الكاتب الجزائري عبد الله خمّار لـ"الأحداث":

"لا يوجد في الجزائر كاتب محترف يعيش على كتبه"

حاورته: فاطمة حمدي

 

قال الكاتب الجزائري عبد الله خمّار إنه ليس هناك كاتب جزائري يعيش على كتبه، باعتبار أن هذه الأخيرة لا تجلب دخلا ماديا يكفي حتى لسد مصاريف النشر. فحسبه، على الكاتب أن يمتهن مهنة أخرى يعيش عليها غير الكتابة. وأضاف المتحدث في تصريح لـ"الأحداث": "كل الكتاب الجزائريين امتهنوا في حياتهم مهنا غير الأدب والطاهر وطار أكبر مثال على ذلك".

ويواصل خمّار: "وضع الكاتب خارج الجزائر أحسن حالا من نظيره داخلها، والسبب يعود إلى مشكل المقروئية"، حيث اعتبر المتحدث أن المشكل الأساسي الذي بات عائقا في وجه الأديب هو المقروئية التي باتت ـ حسبهـ متدنية خاصة في الجزائر، بالإضافة إلى مشكلتي النشر والتوزيع، حيث يقول: "لكي يجني الكاتب دخلا ماديا من وراء كتبه عليه أن يحقق نسبة مبيعات عالية تمكنه من تغطية مصاريف الطبع والنشر والتوزيع وهذا من المستحيل أن يتحقق عندنا".

وأرجع خمار سبب تدني مستوى المقروئية في دول العالم الثالث وبلادنا تحديدا إلى طغيان الحياة المادية بالإضافة إلى غلاء الأسعار، كما وجه الكاتب الاتهام إلى الأولياء الذين أهملوا أبناءهم ولم يعودوهم على المطالعة التي يعتبر التعود عليها عاملا أساسيا في حل المشكل. كما شدد المتحدث في السياق ذاته على ضرورة اتباع منهج مغاير في تدريس هذه المادة وإدراجها والاهتمام بها في المنظومة التربوية، كما اعتبر المتحدث أن القارئ هو من يصنع الكاتب، فحسبه، هناك الكثير من المواهب تنطفئ وتتوارى بين طيات الإهمال الاجتماعي لها حيث يقول: "هنا يبرز دور الإعلام حين يبرز عمل كاتب جديد ويلقي عليه الضوء فيلفت إذا إليه الانتباه".

أما عن تقييمه للمشاركة الجزائرية بالصالونات الدولية والمعرض الدولي المقام بالجزائر هذه السنة، قال: "أنا شاركت بالمعرض الدولي بالجزائر، وما عرض من أعمال كان راقيا وفي مستوى الحدث، بالإضافة أنني أريد أن أنوه بنقطة مهمة ألا وهي المكان الذي أقيم به الصالون، والذي اعتبره الكثيرون غير ملائم، فأنا لا أرى مكانا أنسب للصالون من مركب محمد بو ضياف، ذلك أنه قريب من الجامعات بالإضافة إلى أن النقل متوفر".

وأما عن قضية النشر أكد خمّار بأنها ليست بيد الكاتب والصعوبات التي يواجهها المبدع لا تدخل في اختصاصه حيث يقول: "طالما هناك الأنترنت لا يوجد مشكل". ويواصل: "أفضل أن أضع رواياتي وإصداراتي الجديدة بالأنترنت حتى يأتي دورها في النشر وفي انتظار الدعم من وزارة الثقافة".

    تجدر الإشارة إلى أن عبد الله خمّار سبق له وأن نشر روايات على غرار تلك التي صدرت عن دار القصبة "بدعم من وزارة الثقافة" والموسومة بـ "كنز الأحلام"، بالإضافة إلى "محطات عاطفية في رحلة العمر" و"أغاني المحبة للأم والمدرسة". كما نشر على حسابه رواية "جرس الدخول إلى الحصة"، بالإضافة إلى تعامله مع دار الكتاب العربي من خلال كتاب "فن الكتابة: تقنيات الوصف"  وأعمال أخرى نشرت على الأنترنت على شكل حلقات متسلسلة.

 السبت 26 ديسمبر                      2009 العدد                                            2321