الفصل الثالث

من مسرحية الزينة وزوج خطـّابين

للكاتب عبد الله خمّار

 

المشهد الأول

 

(تدخل فتاة معاقة ذهنيا منكوشة الشعر ووجهها مطلي بالأحمر القاني والأصفر الفاقع في أوائل العشرينات، تضع نظارات سميكة على عينيها ومنديلا أحمر على رأسها وترتدي ثوبا أصفر، وذراعها اليسرى مربوطة بشاش إلى عنقها وكأنها مكسورة وتعرج على قدمها اليمنى. وليس في مظهرها البائس سوى نشاز واحد هو عقد بديع من ستة خيوط من الذهب المرصع بالماس واللؤلؤ يزين جيدها ويخطف الأبصار)

الفتاة المعاقة: حبيت خاتم خاتم خاتم. (تخرج من جيبها مائة دينار)

سليم(ينظر إليها بقرف وتقزز): اخرجي منّا، هيّا طيري.

الفتاة المعاقة(بإصرار): حبيت خاتم خاتم خاتم.

سليم(يلاحظ فجأة العقد في جيدها فتتغير لهجته ويلاطفها): ارواحي نعطي للعروسة الشابة خاتم. (يعطيها خاتم فضة): الفتاة المعاقة(تهز رأسها يمينا ويسارا دلالة على الرفض):حبيت خاتم ذهب ذهب ذهب.

سليم(يعطيها خاتما مطليا بالذهب): هذا خاتم ذهب.

الفتاة المعاقة(تضعه في إصبعها وتضحك): خاتم انتاعي انتاعي انتاعي (تعطيه المائة دينار): هاك.

سليم: لا، تمديلي خيط الجوهر انتاعك.

الفتاة المعاقة: لالا، الكولييه انتاعي انتاعي انتاعي.

سليم: ما تخافيش حبيت نشوفو برك. ينزع العقد من رقبتها.

(يدخل سعيد)

سليم: هذا خيط الروح والا خيط الجوهر.

سعيد: عمري ما شفت كيما هذا. هذا خيط الروح وخيط الجوهر مع بعض. شوف حبات الألماس اللي فيه اشحال كبار، وحبات الجوهر اشحال شباب.

سليم: اشحال يسوى في رايك؟

سعيد: هذا يسوى خمسميات مليون.

سليم: حبيت ناخدو هديّة لبنت الحاج باش تعرف اشكون أنايا.

سعيد: حبيت تشريه؟

سليم: علاش نشريه. مديتلها الخاتم بدالو.

الفتاة المعاقة: الكولييه انتاعي انتاعي انتاعي.

سليم: شوفي الخاتم اشحال شباب خير من الكولييه.

الفتاة المعاقة(تبكي): حبيت الكولييه انتاعي انتاعي انتاعي.

سليم(بغضب): بركات، اخرجي عليّا والا نفكلك الخاتم.

الفتاة المعاقة: الخاتم انتاعي انتاعي انتاعي.

سليم(يخرج قطعة شوكولاطة من درج المكتب): خودي هادي شوكولا ما تبكيش وروحي لداركم.

الفتاة المعاقة(تأخذ الشوكولاطة وتضعها في فمها وتخرج): نروح لدارنا لدارنا لدارنا.

سعيد(يعطيها بطاقة الحانوت): هادا العنوان انتاع الحانوت. خلي امّاليكي يجو ياخدو خيط الجوهر.

سليم(يتدخل ويأخذ البطاقة ويمزقها): واش راك تدير، هبلت؟

سعيد: هادي مسكينة ما تعرفش قيمة خيط الجوهر. حبيت مّاليها يجو يدّوه.

سليم: رزق وبعتهولي ربي. حبيت تضيعو؟

(تخرج الفتاة فيتبعها سعيد ثم يعود)

سعيد(متأسفا): ما قدرتش نلحق بيها حتى نعرف وين يسكنو امّاليها.

سليم: راك معايا باللي هادي الطفلة مهبولة وماشي فايقة بروحها واش تدير.

سعيد: هادي عندك الحق فيها.

سليم: لو خليناها تخرج بيه يفوكوهولها اولاد الحرام.

سعيد: وهادي ثاني عندك الحق فيها.

سليم: وإذا اديناه احنا خير ما يدّوه لخرين.

سعيد: لالا. هادي ما عندكش الحق فيها. احنا ماناش اولاد حرام باش ناكلو حق الناس.

سليم: اشكون قال كليتلها حقها؟ راني بدلتلها خيط الجوهر بالخاتم. وهادي الهدرا ماذابيك ما يسمعش بيها بابا.

سعيد: ياك ربي سبحانو سامع وشايف.

(تطفأ الأنوار وتعزف الموسيقى دلالة على انقضاء الزمن)

 

المشهد الثاني

 

(تنار الأضواء من جديد. سليم وسعيد في الحانوت. يدخل بشير)

بشير: سعيد، باش نبعتك غدوا لتلمسان تجيب الصياغة اللي شريتها من بنات الحاج محمود الله يرحمو.

سعيد: الله يرحمو. واش اولادو غلقو الحانوت انتاعو؟

بشير: ما عندوش اولاد اللي يتبعو الصنعة انتاع باباهم، عندو غير البنات، والبنات على بالك لاهيين بزواجهم واولادهم.

سعيد: شريت السلعة كلها انتاع الحانوت؟

بشير: لالا خيّرت حوايج اللي تصلح في العاصمة، وناس اخرين خداو السلعة اللي تمشي في تلمسان. كنت حاب نجيبهم معايا لكن كواغط الورث تأخرو. هذا وين كلموني باللي نقدر ناخد السلعة.

سعيد: ولو كان يبدلو فيها؟

بشير: أنا شفتها مليح ودرت فيها قائمة. ماذابيّا انتا ثاني تشوفها مليح. هذي الشنطة وفيها القائمة.

سعيد: كون متهني نفحصها كيما يلزم.

بشير: سليم يوصلك للمطار غدوا ويجي يديك من المطار بعد غدوا، ودرك نروح معاك للخطوط الجوية نحجزو لغدوا.

سعيد: زعما نصيبو غدوا.

بشير: بالمعرفة نقدرو نصيبو وفي الوقت اللي نحبو.

 (يخرجان)

 

المشهد الثالث

 

(يدخل عاشور)

سليم: جابك ربّي، كنت حاب نتصل بيك.

عاشور: غير الخير.

سليم: شوف، الفرصة اللي رانا نستناوها جات على رجليها.

عاشور: واش من فرصة؟

سليم: سعيد بعتو بابا لتلمسان باش يجيب شنطة صياغة مشريّة من هناك. يروح غدوا بالطيارة ويرجع بعدغدوا. يلزم تسافر معاه وترجع معاه بالطيارة وتصيب كاش عفسة تلهيه وتاخد إنت الشنطة.

عاشور: كيفاش ناخد الشنطة وهوّا رافدها في يدو؟ واش؟ حبيتني نخطفها لو؟

سليم: لا، الشنطة اللي عطاهالو بابا باش يدير بيها الصياغة كبيرة ما يقدرش يرفدها بيدو ويخليها معاه في الطيارة. بالسيف تجي مع الحوايج. درك نوريهالك. (يدخل فيأتي بالشنطة الزرقاء): هذي هيّا. اشفى عليها مليح. 

عاشور: معناها الصياغة اللي تجي فيها بزاف.

سليم: واش بيك؟ بابا شرى نص الصياغة اللي في الحانوت.

عاشور: فهمت. ما تخممش، لما نهبطو من الطيارة نخلي كاش وحدا تلهيه حتى يهبطو الحوايج وناخد الشنطة.

سليم: ولما يجي ويقول لبابا الشنطة تودرت، بابا يحاوزو.

عاشور: هكذا نضربو عصفورين بحجرة. وواش نديرو بالصياغة من بعد؟

سليم: إنت حبيبي، وأنا نقسم معاك النص بالنص.

عاشور: نستعرف بيك إنت صاحبي انتاع الصح.

سليم: تعرف كاش واحد في الخطوط الجويّة يحجز لك غدوا؟

عاشور: أنا ندبر راسي. إذا ما قدرتش نعرف اللي يقدر.

سليم: عسو مليح وخليك معاه حتى يعمّر الشنطة، ومن بعد يلزم تصيبلو عفسة تلهيه.

عاشور: ما تخافش عندي شكون يلهيه. بالصح نخاف باباك هوّا اللي يروح للمطار ويجيبو ويكشف اللعبة.

سليم: أوّاه. أنا اللي ندّيه للمطار ونا اللي نجيبو.

عاشور: امّالا متفاهمين هكذا. نروح نحجز في الطيارة انتاع غدوا. تبقى على خير. (يخرج)

سليم: روح بالسلامة. (يتنهد): قريب نتهنى من السعيد.

(تطفأ الأنوار وتعزف الموسيقى دلالة على انقضاء الزمن)

 

المشهد الرابع

 

(تضاء الأنوار على حانوت البشير ونجده يرتب بعض قطع المجوهرات. يدخل سليم وسعيد)

بشير: تأخرتو. الطيارة تأخرت حتى لدرك؟

سليم: لالا يابابا، الطيارة جات في وقتها.

بشير: امّالا علاش تأخرتو؟

سليم: تأخرنا على جال الشنطة، وما لقيناهاش.

بشير: كيفاش ما لقيتوهاش؟ حوستو مليح فين يديرو الحوايج؟

سعيد: حوسنا مليح وما لقيناهاش. عطاونا وراق عمّرناها باش يحوسو عليها.

بشير(يخاطب السعيد): واش بيك ساكت؟ كيفاش ما لقيتوش الشنطة؟ بالك قعدت في تلمسان؟

سعيد: لالا، تأكدت باللي راحت للطيارة قبل ما نركب.

بشير: امّالا فين راحت؟ يكون حد سرقها في المطار؟

سعيد: الغلطة انتاعي. امرا لصقت فيّا في الطيارة وقاتلي راني مريضة وأول مرة نركب في الطيارة، ماذابيّا نهبط معاك.

بشير: ومن بعد؟

سعيد: كي هبطنا قالت لي راني دايخة وما نقدرش نمشي ماذا بيّا نرتاح شويّة، ومن بعد قاتلي جيبلي الما. ولما وصلنا عند الحوايج ما لقيتش الشنطة.

بشير: والمرا فين راهي؟

سعيد: ما زدتش شفتها.

بشير(يهز رأسه): تكون هيّا متفاهمة معا اللي خدا الشنطة. اشحال في عمرها؟

سعيد: خمس وعشرين، ثلاثين، هكذا.

سليم: ما كانش منها بابا. أنا شفتو وحدو لما جا من الطيارة. لو كان دار الشنطة صح في الطيارة كانت لحقت.

سعيد: راك تقول باللي راني نكذب.

سليم: أنا واقف لبرّا نعس. لو كان حد خرج بالشنطة انتاعنا كنت شفتو.

بشير(لسليم): سقـّمْ هدرتك ياوليدي.

سليم(لوالده): حكاية المرا ما كانش منها، ما هدرش عليها في المطار، درك وين فـْكَرْها. (يخاطب سعيد): خديت الصياغة وراك تدير في تمثيلية درك.

سعيد(مستنكرا): راك تتهمني بالسرقة؟

سليم: انعم إيه. راني نتهمك بسرقة الشنطة.

بشير(لسليم غاضبا): واش هذي الهدرا؟ السعيد عمرو ما سرق وما يسرقش. وما نسمحلكش تهدر هذي الهدرا.

سليم: اسمح لي يابابا، أنا قلت الشي اللي يدخل في العقل، واسمحلي إذا راني غالط.

بشير: راك غالط مية في المية، وتطلب السماح من السعيد حتى نسمحلك.

سليم(لسعيد بفتور): اسمحلي.

سعيد: راك مسامح.

بشير: أنا اللي غلطت اللي خمّمت نجيبها بالطيارة. لو جبناها بسيارتنا خير. (للسعيد): درك روح ريّح ياوليدي. راك عيّان من السفر، وغدوا ربي يدير تاويل.

سعيد: صحة سي البشير. (يخرج)

 

المشهد الخامس

 

(يدخل بلقاسم إلى الحانوت وهو رجل طويل في الأربعين يرتدي قندورة قسنطينية بيضاء وتحتها سروال قسنطيني تقليدي، حاسر الرأس وشعره الأسود مسرح بعناية، وينتعل حذاء عصريا أبيض، وهو يحمل علبة حلوى في يده فيستقبله البشير ويتبادلان التحية والعناق. يدخل سليم ويقف في المدخل يستمع إلى الحوار)

بشير: مرحبا بيك، هذي غيبة طويلة ياسي بلقاسم.

بلقاسم: والله غير دايما في بالي ياسي البشير، وأول ما هبطت للعاصمة جيت نشوفك. (يسلمه علبة الحلوى)

بشير: واشي هذا؟

بلقاسم: هذي حلوى الجوزية انتاع قسنطينة على بالي باللي تحبها ياسي البشير.

بشير: كثر خيرك. اليوم الفطور عندي ما فيها حتى كلام.

بلقاسم: والله ما نقدرش ياسي البشير. انسابي دايرين عرس وبالسيف نكون معاهم. خطرة أخرى ان شاء الله نجي مخصوص لعندك، ونقصرو ونتفكرو أيام زمان.

بشير: إنت تعرف قدرك عندي ياسي بلقاسم.

بلقاسم: على بالي والقلوب عند بعضاها. قوللي ياسي البشير: اللي خرج من عندك درك ماشي سعيد الصادق؟

بشير: انعم، هوّا بالذات. راهو خدّام معايا. تعرفو؟

بلقاسم: نعرفو ونعرف باباه.

بشير: الله يرحمو.

بلقاسم: باباه كان ناس ملاح لكن هوّا ما شي كيما باباه. قالوها بكري: "الذهب يغيّر المذهب".

بشير(مستغربا): واش تقصد ياسي بلقاسم؟

بلقاسم: وقيل ماعلابالكش. بالك تسمع عن مختار حفناوي، صايغ مشهور في قسنطينة؟

بشير(يتذكر فجأة): انعم عرفتو. قاللي كان يخدم عند صايغ في قسنطينة اسمو مختار.

بلقاسم: وسي مختار حاوزو من الحانوت.

بشير: وعلاش حاوزو من الحانوت؟

بلقاسم: خدم عندو عشر سنين وهوّا اللي علمو الصنعة وخلاه يقرى في الجامعة وهوّا يخدم عنده. مدلو شنطة فيها الصيغة الغالية انتاع الحانوت ذهب والماس وجواهر باش يوصلها للدار. ولما جا مختار للدار لقى الشنطة معمرة حجار.

بشير: ويمّاه؟ ما عندوش يمّاه؟

بلقاسم: يمّاه ماتت بعد باباه وبقى يتيم.

بشير: عندك تليفون مختار حفناوي؟

بلقاسم: عندي، درك نعطيهولك. (يخرج هاتفه المحمول ويفتحه. يعطيه بشير ورقة من على المكتب فيكتب الرقم ويعطيه للبشير): رد بالك منو ياسي البشير وما تأمنلوش. نبقيك على خير.

بشير: بالسلامة.

(يخرج سليم ويخرج بلقاسم)

(تطفأ الأنوار وتعزف الموسيقى دلالة على انقضاء الزمن)

 

المشهد السادس

 

(تنار الأضواء من جديد ويظهر بشير وهو يراجع دفتر الحسابات)

بشير(يسأل سليم): خيط الروح والخاتم اللي كانوا في الفترينة "الواجهة" إنت اللي بعتهم؟ ماشي مسجلين هنا.

سليم: لالا. سقصي السعيد يكون هوّا اللي باعهم.

بشير: سقصيتو قاللي ماشي هوّا.

سليم: يكذب يابابا ما زلت تصدقو بعد ما سرق الشنطة انتاع الذهب والجوهر؟ هذا واحد ياكل من الشجرة ويقطع في عروقها. لو كنت خليتني نجيب الشنطة كنا درك مهنيين.

بشير: ياوليدي سعيد مولى صنعة وعلى بيها قتلو هوّا يروح ماشي انت.

سليم: علاش يابابا تحقرني، محسوب أنا ما نفهمش في الصنعة؟

بشير: عند بالك مانيش فايق بيك باللي ما تعلمت والو في الصنعة. قوللي: تعرف تذوب الذهب مع النحاس؟ تعرف تدير منهم عيارات 18 و 21 ؟ تقدر تكشف الغش في العيارات؟ تعرف تصب قوالب الشمع؟ تقدر تلحم الذهب والفضة بالقصدير؟ تعرف تركب الحجرعلى الذهب؟ وزيد وزيد. صنعتنا واسعة وقلال اللي يعرفولها مليح وسعيد منهم.

سليم: أف،السعيد السعيد، كل حاجة السعيد، راك قتلتني بالحقرة يابابا.

بشير: راك غاير منـّو؟

سليم: ولو كان نجيبلك واحد خير من السعيد؟

بشير: منين تجيبو؟

سليم: عاشور حبيبي، ولد حميد الصايغ اللي حانوتو قريب من المحطة قاللي نجيبلك واحد.

بشير: اخطيك من عاشور هذا ياوليدي. باباه مايخافش ربي، يغش في الذهب، عيار 9 يذوبو مع النحاس ويديرلو ختم عيار 21 وزيد بزيادة يشري ويبيع الذهب المسروق.

سليم(بفتور): ما كانش على بالي يا بابا.

بشير: ما تخلطش روحك معا واحد كيما هادا، اللي يخلط روحو مع النخالة ينقبوه الدجاج.

سليم: ما يكون غير خاطرك يابابا، ما نزيدش نهدر معاه.

بشير: السعيد سبقني للكوميساريا راني رايح نشوف واش دار. ما نبطاش ونولي.

(يخرج بشير)

 

المشهد السابع

 

(يدخل عاشور وهو يحمل الشنطة الزرقاء)

سليم(متوترا وخائفا): كيفاش تجيب الشنطة لهنا؟ راك هبلت؟

عاشور: حتى تشوف واش فيها قبل.

سليم: واش فيها؟

عاشور: حلها تشوف.

سليم: درك يجي بابا.

عاشور: ياخي خوّاف. يجي باباك ومن بعد؟ راح يقتلك؟

سليم: ما فهمتنيش. هوّا داير فيّا الثيقة ومانحبش يفيقلنا.

عاشور: وين راهو باباك درك؟

سليم: راح معا السعيد للكوميساريا.

عاشور: يبطاو ما تخافش. حل تشوف.

سليم(يفتح الشنطة ويندهش): واشي هذا؟ حْجار وتراب! فين الذهب والصياغة؟

عاشور: راك تسقصيني؟ سقصي روحك. تفاهمت إنت والسعيد تاخدو الذهب، وبعثتني نسرق شنطة معمرة تراب وحْجار. أنا ما نسكتش. (مهددا): تمدولي حقي والا نبيّع.

سليم(غاضبا): علاش ما تقولش باللي انتا ادّيت الذهب ودرت في الشنطة التراب والحجار؟

عاشور: وقيل حسبتني طْنـَه؟ شوف ياولد الناس.أنا عندي دين خمسين مليون سنتيم ويلزمني نرجعو قبل غدوا.

سليم: رجعت تقمّر ثاني؟ ونا منين نجيبلك خمسين مليون؟ خودهم من باباك.

عاشور: ما سمعتش باللي تحرق الحانوت انتاعنا؟

سليم: والله ما سمعت. باباك ياخي راهو سلامات.

عاشور: بابا راح لليبيا يشري سبايك الذهب المسروق انتاع القدافي، هوّا راح منـّا والحانوت تحرق منـّا. كاش ما نسى النار شاعلة في الحانوت. (بسخرية): جا يسعى ودّر تسعة.

سليم: علاش ماكمش مأمنين على الحانوت؟

عاشور: بابا مايحبش يدفع حتى دورو خارج الطريق. كنت تاكل عليك تعاوني. لقيتك ماشي راجل، خدعتني وغشيتني. دبر لي خمسين مليون وكل واحد يروح في طريقو.

سليم: راني فايق بيك وباللعب انتاعك. اديت الذهب وجيت تبكيلي باش نصدق باللي ماشي انتا اللي اديتهم ونزيد لك خمسين مليون. اللي يحسب وحدو يشيطلو. انتا اللي خدعتني وغشيتني وخليتني نسرق بابا.

عاشور: وقيل ما زال مافهمتش مليح واش قتلك؟

سليم: روح الله يسهل عليك، وما نزيدش نشوف وجهك ثاني.

عاشور(يهز رأسه): صار هكذا. (مهددا): الخبر يجيبوه التوالى. (يخرج)

(يدخل بشير فيرى الشنطة)

بشير: هذي الشنطة انتاعنا ! اشكون جابها؟

سليم(متلعثما): جابها واحد مولى تاكسي. قاللي: عْطيها للسعيد.

بشير: مزيّة اللي لقاوها. حلها تشوف.

سليم(يفتحها): معمرة تراب وحْجار.

بشير: ما سقصيتش مولى التاكسي اللي جابها عن اسمه؟

سليم(يتلعثم): سقصيتو قاللي قول للسعيد مولى التاكسي وهوّا على بالو. وعلاش السعيد ما جاش معاك كنت تسقصيه.

بشير: ما زال في الكوميساريا.

سليم: امّالا كلـّم الكوميسير وهوّا يسقصيه.

بشير: لالا. حكاية مولى التاكسي ما دخلتش في راسي. ما تقول والو للسعيد لما يجي. أنا ندبر راسي.

(يدخل السعيد)

بشير(للسعيد): ازرب سقم خيط الروح اللي وريتهولك الصباح. مولاتو تستحقو العشية. (يخرج سعيد من اليسار)

(تطفأ الأضواء وتعزف الموسيقى)

 

المشهد الثامن

 

(تنار الأضواء من جديد. يدخل سعيد من اليسار فيري خيط الروح للبشير)

سعيد: شوف سي البشير. امليح هكذا؟

بشير: بارك الله فيك. رجع كيما كان وخير مما كان.

سعيد: درك نعاود ننقيه ونعطيهولك. (يخرج من اليسار)

(يدخل فجأة شخص يرتدي قميصا وسروالا أسود ويغطي وجهه ورأسه بطاقية سوداء لا يظهر منها إلا عيناه ويحمل مسدسا يوجهه إلى البشير وابنه. ثم يغلق باب الحانوت والستارة ويخرج من تحت قميصه شكارة بيضاء يخرج منها حبلا رقيقا ويطلب من سليم بالإشارة أن يقيد والده إلى الكرسي فيفعل سليم ذلك. ثم يخرج حبلا آخر فيقيد سليم)

بشير(بصوت مرتفع): ننصحك ياوليدي ما تضيعش المستقبل انتاعك بالسرقة.

الملثم: اسكت. (يخرج لصقة من جيبه فيضعها على فم البشير وأخرى على فم سليم. يطل سعيد حذرا فيرى الملثم وينتظر حتى يبدأ بوضع قطع الذهب في الشكارة فيأتي من ورائه ويمسك بخناقه ويجره إلى الطاولة ويقرع جرس الإنذار ثم ينزع اللصاق عن فم البشير وسليم وبعد ذلك يرفع اللثام عن وجهه فيفاجأ سليم)

سليم: عاشور!

بشير: تعرفو؟

سليم: هذا عاشور ولد حميد الصايغ. خديت رايك يابابا وحاوزتو. عندك الحق يابابا راهو سراق كيما باباه

 (يقرع الباب بشدة ويسمع صوت يقول: بوليس، حلو الباب.)

(تطفأ الأنوار وتعزف الموسيقى دلالة على انقضاء الزمن)

 

المشهد التاسع

 

(تنار الأضواء من جديد ويظهر بشير وهو يراجع دفتر الحسابات، وسعيد يرتدي مئزرا أبيض ليدخل إلى المشغل)

بشير(بلهجة شك): قوللي الحقيقة الخاتم وخيط الروح اللي كانوا في الفترينة ماشي انت اللي بعتهم؟

سعيد(يفاجأ بلهج بشير): لالا. ماشي أنا اللي بعتهم.

بشير(بسخرية): ومختار حفناوي واش أخبارو؟ لقى شنطة الصيغة اللي يحوس عليها والا مازال؟

سعيد(يتنهد): راك عرفت الحقيقة. يشهد الله باللي راني بريء من سرقة الشنطة انتاع سي الحفناوي والشنطة انتاعك. (ينزع المئزر الأبيض): تبقى على خير سي البشير.

بشير: فين راك رايح؟

سعيد: إذا كان حبيت تشكي بيّا راني قدامك، وإذا ما شكيتش بيّا خليني نروح، ما نقدرش نقعد هنا وانت تشك فيّا.

بشير: ما كان لا نشكي بيك، البوليس راهو يبحث ومن بعد يظهر اشكون خدا الشنطة. إذا حبيت تروح ربي يسهل لك ياوليدي. (يدقق بشير في دفتر الحسابات ويتردد سعيد ثم يخرج)

 

المشهد العاشر

 

(تدخل وردة فيرى بشير العقد في جيدها والخاتم في يدها)

بشير: حبيت نسقصيك منين شريتي خيط الروح والخاتم اللي راكي دايرتيهم ؟

وردة(بانزعاج): وانت واش دخلك؟

بشير: سقصيتك برك.

وردة: باعهم لي مولى الحانوت. يا خي انت خدّام عندو؟

بشير: اشكون باعهم لك؟ سعيد؟

وردة: قتلك مولى الحانوت وتقوللي سعيد. مولى الحانوت سليم.

بشير: بشحال باعهم لك؟

وردة: علاش تسقصيني؟ سقصيه هوّا بشحال باعهم لي.

(يدخل سليم فتخاطبه وردة): سليم! السيد راهو يسقصيني اشحال بعت لي خيط الروح والخاتم. قوللو بشحال بعتهم لي.

سليم(يغمزها بعينه): أنا ما بعت لك والو. سعيد باعهم لك. (يشير لها برأسه أن توافق)

وردة: علا ش راك تغمزبعينك وتحرك راسك؟ ياك انت مولى الحانوت وانت اللي اهديتهم لي. واش دخّل سعيد في الوسط؟

سليم: والله يابابا أنا ما عطيتهم لها. سعيد هوّا اللي عطاهم لها.

وردة: امّالا هذا باباك وتحلف كذب قدامو. نقوللو علاش عطيتهم لي. أنا جيت نشري خاتم عرضني عالفطور واهدى هولي. ومن بعد ما كان لا نكمل.

بشير: روحي يامخلوقة الله يسهل عليكي. واش ندير درك؟ ولدي يسرقني ويكذب عليّا، لا حول ولا قوة إلا بالله.

 (تطفأ الأنوار وتعزف الموسيقى دلالة على انقضاء الزمن)

 

المشهد الحادي عشر

 

(تنار الأضواء من جديد. يدخل مختار وهو رجل في أوائل الخمسينات يرتدي قندورة قسنطينية صيفية زرقاء وتحتها سروال تقليدي ويغطي رأسه بشاشية قسنطينية)

مختار: السلام عليكم.

بشير: وعليكم السلام.

مختار: أنا مختار حفناوي. كلمتني بالتلفون وقتلي سعيد يخدم عندك.

بشير: مرحبا بيك سي الحفناوي. تفضل هنا. (يجلس على الكرسي بجانب الطاولة ويبقى بشير واقفا): في الحقيقة صار مشكل صغير وسوء تفاهم وسعيد اختفى وما نعرفش فين راه.

مختار: خير، واش هوّا المشكل؟

بشير: شنطة فيها صيغة كلفتو يجيبها من تلمسان بالطيارة، ولما وصل ما لقيناهاش.

مختار: أنا نغرمها، أنا متأكد باللي سعيد بريء. قتلك عالهاتف باللي ظلمتو وتهمتو بسرقة شنطة فيها صرّة معمرة بالصيغة ولما مرتي الجديدة مرضت حوست على كواغطها في خزانتها خاطر طلبوهم لي في المستشفى لقيت الصرة كيما هيّا معمرة بالصيغة. زوجتي سرقتها وتهمت سعيد.

بشير: حتى أنا ما شكيتش للبوليس بيه. لكن حبيت نعرف الحقيقة.

مختار: شوف اشحال تسوى هذي الصيغة نغرمها لك كيما حبيت دراهم والا صيغة. يرجعلي سعيد.

بشير: شوف الدراهم والصيغة حتى شي. الرجال همّا الصح. وراحة البال ثاني.

مختار: الناس يحسدونا ويقولوا هادو أسعد ناس في الدنيا، عندهم الذهب والألماس والفضة والجوهر.

بشير: عندك الحق. الناس يدخلو الحانوت عيونهم تخرج لما يشوفو الذهب ويظنوا السعادة كلها في المال.

مختار: تقول رانا عسّاسين على هذا الذهب من السراقين والقتالين. عمري ما حسيت بالأمان، وزيد بزيادة الشيطان غرني. قلت عندي المال ونقدر نفتح زوج ديور عاودت الزواج، ولما زوجتي الأولة ما حبتش طلقتها، والمرا اللي تزوجتها سرقتني وخلاتني نتهم سعيد ونحاوزو. سعيد اللي قرا وتعلم وعمرو ما غشني ولا سرقني.

بشير: واش نقول أنايا؟ المال ما اقدرش يشفي بنتي من السرطان الله يرحمها. كان في عمرها عشرين عام. خديتها لأحسن مستشفى في فرانسا، ولو كان قدرت نمد لها الكبدة انتاعي، لكن الأجل خلاص وما ينفعش لا دوا ولا مال.

مختار: الله يرحمها.

بشير: وليدي اللي حيلتي واللي بقالي ما حبش يقرا. اشحال حاولت معاه ما قدرتش. هوّا في بالو ما دام عندنا المال القراية ما تهمش. لحق بالسيف للسنة التاسعة وحبس. حبيت نفهمو إنو العلم خير من المال يضحك ويقوللي بالمال نقدر نشري كلـّش وبالعلم ما نشري والو. حتى الصنعة انتاعنا ما حبش يتعلمها.

مختار: قالوها بكري: الناس يحسبو باللي المال يجيب الهنا. الحمد لله عندنا المال لكن وين راهو الهنا درك؟ ماذا بيّا تقولي وين يسكن السعيد؟

بشير: حوست عليه عند الناس اللي كاري عندهم، قالو لي نقـّل وما يعرفوش فين؟

مختار: إذا لقيتو تقولو يسامحني وماذابيّا نشوفو. تبقى على خير.

بشير: ما نخليكش تروح، اليوم تفطر معايا.

مختار: خطرة اخرى يا سي البشير اليوم راني مزروب.

 

المشهد الثاني عشر

 

(يدخل سليم ويدخل معه رجل نحيل أنيق يرتدي بدلة رمادية صيفية وتحتها قميص صيفي مخطط، أشيب الشعر له لحية مدببة صغيرة)

سليم(لأبيه): هذا السيد يحوس عليك.

العالم: السلام عليكم.

بشير: وعليكم السلام. مرحبا بيك. انعم.

العالم: نحوس على السيد سعيد الصادق والا السيد بشير الصايغ؟

بشير: سعيد ماشي هنا. أنا بشير الصايغ. كاش ما استحقيت؟

العالم: كتبو في الجريدة باللي تودرتلكم شنطة في الطيارة اللي جات من تلمسان. صحيح؟

بشير(بلهفة): انعم، صحيح.

العالم: ونا ثاني ضاعت لي شنطة فيها الخدمة اللي خدمتها في عشر سنين.

بشير (بخيبة أمل): اسمحلي. واش حبيت درك؟ 

العالم: حبيت الشنطة انتاعي، بالك اديتوها وحسبتوها انتاعكم.

بشير: لا ياسي...

العالم: اسمي الدكتور عبد العليم، ونا أستاذ في الجامعة وعالم في الجيولوجيا.

بشير: متشرفين ياسي عبد العليم، لكن الشنطة انتاعك ما شي عندنا.

العالم: خسارة، كنت نتمنى تكون عندكم وغلطتو فيها كيما أنا غلطت بالشنطة انتاعكم.

بشير(متفاجئا): واش قلت ياسي عبد العليم؟ الشنطة انتاعنا عندك.

العالم: انعم، راهي في السيارة، ثقيلة بزاف ما قدرتش نرفدها.

بشير: نروح معاك أنا ووليدي سليم نرفدوها.

(يخرج الجميع ثم يعودون بعد قليل وبشير وسليم يتعاونان في حمل الشنطة ويضعانها على الأرض)

بشير(لولده سليم): حل تشوف. (يفتحها سليم فلا تنفتح)

العالم: ماكش عارف الرقم اللي تفتح بيه؟

بشير: خليني أنا نحلها. (يفتحها بسهولة ويتفحص ما فيها): هيّا بالذات

سليم: لو كنت تعرف واش في الشنطة، ما كنتش رديتها.

العالم(يضحك): راني حليتها ودرت قائمة باللي لقيتو فيها، وعاودت غلطتها كيما كانت. وهذي القائمة.

بشير(لسليم): عند بالك كل الناس طمّاعين وما عندهومش الأمانة.

العالم: في الشنطة انتاعي اللي تودرت حاجات خير من هادي بميات مرة.

سليم(متعجبا): خير من الذهب والجوهر والألماس؟ ما كانش خير من الذهب والجوهر والألماس؟ بالك معمرة بالأورو والدولار.

العالم: لالا. فيها تراب وحجار انتاع بلادنا قضيت عشر سنين ونا نجمعها من كل ولايات الجزاير.

بشير: تراب وحجار! (لسليم): جيبلو الشنطة اللي لداخل يشوفها.

العالم: اللي ما يعرفش قيمة العلم يظنها تراب وحجار ويرميها.

سليم(يحضر الشنطة ويفتحها): هذي هيّا الشنطة انتاعك؟

العالم(مبتهجا): الحمد لله. الخدمة انتاعي ما راحتش باطل.

سليم(يقهقه ويضحك بصوت عال): هذا التراب والحجار خير من الصياغة انتاعنا. والله غير موتني من الضحك.

العالم: هذا علم والعلم خير من المال.

سليم: ما تتمسخرش اللي عندو المال يشري فيلا في فرانسا ويصيف في سويسرا ويشري واش يحب.

العالم: درك العرب عندهم المال والغرب عندو العلم، اشكون اللي يحكم في لوخر.

بشير: ما تاخدش عليه. هذا ما يعرفش قيمة العلم.

العالم: ماشي هوّا المخطي، المخطيين اللي قرّاوه وما قدروش يعرفوه قيمة العلم.

سليم(يحاول التوقف عن الضحك فلا يستطيع): حبيت درك تقوللي واش من فايدة في هذا التراب والحجار.

بشير(غاضبا): تأدب ياولد.

العالم(لبشير): ما تزعفش عليه خليني نفهمو. الحجار والتراب مستفين في شكاير بلا ستيك وكل شكارة عندها رقم.

سليم(يفحص أكياس البلاستيك): انعم كل واحدة عندها رقم.

العالم: شوف في جيب الشنطة كاش ما تلقى؟ 

سليم(يفتش في جيب الشنطة): كاين كتاب، مكتوب باليد.

العالم: هذا الكتاب خدمة عشر سنين. فيه التحليل انتاع التراب والحجار في البلديات انتاع كل بلدية في الولاية. فيه اسم المضرب اللي خديت منو التراب والحجار.

بشير: وواش هيّا الفايدة انتاعها؟

العالم: فيها فايدة للفلاح، يعرف نوع التراب في أرضو والزرع اللي ينجح فيها. يعرف ثاني إذا كان الما غاير في الأرض والا قريب. نعرفو فين يكون البترول والا الغاز فين يكون المعدن، حديد والا ذهب والا نحاس. نعرفو فين تكون الآثارالتاريخية ونقدرو نحفرو ونعرفو تاريخ بلادنا القديم، ونعرفو ونعرفو. العالم الجيولوجي هوّا اللي يكشف عن البترول والغاز والذهب والفضة والألماس. كاين مضرب لقيت فيه الذهب ما زال ما حدش يعرفو.

سليم: قوللي وراسك، فين هذا المضرب نروح درك نجيب الذهب.

العالم: عند بالك سبايك ذهب ترفدها وتجيبها. الذهب ما زال في التراب. يلزم تنقيه وتصفيه. يلزملو خدمة.

بشير(يخاطب ابنه): ياواحد الطماع ! ماكفاكش الذهب اللي عندك. صحيح ابن آدم عينو فارغة ما يملاها غير التراب. (يخاطب العالم): انا ما قريتش مليح، قريت شويّة برك وتعلمت الصنعة انتاع بابا. ماذا بيّا لو كنت عالم كيما انتا، والا عندي ولد يولي عالم كيما انتا.

العالم: العلم والصنعة يكملو بعضاهم. إنتا درك مولى صنعة زينة تخدم الناس وتعاونهم وتزهّي إيامهم وأعراسهم وأفراحهم بالسلعة اللي راك تخدمها. وولدك حتى لو ما قراش في يدو صنعة.

بشير: أوّاه، ولدي هذا غير الخير لا قراية لا صنعة بالصح النفخة كاينة. يحسب روحو سيد الناس.

سليم(متذمرا): علاه يابابا تقول هكذا؟

العالم: أنا نبقيكم على خير، وماذابيّا ولدك يعاوني، يجيبلي الشنطة للسيارة. (يخرج)

سليم: علاه يابابا ما قتلوش باللي أنا ماشي خديم عندو نرفدلو الشنطة.

بشير: ماكش تشوف باللي ما يقدرش يرفد. ماذابيّا لو كنت نقدر نرفد، نرفدو هوّا على راسي ماشي الشنطة انتاعو برك. هادو العلما عندهم قدر كبير إنتا ما تعرفوش يالجاهل يالحمق. (بغضب): ارفد ياولد. والله إن مارفدتهاش درك نحاوزك من الحانوت ومن الدار. (يسرع فيحمل الشنطة ويعود بعد قليل يلهث)

سليم: اشحال ثقيلة يا بابا الشنطة انتاعو.

بشير: ما تقدرش تعرف اشحال راني فرحان باللي لقينا الشنطة.

سليم: كيفاش ما نفرحوش بالصياغة اللي رجعتلنا.

بشير: الفرحة الكبيرة ماشي على جال الصياغة. الفرحة الكبيرة بالسعيد اللي ظهر بريء وأمين. السعيد هوّا الكنز الكبير اللي كنت قريب نضيعو. وربي سترني ما ضيعتوش. عقلي كان يقوللي نشكي بيه وهوّا اللي سرق الشنطة، وقلبي قاللي: "لالا. السعيد راهو ذهب صافي عيار 24 وموش ممكن يسرق. صدقت قلبي وما شكيتش بيه. وين راك ياالسعيد درك !

ستار