الفـصـل الثـالث

من مسرحية طارت السكنة

للكاتب عبد الله خمّار

 

المشهد الأول

       (يُفتح الستار على صالون البنسيون. الساعة على الجدار تشير إلى الثانية بعد الظهر. السيدة نورا تجلس وراء الطاولة تنسج الصوف. يدخل من اليمين عبد الرزاق وهو شاب في الثلاثين من عمره.)

عبد الرزاق: السلام عليكم.

نورا: وعليكم السلام.

عبد الرزاق: حبيت نتأكد إذا كانت السيدة نسيمة محجوب تسكن هنا؟

نورا(مرتبكة): شكون.. شكون يحوّس عليها؟

عبد الرزاق: أنا خوها عبد الرزاق. ماذابيّا نهدر معاها. (تتردد ثم تنهض): ريّح دقيقة. درك نشوف إذا راهي هنا. (تدخل ثم تخرج بعد دقائق): درك تجي.

(يبقى عبد الرزاق واقفا. تخرج نسيمة وهي ترتدي ثوبا بيتيا بلون رمادي منقوش بأزهار ملونة زاهية، وتغطي رأسها بشال ومعها ابنها سمير. تركض إليه.)

نسيمة(تهتف بفرح): عبد الرزاق.

عبد الرزاق(يلقاها مفتوح الذراعين): نسيمة والله غير توحشتك. (يحتضنها.)

نسيمة: وانا ثاني توحشتك وتوحشت بابا ويمّا. واش راهم؟

عبد الرزاق: راهم مسلمين عليك ويقولولك ارجعي لدارك. كيفاش تسكني في البنسيون وتتركي دار باباك ويماك؟

نسيمة: والله غير حشمت نروح ليهم بعد ما خالفت رايهم وتزوجت هاداك الشيطان.

الطفل سمير(يسحب يد أمه): يمّا شكون هادا؟

نسيمة: هادا خالك عبد الرزاق.

عبد الرزاق: هادا ولدك الله يبارك؟

نسيمة: سمير، بوس خالو.

 (يتردد الطفل سمير.)

عبد الرزاق: ارواح عند خالو. (ينحني ويقبل سمير ويحتضنه): يالله بلخف هاتو حوايجكم، باباك ويماك راهم يستناوكم.

نسيمة(تتردد): والله راني حشمانة. كيفاش نطلب منهم السماح؟

عبد الرزاق: هادو باباك ويماك، راهم سامحوكي خلاص، غاولي ما تضيعيش الوقت.

نسيمة: ماذابيك تخليني لغدوة والا لبعد غدوة نوجّد حوايجي بعقلي.

عبد الرزاق: واش تقولي لو كان سمير يروح معايا وانتي نجي نديكي الخميس الصباح.

نسيمة(تخاطب الطفل): تحب تروح مع خالو عند جدك وجداتك؟

الطفل سمير(يهز رأسه موافقا):  وانت ما تجيش معانا؟

نسيمة: تجي تديني انت وخالو يوم الخميس الصباح. ارواح نوجّد لك حوايجك.

       (تخرج هي وابنها سمير من اليساروتدخل السيدة نورا.)

نورا(معتذرة): اسمح لي لما كلمت بالتلفون وقتلك نسيمة ما تسكنش هنا، حسبتك هاداك الشيطان راجلها. أنا نخاف عليها كي بنتي.

عبد الرزاق: ما عليه، أنا نشكرك باللي راكي دايرتيها كي بنتك.

نورا: تقدر تدخل لبيتها كاش ما تعاونها. مرحبا بيك. (يخرجان ثم تعود نورا وتتجه إلى الطاولة. تدخل نادية من اليمين.)

نادية: واش راكي خالتي نورا؟

نورا: عالسلامة بنتي. أنا راني لا باس. إنتِ واش راكي مع القراية؟

نادية: الحمد الله ياربي. لقيت شيخة هايلة في الرياضيات، وبديت نفهمها ونحبها. دركا ما نيش خايفة من البكالوريا.

نورا: هادا خبر يفرح، إن شا الله ما تخلصش بزاف؟

نادية: لا لا، ما تخلصش بزاف وتقري مليح مليح. نخليكي خالتي نورا. (تخرج من اليسار.)

 

المشهد الثاني

(تدخل دليلة وعباس بخطى مترددة ويبدو عليهما الخجل.)

نورا(بلهجة جافة): أنعم، واش حبيتو؟

عباس: خممت على واش قلتِهولي ، لقيت روحي غالط. نحلفلك باللي من هاداك النهار اللي جينا فيه وانا ما نرقدش. نقول واش درت في حياتي. هادا بابا وربي سبحانه وصّانا بالوالدين.

دليلة(تطأطئ رأسها خجلا): وانا ثاني سامحيني. راني حشمانة منك، ما نيش قادرة حتى نخزر من جيهتك.

نورا: ما تحشميش إنت كيما بنتي.

دليلة: عمي صالح كيما بابا. أنا نحب صلاحو وما كنتش عارفة باللي هوا يعرف صلاحه خير منا. احنا تجاوزنا الحدود. ان شالله برك يسامحنا. وانت زادا تسامحينا.

نورا: هكذا وليتو للحق، وهكذا نستعرف بيكم. هادي يلزمها تولويلة. (تزغرد): درك نعيط لسي صالح. (تدخل من اليسار.)

دليلة(تغير لهجتها): هادا وين تفكرت، المكتبة نتاع باباك واش درت بيها؟

عباس: درت كيما قلتيلي بعت الخزانة للي يشرو الحوايج القديمة، والكتب رميتها.

دليلة(مستنكرة وغاضبة): كيفاش ترميها، كاين حد يرمي الكتب؟

عباس(مدافعا عن نفسه): ياخي قلتيلي فيهم الدود والمرض ما نحبش يبقاوْ في الدار.

دليلة: وانت كل حاجة نقولها لك تديرها؟ ياخي جياحة. درك تخلقهم من تحت الأرض. يلزم ترجع المكتبة في الدار كيما كانت.

عباس: علاش؟ ما فهمتش، فهميني.

دليلة: درك يجو الصحفيين والتلفزيون للدار ويلزم يقابلهم في المكتبة نتاعو.

عباس: أواه، الكتب رميتها في الزبلة، والخزانة ما نظنش نلقاها تكون تباعت.

دليلة: شوف اشري خزانة قديمة، وكاش ما تلقى كتب قديمة منا والا منا عمرهم بيها وهيا فرات.

عباس: عند بالك هادي حاجة سهلة ما يفيقلهاش بابا؟

(تدخل السيدة نورا والسيد صالح بو لعيون. ينهض عباس ودليلة.)

عباس: عالسلامة بابا. (يقبل يده فيحتضنه الأب): سامحني بابا الشيطان الله يلعنو غرني وغلطني، ودرك تسمح لي نصلح الغلطة نتاعي.

دليلة(تقبل يد صالح): عالسلامة بابا. (تحني رأسها): راني حشمانة منك. سقصي صالح، دايما نقولو: رد بالك يغضب عليك باباك. ديرلو واش يحب باش يرضى عليك.

عباس: ماذا بينا ترجع لدارك. (يخرج أوراقا من جيبه): هادا عقد الدار اللي كتبتها باسم يمّا، وهادا عقد الدار اللي كتبتو باسمي. الزوج تقدر ترجعهم باسمك.

صالح: خلي الوراق معاك ياوليدي.

دليلة: لولاد توحشوك وكل يوم يبكو حابين يشوفوك.

صالح: حتى انا توحشتهم بزّاف. ما كانش أعز من الولد إلا ولد الولد.

عباس: إنت مولى الدار ومن غيرك ما نسواوْ والو. ماذابينا تعيط للسيدة سعيدة وتديرو العرس في الوقت اللي حبيتو.

صالح: بارك الله فيك ياوليدي. هكذا انت وليدي نتاع الصح. (يضمه إلى صدره بيده اليمنى.)

دليلة(بدلال): وانا ماشي بنتك؟

صالح: وانت بنتي ثاني وأم أحفادي، ربي يخليكي لينا. (يضمها إلى صدره بيده اليسرى.)

 

المشهد الثالث

   (يخرج عبد الرزاق من اليسار يحمل حقيبة صغيرة ومعه الطفل سمير، ويدخل الناشر بلقاسم، وهو رجل في أوائل الخمسينات تبدو عليه الهيبة والجدية.)

بلقاسم: السلام عليكم. (يرى صالح فيتجه إليه): راني نحوس عليك ياسي صالح.

صالح: مرحبا بيك. غير الخير؟

بلقاسم: شوف حبيت ندير معاك عقد نطبعو عشر آلاف نسخة من روايتك "ظلال بلا رجال".

صالح(مندهشا): هادي نكتة والا واش؟ ما عنديش دراهم، وزيد بزيادة الألف اللي طبعتهم ما تباعش منهم غير عشرة. ياخي هكذا قلت لي لولبارح؟

بلقاسم: لكن درك درت لهم الدعاية وحبيت نوزعهم في كل الولايات وفي البلدان العربية ثاني.

صالح: هادي جديدة. ما راكش تتمسخر.

بلقاسم: حاشا ياسي صالح. لكن حبيت تتنازلي في العقد عن حقوق التأليف والترجمة باش نقدر نترجمها للفرنسية والانجليزية والألمانية ولعشر لغات اخرين.

صالح: راك تهدر بصح، تطبع وتترجم وانت اللي تخلص؟

بلقاسم: اقرا العقد تشوف.

صالح: وعلاش غيرت رايك هكذا؟ ياخي قتلي الجزايريين ما يقراوش الروايات.

بلقاسم: ما كنتش نعرفك مليح، لكن لما قريت الرواية عرفت باللي راك كاتب كبير يلزم نعرفو بيه الناس وحتى إذا ما يقراوش نخليهم يقراوْ.

عباس: فاقو.

صالح: هات العقد نوقعو؟

       (يسرع بلقاسم بفتح أوراق العقد ليوقعه صالح فيخطفه عباس.)

عباس: حبّس. هات العقد نشوف؟

بلقاسم: شكون انت؟

عباس: أنا وليدو ووكيلو. (يتفحص العقد): ما كانش حقوق التأليف ولا حقوق الترجمة.

بلقاسم: أنا نطبعها ونترجمها على حسابي وبالك نخسر فيها.

صالح: عندو الحق، خليه يطبعها ويترجمها.

عباس: لا لا يابابا. يدفعلك حقوق التأليف إذا حب يطبع الرواية. لكن حقوق الترجمة ما نعطوهاش ليه.

صالح: علاش ياوليدي؟

عباس: هوا على بالو علاش.

بلقاسم(يتنهد من الغيظ): صحة، أنا نبدل العقد وندير فيه حقوق التأليف برك. (يخاطب صالح): نتصل بيك من بعد. سمحو لي. (يخرج.)

عباس(معلقا): هادا الناشر طماع وغشاش.

صالح: حرام عليك تتهم الناس هكذا ياوليدي.

عباس(بلهجة الواثق): أنا عارف واش راني نقول.

 

المشهد الرابع

(يدخل رفيق يحمل جريدة فيشاهد صالح)

رفيق: أستاذ صالح. راك هنا؟ مبروك عليك. (ينحني عليه ويقبله في وجنتيه.)

صالح(يفاجأ): الله يبارك فيك. على واش راك تباركلي؟ على زيارة وليدي؟

رفيق: هادا وليدك؟

صالح: انعم.

رفيق: الله يبارك، متشرفين. (يصافحه ويخاطب صالح): نبارك لك بالجائزة.

صالح: واش من جائزة؟

رفيق(مندهشا): ما قريتش الجريدة؟ ربحت روايتك جائزة الشيخ عساف للإبداع العربي.

عباس(متصنعا الاندهاش): بصح بابا ربح جايزة. هات الجريدة نشوف. (ينظر إلى الجريدة هو ودليلة.)

رفيق: انعم ميات ألف دولار. (يرى الجريدة في جيب عباس فيخاطبه مستنكرا): الجريدة راهي في جيبك!

عباس(مرتبكا): هادي الجريدة نتاع البارح.

صالح: راهم غالطين ياوليدي، أنا ما تقدمتش لهادي الجائزة.

رفيق: ما همش غالطين. أنا وصحابي بالفيس بوك وتويتر رشحناك وقدمنا الرواية نتاعك. والسيدة سعيدة عاونتنا وعطاتنا معلومات عن حياتك وعن كتاباتك.

صالح: واش قتلي قيمة الجائزة؟

رفيق: ميات ألف دولار.

صالح(يخاطب رفيق): كثر خيركم ياوليدي.

(يرن هاتف رفيق المحمول.)

رفيق: تسمحولي. (يخرج من اليسار.)

صالح(يلتفت إلى ابنه عباس غاضبا): الجريدة اللي في جيبك نتاع البارح والا نتاع اليوم؟ هات نشوف؟

عباس(حانيا رأسه): نتاع اليوم.

صالح: قتلي الناشر غشاش وطماع. وانت واش تكون؟

عباس: اسمح لي يابابا.

صالح: تعرفو باللي صدقت باللي راكم ندمتو وجيتو تعتذرو بصح. وهادا فرحني أكثر من الجايزة. ما جاش في بالي باللي جيتو طامعين في الميات ألف دولار.

عباس: راني غلطت يابابا ونطلب منك السماح.

صالح(بسخرية): تطلب السماح! على كل حال انت تبقى وليدي، ما نقدرش نتبرى منك. وولادك يبقو أحفادي. (يتنهد): لكن درك ما نيش حاب نشوفك حتى يبرد قلبي. (يصرخ فيهما): اخرج عليّا انت ومرتك يا واحد الطماعين الغشاشين. (يركضان إلى الباب.)

 

المشهد الخامس

(تدخل سعيدة.)

صالح: أهلا سعيدة. مرحبا بيكي. جيتي في وقتك.

سعيدة(بدلال): جيت نهنيك بالجايزة ونودعك.

صالح(باستغراب): تودعيني! وين راكي مسافرة؟

سعيدة: ما نيش مسافرة. نودعك خاطر المستوى نتاعي ونتاعك ماشي كيف كيف درك.

صالح(يضحك): واش مستواك ارتفع وليتي وزيرة ما عدتيش تخزري لينا.

سعيدة: لا لا. مستواك هوا اللي ارتفع. وليت مشهور وكل الناس يهدرو عليك وانا ما زالني من يا أيها الناس.

صالح: حبيتي تفهميني باللي ماشي انتيّا درتِ هادي اللعبة حتى تطيحيني في الشبكة؟

سعيدة(باستنكار): أنا!

صالح: انعم انتيّا. لما أنا ما حبيتش نتزوجو في السكنة نتاعك، جاتك فكرة الجائزة حتى ما نصيبش سبّة نهرب بيها من الزواج.

سعيدة: ياخي قتلك نكتب الدار باسمك، ما حبيتش.

صالح: ولو كان نموت قبلك، ولـْدي يفكْ لك الدار، وتعرفي باللي راهو موالف.

سعيدة: بعيد الشر عليك. (بدلال): إذا راك تخمم باللي أنا طيحتك في الشبكة، راك من درك حر، ووعدك ليّا بالزواج احسبو ما كانش، وكل واحد يروح في طريقو.

صالح(باستغراب): هادي أول مرة نشوف فيها صياد يطلق العصفور بعد ما يصيدو! لكن درك خلاص، راني في الشبكة وما نحبش نخرج منها. حبيت الصياد نتاعي وماذا بيّا نعيش في الشبكة نتاعو اللي بقا من عمري.

سعيدة(بدلال): إنت اللي حبيت. خمم مليح، بالك تندم من بعد.

صالح: ما نضيعوش الوقت نروحو للبلدية نتزوجو، حتى لما يجو الناس اللي يهنو والصحافيين يلقاونا متزوجين. (يمسك بيدها ويخرجان من اليمين.)

 

المشهد السادس

(تنار الأضواء على الصالون فارغا. تدخل نسيمة راكضة متوترة وعلى رأسها منشفة وهي ترتدي ثوبا منزليا طويلا.)

نسيمة(تصرخ ): سرقوني سرقوني.

(تدخل السيدة نورا)

نورا: واش كاين؟ علا ش راكي تعيطي؟

نسيمة: سرقولي التلفون البورتابل.

نورا: شكون سرقو؟

نسيمة: وين على بالي؟ كنت في الحمام ندوّش ولما خرجت ما لقيتوش.

نورا: عمرها ما صرات سريقة عندنا. (تسألها): حوست مليح.

نسيمة: سبحان الله، تركتو فوق السرير.

(تدخل ذهبية من اليسار بثوب منزلي)

ذهبية: واش كاين؟

نورا: سرقولها التلفون البورتابل، وما تعرفش شكون سرقو.

ذهبية(تخرج هاتفها المحمول): اعطيلي الرقم نتاعك نعيطلك ونشوف إذا راهو يرن في كاش مضرب. (تناولها الهاتف): خودي ديري الرقم.

(تمسك نسيمة هاتف ذهبية المحمول وتكتب الرقم)

ذهبية: ارواحو لداخل نسمعو التلفون فين راهو يرن.

(تخرج نورا و نسيمة و ذهبية من اليسار ثم يدخلن بعد قليل ونسيمة تحمل حقيبة نسائية قديمة في يدها والتلفون يرن داخله.)

ذهبية: شفتي هاديك زهرا الملعونة سرقاته وخبّاته.

نورا(متأثرة ومصدومة): درت فيها الخير وخدّمتها. حنيت عليها هيا وبنتها وشوفو كيفاش ترد لي الخير. تسرق وتدير لي فضيحة. عمرها ما سرات سريقة في هادا البنسيون.

ذهبية: ما كان لا فضيحة لا والو، طرديها نكارة الخير، وواحد ما شاف ما سمع. أنا ما نهدرش ونسيمة ما تهدرش، (تخاطب نسيمة): ياك نسيمة؟ (لا تجيبها نسيمة.)

نورا(تتحرك باتجاه اليسار): درك نشوف وين راهي هادي الملعونة.

ذهبية: أنا نعرف وين راهي. ارسلتها تشري شوكولا ليّا وليها. قلت مسكينة كاش ما تاكل باش ترضع بنتها.

نورا: شوفي انتيّا واش تخممي وهيّا واش تخمم. مصيبة.

 

المشهد السابع

(تدخل زهرا وهي تحمل لوحيْ شوكولاطة)

ذهبية: هاتي الشوكولا، ما تستاهليش الواحد يدير فيكي خير ياواحد السراقة.

زهرا(مندهشة ومصدومة): أنا؟!

ذهبية: انعم انتيّا، سرقت تلفون نسيمة ولقيناه في حوايجك.

نورا: هكذا احنا نديرو فيكي الخير وانتيّا تسرقينا.

زهرا(متوسلة): بواش نحلفلكم باللي ماشي أنا.

ذهبية: لقيناه في حوايجك، ما تقدريش تنكري.

زهرا: والله العظيم ما علاباليش كيفاش جا التلفون لحوايجي.

نورا(بسخرية): وقيل جا لوحدو يمشي. إنت اللي سرقتيه ياواحد الكذابة والسراقة وزيد بزيادة تحلفي باطل.

       (تدخل نادية)

نادية: واش كاين خالتي نورا؟

نورا: هادي نكارة الخير سرقت تلفون نسيمة ولقيناه في حوايجها.

نادية: هادا ماشي ممكن، ما نصدقش، يكون حد دارو في حوايجها.

ذهبية(بغضب): وانت وين علا بالك، ما كنتيش هنا لما لقيناه في حوايجها.

زهرا(تبكي وتلطم وجهها وتصرخ): يا يمّا العزيزة، أرواحي تشوفي بنتك واش يصرالها. ما عنديش الزهر. راني نكنس ونسيّق ومن بعد يلصقولي تهمة ويقولولي سرّاقة. يا يمّا العزيزة واش درت في عمري. ياريتني نموت ونتهنى. تبكي فتحتضنها نادية.

نورا: بركا ما تنوحي علينا. اجمعي حوايجك واخرجي منا في الحين.

زهرا: فين نروح ياربي أنا وبنتي؟

نورا: اللي خلق ما يضيعش لكن الخبزة نتاعك خلاصت هنا. اللي يسرق ابرة يسرق بقرة. اليوم سرقت تلفون ما نعرفش واش تسرقي غدوة.

ذهبية: انت اللي درتيها بيدّك واللي ضرباته يدّه ما توجعوش.

نادية: أنا نعرف شكون دارو في حوايجها.

زهرا: انتيّا اسكتي يرحم والديك، ما تقولي والو.

نسيمة: علاه؟ خليها تقول إذا كانت عارفة.

زهرا: ما تعرفش؟ ما كانتش هنا. (تخاطب نادية): يرحم والديكي تلتاي بقرايتك، وأنا ليّا رب يسلكني.

نورا: ما سمعتيش واش قتلك، اجمعي حوايجك واخرجي منا في الحين.

نسيمة: لا ياخالتي زهرا. ما تقدرش تخرج حتى يجي البوليس ويهز البصمات اللي على التلفون.

نورا: في خاطري خليها تروح بلا ما يجي البوليس وياخدوها على سركاجي. خلينا من الفضايح يرحم والديك.

نسيمة: أنا حبيت يجي البوليس يهز البصمات باش نتأكد باللي زهرا هيا اللي سرقت البورتابل والا ما شي هيّا.

نادية: نسيمة عندها الحق وانا متأكدة باللي زهرا بريئة.

ذهبية: كيفاش بريئة، ياخي لقيناه في حوايجها. تحبي برهان أكثر من هكذا.

(تدخل أم عبد الرحمن وتتابع ما يجري)

نسيمة: هادا ماشي برهان. البرهان هو بصمات صباعها وإذا ما لقاوش بصمات صباعها يلزم يهزو بصمات كل اللي ساكنين هنا ويعرفو شكون دارو في حوايجها.

ذهبية: واشنو هادي الهدرا السامطة؟ راكي تتهمينا كلنا. أنا ما نقبلش حد يتهمني ولا يهز بصماتي. (تلتفت إلى أم عبد الرحمن): تقبلي انتيّا؟

 

المشهد الثامن

أم عبد الرحمن: أنا نقبل خاطر ما مسيتش تلفون نسيمة. اللي مسّه هوا اللي يخاف.

ذهبية: على مين راكي تمعني يا لاللا؟

أم عبد الرحمن: تتفكري لما قلتي لي لو كان نلصقو تهمة لزهرا حتى يخرجوها من البنسيون وما يبقالهاش حق في السكنة؟

نورا: بصح قالت لك هكذا؟

أم عبد الرحمن: أقسم بالله باللي قالت لي هكذا.

ذهبية(باستنكار): وتزيدي تحلفي يا واحد الكذابة.

أم عبد الرحمن: اللي راهو يكذب ان شا الله ربي يشويه في جهنم.

ذهبية: جهنم ان شا الله تكويكي. (يدخل نذير فتستنجد به): ارواح تشوف كلهم محرشين عليّا.

نذير: واش كاين؟ علاش محرشين عليكي؟

ذهبية: زهرا سرقت تلفون نسيمة ولقيناه في حوايجها وحبو يلصقو التهمة فيّا.

نذير: ما تخافيش، والله اللي يمس شعرة من راسك ننحيلو عمرو، ونوصلها ماشي برك للوالي، نوصلها للي فوق فوق.

 

المشهد التاسع

              (يدخل محافظ الشرطة ومعه شرطيان.)

نورا: مرحبا بيك سيدي الكوميسير.

محافظ الشرطة(بلهجة جادة): المرة الماضية جيت حامل بشارة. هادي المرة لا لا.

نورا: غير الخير.

محافظ الشرطة: عندك ساكن اسمو نذير بو درع؟

نذير: راني هنا سيدي الكوميسير.

محافظ الشرطة: الدار نتاعك في وهران راك دايرها مركز للمخدرات؟

نذير(مستنكرا): أنا! واش من دار؟

محافظ الشرطة: ما عندكش دار في وهران؟

نذير(مرتبكا): عندي شقة صغيرة كريتها لشركة في وهران.

محافظ الشرطة(بسخرية): شقة صغيرة فيها خمس بيوت. عندك عقد الكرا؟

نذير: ما كتبناش عقد.

محافظ الشرطة: امّّالا راك شريك معاهم.

نذير(متوسلا): أقسم لك ياسيدي الكوميسير باللي ما علاباليش بالمخدرات. كريتلهم الدار وخلاص.

محافظ الشرطة: كريتلهم بلا عقد باش تتهرب من الغرامة "الضريبة". وما تعطيش للموثق "كاتب العدل" حقو.

نذير: أنا مخطي ياسيدي الكوميسير. ما نزيدش نكري بلا عقد.

محافظ الشرطة: وكانو يخلصوك بالدينار والا بالدوفيز؟

نذير: كانو يخلصوني بالدوفيز.

محافظ الشرطة: كاريين شقة ويخلصوك بالدوفيز. ما شكـّيتش باللي راهم تجار مخدرات؟

نذير: أقسم لك ياسيدي الكوميسير باللي ما جاش في بالي باللي راهم يخدمو في الكيف.

محافظ الشرطة: والفيلا نتاعك في حيدرة؟

نذير(منكرا): واش من فيلا سيدي الكوميسير؟

محافظ الشرطة: الفيلا اللي كريتها لواحد دبلوماسي ويخلصك بالدوفيز؟

نذير(خافضا رأسه بذل): هادي ثاني على بالكم بيها؟

محافظ الشرطة: معلوم على بالنا بيها ياواحد الطماع. مضروب على الدوفيز. تكري بلا عقد. لو كان الفيلا يعملوها مركز للجواسيس ما يهمكش. المهم تخلص بالدوفيز.

نذير: خلاص ما نزيدش نعاود. نولي نكري بالعقد وندفع الغرامة.

محافظ الشرطة: درك في قضية المخدرات راك شريك، والمحكمة هيا اللي تثبت إن كنت بريء أو مذنب. أما في قضية التهرب من الغرامة "الضريبة" راك مخطي. ارواح معانا. (يضع الشرطيان القيد في يديه ويخرج نذير معهم)

ذهبية(تخاطبه بعد أن يخرج): عندك زوج سكنات وتتزوج بيا وتسكني في هادي الثقبة. حرام عليك.

نورا: البنسيون نتاعنا ولا ثقبة؟ درك تاخدي حوايجك وتخرجي في الحين والا ننادي الكوميسير يهز البصمات ويعرف مين دار البورتابل في حوايج زهرا.

ذهبية(بسخرية): حسبت البنسيون نتاعك قصر خداوج؟ علاش نقعد هنا وعندي زوج ديار. هه، درك ناخد حوايجي ونخرج من هادي الثقبة. (تخرج من اليسار.)

       (تضحك السيدة نورا ونسيمة وأم عبد الرحمن وزهرا)

نورا(تقلدها): درك ناخد حوايجي ونخرج من هادي الثقبة. عندي زوج ديار.

نسيمة: لما بقات السكنة بينها وبين زهرا حبت تنحيها من طريقها باش تبقى السكنة ليها ولراجلها، أنا دخلت الحمام وهيا عيطت لزهرا. قالتلها اشري شوكولا ليّا وليك، ومن بعد دخلت لبيتي وخدات البورتابل ودارته في حوايج زهرا.

أم عبد الرحمن: سبحان الله كيفاش تلاقاو هيَّ وراجلها في زوج كذابين ومكارين.

نادية: حسبت روحها قافزة، الله لا يردها هيا وراجلها.

نورا: كي لاللا كي سيدي. (تعانق زهرا): سامحيني يابنتي، هديك الحيّة غلطتني، صدقتها وظلمتك. مزية نسيمة كانت فايقتلها. حبت تخرجك من البنسيون باش تاخد السكنة، وراجلها عندو زوج سكنات. يالطيف، الناس ما يشبعوش. ارواحي يابنتي تريحي لداخل. (تخرجان وتخرج معهما نادية.)

 

المشهد العاشر

أم عبد الرحمن(تسأل نسيمة): كيف جا في بالك باللي زهرا ما سرقتش وذهبية هيا اللي حبت تتهمها؟

نسيمة: ما جاش في بالي باللي ذهبية تدير هكذا. لكن ما حبيتش نتهم زهرا بلا ما نكون متأكدة.

أم عبد الرحمن: أنا منك كنت صدقت وتهمت زهرا.

نسيمة(تتنهد): على بالك، كانت طفلة اسمها بركاهم في عمرها ستاشر سنة تخدم عندي أنا وراجلي، وفي يوم ما لقيتش الساعة الذهب نتاعي. راجلي تهم بركاهم حوس في حوايجها ما لقى والو. ضربها وعذبها وهيا تحلف مسكينة باللي ما خدات والو. طردها بلا ما نعطوها الشهرية.

أم عبد الرحمن: بالك حلفت باطل، وين على بالك؟

نسيمة: جياتك في الهدرا. الساعة نتاعي لقاها البوليس تتباع في واد كنيس. وشكون سرقها وباعها هناك؟ خو راجلي عمرو عشر سنين كان زاير عندنا في العطلة. شحال بكيت على الظلم اللي درناه في بركاهم. رحت نطلب منها السماح في الحي القصديري اللي كانت تسكن فيه مع امّاليها لقيتهم رحلو وواحد ما على بالو فين رحلو.

أم عبد الرحمن: اللي تخدم في الديار ياحليلها.

نسيمة: ما عندهاش ضمان اجتماعي، ما عندهاش تقاعد، وزيد بزيادة يتعداو عليها.

 أم عبد الرحمن: ارواحي نكملو هدرتنا لداخل. (تخرجان)

(يرن جرس التلفون فتدخل نورا ونادية وترفع نورا السماعة.)

نورا: بنسيون السعادة، شكون معايا؟

سامية: أنا سامية جارة زهرا اللي تخدم عندكم. حبيت نهدر معاها.

نورا(تخاطب زهرا): هادا ليكي يازهرا، جارتك سامية.

زهرا(تمسك سماعة التلفون): واش راكي سامية، غير الخير.

سامية: اسمعي نقولك، المهبول اللي مات عاود حيا وحب يشوفك. اعطيتلو عنوانك.

زهرا: شكون هادا المهبول اللي مات وعاود حيا واعطيتيه عنواني. ما فهمت والو فهميني. ألو ألو، ماراني نسمع والو.

نورا(تأخذ سماعة التلفون من زهرا): ألو. (تخاطب زهرا): ما كانش التلفون، تقطع. واش كاين؟

زهرا: ما علاباليش ما فهمت والو.

 

المشهد الحادي عشر

نادية(تخاطب نورا): خالتي نورا نقولك شكون كان يعطيني دروس في الرياضيات حتى وليت نفهمها؟

نورا: شكون يابنتي؟

نادية (تشير إلى زهرا): هادي الشيخة اللي تقريني الرياضيات.

نورا(مندهشة ومستنكرة): زهرا ! راكي تتمسخري.

نادية: لا لا، ما رانيش نتمسخر. زهرا قرات حتى السنة الثانية في جامعة باب الزوار باش تولي مهندسة لكن لما تزوجت وولات بالكرش تركت الجامعة بالسيف عليها.

زهرا: ياخي قتلك ماتهدريش؟

نادية: درك خلاص ما عندك ماتخافي.

نورا: وعلاش ما قلتيلناش يابنتي باللي راكي قارية كاتبة؟

زهرا: سامحيني خالتي نورا، لو قتلك ما كنتيش خدمتيني. كنت محتاجة للخدمة والسكنة أنا وبنتي، وما كانش ممكن نلقى خير من هادا المضرب. إنتيا وراجلك ناس ملاح وكتر خيركم اللي خدّمتوني وسكنتوني أنا وبنتي. ما ننساش فضلكم.

نورا: الفضل يرجع لربي، احنا ما عنا ما درنا.     

(تطفأ الأنوار.)

 

المشهد الثاني عشر

(تضاء الأنوار من جديد على صالون البنسيون، وفيه السيدة نورا وعمار جالسان يتحادثان بصوت غير مسموع. يدخل علال.)

علال: السلام عليكم.

عمّارو نورا(يقفان): وعليكم السلام.

عمّار(يصافحه): مرحبا بيك.

علال: قلتولي باللي السيدة زهرا هيا اللي بقات من محتاجين السكنة.

نورا: انعم، هيا اللي بقات. لخرين كلهم لقاو السكنة وخرجو منا.

علال: مبروك عليها. تقدري تعيطيلها.

عمّار: أنا نعيطلها. (يخرج عمار من اليسار ويجلس علال على الكنبة.)

       (يدخل منصور من اليمين وهو شاب أسمر في الرابعة والعشرين متوسط القامة، نحيل الجسم، يبدو عليه الإعياء والتعب. يخاطب نورا.)

منصور: صباح الخير.

نورا: صباح الخير. كاش ما تستحق؟

منصور: نحوس على زهرا. قالو لي تخدم هنا.

نورا: شكون انتا؟

منصور: أنا منصور راجلها.

نورا: راجلها مات في اسبانيا من مدة.

منصور: أنا ما متش. اللي كانو معايا ماتو. أنا خداوني للمستشفى وداووني وبريت. البارح رجعوني من اسبانيا.

       (تخرج زهرا مع عمار فتفاجأ بمنصور فترتبك ثم تتحكم في أعصابها.)

نورا(تخاطب زهرا): هادا السيد يقول باللي هوا منصور راجلك.

زهرا(ببرود): راجلي مات لما حرق لاسبانيا بلا ما يقولي والا يشاورني. خلاني وخلى بنتو ترضع ما عندهاش الحليب.

منصور: حرقت باش نكسب دراهم ونقدر نقوم بيكم.

زهرا: وما دام ماشي قادر تقوم بينا علاش تتزوج؟

منصور: أنا كنت في المستشفى وهادا وين بريت. ماذا بيا تعاونيني.

زهرا: أنا كنت تاكلة عليك تعاوني وتعاون بنتك. تعرف واش راني نخدم حتى ناكل ونوكل بنتك؟

نورا: التكال على ربي يابنتي.

علال(يخاطب منصور): جمعية أهل الإحسان عطات السكنة لزهرا.

منصور(مندهشا): هادا خبر يفرح. شحال تسوى هادي السكنة؟

علال(يخاطب زهرا): اعطي لي بطاقة التعريف باش نكتب عقد الدار باسمك.

منصور(يخرج بطاقة تعريفه): هادي بطاقتي. أنا رب العايلة. والدار يلزم تكون باسمي.

علال: لا لا ياوليدي. احنا قررنا نعطو السكنة لواحد من اللي يسكنو في هادا البنسيون. انت ما كنتش هنا وما نعرفوكش. زهرا كانت تسكن وتخدم هنا، والسكنة يلزم تكون باسمها.

       (تخرج زهرا بطاقة التعريف وتعطيها لعلال.)

علال(يكتب اسمها في العقد ثم يعطيه لها): مبروك عليكي الدار، فيها أربع بيوت ومطبخ وحمام، وهادو المفاتح وهادا العنوان.

زهرا: الله يبارك فيك. حبيت نسقصيك؟

علال: سقصي يابنتي.

زهرا: نقدر نسكن في زوج بيوت ونكري زوج باش نعاون روحي؟

علال: تقدري يابنتي لكن ما تقدريش تبيعي الدار قبل عشر سنين. هكذا مكتوب في العقد.

زهرا(بتصميم): ما نبيعهاش ولا بعد ميات سنة. نورثها لبنتي.

علال(يخاطب السيدة نورا وزهرا): أنا نبقيكم على خير.

زهرا: بالسلامة.

نورا: بالسلامة سي علال. (تخرج معه لتودعه.)

 

المشهد الثالث عشر

منصور(مستعطفا زهرا): اصبري عليا وعاونيني حتى نصيب خدمة.

زهرا: الخدمة كاينة للي يحب يخدم. لما نويت نخدم في نهاري صبت خدمة.

منصور: حبيتيني نخدم زبّال وانا كنت نقرا في الجامعة.

زهرا: ولما حرقت واش كنت حاب تخدم هناك؟ وزير؟

منصور: هناك حاجة وهنا حاجة. هناك ما كانش اللي يعرفني.

زهرا: وعلاه أنا لما خدمت نكنس ونسيق كاش ما نقص من قدري؟

منصور: المرا والراجل ماشي كيف كيف. كيفاش نفهمك؟

زهرا: راني فاهماتك. راني نشوف كيفاش العمال الأجانب يجو يخدمو هنا واحنا نتشرطو. نحبو الخدمة اللي ما فيهاش خدمة وفيها دراهم بزاف، ولما ما نلقاوش نقولو رانا بطالين.

منصور: لو كان تسامحيني ونرجعو مع بعض كيما بكري؟

       (تدخل نورا من اليمين فتستمع إلى ما تقوله زهرا.)

زهرا(بإصرار): أنا ما نرجعش ليك حتى تصيب خدمة. أنا حابّة راجل نتاع الصح نقدر نتكل عليه يحميني أنا وبنتي. إذا قدرت تكون هادا الراجل تصيب عنوان السكنة عند خالتي نورا، وانا وبنتي تصيبنا نستناوك. وإذا ما قدرتش الله غالب ربي يسهل عليك. (ينظر إليها مليا ويخرج من اليمين فتقول): روح بالسلامة.

نورا: يعطيكي الصحة زهرا ما ظنيتكش فحلة هكذا.

زهرا: تقولي شم ريحة الدار جا يجري، وأول ما سقصى: شحال تسوى هادي الدار؟ وقيل حب يبيعها ويحرق بدراهمها.

نورا: لا لا. نظن اخدا درس وراني متأكدة باللي يصيب خدمة ويجي يلتا بيكي وببنتو.

زهرا: نقولو ان شا الله.

 

المشهد الرابع عشر

(يدخل صالح بو لعيون وسعيدة.)

صالح: السلام عليكم.

نورا وزهرا: وعليكم السلام.

صالح: جينا نقضيو شهر العسل معاكم في البنسيون. رانا نسقمو دار سعيدة ونصبغوها وجينا هنا إذا تقبلونا.

نورا: مرحبا بيكم. (تزغرد): درك نروح ندير لكم البيت خاطر زهرا حبست الخدمة.

زهرا: لا والله غير أنا اللي نديرها. (تزغرد.)

سعيدة: وانا نجي نعاونك.

نورا: خليكي انتيا مع راجلك وانا اللي نعاونها.

       (تقف سعيدة في مواجهة صالح وتعزف الموسيقى في الخلفية موسيقى الأعراس. تُطفأ الأنوار.)

 

المشهد الخامس عشر

(تُضاء الأنوار من جديد. تدخل نادية من اليمين.)

نادية(تنادي): خالتي نورا.

       (يخرج رفيق.)

رفيق(فرحا ومرحبا): أهلا نادية. والله غير توحشتك.

نادية: حبيت نشوف خالتي نورا، توحشتها.

رفيق(بلهجة ماكرة): توحشتيها والا توحشت وليدها؟ على بالك باللي دايما نخمم فيكي؟ تعرفي واش معناها اللي يخمم في واحد ليل نهار؟

نادية: معناها باللي راهو مهبول ويلزم يرفدوه للسبيطار.

رفيق(معاتبا): هكذا أنا نقول لك توحشتك وانت تقوليلي مهبول؟

نادية: هادي الهدرا توحشتني وتوحشتك نخلوها بعد البكالوريا. درك ارواح تعطيني درس إنجليزية خاطر بديت نفهمها شوية بعد الدروس نتاعك.

رفيق(متباهيا): يعني أنا مخ؟

نادية: بركا ما تزوخش بروحك، على بالنا باللي راك مخ. (تجلس على الطاولة وتفتح الكتاب.) يالله ياسي مخ. Come here please. فهمني في هادا النص.

 

موسيقا وستار