَّ يومْ

لتقهر السّأمْ

لِتقتلَ الرّوتين والرّتابَهْ

وتمْحُوَ الكآبَه

*2*

وثوبك القديم لمْ

يزلْ معلّقاً على الجدارْ

بجانِب "العِشْرينَةِ"الأخرى التي

جَلّلها النِّسيانُ والغُبارْ

ولمْ يَزلْ "كُمّاهُ" يَحْلمان ِأنْ

يُعانِقا الحَياة َ وَالنَّهارْ

*3*

أتذ ْكُرينَ إذ ْ رَأيْتِهِ مُعَلّـقا ؟

في مَعْرض الأثوابْ

أوَّلَ ما عَرَفتِهِ

كانَ جَديداً ألِقا

يَجْتذِ بُ الأنْظارَ والإعجابْ

وَقدْ رَأى بَريقَ ناظِرَيْكِ

مِنْ بَعيدْ

مُعْجَبَة ً بقدِّهِ

بطولِهِ وَعَرْضِهِ

بجنْسِهِ،بلوْنِهِ

هتفتِ حينذاك:"قد وجدْ تـُهُ

هذا الذي أبْحَثُ عَنْهُ !

آهِ لوْ مَلكْتـُهُ !

تبْهرُني الأزْرارُ

يا مَواسِمَ الذ َّهَبْ !

تأسُرُني الخيوط ُ

يا تأ لّـقَ القصَبْ !

يَجْذِ بُني قـُماشهُ الأصيلْ

تسْحرُني بَساطة ُالتـَّّفصيلْ

وجدتُهُ.وجدتُهُ

وآهِ لوْ ملكتهُ ! "

*4*

وكانَ ما أرَدْتِ وامْتلكتِهِ

وَأصْبَحَتْ قبَّـتهُ

قِلادَة ً لِجيدِكِ المَرْمَرْ

وَلامَسَتْ خيوطهُ

بَشْرَتكِ السُكّرْ

وكانَ ما أرَدْتِ وامتلكتِهِ

والآنَ قدْ مَللتِهِ

أهملتِهِ،رميْتِهِ

لغُربَةِ الظّلام ِ

والنّسيان ِ والعَدَمْ

لأنّ عيْنيْكِ اللتيْن ِ

خبَتا من السّأمْ

أيْقظَ فيهما البَريقَ

من جَديدْ

ثوْبٌ مُزرْكَشٌ بهيجْ

حلمٌ ملوّنٌ الوهيجْ

فلتعذري

غرور ثوبك القديمْ

إذْ ظنّ أنّه المُفَضّل الوحيدْ

وأنَّه الطّارفُ والتـَّليدْ

لأنّه لمْ يَعْرف المَللْ

ولمْ تعابِثْ حُلمَهُ

أصابعُ السّأمْ

لكنّه الآن ارتمى

مُعَلّقاً على الجدارْ

يوجعُهُ البَرْدُ والانْتِظارْ

وَيَعْتلي قبّتهُ

أزرارَهُ،خيوطهُ الغُبارْ

وربّما لنْ تبْخل الأيّام بالتي

تعيدُ لمْعَة الذّهَبْ

وَتبْعَث الحَياة َ والبَهاءَ في القصَبْ

*5*

مُبارَكٌ عَليْكِ ثوْبُكِ الجَديدْ

ياقِصّة ً قدْ انتهَتْ

كغَيْرها مِنَ القِصَصْ

وَخَلّفتْ غُصَصْ

*6*

قدْ انْتهَتْ قِصَّـتـُنا

ما عاد في شُطآنها

مرافىءٌ لأحْرُف ٍ جَديدهْ

ترَنَّحَتْ أجْنِحَة ُ الإلْهام ِ

دونَ أنْ تعانِقَ الرُّؤى

وأ ُجْهِضَتْ مِنْ قبْل أنْ

تكتمِلَ الحِكايَةُ الوَليدَهْ


 

 


 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

 

 

 

 

 

ما الـّذي فيكِ تَـغـّيّـر ؟

 


 

 


 

 

*1*

لستُ أدْري

ما الذي فيكِ تغيَّرْ؟

كنْتِ أبْهى! كنتِ أنْضَرْ!

كانَ في عَيْنيْكِ ومْضٌ

يَخْطِفُ القلبَ ويَبْهَرْ!

كانَ في وَجْهكِ سِحْرٌ

آسِرٌ يُغوي ويَقْهَرْ!

كانَ في حُسْنِكِ شَيْءٌ

مِنْ أميراتِ

حَكايا ألفِ ليْلهْ

كنتِ أحْلى ألفَ مرّهْ

كنتِ ممّا أبدعَ الشّعراءُ

في وصْفِكِ أشْعَرْ

كنتِ لي كنْزاً

يساوي ألف عُمْر ٍِ

كنتِ أغلى،كنتِ أبْهَرْ

صِرْتِ مَحْضَ امرأة ٍ

عادِيّةِ العبْنين ِوالشفتين ِ

أنثى

أيّ أنثى..ليسَ أكثرْ

لمْ يَعُدْ وجهُكِ دنيا

مِنْ ضِياءٍ وَجمال وَبَهاءْ

لم تعدْ عيْناكِ ومْضاً

فيه سِحْرُ الفجْر..

أحلامُ المَساءْ

لمْ يعد همسُكِ أنْغاماً

تجودُ بها السّماءْ

*2*

ياإلهي! كلُّ هذا السّحْر ِ

في وَمْضَةِ عَيْن ِ يتبخّرْ؟!

كلّ هذا الوَجْدِ حَلمٌ؟!

كلّهُ وَهْمٌ تلاشى وتكسّرْ؟!

فإذا الحالِمُ يَصْحو

وإذا الواهِمُ مِنْ وَهْم ٍ تحرّرْ

كنتِ في عيْني أعَزَّ الناس ِ

أحْلى النّاس ِ،أغلاهُمْ وأنْدَرْ

صَرْتِ مَحْضَ امْرَأةٍ

عاديّةِ العينين والشفتين ِ

 أنثى

أيّ أنثى..ليسَ أكثرْ

لمْ يَعُدْ نورُكِ باهِرْ

لمْ يَعُدْ حُسْنُكِ قاهِرْ

لمْ يَعُدْ صَوْتكِ آسِرْ

*3*

كنتِ في عيْني أرقّ الناس ِ

أنْـقى الناس أذكاهمْ وأمهرْ

فإذا أنْتِ كما الناس مزايا

وَعُيوباً ليْسَ أكثرْ

لستِ أرقى لستِ أطْهرْ

لمْ يَعُدْ قوْلكِ فصْلا

لمْ يَعُدْ وُدُّ كِ فضْلا

لم يعد ظلمُكِ عَدْلا

*4*

نَحْنُ في مُفْتَرَق الدّرْبِ

وَحيدان ِ غَريبان ِ كما كنّا

في خُطانا نتعثـَّرْ

يبس الحُلمُ وكمْ عشناه أخضَرْ

وَخبا العُمرُ وَأقفَرْ

فوَداعاً

يا مُنى الأمْس ِ وداعا

صِرْتِ ذِكْرى لِزَمان ٍ

خيّر ٍ وَلّى وَضاعا

كنتِ حلماً مُزْهِراً

حبّذا لوْ كانَ أثمَرْ

كنتِ وَهْماً رائِعاً

ليْتهُ دامَ وَعَمَّرْ


 
 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 


 

 

 

بـِطـاقـاتُ أعْـيادِ المـيلاد

 

رَيْحانَة

 

رَيْحانَةٌ ٌ مِنْ  جَنـَّةِ ا لسِّحْر ِ    أزْرَتْ بحُسْنِ عَرائِسِ ا لبَحْر ِ

رَيْحانَة  نَدِيَّـة ٌفَـتـَّحَـتْ     في مارس ٍ في مَوْسِم  ا لزَّهْر ِ

سُبْحانَ مَنْ  أبْدعَ في صُنْعِهِ     فكـنـت  من آ ياتـه الغُـرّ ِ

ذوَّبَ في الوَجْناتِ وَرْدَ الرُّبا     وَأطْلعَ الأ قـْمارَ في الثـَّغْر ِ

وَقالَ :كوني في البَها  بَهْجَةً     للنّا ظِرينَ    فكنْتِ ياعُـمْري

أفديهِ هذا القدُّ  كيْفَ اسْتوى     كالرُّمْحِ  لولا ثـَنْيَة ُ ا لخَصْر ِ

كأنّهُ قدْ  صـيغَ مِنْ أنْجُـم ٍ    أوْ مِنْ خيوطِ غِلالةِ  ا لفجْـر ِ

وَوَجْهُكِ الوَضّاءُ  لا طلْعَـة ٌ    تحْكيهِ  في الفِتـْنةِ  وا لسِّحْر ِ

الحُسْنُ والبشْرُ  أطلاّ مَعـاً      فمَرْحَباً  بالحُسْـنِ وا لبشْـر ِ

والشَّعْرُ  أمْواجُ حَرير ٍطغَتْ     فسا قـها المَـدُّ  إلى النـَّحْر ِ

عَيْناكِ  كمْ جَنتا عَلى عاشِق ٍ    تسَهَّـدَتْ  عَيْـنـاهُ  للفـجْر ِ

وَكمْ  أضاءَتْ  بَسْمَة ٌ مِنْهُما     فؤادَ مَنْ  باتَ  عَلى  الجَـمْر ِ

فنَـظْـرَة ٌ بَريئـَة ٌمِنْهُـما     تغْوي وَتأ ثمُ  د ونَ أ نْ تدري

مُبارَك ٌ عـيدُك  ياحُـلْوَتي     وَدا مَ  فـرْحُكِ  طيلة َالعُـْمر ِ

 

 

 

 

ضوّي شموع المولِد

 

ضَوّي شُموعَ المَوْلِدِ     واحْتفِـلي وَعَيـِّدي

أعْوامُكِ العِشْـرونَ تـُزْهِرُ في القوامِ الأمْلـَدِ

يامَهْـرَجـانـاً للفـُتـُوَّةِ والصِّـبا المُتوقِـّدِ

عِشْرونَ يانـُعْمى لهُ     مِنْ  عُـمُر ٍ  مُـوَرَّدِ

عِشْرونَ عِقـْدٌ  ألِقٌ      حَبّـاتـُهُ مِنْ عَـسْجَدِ

عِشْرونَ باقة ُ  أنْجُم ٍ     تفَتـَّحَتْ  في  جَـسَدِ

هيّا امْرَحي وأنْشِدي      وَهَـلّـلي  وَزَغْـردي

مُتـِّعْتِ ياعُمري بعُـمْركِ والمُنى أنْ تسْعَـدي

 

*مع الاعتذار لروح الأخطل الصّغير.

 

 

مـيـلاد ُالـحُـسْـن

 

نيسانُ أطـَلَّ  عَـلى العُـمْر ِ

يُهْـدي لِلـْكَوْن شذا العِـطْر ِ

وَيُبَـشِّـرُ بالوَعْـدِ البـِكـْر ِ

في السّادِس عشْرَ مِنَ  الشَّهْر ِ

ميـلادُ الفِـتـْنَةِ  والسِّحْـر ِ

ميـلاد  النَّـغْـمَة والشّعـر ِ

ميـلادُ  البُـرْعُـمِ وَالزَّهْـر ِ

ميـلادُكِ ياحُـلـْمَ العُـمْـر

                       للاطلاع على قصائد هذه المجموعة، انقر هنا: محطات عاطفية

                          للاطلاع على الأشعار الأخرى للكاتب انقر هنا:  الأعمال الشعريّة

ِ